غزوة داعش الجديدة ضد الآشوريين في الخابور

بقلم د.جميل حنا
غزوة داعش الجديدة ضد الآشوريين في الخابور

26 /02 / 2015
http://nala4u.com

غزوات المنظمات الإرهابية وهجماتهم وأفعالهم البربرية في العراق وسوريا ضد المسيحيين أصبحت احدى السمات المميزة لأكثر من عقد من الزمن. والغزوة الحالية على الآشوريين في الخابور يدخل ضمن مسلسل يكاد لا ينقطع ويتكرر السيناريو ذاته بأختلاف الموقع.كانت الغزوة الهمجية التي أرتكبت ضد أبناء الأمة الآشورية بكل تسمياتهم وإنتماءاتهم الكنسية في نينوى في 10حزيران من عام 2014.هي بدورها أحدى العمليات الإرهابية المرتبطة بسلسلة تاريخية طويلة تعود جذورها إلى موروث القيم الثقافية والعقيده الأيديولوجيا التي لا تقبل الآخر الذي يخالفها الرأي في معتقداتها العنفية ونمط عيشها.ولذا ترى هذه المنظمات الإرهابية كل من يخالفها في عقائدهم وثقافتهم فهم يستحقون الموت حسب شرائعهم.أضافة إلى قتل البشر فهم يدمرون كل المظاهر الحضارية من الكتب التي تضم في صفحاتها كنوزالمعرفة والإيمان عبرآلاف السنين,تجمع هذه الكنوز الثمينة من قبل الإرهابيين بعدما يستولون عليها وتحرق خلال ساعات من الزمن.تدمر وتحرق أيضا دور العبادة وخاصة كنائس وأديرة المسيحيين, ويتم تدمير الرموز الحضارية مثل التماثيل والآسوار التاريخية,كما أظهرت الأفلام التي نشرها تنظيم داعش الإرهابي ما فعله في نينوى حيث دمر الإرهابيين رموز الحضارة الآشورية الموجودة في متحف موصل وتدمير أجزاء من سور المدينة القديم.الإرهابيون هم ضد كل القيم الحضارية والثقافية والإنسانية,وضد التطور والتقدم وضد حقوق الإنسان والحرية فهم يسعون بعودة المجتمعات إلى عهود الظلام.
إن الجرائم التي أرتكبها هذا التنظيم الإرهابي في العراق بالتواطىء مع قوى محلية وتخاذل من قبل المجتمع الدولي ترك أثرا مأساويا على المسيحيين في العراق.وما زال حتى اللحظة مستمرفي جرائم الإبادة لإنهاء كيان أبناء الأمة الآشورية حيث ينفذ أجنداته الإجرامية الخاصة به من أجل إخلاء العراق وسوريا من سكانها الأصليين.
وما يحصل في هذه الأيام ضد الآشوريين في الخابور يندرج في إطار هذا المخطط الإجرامي ,وقد تطرقنا في العشرات من المقالات إلى المعانات والمذابح التي تعرض له هذا الشعب عبر عهود طويلة.ولكن اليوم نحن نقف مذهولين أمام صمت العالم المخزي بالرغم من التطورالعلمي الفائق الذي توصلت إليه البشرية ولكن بمقدار التطور العلمي الذي تحقق خلال قرن من الزمن إلا أنه حصل بالمقابل إنحدار في القيم الأخلاقية لدى قادة العالم وصانعي القرارات السياسية في العالم.وبالرغم من كل المواثيق والمعاهدات والمؤسسات العالمية التي تأسست على أساس القيم الإنسانية إلا أنها لم تنفذ.
وكما أسلفنا سابقا الشعب الآشوري يتعرض إلى كارثة حقيقية بعد غزو قراهم في الخابور من قبل تنظيم داعش الإرهابي, قتل حتى الآن عشرة أشخاص وعدد المخطوفين حسب أخر الأخبار بلغ عددهم ما يقار ثلاثمائة وثمانون إنسانا بين طفل وأمرأة ورجل.أن حياة جميع هؤلاء في خطر شديد لأن هذا التنظيم الإرهابي لن يتوانى في قتلهم أو ذبحهم حسب شرائعهم الظلامية التي يؤمنون بها في أي لحظة. والساعات والأيام القليلة القادمة ستكون أكثر سوادا بالنسبة لأبناء الأمة الآشورية والمسيحيين بشكل عام في كافة بلدان الشرق الآوسط.
إننا نناشد كل الشرفاء في العالم أن يرفعوا صوتهم عاليا وكلا من موقعه الخاص أن يعمل لمنع إرتكاب المذبحة بحق هؤلاء الناس الأبرياء المسالمين في بيوتهم.
في حين نطالب المجتمع الدولي القيام بواجبه حسب القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية لإنقاذ حياة المخطوفين, والقيام بعمل عسكري جدي على الأرض.ونعتقد بأن كل الأمكانات متوفرة لإنجاز مهام خاصة من إجل إنقاذ حياة هؤلاء جميعا.إلا أنه سنحمل المسؤولية إلى الدول صاحبة القرارات الدولية والأقليمية والقوى المحلية إذا حدث أي مكروه لهؤلاء الناس الأبرياء.

د.جميل حنا
2015-02-26

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.