بقلم آشور بيث شليمون
أصداء خاطفة على ملاحظات الأخ هنري بدروس كيفا !
20 / 04 / 2015
http://nala4u.com
كتب السيد هنري بدروس كيفا:
تعليق على ملاحظات السيد اشور شليمون
لقد ورد في هديتك بعض المعلومات الخاطئة و الغامضة و التي انت
تتعمد في نشرها مثل تعبير ” في اللغة الآشورية السريانية اليوم.”
إن الآشوريين يعتبرون الشعب الحضاري والرئيسي لا في بيث نهرين على حدة، بل في كل الهلال الخصيب والشرق الأوسط عموما وللتأكيد على ذلك ما عليك أن تقرأ ما جاء عن شعبنا الآشوري وعلى لسان أستاذين سوريين واللذين ترجما كتاب ” عظمة آشور/ THE MIGHT THAT WAS ASSYRIA ” وهما كل من الأساتذة خالد أسعد عيسى وأحمد غسان سبانو، للكاتب المستشرق الذائع الصيت ” هاري ساغز”.
ومن المعروف وبدون أي شك، أن الشعوب لها لغة وليس من المعقول أن شعبا كشعب آشوري أو أي شعب أن يولد ” أبكما ” كي يختار لغة الاخرين كما يحلو لك تمرير هذه النظرية الخاطئة هذا من جهة ومن جهة أخرى قد تعوض بعض الشعوب الضعيفة بلغة الغالب كما حصل أن العرب فرضوا لغتهم على معظم الشرق الاوسط ومن ضمنهم آراميوك ونفس السيناريو حصلت لشعوب قوية اخرى مثل الإنكليز والإسبان والفرنسيين وغيرهم كثيرون الذين فرضوا أو للضرورة اتخذت لغاتهم الشعوب المحكومة.
كما انه قلما تجد شعبا ضعيفا الى درجة لم يستطع أن يوحد صفوفه في تاريخه الطويل رغم كثرة عدده مثل الشعب الآرامي، كي يفرض لغته على الآخرين وكأنك تقول ” الأيرلنديون ” فرضوا لغتهم على الإنكليز وهي فرضية خاطئة، ولكن الذي حصل هو العكس.
السيد هنري بدروس كيفا:
اولا – الشعب الأشوري القديم كان يتكلم اللغة الأكادية و كان يسميها
اللغة الأكادية ، اما إخوتنا من السريان المشارقة فهم يتكلمون اللغة
السريانية و إسمها العلمي كان و لا يزال ” اللغة السريانية الأرامية”.
آشور بيث شليمون:
من المعلوم، أن شعوب الهلال الخصيب جميعها كانت لغتهم واحدة، والتي عرفت من قبل المستشرقين ب” السامية ” وبالإضافة الى ذلك كان هناك أخذ ورد بينها وعلى سبيل المثال عندما الدولة الأكادية استخدمت في الكتابة الإصطلاحات السومرية، الشعوب الأخرى والمحيطة فعلوا نفس الشيء وعلى سبيل المثال البابليون الآشوريون، الإبليون والكنعانيون/ أوغاريت.
اما بالنسبة للغة الآرامية، التي ظهرت لاحقا لقد استخدمت الكتابة السينائية أي الكنعانية وهم بدورهم عرفوها لشعوب الجوار وعلى سبيل المثال شعوبنا البابلية والآشورية والكلدانية .
وبما أن هذه الثورة الكتابية أي ” ألفبائية الجديدة ” الكنعانية وصلت في وقت كانت الأمبراطورية الآشورية والبابلية الجديدة قد سقطتا وكل ما يمكن قوله في هذا الصدد ليس بالمستبعد كانت هناك محاولات لتعويض الكتابة المسمارية بها .
كما أنه تلك الشعوب لم تتكلم بالآرامية وهنا أكبر شاهد على ذلك انه للآن لم يظهر كتابات آشورية ذات قيمة بهذه اللغة المزعومة وكل ما وجد في نينوى كان مكتوبا باللغة الآشورية والكتابة الإسفينية/ المسمارية والتي اجدادنا أسموها ” ܟܬܝܒܬܐ ܟܘܡܪܝܬܐ ” .
وإذا كان بحوزة المدعين بكتابات آرامية للآشوريين ليتفضلوا بها للملأ وإلا رجاء عدم التشبث بها والتي لن تخدم إلا التشويش، وزد على ذلك كما قلنا حتى الآراميين أنفسهم لم يجدوا الدارسين والمستشرقين في اللغة الارامية المادة الكافية لتقييمها ووضع قواعد لها .
أما بالنسبة للغة الآرامية، أنه ظهرت هناك لهجات لا حصر لها وكل واحدة نوعا ما تختلف عن الأخرى حتى كتابيا، وبالإضافة الى ذلك ليس هناك كتابات كافية حيث بإمكان الفرد حتى أن يتعرف على قواعدها الكتابية ما عدا عدة أسطر على قبور الموتى هنا وهناك أو أشياء بسيطة ومختصرة للتمكن دراستها وهذا ما جاء به مدرس اللغات السامية في مصر الأستاذ أ. ولفنسون.
أما بالنسبة للغة ” السريانية ” فهي لغة حديثة قامت على أنقاض اللغات السامية في الهلال الخصيب حيث كانت ” المسيحية ” و ” الكتابة السينائية ” عاملا موحدا لها . وبقدر ” السريانية ” تغدو لك آرامية، فهي عندي المتحدث بها تغدو ” آشورية ” وبذلك كمتحدث بها الى الآن لي الحق كل الحق تسميتها ما شاء وهذا ما فعلت، بل أنت من الخزي والعار تدافع عن لغة وهمية والتي تسميها ” آرامية ” في وقت أنت تجهلها ولا تنطقها بالمرة.
أضف الى ذلك، إذا تظن اللغة السريانية هي الآرامية نفسها، بالله عليك لماذا تحشر السريانية في كل مرة تذكر الآرامية، أليس هذا مدعاة افلاسك كون اللغة الآرامية لغة غير متداولة اليوم أسوة بباقي شقيقاتها البابلية الآشورية، الكنعانية الفينيقية، الإبلية الامورية، الأرامية والكلدية!
والخلاصة، قبل هذه الوحدة اللغوية، كانت لغات الشعوب المنوه عنها في الهلال الخصيب تحتفظ بأسمائها المحلية ولكن بعد القرون الأولى للمسيحية فقدت هويتها كي تندمج في اللغة الجديدة ” السريانية ” وبناء على ذلك من الأفضل وأكثر دقة عندما التحدث اليوم لغويا، الأفضل لشعوبنا الإستخدام ” السريانية ” ولا التسميات المحلية الأخرى وأفضل تأكيد على ما أقول لو ان اللغة الآرامية هي ” السريانية الآرامية ” هل بوسع هؤلاء دعاة اللغة الآرامية أن يشرحوا لنا لماذا يحاول سكان معلولا البحث عن آلية الكتابة في وقت أصحاب اللغة الآرامية هذه وفي هذه الحاضرة الآرامية اليوم في حيص بيص؟ لا يعرفون ماذا يعملون أو لماذا يقف دعاة الارامية الجدد مكتوفي الايدي حيال هذه الأزمة التي تمر بها معلولا قلعة اللغة الارامية اليوم؟
على كل إذا كان بوسع البعض القول ” السريانية الآرامية ” إذا، ما الذي يمنع كآشوري أن أقول ” السريانية الآشورية ” أو ” السريانية الكنعانية ” الخ …!
السيد هنري بدروس كيفا يقول:
ثانيا – إسم الشام و شمأل
لا يوجد اية علاقة بين الإسمين : تسمية بلاد الشام هي تسمية
عربية إنتشرت بعد دخول العرب الى سوريا و التسمية سمأل الآرامية
قد إندثرت بعد إحتلال الأشوريين للممالك الآرامية في نهاية القرن
الثامن قبل الميلاد . لا يجوز ان نطرح نظريات بدون نصوص تلقي
الضوء على الأحداث او التسميات الجغرافية
.
آشور بيث شليمون:
إن هذا القول بالأصل ليس لي بل مأخوذ من مؤلف كتاب اللغات السامية ومدرسها في مصر الأستاذ ” أ. ولفنسون ” ولكن لست جازما كي تعني ” الشمال ” كما تدعي.
السيد هنري بدروس كيفا يقول:
ثالثا – اللغة و الأبجدية الآرامية في سمأل .
لقد ترك لنا الآراميون نقوش عديدة في سمأل : النقوش القديمة
من القرن العاشر قبل الميلاد كانت باللغة الكنعانية المتأثرة باللغة
اللوفية . اما نقش بر ركب فهو باللغة الآرامية و الأبجدية الآرامية
و ليس ” لهجة آرامية قديمة ” كما ذكرت .لقد أسس الآراميون عدة
ممالك في سوريا القديمة و الجزيرة ( بيت نهرين) و كان لكل مملكة
ابجدية آرامية مختلفة قليلا عن بقية الممالك و لكن اللغة الآرامية
هي واحدة !
آشور بيث شليمون:
نعم، هناك من يدعي ذلك، ولكن هناك من يربط هذه المملكة بالكنعانيين ومن ثم البعض وأنت منهم يظن أن تدمر ” آرامية ” شيء لم يقله احد كما انهم كتبوا ابجدية مغايرة وحتى لغويا حيث مليئة بالعبارات اللغة الرومانية الخ .
السيد هنري بدروس كيفا يقول:
رابعا – سوريا كانت آرامية بسكانها و حضارتها .
لقد إشتهر الآراميون بصمودهم ضد المحتلين الأشوريين و قد أسس
الآراميون عدة ممالك مستقة منذ حوالي 1200 قبل الميلاد . بعض
ملوك الآراميين – مثل بر ركب – قد تحالفوا مع الملوك الأشوريين
للمحافظة على ملكهم . إن تعبيرك ” يتضح من هذا النقش أن أسرة بر ركب كانت تحكم منطقة شمأل التي كانت من المناطق الشمالية لسوريا الآرامية تحت السيطرة العامة لملوك آشور” بحاجة الى بعض التوضيح
فإن إحتلال الأشوريين للممالك الآرامية قد تم في نهاية القرن الثامن
و لم يدم إلا حوالي 120 سنة !
آشور بيث شليمون:
مع احترامي الكبير لك، شخصيا لا تستطيع تاريخيا، ومنطقيا وأخلاقيا أن تعمم ” الآرامية ” على سوريا، لأن التسمية السورية جاءت من التسمية اليونانية لكل الهلال الخصيب ” آشوريا، أسوريا Assyria ” في البداية كتسمية جغرافية نظرا للهيمنة الآشورية، ولكن سرعان ما غدت التسمية الحالية ” سوريا ” لسوريا المعروفة الكبرى والتي تضم لبنان، فلسطين والأردن أيضا. لذلك لا يجوز أن تطلق او تفرض الآرامية على شعوب هذه المنطقة التي كان سكانها من الكنعانيين، الفينيقيين، الإبلويين، العموريين والعمونيين والعبرانيين.
بفعلك هذا تنهج الأسلوب العروبي الشوفيني لا غير !! أما إذا كانت حجتك انه هناك ” آراميون ” هناك الآخرون يقولون هناك ” الفينيقيون، الكنعانيون، العموريون، والعبرانيون والإبليون/ إيبلا ” أيضا.
والخلاصة، يمكن أن يكون ممالك عدة لهذه القبائل المبعثرة الآرامية ولكن خلاصة القول لم يكن لها دور حضاري مرموق في المنطقة وكل ما هو معروف عنهم هو من الحوليات الآشورية أنهم عناصر مخربة حتى بابل قبلت ” الإنتداب الآشوري ” لحمايتها من القبائل الآرامية والكلدانية .
ومن ثم لا يمكن ان تفرض نظريات من العدم، حيث كل من يستشهد عن الآراميين والكلدانيين وغيرهم يعود الى حوليات ملوك الآشوريين، إذا كان الآراميون الشعب الوحيد في الهلال الخصيب، هل تدلني ما تركوه من إنجازات وما قالت حولياتهم ؟! طبعا الجواب سلفا لا شيء في وقت مع الأسف يحاولون محو وحذف وجود شعبنا الآشوري .
وأفضل تشبيه للجموع الأرامية هو حضور القبائل العربية اليوم الذي حل محلهم من الشمر، الجبور، العنزة، الطي وغيرها. فكما هذه العشائر ليس لها دورا رياديا في سوريا كذلك كان شأن الآراميين مع كل احترامي.
السيد هنري بدروس يقول:
لقد إستطاعت القبائل الكلدانية الآرامية ان تبعد الأشوريين من بلاد
أكاد سنة 625 ق.م ثم القضاء عليهم بمساعدة الميديين سنة 612 ق.م
لقد صبغ الآراميون سوريا القديمة بحضارتهم و لا تزال الاسماء
الجغرافية للمدن و القرى تشير الى أجدادنا الآراميين
.
آشور بيث شليمون:
كما هو في الكتاب المقدس كل الدول مهما تكون عظيمة نهايتها السقوط، إلا مملكة الرب حيث لا يقوى عليها أحد.
لذلك، نعم الأمبراطورية الآشورية سقطت ولا بد أن يكون هناك عوامل، ولكن الآراميين رغم تحايلهم دوما حيث وقفوا مرة مع الميديين والكلدانيين، سرعان ما انقلبوا عليهم كي يكونوا في حلف الفارسي الذي أسقط ” بابل ” هي الأخرى .
ولكن المهم، أن الشعب الآرامي لم يلعب دورا هاما كما قلنا ولم يكن له حتى ذكر في عهود اليونان والرومان اطلاقا .
إن الرومان إذا ذكروا ” سوريا ” والذي كانوا يعنون به سوريا الكبرى ولا بلاد آرام ، وأفضل مثل على ذلك أن الإحصاء الروماني كان في اقليم سوريا الذي كان يضم فلسطين .
أما أسماء المدن والقرى يمكن أن تكون آرامية والنفس الشيء في بلاد آشور وبيث نهرين كانت أسماء المدن والقرى بابلية، آشورية وسومرية.
كلمة ختامية:
إنني أكتب بقدر كبير من الدقة والحفاظ والتمسك بالحقائق كما أراها، وبصدر رحب أحترم كل ناقد كي يقول ما يحلو له. ولكن أرفض الوصاية وفرض الأفكار على الآخرين، وإذا كان الأسلوب هذا يدل علي شيء فيعني عدم احترام الآخر حيث هم لهم الحرية أيضا التعبير عما يرونه مناسبا وإن كان هناك من لا يوافقهم في الرأي .
آشور بيث شليمون
*************************************************************
تنويه; موقع http://nala4u.com يتبنى التسمية الاشورية