بقلم سامي هاويل
دردشة عن “القراءة الواقعية” للأب نوئيل فرمان حول شهادة (الرحالة) ريشار غودرو الى شمال العراق
02/ 03 / 2014
http://nala4u.com
رابط مقالة الأب نوئيل فرمان
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=728301.0
قبل الولوج في قراءة الأب نوئيل فرمان هذه، أود الإشارة الى سلبية غياب الفكر القومي الخلاب الذي يشكل الخطاب القومي الموحد أحد أركانه، حيث نلتمس أختلافات فكرية ورؤى مختلفة ومتنافضة بشكل كبير على المستوى الفردي والمؤسساتي حول مسائل تؤثر بشكل مباشر على وجودنا كأمة، بالإضافة الى تعريف وتسمية أمور ومسميات بغير عناوينها الصحيحة، حيث تلعب بعض الرؤى ومنها قراءة الأب نوئيل فرمان دوراً كبيراً في حجب وإخفاء الحقيقة الواقعة والمرّة التي يعيشها أبناء أمتنا في العراق، مما يوحي للقوى المؤثرة المحلية منها والدولية أيضاً بأننا نؤمن بأننا نعيش حرية وأمان واستقرار ونتمتع بحقوقنا إسوة بباقي القوميات الأخرى في العراق أو في بعض أجزائه، وهذه المواقف ترجح للسكان المحليين وغيرهم من المهتمين بشؤون المنطقة صحة قناعاتهم بحقيقة أفتقارنا الى النضوج الفكري في هذا المجال وعدم قدرتنا كأمة على التفاعل مع الواقع ومواجهة تحدياته بشكل يخدم مصالحنا، ولنا الرغبة في البقاء تحت سيطرة الآخرين يقررون مصيرنا كرعايا تابعين لهم، يضعون يدهم على مقدراتنا ويشملوننا ببعض الفتات من الحقوق الإنسانية.
لقد جاءت قراءة الأب نوئيل فرمان هذه غير موفقة ومنافية للحقيقة ( مع أحترامي لشخصه الكريم) مثلما هي شهادة الرحالة نفسه، وما أثار أستغرابي فيها هو إن (الرحالة!) الشاب لم تكن له الرغبة في الكتابة عن رحلته ( لمدة أسبوع ) الى شمال العراق ( آشور ) ولكنه فعل ذلك نزولاً عند رغبة الأب نوئيل فرمان. هذه الرحلة التي أسماها الأب الفاضل بـ”الشهادة”، وجاءت تعليقاته أيضاً بمثابة التعبير عن وجهة نظره المؤيدة لها! نتسائل: هل هذه هي حقيقة وجهة نظر الأب الفاضل نوئيل فرمان السناطي حول أوضاع شعبنا الذين هم تحت سيطرة القيادات الكردية الحاكمة وسلطاتها؟ ثم ماذا كانت مصلحتنا كأمة من نشرها؟.
إذا كانت هذه هي قناعته فإنه لمن المحزن والمؤسف جداً أن تكون كذلك، خاصة عندما تأتي تعبيراً عن رأي أحد كهنتنا من أبناء قرية سناط ، هذه القرية التي هجرها أبنائها قسراً منذ عام 1976 ولم يتمكنوا من العودة إليها لاحقاً بسبب الصراع الدائر بين الأكراد والأتراك، لا بل راحت قبل شهور مفرزة مكونة من ثلاثون من قوات الشرطة الكردية لتعتدى على أبناء سناط الساكنين في قرية دشتتاخ المجاورة !!( الرجاء الأطلاع على الرابط أدناه )، من جانب آخر لم تغيب بعد عن مخيلتنا صور شهداء صوريا القريبة منها الذين أُقيمت مراسيم تكريدهم قبل عامين أو أقل من خلال لف نعوشهم بالعلم الكردي!!.
مع هذا نقول كان سيهون الأمر إذا كان محصوراً بحالة أعتداء واحدة أو إثنتان، ولكنه حال جميع قرانا التي تقع تحت السيطرة الكردية دون أستثناء، فالتجاوزات مستمرة والمضايقات جارية على قدم وساق، لا بل فاق أحتلال الأرض ليصل الى درجة الأحتلال الفكري لأبناء الشعب الآشوري، وذلك يظهر جلياً من خلال فرض مناهج تاريخية تُدرس لأبنائنا. من ناحية أُخرى لا أُصدق بأن الأب الفاضل لم يسمع بمعاناة إخوتنا في زاخو عندما أُحرقت محلاتهم (مصدر رزقهم) بتحريض من شيخ كردي يظهر في أحدى لقطات الفيديو وهو واقف في وضح النهار تحت حماية الشرطة المحلية، يتحدث في مكبر صوت ويحرض الجماهير على تكسير وحرق محلات بيع الخمور وتهديد أصحابها، وعلى أثرها تعرض أهلنا في زاخو وشيز وديرالوك الى أعتداءات همجية أثارت الرعب بينهم ولم يرف جفن للسلطات المحلية الكوردية، بينما بقيت قضيتهم معلقة حالها حال الكثير من عمليات الأغتيال والتجاوزات والخروقات الأُخرى، فأين هو الأمان والتعايش السلمي الذي تستشهد به أبونا ؟ وهل هناك من مبادرات توحي بأن للسلطات في الشمال خطوات وبرامج لإثبات حسن نيتها بممارسات جدية إيجابية على الأرض في هذا المسار؟ بالتأكيد لا توجد لحد الآن.
من ناحية أخرى نرى الأب نوئيل فرمان يوصف علاقة المسيحين بهذه الأرض مجرد بأنها (مسقط رأسهم)؟؟، وكأننا لسنا أصحاب هذه الأرض، بينما نراه يؤكد على أن تسمية (كردستان) هي تسمية شرعية تتوخى التمييز الجغرافي !!! والسياسي !!!، والأب الفاضل يُدرك جيداً بأن تسمية (كردستان ) تعني أرض الأكراد، بينما هذه الأرض ليست لهم. إذا كُنا بهكذا تعابيرنُغرب أنفسنا عن تلك الأرض، فلا يحق لنا أن نلوم الملا بختيار عندما أعتبرنا ضيوف في (كردستان) ورئيس الوزراء السيد نوري المالكي عندما وصفنا بالجالية. ويختم الأب نوئيل فرمان، قراءته بذكر الرحالة ريشار على أن زبدة رحلته ذو الأسبوع الواحد هي أن يكون شاهدا على الأنسجام والتعايش السلمي بين الشعوب التي تعيش في هذه المنطقة، متخذا من السيد محمد وبعض الأفراد الذين أحترموهم وقدموا له ولصديقه الولائم الشهية “ذات الطابقين”، وأهتمام الجهات المعنية بهم لغرض حقنهم بما يخدم سياستهم في المنطقة، معياراً للتعايش والمساواة التي لا يوجد حتى ظلها على الأرض.
هل ياتُرى سيرضى أبناء شعبنا في زاخو وفي المنطقة بأكملها بما ذكرته في قرائتك هذه أبونا الفاضل ؟
لن أُطيل الحديث عن الفضائع والخروقات والتجاوزات الحاصلة والمستمرة على أبناء أمتنا الآشورية لأنها كبيرة لدرجة لا يكفي مقال أو إثنان لتغطيتها، بل هي بحاجة الى تقارير وبحوث طويلة ، ولكنني أود القول بأنه إن كٌنا اليوم قد خسرنا الكثير على المستوى القومي، وليست لنا القدرة على أسترجاع أرضنا وحقوقنا بالقوة، ولسنا متوحدين فكريا وسياسياً للمطالبة بها، فعلى الأقل لنحتفظ بكرامة هذه الأمة ونحترمها ونرحم عقول أبنائها، ونقدس الدماء الطاهرة لإلاف الشهداء التي سالت على تلك التربة، أرض آبائهم وأجدادهم منذ الأزل.
الرابط أدناه عن أعتداءات الشرطة الكردية على أهالي سناط الساكنين في دشتتاخ
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=692540.0
سامي هاويل- سدني
تنويه; موقع www.nala4u.com غير ملزم ما يسمى بكردستان