مسيحيو العراق نخلة شماء ونهر دائم للعطاء ابدا

بقلم ســامي بلّـو
مسيحيو العراق نخلة شماء .. ونهر دائم للعطاء ابدا

12/ 05 / 2011
http://nala4u.com

مسيحيو العراق نخلة شماء .. ونهر دائم للعطاء ابدا

الى العراقي حمزة الجناحي … تحية
والى كل عراقي ينبض قلبه بحب العراق ..
ايها العراقي الابي الاصيل ..
ايها الابن البار لبابل حمورابي وسومر وأشور ..
يا من رضعت من ماء الفرات اسمى وانبل القيم ..
دفاعك عن الشرائح العراقية الاصيلة وعن المسيحيين بصورة خاصة ، هو بلا شك دفاع عن العراق واهله الطيبين.

وانا اقرأ ما كتبت تحت عنوان (مسيحيو العراق نخلة شماء .. وعطاء بصمت) انهمرت دمعتان من عيوني ، دمعة لحب ارض العراق ودمعة لحب اهل العراق ، ورغم هجرتي القسرية وترك الاهل منذ عقد من السنين إلا ان قلبي لا يزال ينبض بتلك الذكريات عن العراق والاهل والجيران .
مازال اليهود العراقيون يبكون وطنهم العراق ، رغم انه ظلمهم ، لينطبق عليهم قول الشاعر ( بلادي وان جارت علي عزيزة ) ، فما الذي فعله يهود العراق ليطردو من وطنهم ؟ لقد عملوا بكل جد وخلاص من اجل بناء قاعدة اقتصادية راسخة لوطنهم ، واسسوا المدارس ، وخدَم اطباءهم جميع العراقيين بدون تمييز . رحل اليهود ( الجواسيس الخونة !) ، وما زال الوطن يفتقدهم ، ويفتقد مواهبهم واخلاصهم وعلمهم ، ولا زال العراق يعيش في اعماق هؤلاء المهجرين ، ولا زالوا يتكلمون بلهجتهم العراقية الجميلة ، ويغنون المقام العراقي ، ويحنون الى كل ما هو عراقي ، وكتاباتهم خير دليل على هذه المشاعر ، فمن لا يحب شيئا يحاول ان ينسى كل ما يذّكره به .. رحل اليهود الذين اعتبرهم البعض سببا في مصائب العراق ، وها نرى العراق ممزقا اكثر من اي وقت اخر . واليوم من السبب؟ فهل حقا ان المسيحيون والصابئة والايزيدين المسالمون هم الذين اوصلوا العراق الى ما وصل اليه اليوم ؟ وهذا السؤال ليس من الصعب الاجابة عليه بالنفي ، حتى على اكثر الاسلاميين تطرفا ، واكثر العرب تزمتا ، واكثر الكرد تعصبا . لان هؤلاء القوم لم يخونوا العراق يوما ، ولم يقلقوا امن اهله اطلاقا . إلا ان ما يواجه المسيحيين اليوم يعود لنفس الاسباب والافكار التي سادت ، ويأبى مروجيها ان تتغير . أن تلوين العراق بلون واحد ، سواء كان دينيا او او اثنيا ، هو رفض للاخر ، وعدم القدرة على التعايش السلمي معه ، وان كانت افكارنا ترفض الاخر ، فلن يكون هناك حدود لنتوقف عندها . الاخر قد يكون من نفس الدين الواحد ، او نفس القومية الواحدة ، لا بل قد يكون في نفس الطائفة ، او العائلة الواحدة التي تشكل اصغر خلية في المجتمع .
ورغم التجارب القاسية والمحن التي مر بها العراق ، وكوارث الحروب الداخلية والخارجية التي جلب الويلات للعراقيين ، تلك التي افرزتها الافكار الشوفينية لمن ارادوا تفضيل واعلاء مواطن على حساب مواطن اخر بسبب الانتماء القومي والمذهبي ، وبالرغم مما عانيناه طوال هذه السنين الحالكة والمؤلمة ، إلا ان العراقيين لم يتعلموا الدرس منها . وخاصة بعد ان توفرت الفرصة لنا لبناء العراق الجديد ، عراق لكل العراقيين ، بدون تمييز باللون او الدين او العرق ، فالمواطن يجب ان لايقيم بحسب دينه ولا بقوميته بل باخلاصه وتفانيه للوطن . ولكي لا تتكرر مأساة اليهود مرة اخرى ، وتكون خسارة اخرى للوطن ، على العراقيين الشرفاء والغيارى على تربة العراق ووحدته أن يقفوا صفا واحدا ضد من يخطط ويحاول ان يقلق امن المسيحيين العراقيين وباقي الشرائح العراقية الاصيلة ، بهدف اجبارهم على ترك الوطن وتشتيتهم في هذا العالم .
المسيحيون هم ملح العراق ، لنحافظ عليهم اذا .
افكار حمزة الجناحي ليست غريبة علينا ، وهي ما يؤمن به معظم ابناء العراق ، ولكن متى يأتي اليوم الذي يُحكم العراق من قبل ابنائه الاصلاء ؟ ولن نسمع بعدها من يسمي هذه المجموعة من العراقيين بـ ” الجالية ” وتلك بالاقلية والاخرى بالطائفة ، بل يكون لونهم واحدا ، بلون العراق العزيز .
لقد اثبتت يا حمزة ومعك بقية زملائك المثقفين ، بانكم ابناءا بررة للعراق ، وكل العراقيين الشرفاء فخورين بكم .

تقبل تحياتي ومحبتي الاشورية المسيحية الخالصة
سامي بلو
اريزونا / الولايات المتحدة

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.