بقلم آشور بيث شليمون
هل المعادون للقومية الآشورية مصابون بالجهل أم يتصفون بالمكر والخداع ؟!
07/12 / 2013
http://nala4u.com
توطئة:
من البديهيات التي لا تحتاج الى أي جدال أم نقاش، أن الشعب الآشوري كان من أوائل الشعوب السامية التي وجدت في بطاح الرافدين، أي قبل الآراميين والكلدان .
وأي من يتصفح تاريخ الهلال الخصيب ܩܫܬܢܝܐ ܫܡܝܢܐعموما وبلاد الرافدين خصوصا، يجد أن الشعب الآشوري يكاد يغطي تاريخ المنطقة نظرا لإنجازاته العظيمة، بحيث شكل أول امبراطورية كبرى في الهلال الخصيب والتي لم يبلغ شأوها من الشعوب الأخرى الشقيقة وعلى سبيل المثال، الكنعانية، الفينيقية، الإبلية والآرامية . وما الكلدية والمعروفة – البابلية الجديدة – إلا جزءا من الأمبراطورية الآشورية وذلك استنادا لبعض المؤرخين القدامى من أمثال المؤرخ اليوناني ” هيرودوتس ” والحديثين من امثال المستشرق الإيطالي سباتي موسقاطي ( 1 ) في كتابه ” وجه المشرق “.
والجدير بالذكر، أن جنوب بلاد الرافدين حول الخليج العربي والتي كانت تعيش فيه خليط من الشعوب وأولها الشعب السومري إلى جانب الآراميين، الكلدان، العرب، اليهود ،الفرس وحتى اليونان. بينما الشمال أي بلاد آشور فالوضع كان مختلفا جدا، حيث كان الشعب الآشوري يسود فيه وهنا أستشهد بما قاله الأجانب تأكيدا على ذلك ومنهم الأستاذ أ. ولفنسون – أبو ذؤيب – ( 2 ) :
وقد كان من حسن حظ – آشور – في نضالها مع بابل أن الأقدار كانت تساعدها عليها أيضا ففي حين كان الآشوريون يتعاونون ويتساندون في هذا النضال كان البابليون منقسمين على أنفسهم ….. لذلك استطاع الآشوريون الذين كانوا أمة واحدة وعنصرا واحدا أن يتدخلوا في شؤون بابل وبسطوا نفوذهم عليها.
………………………
والآن لنستعرض بعضا من الأوهام التي يتداولها عادة أعداء الأمة الآشورية ممن يتقمصون الكلدانية وغيرها على سبيل المثال:
ولا ضير ايضآ ان انقل بعض الامور التي ذكرها بعض الباحثين والمؤرخين الذين يؤكدون بعدم وجود أي رابط بين الآثوريين والآشوريين القدامى .
آشور بيث شليمون:
إن دعاة هذه المقولة يمكن ان يقال يعدون في قمة الغباء، إذ لا فرق بين التسميات هذه: الآتوريون/ الآثوريون، الآشوريون، الآسوريون، إذ كلها تعني الشعب الآشوري. كما تقول اليوم العراقي ( بالقاف ) والعراكي ( بالجيم المصرية ) والعرائي ( بالألف وفق اللهجة السورية ) حيث كل هذه التسميات واحدة وتدل على شعب وبلد واحد .
1- في كتاب “خلاصة تاريخ الكرد وكردستان ” قال المؤرخ أمين زكي بك عن الآثوريين ( انهم احفاد كلدانيي بلاد ما بين النهرين الذين هاجروا بلادهم الأصلية من جراء مضايقات الفاتحين والمغيرين ولجأوا الى جبال حكاري منذ عهد قديم جدآ .
آشور بيث شليمون :
مع أحترامي للمؤرخ الكردي، أنه لم يصب الحقيقة وذلك، أن الكلدان كانوا أقلية في الجنوب كما جاء في التوطئة، ومن ثم في القرن العاشر وعلى الاكثر الحادي عشر، لم يبق كلدانيا واحدا وغيرهم من الأقليات الأخرى ما عدا الصابئة في الجنوب نتيجة الأسلمة والتعريب التي حدثت بعد الغزو العربي الإسلامي في مطلع القرن السابع الميلادي وما بعده.
بينما الشمال، السكان كانوا إجمالا آشوريين وما يسمى بالكلدان حديثا ليس إلا نتيجة إنفصال حدث في جسم الكنيسة المشرقية في القرن الخامس عشر – التي كانت مخندقة في بلاد آشور- حيث التحق قسما منهم بالكنيسة الكاثوليكية والتي أسبغ عليهم البابا أوجين الرابع (1443-1444 ) التسمية الكلدانية..
2- يقول سي . جي . ادموندز ، ان المسيحيين النساطرة في اقليم هكاري يعرفون في انكلترا باسم الآثوريين .
آشور بيث شليمون:
والسيد سي ادموندز صدق في قوله حيث هنا أظهر إثنيتهم العرقية كما تقول اليوم المسلمون في الجزيرة العربية عرب الجنسية!
3 – يقول المؤرخ عبدالرزاق الحسني في احد كتبه ( ان الانكليز هم الذين كانوا يطلقون على النساطرة لفظ ( الآثوريين ) بينما كان الاهالي يسمونهم ( التيارية ).
آشور بيث شليمون:
إن العشائر العربية ليس في العراق، بل حتى في سوريا يطلقون على الشعب الآشوري بنفس التسمية ( التيارية )، ولكن التيارية هي إحدى كبرى العشائر الآشورية والتسمية غدت جزافا شاملة لكل الشعب الآشوري كما في نفس الوقت، إذ أجدادنا المسيحيين ( السريان ) في كتاباتهم كانوا يطلقون على العرب ب ( الطي -ܛܝܝܐ ) ومن المعروف ان الطي هي إحدى العشائر العربية بنفسها كما هي حالة – التيارية – التي هي إحدى العشائر الآشورية.
وعلى هذا الأساس الإنكليز كانوا على صواب في تسمية شعبنا باسمه القومي الصحيح.
4 – اما الدكتور احمد سوسة ، يجد ان الانكليز هم الذين ابدعوا مسألة العلاقة بين الآثوريين والآشوريين .
آشور بيث شليمون:
إن الدكتور أحمد سوسة، يهودي وصهيوني كذاب، فهو كذاب عندما ادعى دخوله الإسلام بعد عودته من الولايات المتحدة، حيث المنظمة الصهيونية جندته لخدمة مصالحها وسياسيتها التخريبية في العراق.
واليهود عادة يكرهون الشعب الاشوري، ولذلك هو وغيره من الصهاينة ديدنهم الأوحد يبقى الإساءة إلى كل ما له صلة بشعبنا الآشوري.
ثم، لقد بينا ذلك في المقدمة في عدم وجود خلاف في التسميتين كونهما تسمية واحدة ولشعب واحد.
5 – يقول الدكتور عبدالفتاح علي البوتاني الباحث و استاذ التاريخ في جامعة دهوك ، بأن وثائق الحكومات العراقية المتعاقبة كأدلة العراق للسنوات 1936 – 1960 م واقسام التاريخ والآثار في جامعات العراق كافة ، لا تعد الآثوريين آشوريين .
آشور بيث شليمون:
لا غرابة في الأمر حيث سياسة العرب بصورة عامة هي طمس الهويات القومية وصهرها في البوتقة العربية. وإذا كانت هذه الوثائق لا تعد الآثوريين آشوريين، هل يستطيع أحد الإجابة في هذه الحال من هم إذا الآثوريون؟!
ومن المعروف أن الآشوريين، هم من الشعوب النادرة التي قاومت بضراوة حركات التعريب . لذلك يعمدون و يعملون جاهدين بتزوير التاريخ، ولكن هنا ساتفق مع ساسة العرب بأنها صادقة فيما إذا قبلوا أن العراقيين( بالقاف) اليوم ليسوا العراكيين ( بالجيم المصرية) وعندها سيدركون مع احترامي بدون أي شك كم هم أغبياء!
6 – كما كلنا نتذكر أن الحكومة العراقية وبسياستها العربية العنصرية تعتبر شعبنا الآشوري غريبا ووافدا اليه، في الوقت الذي فيه أن الآشوري في الشمال من بلاد الرافدين عاش في وطنه الذي مزقته الدول المصطنعة من قبل الإستعمار في مطلع القرن الماضي. وإن منطقة حكاري تكاد توازي الحدود لدولة العراق الحديثة والتي كانت في عهد السلطنة العثمانية تشكل مع العراق الحالي بلدا واحدا. وزد على ذلك، لماذا نحسب من الوافدين لنزوحنا بضع مئات من الكيلومترات جنوبا، بينما العربي من اليمن، الحجاز والعسير الذين تفصلهم أضعاف أضعاف المسافة مع العراق شمالا يغدون أصحاب البلد بإمتياز؟!
7- اما المطران اوجين منا فقد حدد بلاد الكلدان بقوله ( وبلادهم الأصلية بابل وآثور والجزيرة ) وكانوا يسمون آثوريين نسبة الى منطقة سكناهم في آثور .
آشور بيث شليمون:
أولا، لقد كتب كثيرا من آبائنا المسيحيين وخصوصا من أبناء بلاد آشور ( ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ ) حول القضايا اللغوية والقومية، ولكن نظرا للتأثير الديني المسيحي وندرة المراجع التاريخية حيث وقع الكثير منهم في حيص بيص.
على كل، إن المغفور له المطران أوجين منا أصاب الحقيقة حينما قال : ” وكانو يسمون آثوريين نسبة الى سكناهم في آثور” ، أي ما يسمى اليوم شمال العراق قلب الآشورية النابض. وهذا ما نقوله اليوم أيضا.
8- في محاضرة للأسقف باوي سورو بتاريخ 22/آب/2004 في الولايات المتحدة قال فيها ( ان كنيستنا الآثورية والى سنة 1930 كانت تسمى الكنيسة الكلدانية ، وان توقيع البطريرك شمعون النسطوري كان ختمآ مكتوبآ فيه ( محيلا شمعون بطرك كلدايي ) المتواضع شمعون بطريرك الكلدان ) .
آشور بيث شليمون:
إن الأسقف مار باوي/ آشور سورو ( 3 ) مع احترامي الجزيل، لي معرفة شخصية معه، لا أحب أن أجرح شعوره لما قاله بدون مسؤولية ومصداقية. ولكن سأكتفي بالقول إذا حسم التاريخ حتى عام 1930 في تسمية كنيستنا بالكلدانية، شخصيا أرى أن هذه التسمية المسبوغة والمصطنعة على شعبنا الآشوري لهي سارية المفعول الى هذه اللحظة – حيث هي التسمية المتداولة للمنشقين من أبناء امتنا الآشورية الى الكنيسة الكاثوليكية الرومية.
ولكنه، أخفق ذكر تاريخ تداولها لأول مرة، وهذا حصل عندما فريق * من رعيتنا الكنسية في جزيرة قبرص انضموا الى الكنيسة الكاثوليكية وذلك في ( 1443-1445 ) وتسموا من قبل – بابا روما – اوجين الرابع بالكلدان وهكذا سرت التسمية منذئذ الى اليوم.
وهنا تعليقي على أقوال هؤلاء الضالين والضاغنين بما جاؤوا به ادناه:
خلاصة القول ، ان الاخوة الذين ينتحلون التسمية المذهبية الوثنية الاشورية هم في حقيقة امرهم آثوريين – اطورايي- ** منحدرين من اصول كلدانية خالصة ، اما اذا ارادوا الاستمرار في انتحال التسمية الاشورية التي لا تليق بهم والعيش في الوهم الاشوري فهذا شأنهم وعلينا ان نحترم رغبتهم واختيارهم حالهم كحال الكثيرين ممن غيروا قومياتهم ومذاهبهم واديانهم ، وبالمقابل عليهم ان يحترموا الهويات القومية للآخرين وان يكفوا عن تزوير الحقائق وتشويه التاريخ .
آشور بيث شليمون:
مع احترامي الكبير، إن الذي يدعي ويتقمص الكلدانية في بلاد آشور هم – من أمثالكم – الذين يعدون بالمنتحلين ولا نحن من أبناء هذه الأمة ومن سكان هذه الأرض الطيبة والتي تسمى بكل فخر بلاد آشور- ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ وانتم الوحيدون الذين لا تحترموا الهوية القومية الآشورية –هويتكم الحقيقية – وتزورون التاريخ أيضا في وقت بآلاف السنين تعيشون في ربوعها.
لو حقا أنتم من الكلدان، كان الأجدر أن تكونوا سكان الجنوب على الخليج العربي ولا في الشمال، حيث العرب مع الأسف صهركم في بوتقة العروبة الإسلامية بدون أن يترك لكم أثرا اليوم وكما قلنا أعلاه حيث لا وجود لكم في الجنوب حتى قرية صغيرة.
ومرة ثانية يقولون:
كلمة اخيرة للأخوة الذين وجدوا انفسهم اليوم يتسمون زورآ وبهتانآ بالتسمية الاشورية ، ونقول لهم ، تيقظوا من الغفلة والخدعة التي ابتدعها وليم ويكرام لأجدادكم الكلدانيين وافيقوا من هذا الوهم الذي اسمه ( آشور ) ، اصولكم تعود الى الكلدانيين ، ولا صِلة عِرقية او تاريخية تربطكم بالآشوريين القدامى ، والتسمية الاشورية التي تنتحلوها اليوم هي حديثة ومكتسبة بالاضافة الى كونها وثنية ، لا احد يفتخر بأن يتسمى بالتسمية الآشورية الصنمية المقيتة ، ولا احد يفتخر بأن يكون من اتباع الثور المكسور الجناحين ذو الخمسة ارجل والذي يسمى ( شورو ) باللغة الأصلية ، كيف ترضون ان تأخذوا من اسم الثورتسمية لكم ؟
آشور بيث شليمون:
إن الذين يتسمون بالكلدانية – من امثالكم – في بلادنا زورا وبهتانا هم وجب عليهم أن يتيقظوا من الخدعة البابوية المقيتة حيث أسبغ عليكم اسما ليس له علاقة بكم إطلاقا، هذا الإسم المجوسي المقيت والذي ليس إلا اسما لطبقة معينة من الناس والذين امتهنوا السحر والشعوذة والذين نبذتهم المسيحية،أما بابل هي المدينة الزانية كما ذكرت في أسفار يوحنا اللاهوتي، بينما نينوى/ ܢܝܢܘܐ المدينة العظيمة التي لمكانتها الفريدة عند الله لذلك أرسل لها _ يونان – النبي ليكون مخلصا لها.
تنويه: لقد قمت بدحض وبتفنيد قسما مما جاء في المقال الرابط أدناه، ولكن تباعا سوف أكتب حول هذه المواضيع السخيفة والتي ليس فيها وفي كاتبيها المنطق والمصداقية.
………………
( 1 ) Sabatino Moscati , The Face Of The Orient, a Double Day Anchor book edition 1962 , page 68
( 2 ) أ. ولفنسون ( أبو ذؤيب )، تاريخ اللغات السامية، الصفحة 33 – دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت – لبنان
( 3 ) إن الأسقف الجليل اسمه في المعمودية ( آشور )، لأن والده بالتأكيد كان قوميا آشوريا ولا كلدانيا حيث لو صدق بإدعائه لكان الأجدر ان يسمي ابنه ( كلدو ).
* إن الإرسالية هذه كانت من المنطقة الآشورية في الشمال اي من منطقة – أرزون – ولا كما يؤولها المتكلدنون بانهم كلدانا في الجنوب.
** إن الكاتب يستخدم تسمية مشوهة ( أطوراي ) وكان الأجدر أن يقول ( أتوراي ) كما وضحنا أعلاه وهذا دليل على إفلاس دعاة الكلدانية الذين يحاولون الكذب على أنفسهم ولا على غيرهم بأنهم – كلدان – التسمية النشاز والتي لا يتقبلها التاريخ والجغرافيا والمنطق.
آشور بيث شليمون