الإسلام السيساسي ليس هو الحل، بل المشكل!

بقلم آشور بيث شليمون
الإسلام السيساسي ليس هو الحل، بل المشكل!

15/ 07 / 2014
http://nala4u.com

توطئة :
يقول الكاتب الآشوري لوسيان ذو الثقافة الإغريقية:



The Question of Bias
Lucian in his essay ‘ON HOW TO WRITE HISTORY’ SAID THAT the ideal historian should be ‘fearless, incorruptible and free; outspoken and the friend of the truth, calling a spade a spade ; uninfluenced by likes or dislikes or any sort of emotional consideration; a fair and impartial judge who will never give to one side more than its due; a man, so far as his writings are concerned, belonging to no country and owing allegations to no master; king over himself, determined to state not what will please the reader of his choice, but the plain fact only

وما معناه باللغة العربية:

سؤال حول الإنحياز

” لوسيان قال: في مقالته حول كيفية كتابة التاريخ، المؤرخ المثالي عليه ألا يكون مرتعبا، غير فاسد، وحر، صريح وصديق الحقيقة، والذي يسمي المسميات باسمها، ولا يكون تحت تأثير الأشياء المحببة أو الغير المحببة أو أي نوع من الإعتبارات العاطفية، عادل وحاكم غير متحيز والذي لا يعطي لجانب ما أكثر مما يستحق. الرجل كما كتاباته تعبر، لا يعود الى أي بلد، وليس له الولاء لأي سيد، ملك على نفسه، مصمم للتصريح بما لا يسر القاريء الذي يختاره، بل فقط للحقيقة الناصعة .” انتهى الإقتباس

واليوم نقرأ، نسمع، ونشاهد ما يجري في مصر عن كثب من فوضى عارمة والوضع المصري غدا يشغل بال الكثيرين في مصر وحتى خارجه أيضا، كون مصير المنطقة يكاد يتعلق بمصير مصر نفسها. وفي هذه المقالة علينا السير في الدرب الذي حدده لنا الكاتب الآشوري الكبير ” لوسيان ** ” بتسمية المسميات باسمها بدون خوف أو وجل.

ففي هذه الحالة لنا الرئيس المصري السيد ” محمد مرسي ” من جماعة الإخوان المسلمين الذين منذ أكثر من نصف قرن ونيف وهم يناضلون لتسلم مقاليد الحكم وتطبيق النظام الإسلامي في البلد.
وكما نعرف أن كل الحكومات السابقة في مصر قاومت هذه الظاهرة الخطيرة، ابتداء من الملك فاروق ومرورا بالرؤساء ناصر، السادات ومبارك.

وقبل التعليق على ما يجري في مصر والمنطقة برمتها، هنا علينا ولو باقتضاب أن نقدم ولو لمحة بسيطة عن الإسلام السياسي الذي هو شغل الكثيرين اليوم رغم انه نظام فاشل، حيث كل الإسلامويين يلقون المسؤولية على المسلمين أنفسهم لتخاذلهم وتأخرهم كونهم لم يطبقوا الإسلام الحقيقي القويم.
وهنا بعجالة، تعالوا معي لنعرف معا ما هو طريق وهدف الإسلام مستشهدا بأحد المفكرين الإسلاميين الكبار ألا وهو الأستاذ تقي الدين النبهاني – من فلسطين- ونقتطف بعضا مما قاله حول نوعية وشكل الحكم الإسلامي المنشود:

” والعقيدة الإسلامية هي أساس الإسلام، وأساس وجهة نظره في الحياة، وهي أساس الدولة، وأساس الدستور، وسائر القوانين، وأساس كل ما انبثق عنها، أو بني عليها من أفكار الإسلام وأحكامه ومفاهيمه . فهي قيادة فكرية وهي قاعدة فكرية، وهي عقيدة سياسية …. ومن ثم يمضي ويقول حول الحريات وفق المفهوم الإسلامي التي لا تتمشى مع الحريات الموجودة والمتداولة في الغرب ويدرجها بما يلي:

إن الحريات الأربع العامة ( وفق المفهوم الغربي) تتناقض مع أحكام الإسلام في الحرية، فالمسلم ليس حرا في عقيدته فإنه إذا أرتد يستتاب فإن لم يرجع يقتل، قال ( ص ) ” من بدل دينه فأقتلوه !” والمسلم ليس حرا في رأيه، فما يراه الإسلام يجب أن يراه، ولا يجوز أن يكون للمسلم رأي غير رأي الإسلام . والمسلم ليس حرا في الملك كما الحرية الشخصية لا وجود لها في الإسلام، والحديث عن الديمقراطية الغربية التي يصفها بنظام كفر كونها من وضع البشر كما هي مخالفة لأحكام الإسلام، فالمسلمون مأمورون بتسيير أعمالهم بأحكام الشرع. ” انتهى الإقتباس

قبل المضي قدما في موضوعنا، لي تعليق بسيط على ما اعلاه، حيث يقول الديمقراطية الغربية تعتبر من وضع البشر، والذي نريد ان نعرفه في القول ” من بدل دينه فاقتلوه ” هل هي من الله أم من نبي الإسلام نفسه ؟! فإذا كانت من الله، هنا نقول لا أدري كيف إله الرحمة كما يظهر في مطلع سور القرآن يغدو – معاذ الله – بلطجيا؟! أما إذا كانت من البشر، إذا في هذه الحال كيف المسلمون ينساقون مثل الأغنام وراء نبيهم بارتكاب أعمالهم الإجرامية هذه من باكستان ومرورا بافغانستان، العراق، سوريا، اليمن، مصر وحتى المغرب وهو يعد من البشر ؟!

ومن هنا يظهر جليا أن السيد محمد مرسي، رئيس الجمهورية المنتخب في مصر هدفه وديدنه الأوحد هو تطبيق الإسلام، هذا الإسلام الذي ظهر في المنطقة قبل أكثر من 1400 سنة حيث استخدم مثل هذه السياسة التعسفية والتي استطاع من خلال القمع والإستفزاز وسفك الدماء أن يحول المنطقة أسلامية برمتها بعد أن كانت معظمها مسيحية وليس ذلك فحسب، بل أن يذوبها في بوتقة العروبة بعد أن كانت، آشورية، بابلية، كنعانية ، أمورية ، إيبلية، آرامية، مصرية، بربرية / أمازيغية الخ.

أما المعارضة المصرية التي تعمل جاهدة لإيقاف المد الإسلامي هذا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة كونها تدرك جيدا المستقبل الأسود الذي سيؤول بمصير مصر، كي تتحول الى صومال او أفغانستان ثانية استنادا الى القوانين الإسلامية المجحفة والتي اجمالا لا تحترم الإنسان وخصوصا المرأة التي هي أكثر من نصف المجتمع – أي أمنا، شقيقتنا، عمتنا وخالتنا أما في نظر الإسلام هذا ليست إلا ناقصة العقل ومن سكان الجحيم الأكثرية وسلعة للإستمتاع ) فانكحوا ما طاب لكم من النساء … ) سورة النساء 3 .

كلنا نتذكر جيدا تطبيق الشريعة الإسلامية في فيلم ” قتل أميرة ” بتهمة الزنا في السعودية بشكل مرعب وبسيف مسلول الذي فصل رأسها عن جسمها، أو برشق الطلقات النارية في ملعب كرة قدم في العاصمة كابول من أفغانستان في حكم طالبان لأمراة بتهمة الزنا!!

السؤال يكمن هنا، أين كان اولئك الذين ارتكبوا مع هاتين الإمرأتين الزنا من رجال؟! ولماذا هذا الدين وفق أتباعه يملك كل العدل والإنصاف لم يطبق الشريعة سواسية في حال توصف قوانين الله وفق الإسلام كأسنان المشط؟!
ولماذا الإسلام لم يطبق الشريعة بحذافيرها على أمراء السعودية الذين يربو عددهم على 200 أميرا والذين نهبوا البلاد والعباد وغدوا بليونيريين بين عشية وضحاها من أملاك البلد بقطع وبتر أياديهم في وقت وفق الشريعة الإسلامية، المسلم ليس حرا في الملك؟!!

وفي هذه الحال، ما على المعارضة المصرية إلا أن تخوض معركتها المصيرية وذلك بفضح الإسلام وما يحويه من علل وأمراض والتي بتطبيقها لن ترقى المجتمعات المدنية الى المستوى المطلوب بل تكبله بحبائل الإسلام التي لا تلائم مجتمعات القرن الواحد والعشرين إطلاقا.

لا أدري، كيف يحبذون دينا الذي يدعو الى هدر الدماء بصورة همجية بربرية وباسم الإسلام ( الله أكبر !) وهدم دور العبادة وفوق هذا وذاك تدمير البنية التحتية ومتطلبات الخدمية للبلد من مشاف، مدارس، جامعات، وشركات كما يحصل اليوم للأسف في سوريا والعراق كما ليس بمنأى جرائم هؤلاء محدودي الآفاق والذين حولوا ليس بلداننا فحسب، بل العالم أجمع إلى جحيم لا يطاق!!
وكيف تصدق الكذبة الكبيرة بشعارهم المزيف ” الجهاد في سبيل الله ” وكأن الله سبحانه وتعالى الحي القدير بحاجة إلى هؤلاء الذين يفقدون الرحمة في ارتكابهم لأعمال اجرامية بحق الإنسان الذي خلقه الله على صورته والتي ترتعد لها الفرائص .

وختاما، يرجى من القراء أن يتحملوا ما عبرت عنه كونه حبا بهم ولا كرها وكما قلت مرارا، أنا لا أكره المسلمين الذين هم منا وإلينا والعكس، بل أكن لهم كل مشاعر الحب والإحترام، ولكن مشكلتي هي مع الإسلام نفسه مع احترامي لما يحمل من متناقضات، خرافات، ومتاهات والله من وراء القصد استجب لنا آمين/ ܐܝܢ ܘܐܡܝܢ ܀


*The World of Herodotus, by Audrey de Selincourt , North Point Press – San Francisco 1992 pp42
** لوسيان السميساطي ( 160 ميلادية ) كاتب من أصول آشورية وبلغة يونانية، إذ يعد من كبار الكتاب اليونان من أمثال كتيسياس ( 400 ق.م. )، سقراط ( 380 ق. م. ) ، وديودورس ( 59 ق. م.).

http://www.faceiraq.com/inews.php?id=653878

آشور بيث شليمون

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.