ترجمة من كتاب الآشوريون بعد نينوى/ المؤلف البلغاري د.راشو دونيف “الجزء الثاني”

بقلم سامي هاويل
ترجمة من كتاب الآشوريون بعد نينوى
المؤلف البلغاري د. راشو دونيف
“الجزء الثاني”

12/ 09 / 2013
http://nala4u.com

1-   لقد أضطررت في هذا الجزء لوضع المصادر في نهاية الترجمة وذلك كوني أُلاقي صعوبة في وضع مصادر كل صفحة لوحدها.
2-   الأتابگيين هم من أُصول تركية وكانوا خلفاء للسلجوقيين.
3-   لاحظنا في الجزء السابق كيف أعتبر معاصروا الأمبراطورية السلوقية على أنها مكملة للأمبراطورية الآشورية، هكذا نلاحظ في هذا الجزء كيف كانوا يطلقون على الأمبراطورية الفارسية في بعض الأحيان أسم آشور. وكيف يطلق أفرام الكبير على الأمبراطورية الفارسية لقب ” آشور القذرة ” كونهم ليسوا مسيحيين. وعلى ما يبدوا أنه تم أستغلال بعض النصوص التوراتية المعادية للآمبراطورية الآشورية ، وأعتبار الآشوريون أعداء اليهود، ولأن اليهود مذكور أنهم شعب الله المختار، بالأضافة الى قدسية التوراة عند المسيحيين فبذلك أعتبروا جزافاً بأن الآشوريين هم من أعداء المسيحية، في الوقت الذي كانوا هم رواد المسيحية وناشري تعاليمها في كل القارة الآسيوية، وطقوسهم أذهلت المسيحيين الغربيين عندما تُرجمت الى اللاتينية، حيث بأعتقادي يعتبرهذا أحد الأسباب الذي جعل الآشوريين غير مهتمين بحضارة أجدادهم وقلص نشاطهم القومي لعصور، في الوقت الذي كرسوا جل طاقاتهم لنشر التعاليم المسيحية ليصنعوا أمبراطورية مسيحية في الشرق، ولحد يومنا هذا فبالرغم من الدور الأيجابي للنهضة القومية الآشورية في القرنين الماضيين لكننا نلتمس بوضوح في مجتمعنا الآشوري بكافة أنتماءاته الكنسية بروداً يصل عند البعض الى حد رفض الاشورية أنطلاقا من تلك المفاهيم الخاطئة، وهذا سببه قلة الوعي القومي والديني في مجتمعنا الآشوري، لذلك يصعب اليوم تعبئة جماهيرنا الآشورية قومياً كون الكثيرين يُعتبرون آشوريين بالوراثة وفي نفس الوقت أنصاف المسيحيين…. المترجم.

العلاقة بين الأمبراطورية الآشورية وأستمرارية الحضارة (2)
خسرو أو كسرى كان ملك للسلالة الساسانية, وكانت عاصمتهم في قطيسفون ، والتي كانت أيضاً مقر الكرسي الجاثاليقي للكنيسة النسطورية. كما أن يوخنا أسقف أفسس(505-585 ميلادية) قد روى هذه الحادثة في كتابه عن تاريخه الكنسي.

“وبالتالي أفسد المدينة التي لا تحصى وأسر الناس وأفرغها من سكانها وترك فيها حماياته وعاد الى أرضه مع غنائم هائلة من الفضة والذهب المسلوبة من سكانها,وكنائسها, ومن جميع المناطق الأخرى المستولى عليها, وسلمها لإيدي الآشوريين، وقعت هذه الحادثة بعد أثنان وسبعون سنة، أكثر أو أقل،بعد الفترة التي أكتُشفت على يد الملك أناستاسيوس”1.

ويعتقد بأن الإشارة الى الآشوريين(آثورايي)2 كانت بالحقيقة إشارة الى الفرس، نظراً لأنه الفرس الساسانيين هم الذين أحتلوا مدينة درعا وميخايل الكبير ( أيضا يُعرف ميخايل السرياني، بطريرك كنيسة السريان الأوثوذوكس (1166-1199)) في مخطوطته يعرفهم على هذا النحو3. كما إن هارون الذي أعقب ميخايل يذكر.

 ” أستناداً الى الحقائق بأن الآشوريون في التوراة كانوا أعداء أسرائيل، (أثورايا) أستُخدم كتعبير مجازي يعني أعداء المسيحية. أستخدم هذا المجاز في الكثير من الأحيان يرافقه صور مبنية على نظرة التوراة الى الآشوريين (….)، على سبيل المثال يذكر في ( أيشعيا 34-5 :10) عندما يصف الآشوريون   بأنهم قضيب غضب الله. المعنى المجازي لكلمة ( آثورايا ) أُطلق  خصيصاً على الفرس. كما نلاحظ بأن مار أبرم الكبير ( المتوفي سنة 373) والمعروف على نطاق واسع لدى كافة المؤلفين السريان، حيث يشير الى فارس “كآشور القذرة  أُم الفساد”4.

مع ذلك فقد تواصلت الرابطة بين أقليم معين مع آشور والآشوريين في القرن السادس والسابع مثلما تُظهر أمثلة أُخرى:
(i) في التاريخ السرياني لقرداغ مكتوب( 630-600 م ) أستنادا الى والكر( Walker 2006) “وهي الرواية التي توصفه بأنه منحدر من مملكة الآشوريين(athoraye)”، ويعتبر والده منحدر من عائلة الملك نمرود ووالدته من عائلة الملك سنحاريب (….). وفي وقت لاحق من التاريخ قيل بأن قرداغ كان “مثالياً لآشور (athor)”(….). وأربيل وُصفت “مدينة الآشوريين (athoraye)(…). والكر(Walker) (…) قال إن تنسيب قرداغ الى الآشورية يعود الى حقيقة وقوع مزار هذا القديس في شمال العراق على المعبد الآشوري الجديد.
مار أيشوع عياب الثالث, كاثوليكوس بطريرك كنيسة المشرق (647-657 AD) في رسائله الى مختلف أساقفة أبرشياته يذكر آشور والآشوريين العديد من المرات:

      في رسالته الى مار كوريل:
“ينبغي أن يكون معروفاً هنا وفي وسط آشور والشعب المجاور……..”
     رسالته الى رجال الدين لبيت لاباط ( bet lapat)5 في هوزايي (Huzaye):
“لكن قالت أنه يُشرف أن نرى روحياً، مثلما آشور وعيلام متحدتان بجسد واحد”
     رسالته الى الأسقف تيودورس:
“سوف أتأخر عدة أيام لكي أزور هؤلاس الناس المشتتين من آشور الى جانب هذه المنطقة.”
     رسالته لمار سركيس أسقف عيلام يقول:
“لقد كتبنا مرتان لإخوتنا خنانيشوع  و إيشوسَوّرن (Isho-sawren)6 وهذا بقانون كلمة الرب. حتى لو لم يرغبوا في القدوم، الآشوريون سوف يحترمونهم”7.

آشور كمنطقة أو أقليم أيضا ذُكرت في مخطوطة أرمنية في القرن السابع الميلادي، حيث تروي هذه المخطوطة بأنه في سنة 636 أحتل العرب ” آشور وعرضوا أهلها الى مذابح وأجبروا الكثير من الناس لإعتناق الإسلام”8.
فَيي (Fiey) يشير الى أن نسطورس مطران أربيل، أشترك في المجمع السنهاديقي لطيماثاوس عام 790 ميلادية وقد وقع “كمطران آشور”، وهي المرة الأولى يصادف بها هذا العنوان9. كما إن ميخايل الكبير يشير بهذا اللقب الى بار سهدي      (Bar sahde) رئيس دير مار متي ( Dayro d-mor Matay)، في الموصل، في منتصف القرن الخامس الميلادي حيث يلقبه ” مطران دير آشور ونينوى”10.  فََيي يرى بأن هذه المعلومة ليست دقيقة لأنه في القرن الخامس الميلادي لم يكن هناك أُسقف في دير مار متي 11. لكنه من الضروري القول بأن ميخايل الكبير ربط موقع الدير بالإمبراطورية الآشورية. مار متي الذي كان قديساً لكنيسة السريان الأرثوذوكس له عدد من الألقاب (enter alia) متي من آشور. كان أيضا قديساً لكنيسة السريان الكاثوليك 12. وبالمناسبة فإن ميخايل الكبير أشار الى مطران آثور (Ator)، فيما يتعلق بفترة البطريرك أثاناسيوس سندلايا (Athanasius sandalaya) في القرن الثامن الميلادي أيضاً، ويقول بأن أثاناسيوس رسم كريستوفر  (Christophorus) مطراناً لإثور (Ator) 13.

http://uploads.ankawa.com/uploads/1379033890671.docx
البطريرك النسطوري المحتفى به طيماثاوس الأول (823-780), في تقديسه يشمل كرسيه في رؤيته كل من “بابل،فارس،وآشور(Assyria)” 14.
أدي شير كتب، بالأستناد الى ميخايل الكبير، بأن اليونانيين كانوا يضطهدون اليعاقبة في النصف الأول من القرن التاسع الميلادي بقولهم لهم “إن مذهبكم السرياني ليست له أهمية ولا كرامة، ولم يكن لكم مملكة، ولا ملك نبيل”، واليعاقبة ردوا عليهم بالقول “حتى لو كانت تسميتنا “سريان” ولكننا بالأصل “آشوريون” وكان لنا العديد من الملوك النبلاء” وسوريا الواقعة الى الغرب من نهر الفرات سكانها يتحدثون باللغة الآرامية, والذين يسمون “بالسريان”، هم جزء من الكل، في الوقت الذي كانت الأجزاء الأُخرى الواقعة الى شرق نهر الفرات, وصولاً الى فارس, كان لهم العديد من الملوك من آشور وبابل وأورهاي ( Edessa) 15.

ميخايل الكبير أيضاً يشير في مخطوطته الى “الكلدان، الآشوريون، السريان” 16، (kaldaye, athuraye,d hinun suryaye في اللهجة الشرقية، و kaldoye,athuroye, d hinun suryoye في اللهجة الغربية)، والتي ليست فقط تُظهر الترادف بين التسمية الآشورية والسريانية ولكن أيضاً تؤكد الروابط بين آشور القديمة والسريان. في حين تجدر الإشارة الى أن أقتباسه أستُخدم هنا ليُظهر مختلف الخيوط التي تربط آشور القديمة بالآشوريين المعاصرين، إن وجهات نظر ميخايل الكبير تعتبر معقدة ومتناقضة. بإختصار, يذكر في سيرته ذو الثلاثة أجزاء:

1- “الآشوريون والذين هم السريان” ( Vol. 1, p. 32);
2- الآشوريون الذين سميوا بالسريان (Vol. 3, p. 446);
3- السريان هؤلاء الذين يتحدثون اللغة الآرامية (Vol. 3, p 78);
4- آرام حكمت الآراميين الذين سماهم اليونانيين سريان (Vol. 3 p 443);
5- لماذا يسمونهم كلدان, حيث كانوا يسمونهم آشوريونVol. 3, p. 443) );
6- الآراميين الذين هم سريان (Vol. 1, p. 16);
7- يسمونهم عامة، كلدان، الأسم القديم، أو الآشوريون، والذي يعني (Athoraye)، سُمي آشور الذي عاش في نينوى (Vol. 1, p.443);
8- السريان الذين هم كلدان ( في النسخة الأرمنية) 17.

في مخطط الأسطورة الدينية التي أوجزها ميخايل الكبير، بأن النبي نوح وَلد شيم الذي وَلد آرام وآشور، ومن آشور نشأ الكلدان. في هذه الخلفية المعقدة، يمكننا أن نستنتج تقارب التسميات. يُقال بأن الآراميين نشأوا من آرام والذين سميوا سريان، وفي مكان آخر يذكر بأن الآشورية والسريانية هي أسماء مرادفة، وحتى السريانية والكلدانية. فمن الصعب الأستنتاج من مدونات ميخايل لأنه لم يكن هناك حدود واضحة بين هذه التسميات.

ميخايل الكبير يشير بالصدفة الى قرية تسمى سامراء، يوصفها بأنها واقعة بين آثور (نينوى) وبابل 18. وهو أيضاً يشير الى الحاكم (atabeg) الأتابگي تحت أسم قطب الدين (Qotb ed-din) الذي توفي عام (1170)، كأمير للموصل وجميع آشور(prince de mossul et de toute Assyrie) 19. النسخة الأرمنية المختصرة من المخطوطة مكتوبة عام 1248 وتحتوي على نفس الأسم واللقب ولكن التاريخ يختلف، 1494 حسب التقويم السرياني و613 من الحقبة الأرمنية ( 1182-83, 1164-7 respectively) 20:
ميخايل الكبير أيضا يشير الى آشور كمنطقة جغرافية، والتي كانت تحت السيطرة الرومانية 21. وللتوضيح، فإن ميخايل الكبير لا يرمز بأي إشارة تربطه بالآشوريين. على أية حال، إنه أستخدم المصطلح مرة واحدة على الأقل بطريقة أزدرائية، عندما لقب حاكم الموصل الأتابگي “بالخنزير الآشوري (an Assyrian pig)” 22.

 الرحالة اليهودي بنيامين من توديلا (Tudela) في القرن الثاني عشر، في روايته يطلق على نينوى أسم “آشور
 (Assur)” أو بالأحرى يؤكد بأن “الموصل هي آشور العظيمة” 23. رغم إن توديلا أخطأ في تحديد مكان آشور التي تقع في جنوب الموصل. كما إن الحاخام بيتاجيا (petachia) أيضا زار الموصل في القرن الثاني عشر الميلادي، والذي
أسماها نينوى الجديدة, أيضاً أشار ” من نصيبين وأبعد تمتد أرض آشور” 24. هذين المثالين والعديد من الإشارات الأُخرى لآشور موجودة في مؤلفات ميخايل الكبير بعد أكثر من 1500 سنة على أنهيار الأمبراطورية الآشورية، هي دلالات على الرابط المستمر بين هذا الأقليم مع ماضيه الأمبراطوري.

المصادر 1. The third part of the Ecclesiastic History of John Bishop of Ephesus translated by R. Payne Smith, Oxford University Press, Oxford, 1860, cited in http://www.tertullian.org/fathers/.
2.. Jessie Payne Margoliouth, Extracts from the Ecclesiastical History of John Bishop of Ephesus, Leiden, 1909, P. 99.
3. V. Langlois, Chronique de Michel Le Grand, Paris, 1868, P. 192.
4. Butts, op. cit, P. 3.
5. Bet-Lapat is the Syriac name of the town; also known as Yani Gundi-Shapur in Farsi.
6. i.e. Our Hope Jesus.
7. R. Duval, Patriarche, Liber Epistularum, Louvain, CSCO, 1962, PP. 102 and 106, quoted in Odisho Malko Gewargis, ‘We Are Assyrians’, trans. Youel A Baaba, JAAS, P. 83; My emphasis.
8. Dulaurier, Recherches sur La Chronologie Armeniens’, Paris, 1859, P.226.
9. Jean-Maurice Fiey, Assyrie Chrétinne, I, Beyrouth, 1968, P. 70.
10. Chronique de Michel le Syrien, trans. J.-B. Chabor, II, Paris, 1901, P. 417.
11. Fiey, ‘Les dioceses du Maphrianat syrien, 629-1860’, Le parole D’Orient,5, 2, 1974, P. 374.
12. Fiey, Assyrie Chrétienne, II, Beyrouth, 1968, PP. 759-60.
13. Chronique de Michel le Syrien, III, P. 29.
14. ‘ Documenta Relationum S. Sedem Apostolicam et Assyriorum Orientalum seu Chaldaerum Ecclesiam’, Bessarione, X, Anno IV, Vol. 6, 1899, P 132.
15. Sa Grandeur Mgr. Addai Scher, De La Chaldee Et De L’Assyrie, II, Imprimerie Catholoque, Beyrouth, 1913, P. 750 cited in William Warda, Assyrians from the fall of Nineveh to Present, June 2005, http://www.christiansofiraq.com/facts.html, retrieved on 12 October 2010. [Addai Scher’s cited book was published in Arabic. The page number given as 750 refers to the original publication by Michael the Great. In fact,  Addai’s quotation above is a summary and therefore PP. 748-50 in the original publication Michael the Great or Appendix II, PP. 442-446 in Chronique de Michel Le Syrien, III, Paris, 1905, Have to be consulted for the full context of the comments. The passage quoted above is from the preface of Addai  Scher’s book in Arabic, which is numbered in the Classic Syriac system with Letters, rather than numbers. The exact page of the passage is page ى (h), i.e. Five. After the preface the numbering system is given in Arabic numerals. Page five of the main corpus of the book in not to be confused with page 5 of the preface].
16. Chronique de Michel Le Syrien: Patriarche Jacobite d’Antioche (1166-1199), trans. J.-B. Chabot, I, Paris, 1899, P. 32.
17. Langlois, op. cit., P. 33.
18. Chronique de Michel lw Syrien, III P. 88.
19. Ibid, P. 339.
20.Académie des inscriptions et belles-letters, Recueil des historiens des Croisades, Paris, 1869, P. 372.
21. Langlois, op. cit., P. 88.
22.Chronique de Michel Le Syrien, III P. 261.
23. Benjamin de Tudéle, Voyages de Rabbi Benjamin, trans. J P Baratier, I, Amsterdam, 1734, P. 131.
24. Travels of Rabbi Petachia of Ratisbon, tr. A. Benisch, London, 1856, P. 9.

سامي هاويل

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.