البرلمان السويدي الأول في العالم يعترف بمجازر إبادة الشعب الآشوري..

بقلم د.جميل حنا
البرلمان السويدي الأول في العالم يعترف بمجازر إبادة الشعب الآشوري إبان الحرب الكونية الأولى في السلطنة العثمانية.شكراً للسويد!

06/ 04 / 2012
http://nala4u.com

الحادي عشر من آذار 2010 سيبقى يوما تاريخيا مشهودا له في حياة الشعب الآشوري بكل تسمياته المختلفة,بأعتباره المرة الأولى الذي ينال فيه أعترافا رسميا بمجازر إبادة التطهير العرقي من قبل برلمان أحدى الدول المشهود لها بعراقتها في ممارسة الحياة الديمقراطية.وهو يوم عظيم كذلك في حياة البرلمان السويدي الذي أتخذ هذا القرار الصائب والجريء والمحق, والذي أنتصر فية مبادىء القيم الإنسانية على القيم المادية البحته.السويد بخطوته الطليعية هذه سيبقى رمزا للقيم الإنسانية, ومثلا يحتذى به في العالم الديمقراطي الحر.أن الأعتراف بمجازر الشعب الآشوري هي ثمرة جهود كبيرة بذلها أبناء هذه الأمة بكافة مؤسساتها الدينية والثقافية والسياسية والأجتماعية خلال ما يقارب خمسة عشر عاما من الجهد المتواصل في الساحة الدولية وخاصة في آوربا.
كان التصويت لصالح مشروع قرارإبادة الشعب الآشوري والأرمن واليونان إنتصارا للعدالة ,إنتصارا لقيم السلام على الحرب, إنتصار روح التسامح على العنصرية والكراهية والقتل.الأقرار بمجازر إبادة الشعوب الأصيلة صاحبة الأرض والتاريخ العريق في دولة تركيا الحالية التي نشأة على دماء وأجساد وأرض هذه الشعوب المسيحية بمختلف إنتماءاتهم القومية والثقافية من الآشوريين واليونان والأرمن أعتراف بالحقوق القومية والدينية المشروعة لهذه الشعوب في وطنها تركيا حاليا. وتعويضها بما الحق بها من من تدمير شبه كلي بناءاً على كافة المعطيات الحقيقية الذي ما تزال تعيشها هذه الشعوب في أرض الواقع.وهو أعتراف بأن هذه الشعوب لن تتخلى عن حقوقها مهما طال الزمن بالرغم من كل محاولات وأساليب القتل والترهيب والترغيب والتهجيروسلب الممتلكات الذي مارسته الحكومات المتعاقبة على السلطة في الدولة التركية منذ نشأتها الحديثة في عام 1923حتى يومنا هذا.
خمسة وتسعون عاما منذ 1915عندما أرتكبت المجزرة الكبرى التي قضت على أكثر من الثلثين من أبناء الأمة الآشورية والشعوب المسيحية الأخرى رغم مرور هذا الزمن الطويل على تلك المجازر الرهيبة ماتزال ذكراها محفورة في عقول وقلوب من تبقى في الحياة ولكنها أيضا محفورة في الذاكرة الماعية لأبناء هذه الأمة لشدة هول المصيبة والدليل على ذلك هو أن أبناء هؤلاء الشهداء وأحفادهم هم الذين يقفون وراء مشروع القرار الذي أقره البرلمان السويدي.أنه ليس محض صدفة أن يتخذ هكذا قرار في السويد بل هو ثمرة جهود مؤسسات هذا الشعب في هذا البلد الذي وفر الأمان للمهجرين والفارين قسرا من القتل في تركيا ليمنحهم الحق في الحياة الكريمة وحرية العمل من أجل الحصول على حقوقهم الدينية والقومية.والعمل من أجل أن تعترف تركيا بمجازرإبادة التطهير العرقي التي أرتكبت في أعوام 1914- 1919ضد الشعب الآشوري بتسمياته الكنسية المختلفة من أبناء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية والكنيسة الكلدانية والكنيسة المشرقية وبقية الطوائف الأخرى والمسيحيين عموما.
في صبيحة الحادي عشر من آذار توجه ممثلي المؤسسات الثقافية والدينية والسياسية من أبناء الشعوب التي تعرضت لمجازر إبادة التطهير العرقي إلى مبنى البرلمان السويدي لمتابعة مجرى المناقشات الدائرة في جلسة البرلمان المخصصة لأتخاز قرار بشأن المجازر .هذه المرة الثالثة التي يناقش فيها البرلمان السويدي مسألة مجازرهذه الشعوب الأولى في عام 2001والثانية في 2008 “1” وهذه كانت الثالثة. منذ أن افتتح النقاش حول مشروع القرار كان النقاش محتدما بين الائتلاف الحكومي اليميني وبين كتلة الأحزاب اليسارية الحزب الديمقراطي الأشتراكي وحزب اليسار وحزب البيئة.وفي نهاية النقاشاة طرح مشروع القرار للتصويت عليه من قبل أعضاء البرلمان البالغ عددهم 349 عضوا , وقد صوت لصالح القرار 131وضد 130وامتنع عن التصويت 88 عضوا, وكان من المصوتين لصالح القرار أربعة أعضاء من الكتلة اليمينية.وهذا القرارنال رضى وفرحة الشعوب التي أرتكبت بحقها مجازر إبادة التطهير العرقي ,لكنها أغضبت الحكومة التركية جدا.وكان موقف الكتلة اليسارية واضحا بشأن هذا حيث أن أكبر أحزاب المعارضة كان أقر الأعتراف بمجازر إبادة هذه الشعوب في مؤتمرها المنعقد آواخر عام 2009.وقد صرحت رئيسة الحزب الديمقراطي الأشتراكي (بأن القرار الذي أتخذ في البرلمان هام,خاصة بالنسبة لمن لايزالوا يعانون من إرث وتداعيات هذه المجازر)وكان مشروع القرار الذي طرحتة المعارضة اليسارية على البرلمان (ينص على أن السويد تعترف بإبادة 1915بحق الأرمن والسريان والآشوريين واليونانيين الذين كانوا يقيمون على أراضي السلطنة العثمانية).
هذا اليوم نصرا لكل قوى المحبة للسلام, ولكل الشعوب المظلومة التي ترزح تحت نيرالطغاة وتحذير لمن يرتكب الجرائم بحق الشعوب المضطهدة.
لمطالعة المزيد حول هذا الموضوع لمن يرغب بذلك يمكنة العودة إلى مقالات الكاتب بهذا الخصوص على العديد من المواقع نذكر بعضا منها :
1-البرلمان السويدي يرفض للمرة الثانية الاعتراف بمجازر الإبادة الجماعية المرتكبة في عام 1915في تركيا العثمانية ضد الآشوريين والأرمن واليونانيين.
2-الاعتراف بمذابح الشعب الآشوري مطلب وحق إنساني.
3- تركيا وآمال تحقيق الحلم القديم الجديد في آوربا.
بعض المواقع:
www.ahewar.org
www.furkono.com
www.ninweh.com
www.ankawa.com
www.almahtta.net

د. جميل حنا

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.