ترجمة من كتاب الآشوريون بعد نينوى/ المؤلف البلغاري د.راشو دونيف – الجزء الثالث

بقلم سامي هاويل
ترجمة من كتاب الآشوريون بعد نينوى
المؤلف البلغاري د. راشو دونيف
الجزء الثالث

14/ 09 / 2013
http://nala4u.com

في هذا الجزء، والأجزاء التالية يظهر بوضوح كيف تشابكت التسميات ، وكيف حُورت الآشورية بحسب لغات الشعوب المجاورة ، وبحسب لغات الرحالة الذين وفدوا الى آشور في فترات مختلفة. المترجم

العلاقة بين الأمبراطورية الآشورية وأستمرارية الحضارة (3)
في الواقع، أبن العبري (Barhebraus) بشخصه أيضاً أستخدم مصطلح آشور في مؤلفه. على سبيل المثال، يشير الى مفريان كريكوريوم (mapherian gregorium) من حلب، يقول أبن العبري، ” المفريان الذي وصل الى آشور التقى مع السكان المحليين والأجانب هنا ( مفريان دين ل أتور إزل وإقبَل من كاوويي وبارويي،، مفريان دين إزيل لآتور إقبَل من كاوايي وبارايي)(1)”.

وفي نفس الفترة أيضاً، في 1264 ميلادية، عندما كان مار أغناطيوس الثالث بطريركاً، روى أبن العبري بأن “آشور كانت في أيدي القوات المغولية (” آتور من يَد خَيلووتي دمنكولايي،،، آتور من يَد خيلاواتا دمنكولايي) (2)”.

 كِلا المصطلحين آشوريون وآشور أستمر أستخدامهم من قبل الرحالة أمثال الرحالة البرتغالي المستكشف أنتونيو تينرييرو (Antonio Tenreyro) الذي زار حلب في سنة 1529 ميلادية ووصفها على أنها جزء من آشور
  (Oaleppe em Assyria)(3).  في سنة 1576م، الرحالة نيكولاس دي نيكولاي (Nicolas de Nicolay)   
وصف محافظة أزامي (Azamie) على أنها آشور (4). أستناداً الى بيير دأفيتي (pierre d’Avity) آشور سُمّيت بأزامي من قِبل الأتراك (5).
عندما وصل سولاقا منافس البطريرك النسطوري، الى روما  عام 1551م، ليتلقى درع التثبيت، يشير السجل على أن البابا تلقاه على أنه  “بطريرك آشور”(simon sultakam patriarca di ssiria)(6). بعض الوثائق الأُخرى تشير الى  أن “رئيس الآشوريين” شارك في الأحتفال الخاص بالنار المقدسة في كنيسة القيامة في أورشليم عام 1540 وعام 1555م(7).

في سنة 1629 ميلادية، بالإضافة الى ذلك فقد سُجِل أيضا نفس اللقب (patriarca d’Assiria)، حيث يقول أبديسي (عبديشوع) ((Abdisi / Abdisho, Awdisho “”patriarca de muzale , nell’ Assiria di la dell’ Eufrate(8 )  ستروزي  ( strozzi  ) يشير بأن شمعون سولاقا ” عاد الى رعيته حاملاً درع التثبيت كبطريرك تحت لقب بطريرك الآشوريين الشرقيين(9). العديد من المصادر الأُخرى تؤكد هذه المعلومة، على سبيل المثال، وفي سنة 1563 ميلادية الأسقف الدومنيكاني فيليسيانو ننكواردا (Feliciano Ninguarda) يشير الى أوديشو كبطريرك الآشوريين الشرقيين (patriarche Assyriorum Orientalum)(10).

في سنة 1568، برثولماوس ساكي دي بلاتينا  و أونوفريو بانفينيو يذكران بأن النساطرة يعيشون في آشور وفارس وبقية المقاطعات الشرقية ويشيران الى مدينة الموصل كآشور (Ciutate Muzal, quae Assur vocatur)(11).

في سنة 1580 مطران أيكس المستشرق كلبيرتو جينيبرارد (Gilberto Genebrard) يشير الى أوديشو، الذي ذهب الى روما سنة 1662م كبطريرك الآشوريين وللكرسي البطريركي لسولاقا ككرسي الموصل الواقعة في آشور (Muzal in Assiria)(12). في سنة 1585م، سيمونس مايولو (Simonis Maiolo) يشير الى بطريرك كنيسة الآشوريين الشرقيين (De orientalis Ecclesia Assyriorum patriarcha) وللشعب الآشوري (Assyrios)(13).

في سنة 1610 وفي المنشور التاريخي الأسباني (Historia Eclesiastica) يشير الى كل من سولاقا وأوديشو كبطاركة الآشوريين (patriarcha de los Assyrios) وكذلك للأقليم كآشور(14).

وفي سنة 1587م، في تقرير البعثة الى الشرق، المُعد للبابا سكستوس الخامس (Sixtus V)، هناك الكثير من الإشارات الى كِلا آشور والآشوريين “دنخا شمعون بطريرك الأمة الكلدانية في آشور”، ” القريب من مدينة آشور”، ” أُجبر مع العديد من الآشوريين للعبور الى الهند”، ” الكلدان الآشوريون من كَرامد (Karamid)”، ” الكلدان الآشوريون الشرقيون”، ” الآشوريون المشار اليهم أعلاه (مطران كَرامد، الأخ يعقوب، الأب عبدالله)(15).

تشير دراسة في بداية القرن السابع عشر على أنه في عام 1553م، التقى البابا بكاهن آشوري يعقوبي(Assiro Jacobita) مُرسل من قبل بطريرك أنطاكيا. نفس هذه المعلومة سُجلت في ( Abrege Chronologique de L’historie Ecclesiastique) لسنة 1751م، والتي تقول بأن البابا التقى كاهن آشوري يعقوبي (Jacobite Assyrien) أسمه موسى المارديني (Muse/Musa) ، مُرسل من قبل بطريرك أنطاكيا(16)، لكي يقدم طاعته للكرسي الرسولي(17).

في سنة 1613م أوبرت لي ماير( ( Aubert Le Mire أيضاً يُعرّف موسى المارديني كآشوري يعقوبي (Assyrius Iacobita)(18). هذه الوثائق تُظهر بأن السريان الأرثوذوكس (اليعاقبة) أيضاً أُشير إليهم كآشوريين وليس فقط النساطرة أوالكلدان، قبل ثلاثة قرون كانت تُشير العلاقة بين الآشوريون ومختلف الطوائف الكنسية. موسى المارديني، الذي أصبح فيما بعد أسقفاً، سافر الى أوروبا عِدة مرات لخدمة البطريرك(19).

وفي سنة 1568م، أُجريت دراسة على أطروحته عن  الجنة، موسى برسيفا ( Barsepha) (Kifa)، الذي كان أسقفاً للسريان الأرثوذوكس في القرن التاسع الميلادي (903 – 813) وُصف على أنه آشوري (homo Assyrius). مما لا شك فيه بأن منبع هذه المعلومة كان موسى المارديني بنفسه، الذي كان في روما في خمسينات القرن السادس عشر(20). هنا تجدر الإشارة الى ان المصطلح هو إمِك  (emic). وفي سنة 1562م، عبديشوع الرابع بطريرك الكنيسة الكلدانية البابوية المتحدة، في مهنته الأيمانية يشير الى نفسه كبطريرك الآشوريين الشرقيين، والأهم من ذلك، انه كان يتحدث عن “الآشوريين المسيحيين”(Assyriorum Christianorum)(21).يجب التأكيد على أن الكثير من مصطلح أِمك أستُخدم من قبل موسى المارديني، وهذا كان تعريف شخصي ولم يكن مفروضاً من قبل روما.

  المجمع السنهادوسي الكلداني الذي انعقد في آمد تحت إشراف الياس كان يتضمن رسالة البطريرك المُرسلة الى البابا بولس الخامس. وقد نصت الرسالة على أن عبديشوع رُسِم بطريركاً على الآشوريين من قبل البابا بيوس الرابع(22).

في سنة 1582م، ممثل البطريرك شمعون التاسع في روما مار أيليا هرمزد مطران آمد، أطلق على نفسه لقب “كلداني من آشور” وطلب من الكاردينال كارافا ((Caraffa ” بأن أمته لا يجب أن تُسمى نساطرة، بل يجب أن تُسمى الكلدان الشرقيون في آشور الجامعة(23)”.

وفي إشارة غريبة الى الآشوريين من قبل جيو توماسو مينادوي (Gio Tomasso Minadoi) في سنة 1594م، في كتابه عن الحرب التركية الفارسية. وفي سنة 1579م، لالا مصطفى باشا القائد في القوات العثمانية، كان في أرضروم ينتظر نهاية الشتاء لإستئناف الحرب. مينادوي يقول بأن لالا مصطفى باشا تفقد قواته في أرضروم. كان في التسلسل الأول ” أُناس من بلاد ما بين النهرين”، وبعدهم ” الآشوريون والبابليون”، وبعدهم ” السريان (Soriani)”. الآشوريون والبابليون كانوا من البصرة (Old Teredon)(24). لقد كانت فعلاً قوات لالا مصطفى باشا تحتوي على قطعات من سوريا والعراق وماراش (25) ولكن لم يُعرف الكثير عن التركيبة العرقيه للجيش في تلك الحملة التي وقعت في عهد مراد الثالث.

من الصعب أستخلاص أية أستنتاجات من الإشارة الى الآشوريين من قبل مينادوي، خاصة وإن هذه الإشارة يمكن أن تكون جغرافية، كما إنها ليست واضحة مَن كانوا مِن بلاد ما بين النهرين الذين أشار اليهم إضافة الى الآشوريون والبابليون. مع ذلك فهي إشارة وأستشهاد آخر يضاف الى سلسلة من المراجع والإشارات الى الروابط بين الآشوريون المعاصرون والقدماء، لأنه لا يمكن أغفال بأن مينادوي أشار على وجه التحديد الى الآشوريين عرقياً. على الأقل انه مثال آخر لأستخدام التسمية في وقت أبكر من مصدرها الحديث المُفترض.

يتبـــــــــــــــــــــع….

 . Barhabreus, Chronicon Ecclesiasticum, III, Paris, 1877, P. 758.
2. Ibid., P.750. By locals and foreigners, it is meant Suryoyo and non-Suryoyo.
3. Joseph da Cunha Prochado, PeregrinaçaÕ de fernaÕ Mendes Pinto, Lisboa, 1725, P. 410.
4. Nicolas de Nicolay, Les Navigations peregrinations et voyages, faicts en Turquie, Anvers, 1576, P. 183.
5. Pierre d’Avity, Description general de l’Asie, Paris, 1660, P. 309.
6. Fra Paolo Sarpi, Istoria del Concilio Tridentino, VII, Mendrisio, 1835, P. 328.
7. Fiey, ‘Les pélerinage des Nestorians et Jacobites à Jérusalem’, Cahiers de civilization medieval, 12, 46, June 1969 P. 120.
8. Pietro Soave, Historia del Concilio Tridentino, 2nd edition, sine loco, 1629, PP. 585-86.
9. A Chronicle of the Carmelites, P. 382.
10. Feliciano Ninguarda, Assertio Fidei Catholicœ adversus articulos utriusque conessionis fidei Annœ Burgensis, Venetiis, 1563, P. 68.
11. Bartholomœus Sacci de Platina and Onofrio Panvinio, Historia B. Platine de vitis pontificum Romanorum, Coloniœ, 1568, P. 419.
12. Gilberto Genebrard, Chronographiœ, IV, sine loco, 1580, PP. 458 and 445 respectively.
13. Simonis Maiolo, Historiarum totius orbis, Romaœ, 1585, PP. 385-86.
14. Luis de Urreta, Historia Eclesiastica politica, natural y moral, Valencia, 1610, PP. 585-86.
15. ‘Relatione di quanto ha trattato il vescovo di Sidonia sua mission in Oriente’, op.cit., PP. 325-332.
16. Soave, op.cit., P. 392: “Riceuette anco il Papa un altro Mardeiro, Assiro Iacobita, mandato del Patriarcha Anticheno, a riconescer la Sede Apostolica, & dargli obedienza & far la prosessione della Sede Romana.”
17. Macquer, op.cit., P. 292: “ Le Pape reçut un Jacobite Assyrien appelé Moyse Marden, envoyé per le Patriarche d’ Antioche, pour tender obeisance au Saint Siége apostolique et fait un procession publique de la foi de l’Eglise Romaine.”
18. Aubertus Miraœus, Notitia Episcopatuum Orbis Christiani Libri V, Antverpiœ, 1613, P. 45.
19. Dorothea Weltecke, ‘ The World Chronicle by patriarch Michael the Great (1162-1199): some reflections’, JAAS, 11, 2, 1997, P. 7.
20. Andrea Massio, De Paradiso Commentarius, Antverpiœ, 1569. 3.
21. Documenta Relationum S. Sedem Apostolicam et Assyriorum Orientalum seu Chaldaerum Ecclesiam X: Profession Fidei R. Dom. Abd-Isu IV Patriarchae Chaldaerum’ Bessarione, Anno IV, Vol. 6, 1899-1900, PP. 133 and 135.
22. Green, op. cit., PP. 129-30.
23. Fiey quoted in G. V. yana, op. cit., P. 60.
24. Gio Tommaso Minadoi, Historia della guerra fra Turchi, e Persiani, Venetia, 1594, PP. 26-7.
25. Nicoale Jorga, Osmanah Imparatorluğu Tarihi, trans. Nilüfer Epceli, istanbut, 2005, P. 206.

سـامي هاويـل ـ سدني

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.