بقلم غســان يونان
سيادة الرئيس العراقي: بكل محبة واحترام، حكم ذاتي وليس محافظة مسيحية!!..
24 / 08 / 2013
http://nala4u.com
لو وافق الرئيس العراقي على إعطاء الآشـوريين (بكل انتماءاتهم المذهبية) الحكم الذاتي المطالب به منذ عشـرات السـنين في مناطق سـكناهم، لكان قـد وفـر الكثير الكثير من المعاناة والمآسـي التي تلحق بشـعبنا وكان أيضا قـد خفف من مخاطر التسـمية التي ابتكرها البعض وزرعها في البيت الآشـوري بأياد داخلية، وكل ذلـك لتسـهيل ضرب مقومات وجودنا كشـعب وكقومية وكحضارة وبأدوات من الداخل!
إن محاولات البعض اليوم بمناداة شـعبنا بـ (مسـيحيي العراق) لا يمت إلى الواقع والتاريخ بصلة وإنما يدخل في خانة تزوير التاريخ والواقع. إن لفت الانتباه إلى حقوق شـعبنا وعلى لسان أعلى سـلطة في العراق، وذلــك بعدم الاعتراض على تشـكيل محافظة (مسـيحية!) ولو أن ذلك يدخل في خانة ضرب القومية الاشـورية واتى متأخرا مقارنة بسرعة سـير الحوادث ومدى تأثيرها على واقع الحال الذي يعيشـه شـعبنا، لكننا نتفهم ونقدر ذلك ونقرأ هذه الدعوة “كمبادرة تاريخية” يجب التعامل معها على هذا الأسـاس وذلك من خلال تشـكيل لجان من كافة مؤسـسـات شـعبنا لمتابعة هذه القضية الملحة والمشـروعة. ومن جهة أخرى تكون خط دفاع قوي في وجه قوى الشر والظلام التي تتعقب شـعبنا في كنائسـه ومنازله وأعماله من أجل تنفيذ مخططهم الجهنمي بإفراغ المنطقة من سـكانها الأصليين.
ومن
الجدير ذكره، بأن القومية الآشـورية كانت قبل المسيحية وبنفس الوقت هذا لا
يقلل من إيماننا بمسـيحيتنا التي إليها ننتمي وبها نفتخـر. وبالرغم من كل
ذلك، لا يسـعنا كشـعب آشـوري ـ عانى ولا زال يعاني عبر التاريخ ـ يؤمن
بتحقيق العدالة والمساواة ضمن عراق ديمقراطي فدرالي حر على يـد رئيسـه
وبمعاونة كافة مؤسـسـاته الرسمـية، وهذه الرغبة التي تراود أفكار ومخيلة
الآشـوريين أينما كانوا، سوف تعزز من تحقيق قفزة نوعية نحو تحقيق المساواة
بين كافة مكونات الشعب العراقي من خلال إعطـاء الآشـوريين “الحكم الذاتـي”،
وبهذا الظرف تحديدا لمسـاعدة شـعبنا من حماية نفسـه بنفسـه (من خلال
تشـكيل وحدات عسـكرية) بالتنسـيق الكلمل والتام مع مؤسـسـات الدولة
العراقية وبموافقة دول الجوار وتحت الرعاية الدولية ريثما تكون المؤسـسـات
العراقية قادرة على بسـط سـلطتها على كتافـة أرجـاء الوطن.
إن عدم
ممانعة الرئيس العراقي على ذلك، سـوف يعطي زخما قويا لشـعبنا بكل مكوناته
وانتماءاته على الالتفاف حول بعضه البعض وإسكات أصوات النشـاذ المصممة على
تفتيت هذا الشـعب العريق وتزوير تاريخه غير آبهين للعواقب التي سـتطالهم من
خلال ما ينادون به أو تكتبه أقلامهم المأجورة.
كما وان عدم ممانعة أول رئيس عراقي بذلك، هو خطوة تاريخية يجب الاعتراف بها وبنفس الوقت اعتبارها نافـذة ضيقـة في الجدار المغلق منذ عشـرات السـنين وإضاءة شـمعة صغيرة في ليلة ظلماء، وهنا مطلوب من كافة مؤسـسـات شـعبنا (السـياسـية منها والدينية والثقافية والإجتماعية….إلخ.) بأخذ هذا المطلب أو هذه الدعوة (من قبل أعلى سلطة في العراق) بجدية وبمسـؤولية من أجل توحيد الكلمة والصف والرأي وتضافر الجهود حتى تحقيق هذا المطلب.
غســان يونان