آشور والآشورية في أرشيف المغفور له المطران دولباني رحمه الله

بقلم آشور بيث شليمون
آشور والآشورية في أرشيف المغفور له المطران دولباني رحمه الله

22/ 11 / 2014
http://nala4u.com

مقدمة:

أولا، أرفع قبعتي إجلالا الى روح المطران فيلوكسينوس يوحنا دولباني/ ܦܝܠܘܟܣܝܢܘܣ  ܝܘܚܢܢ ܕܘܠܒܢܝ وكذلك الى الأخ العصامي برهان حنا إيليا*، لأنه لولا هذان الشخصان لكان الأمر قد طيه النسيان وبقي بدون أثر يذكر .  حيث الأول عمل جاهدا للحصول على هذا المخطوط  القيم وحفظه في مكتبته الشخصية، والثاني قام بتعريبه كي يكون بمتناول جميع أبناء شعبنا وخصوصا الذين يجهلون لغتنا السريانية وهم كثيرون  العمل الذي يبرهن على استمرارية القومية الآشورية رغم أنف الحاقدين وما أكثرهم!

إن الأمة الآشورية، مع الأسف في هذه الأيام تتلقى الهجمات وليتها من الأعداء والمناوئين وهذا أمر جائز، ولكن الطامة الكبرى أنه من شعبنا بالذات  الذين عصفت بهم رياح التقمص والقومجية المزورة .

من كان يتصور أن المطارنة والكهنة  من مذاهبنا الذين يقومون بالتزوير والتحوير لتاريخنا  كما فعل  منهم  وعلى سبيل المثال الأب ألبير أبونا **، في كتابه الموسوم  –  أدب اللغة الآرامية – إنها حقا مأساة!! ولا أدري كم له من تزوير في كتبه التي هي كما يقال عديدة وليس هناك آشوري واحد بحسب علمي أن راجعها وعلق عليها كون هؤلاء الأشخاص مع احترامي لمقامهم الكنسي الرعوي لا يملكون المصداقية فيما يكتبونه والتي هي كارثة بحد ذاتها لا للمسيحية فحسب بل حتى لشعبنا الآشوري أجمع!

عرض الكتاب:

في مقالنا هذا سنتعرض الى الأركان التالية لهذا الكتاب وهي:
–   مقدمة الناشر
–   نبذة موجزة عن مؤلف هذا الكتاب،
–   عرض بعضا من النصوص الكتابية عن دور كل من الملك زينون وألوس الآشوريين.
–   الخاتمة – كلمة عتاب على إكليروسنا الكلداني وتقاعسه في تقديم وتعريف هذه
الأشياء والتي هي في غاية الأهمية .

مقدمة الناشر:

إن الكتاب الذي نتحدث عنه – تاريخ النوائب والحوادث في الرها وآمد وما بين النهرين ( 363-506 م )- يرصد التاريخ اليقين والكامل للأحداث والوقائع التي جرت في ما بين النهرين، بين الأمبراطوريتين العظميين الرومانية والفارسية حتى عام 515 ميلادية.ونظرا لمكانته التاريخية القيمة، فقد قام علماء مشهورون بترجمته ونشره وعلى سبيل المثال:

ترجمة العلامة بولان مارتين/ P. Martin   إلى الفرنسية عام 1876 ميلادية والعلامة وليام رايت/ W. Right إلى الإنكليزية عام 1882 ميلادية والعلامة الأب شابو ܫܒܘ  إلى اللاتينية عام 1927 ميلادية.
كما قامت جمعية آمد/ ܐܡܕ للعلوم في مدينة ديار بكر بترجمته الى التركية عام 1958 ميلادية.
وسيرا على منوال هؤلاء، أحببنا نشره بالسريانية لغة مؤلفه، لنسدي خدمة جليلة وفائقة إلى لغتنا الآرامية الحبيبة، وتاريخ بلادنا الغالية ما بين النهرين : الرها، آمد، نصيبين، وطور عابدين وغيرها.

نبذة موجزة عن المؤلف:

مؤلف الكتاب، راهب سرياني أرثوذكسي من الرها، خريج الكلية الرهاوية، وأحد اساتذتها، مجهول الإسم . ألفه بناء على طلب أحد الأديرة القريبة من الرها يدعى – سركيس. نسخته الأصلية القديمة وحيدة ومحفوظة في خزانة الفاتيكان تحت رقم 162
كتب هذا السفر عام 932 ميلادية . تتضمن افتتاحية الكتاب رسالة أجاب فيها على رئيس أحد الأديرة القريبة من الرها حيث جاء فيها، ” صلوا على إليشع من دير زوقنين ( آمد ) الذي ألف الكتاب لتحل عليه الرحمات ….
يتناول الكتاب النوائب والحوادث التي وقعت في الرها وآمد وبلاد ما بين النهرين – حيث مواطن السريان – واسباب الحروب بين الأمبراطوريتين العظميين الرومانية والفارسية.
وقد ذكر المؤلف أنه وجد ما دونه في كتب قديمة، ونقل الباقي عن سفراء ملكي الروم والفرس.

أدوار  كل من الملك زينون وألوس الآشوريين في الرها وما حولها:

أقتطف ما جاء على صفحات 15-18 من الكتاب المذكور:

في أيام فيروز اضطربت مملكة الروم أيضا، كان هناك كراهية من البلاط الملكي تجاه زينون / ܙܝܢܘܢ الملك لأنه كان آشوريا جنسا، وتمرد عليه بسليقوس وملك عوضا عنه. بعد ذلك تقوى زينون وثبت في مملكته، ولأنه ابتلي بكراهية الكثيرين من حوله، انشأ حصنا منيعا في بلده ليكون له منفذا للنجاة إذا ما فوجئ يوما بسوء يداهمه، وكان له أمين سر لهذه الغاية هو قائد انطاكية / ܐܢܛܝܘܟ يدعى ( ألوس/ ܐܠܘܣ  ) وكان هو الآخر آشوريا . وكان الملك زينون يقدر بني جنسه ( الآشوري ) ويقلدهم المناصب العالية فمن أجل هذا كان ممقوتا من الروم.
ولما أنشأ الحصن وكمل من كل ما يلزم، ووضع فيه ( ألوس / ܐܠܘܣ ) ذهبا كثيرا لا يحصى، جاء الى العاصمة ليعلم زينون بانه قام بتحقيق إرادته، فثبت لزينون ان ألوس خائن ويتوق الملك. لذلك أمر احد جنوده بقتله، ولأيام كثيرة، كان يترصد المأمور بالمهمة الظرف المناسب لقتله ولكن دون جدوى.
ثم صادف ألوس في البلاط الملكي وجرد حسامه، ورفعه ليضربه، وإذ بأحد الجنود المرافقين لألوس يطعنه بسكين بذراعه، فسقط الحسام من يده، وجذم أذن ألوس.
ولكي لا تكشف خيانة زينون تجاه ألوس، أمر حالا بان يجز رأس الجندي دون سؤال.
وهذه الحادثة جعلت ألوس أن يشك بأن زينون هو الآمر بالعملية، وترك وسافر وحط الرحال في أنطاكية. وصمم أن يكون المكان أنطاكية منطلقا له للإستعداد للاخذ بالثأر والإنتقام.
وزينون لخوفه من ألوس، لمعرفته بسوء نيته، أرسل إليه أناسا معروفين إلى انطاكية يخبرونه بأن يعود إليه كما يشاء ليفرج عن غمه، فيبين بان الخيانة لم تكن صادرة عنه، ولم يكن يقصد قتله.
فلم يستطع أن يرخي عناد وتفكير ألوس الجامد، الذي احتقره واستخف به، ولم يشأ إطاعة امره والذهاب إليه. وفي النهاية أرسل إليه زينون قائدا آخر يدعى ( لانطيس ) مع القوات التي بإمرته، وأمره أن يجيء به إليه رغما عنه، وإذا تمرد عليه فليقتله. وعندما وصل ( لانطيس ) إلى انطاكية فسد( فاء مرفوعة) بالذهب من ألوس، وكشف له أمر القتل المعطي له.
ولما وجد ألوس انه لن يخف عنه شيئا، أطلعه على ما يملكه من ذهب الكثير، والذي من أجله كان زينون يود قتله وتوسل إلى لانطيس أن يتفق ويتمرد معه، كما أظهر له كراهية الروم لزينون.
ولما تم الوفاق، وجد ألوس انه بوسعه ان يكشف عن رغبته، إذ بدونه لا يستطيع التمرد وحده، ولا ان يتملك بشخصه، لان الروم كانوا يكرهونه هو الآخر بسبب جنسه، ولعناده وتشبثه برأيه الصلب.

كلمة عتاب:

إن المغفور له المطران فيلوكسينوس يوحنا دولباني، إكليريكي  أرثوذكسي وليس له من الكاثوليكية لا ناقة ولا جمل، ولكن حبه وشغفه لخدمة شعبه، عمل للحصول على هذه المخطوطة.  وكلنا نعرف من جهة أخرى، أن المنشقين من كنيستنا النسطورية  والمنضمين إلى الكنيسة  الكاثوليكية من أبناء بلاد آشور أبا عن جد وهم كثر، استطاع منهم وخصوصا حتى الى  الربع الأول من القرن الماضي تجميع وتأليف الكثير مما يخص شعبنا والتي هي بمتناولنا هذه الأيام ومنهم على سبيل المثال: المغفور لهم المطران توما أودو، المطران أوجين يعقوب منا ورئيس أساقفة سعرد أدي شير، ولكن المؤسف من بعد ذلك التاريخ أغلبية  الإكليريكيين الكاثوليك من أبناء شعبنا رموا تاريخنا وتراثنا جانبا *** وخصوصا لغتنا كي ينتحلوا حتى العروبة والقيام في خدمتها بإمتياز والأنكى من ذلك بعد 2003 كما جاء في المقدمة سلكوا طريقا مغايرا بالمرة في إعادة وكتابة تاريخنا الآشوري وحتى العمل لمحوه وطمسه من الوجود.

وقد يكون هذا العمل مقبولا لو قامت به حفنة من الناس العاديين العلمانيين وعلى سبيل المثال ما يسمى أدباء – العرب – الكلدان، ولكن الطامة الكبرى لقد  انخرط كثير من الإكليروس الكلداني في نفس المنحى بتزوير وتحوير التاريخ شيئا لم أكن أتصوره أن يصدر منهم بالمرة وهم من سكان بلاد آشور/ܡܬܐ ܕܐܬܘܪ أبا عن جد!   
وهنا نسجل للتاريخ منهم، قداسة  البطريرك/ الكاردينال ، عمانوئيل دلي الثالث، ونيافة المطارنة لويس ساكو( البطريرك الحالي)  والمطران سرهد جمو، والأب ألبير أبونا .
…………

* للأخ برهان حنا إيليا كتاب آخر قيم جدا تحت عنوان ( آمد مدينة الفخر ) والذي تنوف صفحاته على 475  صفحة وهو بالفعل كتاب جدير بالقراءة أيضا.

شخصيا، ليس لي معرفة بالأخ الكاتب، ولكن يكفي لي معرفة شخصية مع أولاد أعمامه، الأخ جورج والأخ إلياس، وهذا كاف ان أسدي شكري وتقديري لجهوده هذه التي تبعث الفخر لنا أجمعين.

**    يرجى منالقراء الاحبة النقر على الرابط ادناه ليعرف المزيد حول كتابات الأب البير أبونا: http://www.tellskuf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=17723:aa&catid=90:2010-04-10-19-29-04&Itemid=63

*** كما يرجى من القراء النقر على الرابط التالي أيضا والذي يتحدث عن تلك الأجنحة في بيت المقدس المخصصة لكل المذاهب وضمنا كنيستنا المشرقية النسطورية، ولما كانت كنيستنا في حالة يرثى لها من مؤامرات الكنيسة الكاثوليكية والإنقسامات التي حلت بها إذ احتفظ المنشقون أي الذين غدوا كاثوليكيين بهذا الجناح رغم انه الصاحب الشرعي لها هي الكنيسة المشرقية النسطورية ولا المنشقين.
http://www.tellskuf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=5343:2010-09-04-22-30-08&

آشور بيث شليمون

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.