بقلم غســان يونان
gyounan@gmx.de
هل نحن في شريعة الغاب!.
19/ 06 / 2014
http://nala4u.com
أجل، هل نحن في شريعة الغاب، حيث القوي فيها يفترس الضعيف والكبير يتلذذ بنحر الصغير….
هل المنطقة تسير في اتجاه تطبيق “قانون شريعة الغاب” أمام نظر ومسمع العالم أجمع، أم يُعمل بمخططٍ جهنمي يطال القوميات الصغيرة وتحديداً مسيحية منها من أجل اقتلاعها من جذورها؟..
إنه مجدداً “قانون شريعة الغاب”، حيث يتقدم في المنطقة بخطىً ثابتة وعلى جثث ودماء ودموع الأبرياء، والعالم (المتحضّر) يشن حروبه الوهمية تحت عنوان “تطبيق الديمقراطية” هنا و”المساواة” هناك و”المحافظة على حقوق الإنسان” هنا وهناك!!….
إنها
مهزلة تاريخية وجريمة بحق البشريّة جمعاء. وبنفس الوقت، إنها مجزرة مماثلة
بحق شعبنا، أن تأخذ مؤسساتنا موقف المتفرج وتستمر في الاتكال على الغير..
فالتطورات
الدراماتيكية التي تحصل في سوريا منذ أكثر من ثلاث سنوات، وما سبقه وتلاه
من تطورات مشابهة في المنطقة عموماً وفي العراق بشكل خاص لا سيما هذا
الانتشار السريع (للأصولية وأخواتها) وبهذا الحجم والنوعية، وكأننا نحضر
فيلماً أميركياً طويلاً، في عهدٍ “بيضاوي” باتت فيه المصداقية الأميركية في
أدنى مستوياتها وأما الديمقراطية وحقوق الانسان، فليست إلاّ شعارات فارغة
ولغاياتٍ باتت واضحة!. إذ نرى وللأسف، المؤسسات الدولية والدول العظمى
صاحبة القرار والتأثير القويين في المنطقة، في سُبات عميق أو عدم مبالات.
إذ بمقدورها (أي الدول المتحضرة) لو أرادت، لتمكنت من ردع هذا التطرف
الأعمى في أقل من ٢٤ ساعة، ولكن ميزان الإرادة يتهاوى أمام ميزان المصالح
بين تلك الدول… وكأن هذه الدول تساهم بطريقة (غير مباشرة) في هذه
المؤامرة، بدايتها تفتيت المنطقة وليس آخرها إفراغ المنطقة من سكانها
الأصليين وفي مقدمتهم الشعب الآشوري.
إذ نرى هذا الزحف البربري يدنو شيئاً فشيئاً من أماكن تواجد شعبنا المسالم ويهدد وجوده، إذ لا ردات فعلية لأيٍ من مؤسسات شعبنا (السياسية منها والدينية…..إلخ.). أما إيجاد الحلول لهكذا مآسٍ تاريخية لن يكون إلا من خلال وحدة الموقف بين أبناء شعبنا واعتمادهم على ذاتهم بالدرجة الأولى ومن ثم طٓرق باقي الأبواب، القريبة منها والبعيدة، أجل القريبة منها والبعيدة! طلباً للدعم والمساعدة من أجل تشكيل وحدات قتالية آشورية لحماية أبناء شعبنا وسكان المنطقة أيضاً من دون الاتكال على حماية هذا الطرف أو ذاك وإنما الحماية الذاتية والتنسيق مع الجوار، هذا إن أردنا المحافظة على استمرارية وجودنا على أرض الآباء والأجداد. فالدفاع عن النفس والكرامة والأرض والعرض واجب مقدس في ظل غياب المؤسسات الشرعية، وواجب الكل المساهمة بذلك وكلٌّ في مجال عمله، واليوم نرى هذا الغياب واضحاً، وعليه فنحن أمام خيارين لا ثالث لهما:
١- إما الهروب من الواقع وترك الساحة مباحة وهذا ليس من شيم الآشوريين،
٢- وإما التشبث بالأرض ودق ناقوس الخطر من أجل الدفاع عن النفس وهذا من شيم الآشوريين.
وباعتقادي، أغلبية شعبنا ستدعم الموقف الثاني.
إن الحلم الذي راود شعبنا منذ مئات السنين بالعودة إلى الموطن الأصيل (سهل نينوى المهددة اليوم) وإعادة أمجاد الإمبراطورية الآشورية التي تتعرض للتزوير والذبح والقتل والإبادة، يبدأ هذا الحلم بالخطوة الأولى وفي الاتجاه الصحيح والوقت المناسب، ونحن اليوم في الوقت المناسب وفي الاتجاه الصحيح من أجل اتخاذ موقف تاريخي لا يقل حجماً عن حجم التطورات الجارية في المنطقة. إذ لا ينفع اليوم أن تكتفي مؤسسات شعبنا بإصدار البيانات أو ما شابه، فالمطلوب أفعالٌ وليس أقوال.
غســان يونان
(١٩ حزيران ٢٠١٤)