بقلم غســان يونان
فـلـتــكـن الكــرامـة الآشــوريـة خـط أحـمــر
09 / 07 / 2013
http://nala4u.com
لـو عـدنا قـليـلاً إلـى الخلـف، إلـى المـاضـي القريب الـذي مـرّ بـه شــعبنـا الآشــوري فـي مواطنـه، ســواء فـي العـراق أم ســوريـا، لـوجـدنا أن المشــكلـة الأسـاسـيـة هـي فـي عـدم تمكنـه (قيـادات وقـواعـد) مـن لملمـة صفـوفـه وخـوض نضـالـه القومـي أســوة ببـاقـي الشــعـوب المحيطـة بــه. وهـذه المشــكلـة بحـد ذاتهـا تقـع فـي تركيبـته الاجتماعيـة، لا سـيمـا قيـاديّي مؤسـسـاتـه (علـى مختلف انتـمـاءاتهـا)، تلـك القيـادات التي أثبتت وللأســف عـدم قـدرتهـا علـى اتخـاذ المسـؤوليـات الجسـام والتي لا تتمتـع إطـلاقـاً برؤيـة صائبـة أو “كاريزمـا قياديـة” وبالتـالي بـدت وكـأنهـا تلهث وراء مناصب ومكاسـب ظرفيـة.
وكمـا هـو معـروف، بـأن طـرح المشـكلـة هكـذا ـ وليـس فقط ممـا يجـري علـى السـاحـة الآشــوريـة وإنمـا مـن التجـارب التي تحصل فـي البيئـة التي يعيش فيهـا شــعبنـا ـ لا يحتـاج المـرء إلـى الكثـير مـن الـدراســة بقـدر حاجتـه إلـى متابعـة مـا يجـري حـولـه، بالإضـافـة قبـول المشـاركـة الجمـاعيـة فـي اتخـاذ القـرارات الصائبــة.
أمـا أســباب هـذا البعـد بـين أبنـاء الشــعب الـواحـد، فهـو نتيجـة مـرحلـة سـلبيـة وقـاســيـة مـرت فـي تـاريـخـه ـ ولا زلنـا نتحـدث عـن التـاريـخ القـريب ـ فتعـود هـذه الأســباب إلـى عـدم أخـذ القضـايـا المصيريـة علـى محمـل الجــد فـي كـل تحركـاتـه وبالتـالـي طريقـة اللامبـالاة التـي اعتمـدهـا فـي الأمـور المصيريـة التي تجري فـي عقـر داره، مـا يـؤدي إلـى رمي اللـوم علـى هـذه الجهـة الخـارجيـة أو تلـك، والنتيجـة كما هـو حـاصـل؛ المجتمـع ككـل بات فريســة أو لقمـة ســائغــة للمارقـين مـن كـل حـدبٍ وصوب.
إن المســؤوليـة الكـبرى هـذه، تقـع علـى عـاتـق الشــعب و “دعـاة تمثيلـه”، لكـــن الشــعب هـو الخـاســر الأول والأخـيرفـي نهـايـة الأمــر. فمـا يسـمى بقـادتـه أو ممثليـه، وفـي أول مجـابهـة جـديـة، نراهـم مـع عائلاتـهم فـي المهجــر وأمـا الشــعب فباق يـدفــع الفـاتـورة عـن أخطـاء غـيره.
المطلـوب
مـن أبنـاء شــعبنـا وبكل انتمـاءاتـه، وبنـوع خـاص الأجيــال الصـاعـدة،
روح الشـباب، أن تنفض عنهـا غبـار الحقـد والكـراهيـة، وتخلـع عنهـا ثـوب
الأنانيـة والتبعيـة، وتنطلق مـن عمقهـا التـاريخي المتجـذر فـي هـذا
الشــرق الـذي بتنـا نـُـعرف فيـه ـ وبفضل قيـادات ورجـالات شــعبنـا ـ بـ
“المسـيحيين” تـارة وبالأســمـاء المـركبـة أحيـانـاً أخـرى.
فمـا ينقص
الشــعب الآشــوري عـن غـيره مـن شــعوب المنطقـة الثائرة فـي وجـه
الأنظمـة القمعيـة، مـن أن يثـور فـي وجـه مصاصي دمـه مـن أبنـاء
لحمـه؟!…
إن الشــعب الآشــوري اليـوم، بحـاجـة مـاسـة وملحـة
إلـى قيـادة شــبابيـة موحـدة تنقـذه بالدرجـة الأولى مـن السـماسـرة الذين
باعـوا حقوقـه بثلاثين من الفضة.
فلتكـن الكـرامـة الآشــوريـة خـط
أحمــر وليكــن الـدم الآشــوري خـط أحمـر… وعلـى القيـادة الشـابـة
(الحلم الأخـيرللشــعب الآشــوري) أن تتمسـك بهـذه المبـادىء وتشــمر عـن
ســواعـدهـا وتتقـدم نحـو الأمـام لتنقـذ القضيـة الآشــوريـة مـن هـؤلاء
الـدجـالـين.
غســان يونان