تاريخ الآلات الموسيقية القديمة في غرب آسيا ودور الآشوريين الفريد فيها!

بقلم آشور بيث شليمون
تاريخ الآلات الموسيقية القديمة في غرب آسيا * ودور الآشوريين الفريد فيها!

11 / 04 / 2015
http://nala4u.com
في صيف عام 1977 لقد قمت بزيارة الى بريطانيا لمشاهدة  بعضا من  الأقرباء والوقوف على معالم بريطانيا كما يسمونها العظمى.

وفي  زيارتي لبعض من  الأماكن المهمة في لندن ومنها كان المتحف البريطاني حيث في هذا المتحف جناح خاص بالحضارة الآشورية وبوجود ثيران وأسود مجنحة عديدة فيه مما أدخل في نفسي العزة والفرحة بدون حدود.

وفي المتحف هذا مكتبة وجدت فيها من الكتب التي استرعت انتباهي ومنها كتاب تحت عنوان : Ancient Musical Instruments of Western Asia by Joan Rimmer
الكتاب هذا هو من الورق المتوسط المصقول وعدد صفحاته 51 صفحة بالإضافة الى ملحق عدد صفحاته 13 وهو عبارة عن صور للآلات الموسيقية القديمة المتنوعة ولكن الاهم فيه هو ما تركه لنا أجدادنا الآشوريين من صور جدارية للفرق والآلات الموسيقية العديدة شيئا يبعث فينا الفخر والإعتزاز.

شخصيا، لست ملما بالموسيقا، ولكن هذه الصور رغم عدم وجود في ذلك الزمان – الحركات الموسيقية المعمولة بها اليوم والتي تسمى النوتات الموسيقية Notes  وليس باستطاعتنا معرفة الألحان المستخدمة في ذلك الزمان السحيق ولكن دون شك أن تلك الألحان ورثها شعبنا الى يومنا هذا وأكثر آثار  وجودها سيكون حتما في الترانيم الدينية أو في الرقصات الشعبية الآشورية التي نمارسها اليوم بكثرة .

ورغم أن تاريخ الموسيقا يبدأ من سومر كما قال  Samuel Noah Kramer  التاريخ يبدأ من سومر ولكن يمكننا القول  أن شعبنا الآشوري لعب دورا مهما ورياديا فيها وهذا الكتاب رغم قلة صفحاته ولكن بكثرة معلوماته تبعث في أي شخص آشوري الفخر والإعتزاز حيث ينفرد الكتاب بأربعة عشر صفحة عن بلاد آشور/ Assyria   لوحدها .

طبعا معظم الآلات قديمة وليست كما نشاهدها اليوم نظرا لمرورها حقبة أكثر من 4000 آلاف عام من التطور الهائل ولكن من المؤكد كانت هذه الألات رغم بساطتها إذ كانت تؤدي أدوارا مهمة في حياة شعوب المنطقة وخاصة في حياة شعبنا  الآشوري.

إن الرحالة المغربي ابن بطوطة يذكر عن زيارته لبغداد حيث هناك كرسي الخليفة العربي المسلم وشاهد بأم عينه خروج موكب الخليفة إذ تتقدمه الموسيقا شيئا لم يجده في كل البلدان التي قام بزيارتها وهذا دليل للدور الهام الذي لعبه اجدادنا في الموسيقا وتفعيلها في هكذا مناسبات مهمة.

وانا أتذكر جيدا عندما كنت صغيرا في  السن بمنطقة الخابور من اعمال الجزيرة السورية وكان والدي مختار القرية وازمع الجميع لفتح قناة من نهر الخابور ومحاذية له قرابة أكثر من كيلو متر لسحب المياه من النهر الذي كان امامه سد ܣܟܪܐ  مرتفع اكثر من مترين وبذلك  سير القناة هذه المسافة مع النهر تجعل المياه المسحوبة قادرة لإرواء أراض شاسعة والواقعة جنوب القرية . وبينما والدي يراقب اهل القرية بعدد كبير من الشغيلة وهم يحفرون ويرمون التراب الى الجهة الاخرى كل هذه العملية كان صوت الطبل والمزمار يشنف الآذان مما يجعل الناس فرحين بهكذا عمل شعبي ويزيد من همتهم ويزيل اعياءهم .

ومن الأشياء الطريفة التي ذكرها هذا الكتاب:  رسالة من الملك الآشوري شمشي حدد/ أداد (1813 – 1781 ) قبل الميلاد والتي كتبهاالى ابنه ( حيث كان حاكما لولاية أخرى ) مقترحا ارسال بنات يهدوم لم/ Yahdum – Lim  الى القصر في العاصمة الآشورية شباط انليل ** كي يدربوا على الموسيقا.
كما هناك رسالتان أخريان أن الموسيقا الحربية قد وثقت في الحوليات والجداريات الآشورية وبمرافقة حتى ببعض المطربين في مثل هذه المناسبات .
…………………..
*Joan Rimmer, Ancient Musical Instruments of Western Asia in the British Museum , 1969
**  شباط انليل من العواصم الآشورية القديمة اليوم في محافظة الجزيرة السورية شرق مدينة القامشلي .

آشور بيث شليمون

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, الفن الآشوري, ثقافة, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.