لنُصلِح طُرقنا وأعمالنا خدمة للشعب

بقلم مسعود هرمز النوفلي
لنُصلِح طُرقنا وأعمالنا خدمة للشعب

31 / 05 / 2011
http://nala4u.com

يظن البعض بأنه يُقدّم خدمة للشعب في دخولهِ بيت الرب، ويتوقع أن يستفاد من الكنيسة لخدمة أهدافه وتطلعاته فقط بغض النظر عن المصلحة العليا، بإعتقادي يخطأ هذا البعض، لأنه بعيد عن الواقعية أولاً ويُثير الجماهير لكي ترفض مثل هذا العمل ومن قام بهِ ثانياً. في كُلِّ زمانٍ ومكان تتحرك الجماهير بحسب مؤشرات النقد التي تدعو الى الأصلاح وتستفاد من كُلِّ حكمةٍ ورأي في بناء المستقبل وتصحيح الأوضاع، وأحياناً كثيرة يكون النقد لصالح الشعب ومسيرته حتى لو وصل الأمر الى التوبيخ لأن ذلك سيكون من أجل الشعب. فما هي فوائد المديح الكاذب؟ وماذا جَنينا من مسح أكتاف فلان وعلان ومهما كان منصبه؟

الذي يجتمع في الكنيسة عليه التمسك بالروحية والأيمان وبقلبٍ نقيٍ وصافٍ. ليسأل كُلَّ واحدٍ نفسه، ماذا استفاد من الكنيسة واجتماعاته فيها وهو يُهاجم وبقوّة كل من له رأي مُخالف له؟ بدأ الهجوم الكلامي من قبل البعض وهُم قِلّة بعد خروجهم من بيت الرب على المجلس القومي الكلداني وعلى ليون برخو وعلى ثامر توسا وعلى الجمعية الكلدانية وعلى فلان وعلى أسماء عديدة أخرى، وكأن كُل هؤلاء حاشاهم، مُغتصبين ومُتآمرين وناكري القومية وأصبحوا أعداء لهم، هذا ماعدا الكلمات والأسطر التي قرأناها في مقالة الدكتور ليون المنشورة في موقع عنكاوا والتي كانت واردة في مقالات بعض إخوتنا مع الأسف. هل ترغبون أن نتفّق مع كلماتكم وآرائكم أيها الأخوة أم نستنكرها وخاصة في هذا الوقت الذي نحن فيه بأمس الحاجة الى الوحدة؟

من يدخل بيت الله ينال القداسة ويتغذى ويشرب من منابع المكان المقدس الذي فيه لكي يُحقّق طلباته وآماله وإذا هو مؤمن فعلاً فإنه سينال ما يرغب، والله يكون معه. لكن إن دَخل المكان المقدس وهو بين الجدران يبني آمال ويتكلم في اتهام غيره ويبني مجدهِ في السير وراء آلهةٍ أخرى، فكيف يُكافئ الله من يكون في حضرته جسداً ولكن روحه وعقله في مكانٍ آخر ينكر كل ما جاء بفم الرب؟ كيف تريدون من الرب أن يرحمنا وأنتم تحتقرون وتُدنّسون وتهدرون دماء غيركم وهُم جُزءاً منكُم؟ هل هكذا أوصاكم رب البيت الذي اجتمعتم فيه أيها الأخوة؟ بكل وضوح نقول أنتم كارهين مُنتقديكم بما قرأناه من كلمات على هذا وذاك، وتتمنون لو لم يكُن هناك رأياً مُخالفاً لكم أبدا، وهذا مُستحيل لأن في العوائل وبين الأخوة هناك فروقات وتوجهات مُتناقضة فكيف بين أبناء شعبٍ منكوب ومجروح فيه أيديولوجيات متنوعة يا ماشاءالله!!

إرميا النبي كان صغيراً بين الشعب ولكن صرخته كانت مُدوّية للكهنة والشعب وانتقاداته جعلت الشعب يصحى ويفهم. الذي التزم وفهِمَ كلام إرميا خَلُصَ والذي نكره وأستهزأ به مات أو تأسّر أو تشتّت، نقرأ في سفر إرميا 1 : 4- 19 وبعده”فكانت كلمة الرب إلي قائلا:

قبْلما صَوّرْتك في البطن عرفتك، وقبلما خرجت من الرحم قدّستك. جعلتك نبيا للشعوب

فقلت: آه، يا سيد الرب، إني لا أعرف أن أتكلم لأني صغير

فقال الرب لي: لا تقل إني صغير، لأنك إلى كل من أرسلك إليه تذهب وتتكلم بكل ما آمرك به

لا تخف من وجوههم، لأني أنا معك لأنقذك، يقول الرب

ومد الرب يده ولمس فمي، وقال الرب لي: ها قد جعلت كلامي في فمك

انظر قد وكلتك هذا اليوم على الشعوب وعلى الممالك، لتقلع وتهدم وتهلك وتنقض وتبني وتغرس

وأقيم دعواي على كل شرِّهم، لأنهم تركوني وبخروا لآلهة أخرى، وسجدوا لِما صنعتهُ أيديهم

أما أنت فتأهَّب وقُمْ وكلّمْهم بكل ما آمرُك به. لا تفزع من مواجهتهم لئلا أفزِعَكَ أمامهم

ها أنذا قد جعلتك اليوم مدينة حصينة وعموداً من حديد وسوراً من نحاس على كل الأرض، لملوك يهوذا ولرؤسائها ولكهنتها ولشعب الأرض

فيُحارِبونك ولا يقدرون عليك، لأني أنا معك، يقول الرب، لأنقذك”.

والآن لننظر ونقرأ، كيف يدفع البعض إخوتهِ ومن عائلتهِ الى الهلاك والنار والتخوين؟ انها المأساة الكبرى لهكذا شعبٍ جريح!!

الأخوة الأعزاء: ما يذكره لنا إرميا قديماً يتشابه مع أوضاعنا الآن، واعمالكم وأقوالكم تنطبق بالضبط على ما تفوّه به النبي عندما قال في سفرهِ بأن هناك:

“تسابيح بلا عمل”

“الكلمة التي صارت إلى إرميا من قبل الرب، قائلاً:

قف في باب بيت الرب ونادِ هناك بهذه الكلمة، وقل:

اسمعوا كلمة الرب يا جميع يهوذا الداخلين في هذه الأبواب لتسجدوا للرب.

أصلحوا طرقكم وأعمالكم فأسكنكم في هذا الموضع”.

القديم يتكرر مَعَنا الآن والسؤال المهم لنا جميعاً:

كيف يُنقذنا الرب ونحن لا نُصلِح طُرِقنا وتصرفاتنا وأعمالنا؟

شكرا الى الأستاذ الدكتور ليون للمقالة التوضيحية والرأي الحُر الواضح ولمحبتهِ الشاملة للجميع في التشخيص الصائب، وشكرا لك الأخ ثامر توسا ومقالتك المهمة قبل أيام، الرب سيكون معكم وأرجو ان تغفروا لمن يسيئ اليكم في الكلمات أو الأفعال لأن الأيمان يُعلّمكم هكذا. شكراً لكل من يقول الحقائق ويستفاد من فمِ إرميا النبي من أجل الشعب المظلوم.

مسعود هرمز النوفلي
31/5/2011

مقالة الدكتور ليون برخو من المصدر:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=508153.0

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.