الفكر الآشوري حضاري وعملي وغير منافق

بقلم آشور بيث شليمون
الفكر الآشوري حضاري وعملي وغير منافق!!

07/12 / 2013
http://nala4u.com

ينشر الأخ هنري بدروس كيفا مقالات كالعادة مهاجما القومية الآشورية وتطلعاتها المستقبلية حيث يخلط الحابل بالنابل بغرض تشويه الفكر الاشوري المعاصر. لذلك في هذه العجالة سأرد على مزاعمه الوهمية وأقول:
 
نحن كشعب مؤمن بالقومية الآشورية  بمختلف مذاهبنا، ونحترم شعوبنا كل الإحترام، وإذا كان لنا هدف واحد ألا وهو أن تستيقظ من سباتها في الهلال الخصيب من كنعانيين، آراميين وكلدانيين وغيرهم إذ ستكون فرحتنا الكبرى بذلك، شريطة ان تكون في موضعها الصحيح القويم. كما ليس هدفنا كآشوريين أن نقول الشعب العراقي والسوري أو اللبناني هم شعوب آشورية، كذلك الآخرين من آراميين، كنعانيين وكلديين فيما إذا وجدوا لا يمكنهم القول باننا آراميين،كنعانيين أو كلديين، لأنه ليس بوسع أحد بجرة قلم يزيل ويحذف الشعب الآشوري في عقر داره بلاد آشور، اليوم في شمال بلاد الرافدين كي يكون آراميا ام كلديا لأن جذور ” الآشورية ” اكثر صلدة من الجميع وهذا باعتراف المؤرخين أنفسهم !
 
إن المؤمنين بالقومية الآشورية – من مختلف الطوائف – tكانوا ولا يزالون السباقين في الإعلان عن نهضتهم القومية حتى قبل العروبة  في دارهم شمالي  العراق وجنوب شرق الأناضول  بإيمان في وقت ما نراه  اليوم أن مناوئي القومية الاشورية الجدد وخصوصا بعد 1992 وبالضبط بعد 2003 في العراق ، قد أصابتهم حمى القومية شيئا لم نألفه من قبل، كما بوسعنا القول بالنسبة لمن يسمون أنفسهم ب ” السريان الآراميين ” في سوريا، حيث لا يزالون مختبؤون في دهاليزهم ويخشون الظهور علنا على سبيل المثال في الجيب الآرامي ” معلولا ” وهم حتى في حيرة كيف يكتبون لغتهم الآرامية وما هنالك .  والفرد قد يسأل لماذا ؟ الجواب واضح أن هؤلاء أبناء معلولا لا يؤمونون بما يدعون به هؤلاء من ذوي الفكر الآرامي بتاتا وهم في الغرب، والذين لا يمدون أيديهم لمساعدتهم، وكل همهم هو مهاجمة القومية الآشورية مستغلين الظروف القاهرة التي ابتلي شعبنا بها للأسف هذه الأيام . هؤلاء الذين يريدون إحياء الآرامية كان بالأولى أن يتجهوا نحو بلدهم الأصلي في غربي الهلال الخصيب – سوريا – وبصورة أصح والذين يمكننا القول أنهم لا يؤمنون بالآرامية اليوم، بل هم عرب أقحاح ولغتهم هي العربية ودمشق هي ” قلب العروبة النابض ” وهؤلاء – دعاة وغلاة الآرامية –  الجدد راضون صاغرون وكل همهم يبقى لمهاجمة الآشورية والانكى من ذلك في عقر دارها شيئا لا يقبله المنطق ولا التاريخ .
 
ومن الجدير بالذكر أن الحكومة الأميركية عادة تصدر دراسات عن دول العالم  لوزارة الدفاع الأميركية وقد وقع بيدي منها كتاب ” سوريا، دراسة البلاد طبعة 1988  وهي الطبعة الثالثة وهو عبارة عن مقالات عن المجتمع السوري حيث يبحث الكتاب عن الناحية القومية، حيث يقول في  فصل الديانات والمسيحية منها حيث يذكر كل المذاهب الرئيسية كالروم الأرثوذكس والكاثوليك وحتى الثانوية منها السريانية الأرثوذكسية والنسطورية والكاثوليكية الكلدانية والأرمنية إذ يقول بالحرف الواحد :
”  من كل هؤلاء ما عدا الأرمن والآشوريون، الباقي معظم المسيحيين يعتبرون أنفسهم عربا. “Syria a country study. Copyright 1988; First Printing. 1988 U.S. Government, pp99
 
إن الإخوة   الدكتور أسعد صومي أسعد وهنري بدروس ومن هم في حلبتهما مع احترامنا الكبير يشبهون كما المثل العربي الذي يقول،   ” أسمع جعجعة ولا أرى طحنا ” إذ في الحقيقة من اهتماماتهم الأولية هي التوجه الى العراق وخصوصا الى الشمال الآشوري منه حيث نظرا للجهود القومية المبذولة من قبل كل المذاهب المؤمون بالقومية الآشورية.   شيء يؤسف قوله أن الحقد والحسد الذي مع احترامي يبثه وينشره بعضا، نعم أقول ” بعضا ” من ذوي النفوس المريضة إذ يقف عائقا لنا وفي نفس الوقت لهم إذ ليس هناك حتى من الشعب العراقي من يؤمن بهم وهم عروبيو اللسان والكلام .  إذ هذه الصيحات بالطبع مصدرها واحد ، وليست  إلا من الذين  كانوا كالحرباوات بالأمس القريب يتلونون بمختلف الألوان لخدمة أنفسهم وزد على ذلك نشاطهم لا وجود له اطلاقا غير السير في ركاب السياسة المحلية التي كانت ركيزتها القومية العربية.

إننا نأسف القول أن هؤلاء في كثير من الأحيان يتحايلون  على الشعب بخدعهم ومكرهم  وهم المؤمنون ب” الآرامية ” ولكن نظرا للآرامية  المفلسة تاريخيا يحاولون ربطها ب” السريانية ” لذلك تجد في كل مرة يذكرون ” الآرامية ” تسبقها مفردة السريانية وهي عندهم كما يفسرونها بان المفردتين مرادفتين، ولكن هذا بالنسبة لهم، بينما بالحقيقة مفردة السريانية شملت كل الشعوب المختلفة في الهلال الخصيب وعلى سبيل المثال، الكنعانيون، الإبليون، الفينيقيون، الآراميون والآشوريون البابليون والكلدانيون. لتغدو في العصور اللاحقة للمسيحية ب” السريانية ” خاصة  للشعب الذي موطنه شمال بلاد الرافدين و لرعايا الكنيستين  الشقيقتين النسطورية واليعقوبية  ( كونهما الأصل وما تبعه الكلدان والسريان الكاثوليك هم عبارة عن منشقين، الكلدان من النساطرة والسريان الكاثوليك من السريان الأرثوذكس ) عدا كون مفردة ” السريان ” ليس لها علاقة ب” الآرامية ” اطلاقا وكل المفسرين والكتاب أجمعوا بأن أصلها ومصدرها آشوري بحت.
 
في كتاباتنا السابقة، أشرنا إلي تلك المراجع بكل وضوح وتفصيل ولكن هنا سأستشهد بشخصية لها مكانها المرموق لا في تاريخنا الكنسي، بل حتى في تاريخنا القومي ألا وهو المغفور له البطريرك  ܡܪܝ ܡܝܟܐܝܠ ܪܒܐ/ مار ميخائيل الكبير  (1199 ميلادية ) الذي قال على لسان ” التلمحري ” الذي أدلى ببيانته الحقيقية، لأحد أساقفة اليونان قائلا : بأن السريان  هم حفدة الآشوريين الذين من ملوكهم سركون وسنحاريب وأسرحدون وآشور بانيبال المذكورين في الكتاب المقدس ويبين في ذلك بأنه قد كان للسريان ، الرئاسة والسيادة العالمية، حسب فتوحاتهم الثقافية والسياسية والدينية لزمن طويل وأجيال عديدة ( من كتاب المقالات في الأمة السريانية للكاتب المرحوم إبراهيم كبرائيل صومي- سان باولو – البرازيل 1979 ). هذا ما تؤكده المصادر التاريخية أن الآشورية كانت أطول فترة عاشها شعبنا في بلاد الرافدين التي تربو على 7-8 قرون حيث أنجبت 117 ملكا. هذا، رغم ما قاله التلمحري في تعريف السريان، هنا نضيف  أن المفردة هذه كما قلنا دائما شملت كل الشعوب في الهلال الخصيب من آشوريين بابليين وكنعانيين إبلويين/ إيبلا وآراميين وكلديين. كما ليكن معلوما ان التسمية هذه لم يكن القصد منها تكوين قومية بحتة بحيث لم يكن هناك سياسة وملك وجيش أو  عاصمة لهذه الشعوب المنضوية تحت  التسمية ” السريانية ” .
هذا، وإن دعاة الآرامية الجدد كلما يذكرون آرام أو الآرامية يسبقونها بالسريانية، كونهم يعرفون جيدا بدون ذكر ” السريانية  الآراميون ليس لهم أي دور حضاري في المنطقة رغم الإدعاء بممالكهم العديدة  . نحن الشعب الآشوري لنا الفخر بإخوتنا من شعوب الهلال الخصيب المنضوون تحت التسمية – السريانية – ولكن قوميا آشوريون، وكذا إذا كان دعاة الآرامية الجدد يفتخرون بآراميتهم إذا لماذا يحشكون مفردة السريان معها، أليسوا هم آراميين ذووا الأمجاد ؟! ولكن طبعا لن يفعلوا ذلك بحيث يدركون جيدا يفقدون المكانة المرموقة بين شعوب المنطقة والتي شعبنا الآشوري يأتي في القمة.
 
وللتأكيد على دور الشعب الآشوري الفريد نستشهد هذا الكلام عن كتاب ” عظمة آشور ” لهاري ساغز* بما أتى به المترجمون كل من الأساتذة خالد أسعد عيسى واحمد غسان سباتو على مغلف الكتاب باللغة العربية:
” كما الولايات المتحدة الأميركية – هذه الأيام – قوة عظمى تحاول التحكم بمصائر الشعوب والأوطان، كذلك كانت آشور قوة عظمى تسيطر على العالم الذي كان في الألفين الثاني والثالث قبل الميلاد وتقيم في الشرق القديم وحدة طبيعية ونظاما قوميا يوحد الوطن الممتد من ذرى جبال زاغروس الى قمم جبال طوروس ومن أمواج البحر المتوسط حتى رمال الصحراء العربية في الجنوب. ”

وختاما، نحن كما أشرنا أعلاه لسنا ضد بعث قومية من القوميات القديمة اطلاقا، بل نحن ضد اولئك الذين يحاولون محو القومية الآشورية حتى وفي عقر دارها من قبل ما يسمى الكلدان أو السريان/ الأراميون الذين لم يبق لهم وجودا في مكانهما التاريخي المعروف، الكلدان في  جنوب العراق  والآراميون في جنوب سوريا/ منطقة القلمون.
…………………….
* THE MIGHT THAT WAS ASSYRIA, H.W. F. SAGGS- Sidgwick & Jackson , London , U.K. 1984

آشور بيث شليمون

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.