بقلم شذى توما مرقوس
لِلرِيح ….. عَنْ وطَنٍ يَنْأَى
14 / 01 / 2015
http://nala4u.com
يارِيحُ ….
يارِيح ……..
هَلْ جاءَكِ الخَبَر
عَنْ وطَنٍ ما هَدأَ فانْقَضَم
عانَتِ الرِيحُ جَوَاباً :
ما كُتِمَ سِرٌّ
إِلاَّ وانْفَضَح
عِراقيٌ هو هذا الشَجَن
ــــــــ
لِلرِيحِ أَقُولُ عَنْكَ
هي تَسْرُقُ التَمْتَمات
والأَسْرارَ والعَلَن
لاتَحْفَظُ مِنْها
لا تَكْتُمُ هَمَّاً
تَنْثُرَهُ حَيْثُ حَلَّتْ
ذاكِرَتُها أَمَد
ـــــــ
ورويداً …. رويداً
يَنْبَجِسُ القَلْبُ عَمَّا إِلَيْك ….
في سَقَطاتِك مَوْجُ عِتَابٍ مِنْ مُحِبِّين
هلاَّ نَظَرْتَ وآسيْتَ الجِرَاح
فسُميل على المَدَى تَنْزُف
وسيفو على الصلِيب
لالِش اشْتَكتْكَ
ويُوحنا اسْتَغاث
دُرْتَ فانْسَلَّ عَنْكَ فِرْعونك
يامُوسى لكَ البَرِيَّةُ لك
عُدْتَ فكرَّرْتَ البطُولَة
بأُسِ جَذْرٍ لِنَسَبِ الفُرْس
لا ما كفَتْكَ الآثام
خَلْفَ كُلِّ رِيشَةٍ حَمْراء انْطَلَقْت
تَسْتَأْصِلُ عَنْها الحيَاة
حَتَّى عَنَّتْ لكَ شَمالُك
فكانَتْ حلَبْجَة أَزِيزُ آثامِك
كرٌّ وكرٌّ
في الجَنُوب
كرٌّ وكرٌّ
تُلاحِقُ طوائفَك
وكرَّةٌ أُخْرَى وأُخْرَى
على المَسِيحيين
قَتْلٌ على الهَوِيَّة
تَرْويعٌ
خَطْفُ النِساء
اعْتِداءاتٌ
تَهْجِير
إِنْكارُ إِيمانٍ
أَوْ دَفْعُ الجِزْيَةِ صاغِرين
ثُمَّ يَتَسَاءلون فاغِريّ الأَفْواه دَهْشَةً
لِماذَا يُغادِرون ؟
ويَتَعجَّبُ صَفِيقٌ فيكَ فيَزْهو بِكُرْهِهِ لَهُم
ويَقُول :
هُم نَصَارى ، خَونَة ، نَجِسِين
يَأْكُلُون مِنْ خَيْرَاتِ هذا الوَطن
ومِنْ نَهْرِيهِ يَشْربُون
ومآلهُم بِأَحْضانِ الغَرْبِ يَرْتَمُون
كأَنَّ كُلَّ مَنْ قُتِلُوا وفُقِدوا
في حُرُوبٍ جِزَاف
لامَعْنَى لَها ولا ضَرُورَة
تَحْتَ رَايَةِ الله أَكْبَر
ما ثَقَبُوا بُؤْبُؤَ عَيْنَيْهِ
ولا آمَن
نَارُكَ يا وَطَن
بَطَشَتْ بِكُلِّ المُخْتَلِفين
وأَلَمِي لِحيَواناتٍ
لاذَنْبَ لَها مِنْ كُلِّ هذا الهَمّ
غَيْرَ أَنَّ حَظَّها أَطاحَ بِها
لأَرْضٍ كارِهة
غَيْر رَحِيمة
ولَمْ تَحْصِدْ غَيْرَ الإبَادَة
أَجَارَكَ العِلْمُ ياوَطَن
أَجَارَكَ العَقْلُ ياوَطَن
أَجَارَكَ الحُبُّ ياوَطَن
أَنْتَ نَابِذٌ لِلكُلِّ
لاتُحِبُّ المُخْتَلِفين
لكِنَّهُم أَحبُّوكَ
نَأَى …. يَنْأَى
تَصْرِيفُ أَفْعالٍ
أَجَارَكَ الحُبُّ ياوَطَن
لا تَنْأَى عَن المُخْتَلِفين
ـــــــــــــــــ
ضَوْءٌ لكَ ومَحَبَّة
ياوَطَناً أَلْغَى كُلَّ المُخْتَلِفين
وأَبْقَى على دِينِ الدَوْلَةِ الرَسْمِيِّ
وعلى الهَوِيَّةِ الواحِدَة في الدِينِ
وعامَاً سَعِيداً
إِنَّني بِجَرِيرَةِ الحُبِّ إِثْماً تَنَاسيْت
إِنَّكَ لا تُطِيقُ التَوارِيخَ المِيلادِيَّة
تَاهَ عَنِّي إِنَّكَ يَمَّمْتَ وَجْهَكَ خَالِصاً
لِلكُرْهِ
لِلنَبْذِ
لِلقَتْلِ
لِلتَهْجِير
وفي أَوْصالِكَ تَقْطِيعاً تَمادَيْتَ
لاجَفَّ عَنْكَ دَمُ أَخي
وما ثَرَّ دَمُ زَوْجَتِهِ فيكَ النَواح
ولا طَرَّتْ دِماءُ الصِّهْرينِ ثَرَاك
ولا طَوَى أَبي الرَدَى وَجَعاً مِنْك
ولا رَقَدَتْ أُمِّي هَمَّاً في ثَرَاك
وما مَسَّ قَلْبُكَ فُراقُ الشَقِيقات
لِلحُبِّ دَرُّكَ ياوَطَن
رُدَّ عَنَّكَ سيْلَ الدِمَاء
لامَلامَة
هَلَّ على الحُبِّ أَنْ يَغْفِرَ كُلَّ المَلامات ؟
ـــــــــــــــــ
حبِيبُ بنَاتِك
حبِيبُ أَبْنَائك
قَطَعْتَ بِهم
قَطَّعْتَ السُبُل
شَرَخْتَ القُلُوبَ ياوَطَن
ـــــــــــــــــــــــ
مَعَ الرِيح
وإِلى الرِيح …. أُرْسِلُكَ
لئِن تَنْأَى عَنَّا
سنَنْأَى
فإِلى الرِيحِ
ولِلرِيحِ التَراتِيل
عَنْ وَطَنٍ يَنْأَى
لِلرِيحِ
لِلرِيح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش تَارِيخيَّة مُسْتَمِّرَة : ــ
ــ مَذْبَحة سُميل عام 1933 في العَهْد المَلكيِّ .
ــ
مَذابح سيفو اسْتَهْدَفَتْ مَدنِيِّين آشُوريين / سِرْيان / كلْدان
أَثْنَاء وبَعْد الحَرْب العالمِيَّة الأُولى .
ــ فَرْهُود اليَهود وتَهْجِيرِهم بَدَأَ عَام 1948 .
ــ مَذْبَحَة الأَكْراد حلَبْجَة في 16 مَارس 1988 .
ــ
تَعَرُّض الأَكْراد الفيليين في الأَعْوام 1970 ، 1975 ، 1980 بِحجَةِ
التَبَعِيَّة الإِيرانِيَّة إِلى إِبادَة جماعِيَّة .
ـــ مَذابح حِزْب البَعْث ضِدّ الشيُوعيين عَام 1963 .
ـــ تَصْفِية المُسْلمين الشِيعة في الثَمانينات والتِسْعينات مِنْ القَرْن العِشْرِين .
ـــ
تَعَرُّض المَسيحِيين إِلى المُضايَقات والتَهْجِير والنَبْذ والقَتْل
والتَشْرِيد على مدارِ السِنين ولازَال الحالُ مُسْتَمِّرَاً .
ــ حَمْلات الإِبادَة لِلايزيدِيين .
ــ تَهْجِير وإِبادَة الصابِئَة .
ــ
التَفْرِيط حدّ الهَدْر بِالكائناتِ الأُخْرَى مِنْ المَمْلكةِ
الحيَوانِيَّة بِكُلِّ تَنوُّعِها ، وسُوُءِ مُعامَلَتِها واسْتِغْلالِها ،
وأَيْضاً حمْلاتِ الإِبادَة ( حمْلات إِبادَةِ الكِلاب على سبِيلِ
المِثالِ لا الحَصْرِ ) .
الأحد 30 ــ 12 ــ 2012