العلماء في حيرة عن اسم أور الكلدان

بقلم مسعود هرمز النوفلي
العلماء في حيرة عن اسم أور الكلدان

23 / 06 / 2011
www.nala4u.com

مقدمة

ليس البعض من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري وحدهم المُختلفين على منشأ وأصل أور الكلدان، وإنما علماء الكتاب المقدس الذين يعملون في اللاهوت وبالأخص الأختصاصيين في العهد القديم لهُم آراء مُتباينة. مِن هؤلاء العلماء والأساتذة البروفسور وليام باريك الذي كان قد نشر بحثاً قيّماً عن أور الكلدانيين حيث يقول ” لا يزال العلماء في حيرة من أمرهم حول أور، وكيف ومتى بحسب ما هو وارد في الكتاب المقدس”. البحث بعنوان “أور الكلدان نموذجاً للتعامل مع النصوص الصعبة”.

لنقرأ باختصار خلاصة هذا البحث المذكور في اللغة الأنكليزية في المصدر أسفل هذه المقالة. أتمنى للعلماء وذوي الأختصاص والمُهتمين الأستفادة منه ومن جميع المصادر التي يعتمد اليها الباحث في هذا الموضوع المُهم حقاً.

كلمة مُختصرة عن البحث

يستند المؤلف عندما يتحدث عن أور الكلدانيين على الكتاب المقدس بِما يلي:

الكتاب المقدس يقول في سفر التكوين 11 : 28 “ومات هاران قبل تارح أبيه في أرض ميلاده، في اور الكلدانيين.”

وفي التكوين 11 : 31 “فخرج معهم من اور الكلدانيين ليذهبوا الى ارض كنعان.”

وفي سفر التثنية 26 : 5 نقرأ ” ثُمّ يجيءُ ويقول أمامَ الرب إلهكُم: كان أبي أرامياً تائهاً. فنزل الى مصر وتغرّب هناك في جماعة قليلةٍ وصار أمّة عظيمة قويّة كثيرة العدد”.

ونقرأ في سفر التكوين 10 : 22

” وبنوسامٍ: عيلام وآشور وأرفكشاد ولود وأرام”.

وفي سفر التكوين 31 : 47

نقرأ “وسماها لابان يَجَرْسَهدُوثا، وسماها يعقوب جَلعيدَ”.

الكلمة التي قالها لابان هي بالسريانية رجمة (كومة) الشهادة، أما جلعيد فهي بالعبرية وهو المكان الذي تم عليه اقرار العهد بين يعقوب ولابان، كلا التعبيرين يعنيان”رجمة الشهادة”وان الله يُراقبهم.

إستناداً لِما ورد أعلاه يقترح حلول لمشكلة اور وتاريخها، علينا النظر الى الكتاب المقدس وربط ماجاء فيه علميا وليس إنتقائياً أو بحسب أمزجتنا وأهوائنا، يؤكد الباحث بأن العلم ليس لُغز (حزورة)، ويقول من المستحيل في هذا الوقت ( وهو يتحدث سنة 2009 عند نشر هذا الموضوع أو قبل ذلك بفترة قصيرة) حل المشكلة بشكل كامل لأن هناك المفاهيم اللغوية وعلاقات الأنساب والسلالات والقُربى والأثنيات والتاريخ والمواقع الجغرافية، كُلّها عوامل تجعلنا نقول أن المُشكلة قائمة والحلول المطروحة مُرحّبْ بها.

ما هي المُشكلة المطروحة للمناقشة والحل الأمثل لها؟

1- لُغوياً، من المحتمل أن يكون اسم الكلدان منبثقاً من المصطلح

Kasdim

في سفر التكوين 11 : 28 ، 11 : 31

2- وطبقاً لهذا، فأن ما جاء في المصطلح يتطابق مع ما كتبه موسى، وما كان يعلِمهُ عن أصول ابراهيم الآرامي وسلالته كما هو وارد في سفر التكوين 10 : 22 وسفر التثنية 26 : 5، ومن المحتمل أن تكون لموسى علاقات قُربى خاصة مع الكلدان تاريخياً. هذه كُلّها على بساط المناقشة والبحث حالياً بين العلماء.

3- تاريخياً، لا توجد مصادر يُمكن الأعتماد عليها قبل تدوين الكتاب المقدس. حيث نرى ان الكلدان لم يكونوا في الوجود، أو لم يكُن اسمهم ظاهراً الى وقت آشورناصربال الثاني او الثالث كما تذكر المصادر ( 883 – 859 قبل الميلاد).

4- وعند العودة الى النصوص الكتابية القديمة غير الدينية وقت تدوين الكتاب المقدس وبعده ومقارنة الحوادث مع بعضها نلاحظ بأن هناك ما يشبه الفسيفساء في النصوص.

5- هناك بعض التلميحات تُشير بان قوّة الكلدان بدأت تصعد قبل وقت موسى، وعلى الرغم من كُلّ هذا، من المستحيل الوصول الى حل المشكلة بشكل كامل ونهائي. هذا التحليل يُؤيده علماء اللغة والسلالات والأنساب عند ربطها أو دمجها مع مراحلها التاريخية من اجل الوصول الى الحلول المقترحة ومعرفة الحقائق!

6- لقد لاحظ الباحث جيمس كِلسو المذكور اسمه من ضمن المصادر بان هناك عدد من الألغاز في حياة ابراهيم، أحد هذه الألغاز هو اشارة ابراهيم الى أور الكلدان، وأن الحل لايزال غامضاً.

7- يبدو أن اسم الكلدان هو من أصل سومري وكان يُكتب

GAL. DU

هذه الكلمة تحولّت فيما بعد الى

Kas. du

و هي صيغة المفرد من

Kasdim

وقد تطورت هذه الكلمة من البابلية القديمة والوسطى في وقت متأخر الى البابلية المتأخرة وكما يلي:

GAL.DU ، Kaldu Kas.du ، KaÑdîm Kaldu ، Kaldîm

8- يُؤكد الباحث بأن هناك ظلام وصمت يُطبق الآذان عن الأصول الآرامية في بابل وكذلك الكلدان والآراميين، الأدلة هي غامضة جداً ومن الصعب اختراق هذا الظلام من المصادر المتوفرة!. ينبغي أن تُترك في الظلام والصمت، ليس لعدم وجود دليل لتحديث النظرية وإنما علينا الألتزام بالقول المأثور القديم الذي يقول ” غياب الدليل ليس دليلاً على الغياب”.

9- وفقاً لرؤية أحد العلماء وهو رُويْ الذين أعتمد الباحث على أحد مصادرهِ هو التحليل والتفسير الخاص بسفر أيوب، هذا السفر في ايوب 1 : 14 و 15 وفي أيوب 1 : 17 يعطينا الدليل بأن الصابئة والكلدان كانوا بدو في زمن موسى، أما في السنوات اللاحقة لم يكونوا كذلك.

الرجاء مراجعة الحاشية في الكتاب المقدس لهذا السفر، لأنها مهمة جداً لأكمال ألمعرفة وتطابقها مع رأي هذا

العالم الذي يقول بأن بنو سبأ هُمْ الآراميين والآخرين هُمْ الكلدان عند قراءة النصوص!

الأستنتاجات

بالرغم من عدم وجود حل للمشكلة بشكلٍ كامل لحد الآن، فأن الخيار الأفضل عند النظر الى النصوص الحديثة والأخرى التي عفا عليها الزمن، وما تكلم به موسى عن ابراهيم بأنه من أور الكلدانيين يُمكننا القول:

1- أستخدام النصوص الفُسيفسائية للكلمات الواردة يتطابق مع التسلسل الزمني للتحويلات الصوتية والألفاظ.

2- في الحقيقة هناك وقتاً أكثر من كافٍ لأحفاد

Kesed

أو أرفكشاد لأثبات انحدارهم في اور حتى وقت موسى.

(لكي تُستكمل المعلومات أرجو من القاريء الكريم العودة الى مصدر “موقع القديسة تقلا” في تفسير العهد القديم للأب تادرس يعقوب الذي يتحدث عن جدْ الكلدانيين وعن أولاد أرفكشاد في سفر أيوب).

3- الصمت في مجال علم الآثار والتاريخ يعطينا حُججاً ضعيفة للأستنتاجات، قد تكون أجزاء من المصادر االمهمة مطمورة وغير موجودة ولا يوجد تاريخ مرئي حالياً بوضوح. لهذا لا يُمكننا أن نلغي نص من الكتاب المقدس أو التحدث عن الملك داود وكذلك عن الحثيين!. عالم آخر يقول رُبّما كانت هناك أكثر من مدينة باسم أور وكان موسى يُشير الى المدينة التي نتحدث عنها.

الخلاصة

يقول العالم وليام بان هناك عدة ألغاز باقية الى هذا اليوم من تاريخ ابراهيم! هذا هو رأي العلماء، فكيف بالذين يبدأون في دراسة التاريخ والهواة من أمثالنا! حيث لا يعرفون العودة الى المصادر وربط الحوادث التاريخية واللغوية؟

البحث جدير بالقراءة لِمَن يرغب الأستفادة من ثقافة الحقائق وخاصة عند ربط الأسماء أرفكشاد وكلدان في اللغة الأنكليزية، آخذين بنظر الأعتبار بأن المُدن كانت تسكُنها قبائل مختلفة، إضافة الى ما تم توضيحه أعلاه، وشكراً لكل من يقرأ هذه المقالة المُمتعة حقاً.

ملاحظة:

المؤلف وليام باريك ، بروفسور الدراسات اللاهوتية للعهد القديم ومدير الأكليريكية في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية ومسؤول المجلة الدورية الأكليريكية. تم نشر البحث في ربيع سنة 2009 في الصفحات من 7 الى 18 كما هو مؤشر في اللغة الأنكليزية أدناه:

WILLIAM BARRICK Professor of Old Testament Director of Th.D. Studies

B.A., Denver Baptist Bible College M.Div., San Francisco Baptist Theological Seminary Th.M., San Francisco Baptist Theological Seminary Th.D., Grace Theological Seminary

The Master’s Seminary Journal

TMSJ 20/1 (Spring 2009) 7-18

عنوان البحث هو

“UR OF THE CHALDEANS” (GEN 11:28-31):

A MODEL FOR DEALING

WITH DIFFICULT TEXTS

William D. Barrick, Th.D.

TMSJ 20/1 (Spring 2009) 7-18

من يرغب الأطلاع على النسخة الأنكليزية نرجو منه الذهاب الى المصدر الأصلي وهو:

http://www.tms.edu/tmsj/tmsj20a.pdf

مسعود هرمز النوفلي
23/6/2011

تنويه (nala4u) ; الموقع يتبنى التسمية الاشورية كقومية ولغة وتاريخ .

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, دين, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.