بقلم غســان يونان
دور الإعـلام في نقل الحقائق!!
24 / 10 / 2013
http://nala4u.com
الكل يعيش اليوم مرحلة التغيير التي تهبّ رياحها على المنطقة، سـواء اجتازت رياح التغيير هـذه كل الصعاب وحققت نتائج إيجابية في مسـيرة الحرية والديمقراطية والمسـاواة، مسـيرة حرية إبـداء الرأي والمعتقـد على حـدّ سـواء، أم تعرقلت مرحليـاً لتسـتكمل مسـيرتها في وقت أو ظرف آخـر.
كما أن الكل يعيـش اليوم مرحلة التغيير هـذه بتفاصيلهـا ـ وذلك من خلال “وسـائل الإعـلام” التي هي موضوع بحثنا ـ ويرى الكل بوضوح أن الشـعب بنفسـه قادر على تحقيق المعجزات، أجل المعجزات في زمن كاد التطرف والتقوقع وحب السـيطرة وإلغـاء الآخـر يسـود المنطقـة. فالشـعب، هو الذي ينتفض على هذا الواقع اللامعقول والغير مقبول وهو الذي يواجه آلات القتل والتدمير بالكلمة الحرة الجريئة.
وهنا تحديداً يأتي الدور الإعـلامي الذي تلعبه
“الوسـائل الإعـلاميـة” من خلال نقل الواقـع الجـديد والمتجـدد بكل أمانـة
وواقعيـة، وذلــك من أجل مسـاعدة شـعوبها في الانتقـال من هـذه الضفة إلى
تلـك، وبمعنى آخـر، الانتقـال من عهـد الوصايـة والقمـع وهضم الحقوق إلى
عهـد الحريـة والكرامـة ونيل الحقوق!
فكلما كان هـذا الإعـلام حـراً
في نقل الصورة الحقيقيـة إلى قرائـه، كلمـا دنت سـاعة قول الحقيقـة
والشـعب اليوم يقـول حقيقتـه دون خوف أو هلع.
فمن البديهي أن يكون للإعـلام دوراً بارزاً في تكوين رؤى ومواقف مسـتقبليـة للشـعوب من مجمل التطورات التي تجري من حولهـا، وبغض النظر عن ما إذا كانت هـذه التطورات أو الأحـداث ذات طابع قومي أم سـياسـي أم تاريخي أم اجتماعـي أم ثقافـي…إلخ. حيث أن الأنظـار تكون متجهـة بشـكل أو بآخـر إلى الوسـائل الإعلاميـة (التلفزيون، المواقع الإلكترونية، الصحف، الإذاعات…) التي تنقل الأخبـار إلى مشـاهديها أو قرائها أو سـامعيهـا. وهنا يبـدأ القسـم الأكبر من الإعـلام في نقل الصورة المزيفـة إن جاز التعبير أو الصورة التي تتماشـى وتطلعاتـه الخاصـة.
فالإنسـان المتتبـع لتلك الوسـائل الإعلاميـة التي تكتفي بنقل الخـبر الصحيح وإيصاله للشـعب تماماً كمـا هـو وتلك التي تزوّر الوقائع والحقاق في نقل الخـبر لغايات شـخصية، ممـا يؤدي إلى تولد حالة من الإحباط واليأس وزعزعـة الثقـة بين القيادات والمؤسـسـات من جهة وبين مؤيديها وأنصارها وداعميها من جهـة أخـرى. وهـذه الأمـور بالطبع ليسـت وليـدة صدفة أو حدث عابر بقـدر ما هي خطط مدبرة ومبرمجـة من قبل البعض، الغاية منهـا تحريف الحقائق وتزوير التـاريـخ عن مسـارهما الحقيقي وخلق حالـة وواقـع جديدين قـد يُصـار إلى فرضهما مسـتقبلاً على الشـعب دون أن تواجـه هـذه المحاولات التزويرية أية مقاومـة أو مواجهـة بالمنطق والعقل لثنيها عن محاولاتها التدميرية هذه.
وواقـع بعض
مؤسـسـات شـعبنا الإعلاميـة ليس ببعيـد عن ما ذكرناه أعـلاه، ـ إذ يحاول
هـذا البعض ـ التعتيم عن كل ما لا يتماشـى وتطلعاته أو أفكاره أو قراءتـه
لتطورات الأحـداث. فإذا قارنا هذه المواقف الفوقية لبعض هذه الوسائل
الإعلامية (من دون ذكر أسمائها ولو آنياً) بغيرها من الوسائل في المنطقة،
لوجدنا دون شك مدى تمسـك مدبريها ومؤسـسـيها بخياراتهم الذاتية من خلال
تزوير التاريخ والحقائق ليس لشيء وإنما لمصالح أنانية ضيقة قد تؤدي
مسـتقبلا بالقضية ككل إلى الهلاك.
فمن هذا المنطلق، يجب مواجهة الكلمة
بالكلمة، والتزوير بالحقيقة والانصهار بالتمسـك بقوة بالأصالة حتى ينتصر
الحق ويرحل الجبناء في مزبلة التاريخ كالذين سـبقوهم.
غســان يونان