شذى توما مرقوس
بِمُناسبة اليَوْم العَالَمِيِّ لِلطَبِيبِ البَيْطَرِيِّ
يُصادِفُ اليَوْم العَالَمِيّ لِلطَبِيبِ البَيْطَرِيِّ آخِر يَوْم سَبْت مِنْ شَهْرِ أَبريل مِنْ كُلِّ عَامٍ .
نَحْوَ مَنْظُورٍ جَدِيدٍ لِلعَلاقَةِ بَيْنَ الإِنْسَانِ والحَيَوان ………
الطَبِيبُ البَيْطَرِيِّ هَمْزَةُ المَحَبَّةِ والتَواصُلِ بَيْنَ عَالَمِ الإِنْسَانِ وعَالَمِ الحَيَوانِ .
28/ 04 / 2011
http://nala4u.com
بقلم : شذى توما مرقوس
السبت 26 / 2 / 2011 ـــ الأثنين 28 / 3 / 2011
”
الطُّبُّ البَيْطَرِيِّ ” قَبْلَ أَنْ يَكُونَ مِهْنَة إِنَّما هو فِعْلُ
مَحَبَّة وعَطاء : لِلطَبِيعَةِ ، لِلحَياةِ ولِكُلِّ الكَائِناتِ
قَاطِبَةً وعلى وَجْهِ الخُصُوصِ الحَيَوان وبِالتَالِي لِلأَرْضِ
ولِلكَوْنِ ، فالإِنْسَان في هذهِ المِهْنَة يَتَقَلَّصُ عَن انَانِيَتِهِ
وتَكَبُّرِهِ البَشَرِيّ لِيَنْظُرَ بِتَواضُعٍ الكَائِنات الأُخْرَى
المُخْتَلِفَة عَنْهُ وبِرُؤْيَةٍ عَادِلَةٍ مُنْصِفَةٍ خَالِصَةٍ عَن
الاحْتِقار ، ويَمُدُّ يَدَ العَوْنِ لَها في عَالَمِها المُخْتَلِف عَن
عَالَمِ الإِنْسَان ، وهذا مالاتُتِيحَهُ بَعْضُ المِهْنِ الأُخْرَى ،
فالطَبِيبُ البَيْطَرِيِّ بِحُكْمِ طَبِيعَةِ عَمَلِهِ واسْتِعْدادِهِ
الدَاخِليّ يَكُونُ في تَمَاسٍ مُبَاشِرٍ مَعَ كَائِناتٍ مُخْتَلِفَة
عَنْهُ لَكِنَّها تَشْتَرِكُ مَعَهُ في العَيْشِ على هذا الكَوْكَبِ ،
الطُّبُّ البَيْطَرِيِّ مِهْنَةٌ تَلِيقُ بِذَوِي القُلُوبِ الرَفِيعَةِ
والعُقُولِ النَاضِجَةِ بِالمَحَبَّةِ لِلكَائِناتِ مِمَّنْ تُقَاسِمنا
الكَوْكَب ، هذهِ الفُسْحَة الخَصِبَةِ تَشِي إِنَّ الطَبِيبَ
البَيْطَرِيِّ يَسْتَحِقُ إِكْراماً لِمَجْهُوداتِهِ ومَايَبْذُلَهُ أَنْ
يُحْتَفَلَ بِهِ في آخِرِ يَوْمِ سَبْتٍ مِنْ شَهْرِ أَبْرِيل مِنْ كُلِّ
عَامٍ احْتِفالاً عَالَمِيَّاً ، لِيَكُونَ هذا اليَوْم يَوْماً
نَتَعَرَّفُ فيهِ على هذا الكَائِنِ الدَؤُوبِ ، وعلى القِطَاعِ
الحَيَوِيِّ والمُهِمِّ الَّذِي يَعْمَلُ فيهِ ، ونُلْقِي نَظْرَة على
أَوْضاعِ هذهِ المِهْنَة حَيْثُ الوَاقِع فيها لَيْسَ بِمُسْتَوى الطُمُوح
المَرْجُوِ لَها ، وأَيْضاً لِنَنْظُرَ إلى الحَيَوانِ نَظْرَةً جَدِيدَة
تُساعِدُنا على فِهْمِ الحَيَاةِ بِشَكْلٍ مُخْتَلِفٍ أَكْثَر قِيمَةً
ووَعْيَاً ونُضُوجاً .
وفي سِياقِ
التَعْرِيفِ بِدَوْرِ الطَبِيبِ البَيْطَرِيِّ ارْتَأَتْ ــ المُنَظَمَة
العَالَمِيَّة لِلصِحَّةِ الحَيَوانِيَّة ( او . اي . ي ) ــ وَسْمَ
العَام الحَالِيّ 2011 ، عَاماً مُكَلَّلاً لِلطَبِيبِ البَيْطَرِيّ في
العراق ، هي الْتِفاتَة مُفِيدة يُؤْمَلُ لَها أَنْ تُعْطِي أُكُلَها .
جَمِيلٌ
أَيْضاً أَنْ يُشَارَ إِلى دَوْرِ الكَادِرِ الصِحِّيِّ المُساعِد
لِلطَبِيبِ البَيْطَرِيِّ ومِنْهُم المُوَظف الصِحِّيِّ البَيْطَرِيِّ
ودَوْرَه الفَعَّال في مَسِيرَةِ العَمَلِ في هذا القِطَاع .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي
مِهْنَةِ الطُبِّ البَيْطَرِيّ لايُمْكِنُ الحَدِيثُ عَن الحَيَوانِ
بِمِعْزَلٍ عَن الإِنْسَانِ أَوْ العَكْس ، لأَنَّ هذهِ المِهْنَة
العَادِلَةِ تَجْمَعُ الإِنْسَانَ والحَيَوانَ في مَساحَةٍ صَافِيَةٍ ،
وتَجْعَلُ بَيْنَهُما وشائِجَ تَواصُلٍ ، ومِنْهُما فَرِيقَاً مُتَضامِناً
على سَطْحِ البَسِيطةِ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المَشْهَد
: حَدِيقَة كَبِيرَة تَابِعَة لِمَنْزِلِ أَحَدِ الأَشْخاصِ في تينيرفا ،
في الحَدِيقَةِ كَلْبٌ مَرْبُوطٌ بِسِلْسِلَةٍ حَدِيدِيَّةٍ قَصِيرَة إِلى
جَذْعِ إِحْدَى الأَشْجارِ ، الكَلْبُ في حَالَةٍ مُزْرِيَةٍ إِذْ يَبْدُو
عَلَيْهِ الهُزال حَيْثُ تَمَّ تَجْوِيعَهُ وتَعْطِيشَهُ كِفَايَةً ،
بالإِضافَةِ إِلى الجُرُوحِ الَّتِي تُغَطِّي جِلْدَهُ في بَعْضِ
المَناطِقِ والجُرُوح هذهِ مُغَطَّاة بِالدَمِ ، جِلْدَهُ كَامِلاً قَدْ
تَعَرَّضَ إِلى إِصابَةٍ مَرَضِيَّة غَيَّرَتْ مِنْ شَكْلِهِ الطَبِيعيّ
بِسَبَبِ التَعَرُّضِ الطَوِيلِ والمُسْتَمِرِّ لِلشَمْسِ والأَنْواءِ
الجَوِيَّة المُخْتَلِفَة دُوْنَ أَدْنَى حِمايَة .
جمْعِيَة حِمايَةِ حُقُوقِ الحَيَوانِ : قَامَتْ الجمْعِيَة بِرَصْدِ
هذهِ الحَالَة على مَدَى أَشْهُرٍ عَدِيدَة كَانَ الكَلْبُ خِلالَها
مَرْبُوطاً إِلى تِلْكَ الشَجَرَةِ لَيْلاً ونَهاراً ، يُعاني الإِهْمال
التَامّ بِتَجْوِيعِهِ وتَعْطِيشِهِ وأَيْضاً قَامَ الرَّجُلُ بِقَصِّ
أُذُنَيّ الكَلْبِ بِشَكْلٍ يَدْعُو لِلأَلَمِ ، وبَذَلَتْ مَسْعىً
كَبِيراً اسْتَغْرَقَ وَقْتَاً طَوِيلاً حَتَّى تَمْكَّنَتْ أَخِيراً مِن
الحُصُولِ على مُساعَدَةِ الشُرْطَة في مُحاوَلَةٍ لإِنْقاذِ هذا الكَلْب
مِنْ قَبْضَةِ صَاحِبِهِ السَيِّءِ ، وبَعْدَ مُناوراتٍ صَعْبَةٍ مَعَهُ
نَجَحَتْ الجَمْعِيَة في تَحْرِيرِ الكَلْبِ مِنْ أَسْرِهِ ، بَيْنَما
كَانَ صَاحِبُ الكَلْبِ طَوالَ هذهِ المُناورات يَسُبُّ ويَلْعَنُ ويَصِيحُ
: لا أَفْهَمُ كُلَّ هذهِ الضَوْضَاء وكُلَّ هذهِ المَسْرَحِيَّة
والسَخافَات لأَجْلِ كَلْبٍ عَدِيمِ القِيمَةِ ، هو كَلْب فأَيّ قِيمَةٍ
لَهُ .
وكَيْفَ لَهُ أَنْ يَفْهَمَ وهو المُحاصر بِإِنْسَانِيَّتِهِ ؟!!
تَمَعَّنُوا جَمِيعاً في هذهِ الكَلِماتِ القَاسِيةِ جِدَّاً : كَلْب لاقِيمَة لَهُ ، عَدِيم القِيمَةِ .
هَلْ
كَانَ هذا الإِنْسَان أَفْضَلُ قِيمَةً مِن الكَلْبِ المُعْتَدى على
بَدِيهِياتِ حُقُوقِهِ كَكَائِنٍ ؟ بِمَاذَا ؟ ولِماذَا ؟
وإِنْ كَانَ هذا الكَلْب ( أَوْ أَيَّ كَائِنٍ آخَر ) عَدِيم القِيمَة ، فهَلْ هذا سَبَبٌ كَافٍ لِلإِساءَةِ إِلَيْهِ ؟
بَعْدَ
أَنْ تَمَّ تَحْرِير الكَلْبِ مِنْ أَسْرِهِ كَانَتِ الحَاجَةُ مَاسة إِلى
فَحْصٍ فَوْرِيّ ، وَضَحَتْ الطَبِيبَة البَيْطَرِيَّة بَعْدَ الفَحْصِ
إِنَّ الكَلْبَ بِسَبَبِ تَقْييدِ حَرَكَتِهِ لِمُدَّةٍ طَوِيلَةٍ يُعانِي
مِنْ ارْتِخاءٍ بِالعَضَلاتِ والأَرْبِطَةِ وتَشَوُّهٍ في عِظامِ
الأَقْدامِ فكَانَت كُلّ خَطْوَةٍ لِلكَلْبِ تَعْنِي أَلَماً مُبَرِّحاً
يَصْعُبُ عَلَيْهِ إِتْباعها بِخَطْوَةٍ أُخْرَى ، وإِنَّهُ لَمِنَ
الصَعْبِ جِدَّاً أَنْ يَعُودَ لِلحَالَةِ الطَبِيعِيَّةِ الَّتِي يَجِبُ
أَنْ يَكُونَ عَلَيْها .
قَامَتْ
الطَبِيبَةُ البَيْطَرِيَّة بِتَوْفِيرِ العِنايَةِ الطُبِّيَّة ، وفي
دَارِ رِعايَةِ الحَيَوانِ تَمَّ تَقْدِيمُ الطَعامِ والمَاءِ لِلكَلْبِ
وتَوْفِيرِ العِنايَةِ اللازِمة لَهُ .
[ المَصْدر : عَن بَرْنامجِ ( هوند ، كاتسي ، ماوس ) لِقَناةِ فوكس ، يَوْم السَبْت 26 ـ 2 ـ 2011 ] .
يُمْكِنُ
مُلاحَظَة مَدَى الضَرَر الَّذِي يُسَبِّبُه الإِنْسَان لِلحَيَوانِ
بِسَبَبِ عُنْجُهِيَّتِهِ ، في هذهِ الحَالَة أَعْلاه إِن هذا الشَخْص ،
الإِنْسَان ، قَدْ تَسَبَّبَ في إِحْداثِ ضَرَرٍ بَلِيغٍ دَائِميّ المَدَى
في حَيَاةِ الكَلْبِ وتَشَوُّهٍ وعَوَقٍ مَعَ أَلَمٍ مُبَرِّحٍ وصُعُوبَةٍ
في الشِفَاءِ .
مِنْ هكذا
وَاقِعَة ، وأُخْرَى كَثِيرَة مُشَابِهَة نَسْتَنْتِجُ إِلى أَيِّ حَدٍّ
يُمْكِنُ لِلإِنْسَانِ الغَيْرِ النَاضِجِ وغَيْرِ الوَاعي أَنْ يَكُونَ
شِرِّيراً مَعَ الكَائِناتِ بِمُخْتَلَفِ تَصْنِيفاتِها والطَبِيعَة و
……… إلخ ، الشَّرُّ نِتاج التَخَلُّفِ والجَهْلِ وقِلَّةِ الوَعْي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أَحَدهم
يَرُدُّ على اسْتِفْسارِ أَحَدِ القُرَّاءِ الَّذِي يَسْأَلُ عَن
الحَكَّةِ في الكِلابِ فيَقُول : بيع الكلب …. ياخي أعوذ بالله ، أكره
ماعندي هالكلاب ، قذرة + حقيرة ….. حتى اني كنت اقرأ موضوع عن
الجاهلية…. وكانوا يعيرون الرجل بالكلب …. لحقارته وبشاعته وسوء نباحه
…. سيء جداً …. وذم الله الذين يحملون العلم ولايفقهونه كالكلب ….
يعني بجد هالحيوان دنيء …. استغرب من اللي يربيه ويحبه !!
المَصْدر :
http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=7c84cab708c12742
عاينُوا جَمِيعاً جَوابَ هذا الشَخْص ، جَواب مُمْتَلِئ بِالاحْتِقارِ لِهذا الكَائِن ” الكَلْب ” .
لَوْ
دَرَى إِنَّ هذهِ الكِلاب الـ ” قذرة + حقيرة ” على حَدِّ تَعْبِيرِهِ
قَادِرة على تَشْخِيصِ الإِصابَةِ بِالسَرَطانِ لَدَى الأَفْرادِ
المُصابِين بِصُورَةٍ أَدَقّ وأَفْضَل مِمَّا تَفْعَلَهُ أَرْقَى
الوَسائِلِ الطُبِّيَّة الحَدِيثَة ، كَما عن قُدْرَتِها على مُرَافَقَةِ
المُعاقِين لِمُساعدَتِهم على مُمارسَةِ حَيَاةً طَبِيعِيَّة إِلى حُدودٍ
وَاسِعَة ، وهَلْ عَرِفَ عَن قُدْرَةِ الحَيَواناتِ الذَاتِيَّة
لِلتَنَبُّأ بِالزَلازِلِ ………. وهذا بَعْضٌ مِنْ فَيْض .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بَيْنَما
كُنْتُ اتجاذبُ أَطْرَافَ الحَدِيث مَعَ سيَّدَةٍ عَجُوز عَن الكَلْبِ
الَّذِي مَعِيَّتها ، دَاهَمَ مَسامِعي صَوْتُ أُنثَى مَرَّتْ على
مَقْرُبَةٍ مِني هَارِبَةً كَالرِيحِ ، وكَانَت تَصِيحُ بِتَقَزُّزٍ
واسْتِنْكافٍ ونُفُورٍ واسْتِهْزَاءٍ مُجِيبَةً الصَغِير الَّذِي مَعَها :
إِنَّها تَسْأَلُ إِنْ كَانَ الكَلْبُ ذَكَراً أَمْ أُنْثَى ؟
الْتَفَتُ لاإِرادِيَّاً صَوْبَها وهي تَتَحَدَّثُ نَفْسَ اللُّغَة
الَّتِي أَنْطُقها ، فلَمَحْتُ أُنْثَى بِبَطْنٍ عَالِيَة وبِرِفْقَتِها
صِغارٌ ثَلاث ، تَعالَتْ عَن النَظَرِ إِليّ بِتَقَزُّزٍ وَاضِحٍ ووَلَتْ
هَارِبَةً وكأَنَّها تَهْرُبُ مِنْ عَدْوَى .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحَوادِثُ
المُشابِهَة مَعَ مُخْتَلَفِ الحَيَواناتِ كَثِيرَةٌ ولاتُحْصَى ،
وبِالتَأْكِيدِ فإِنَّ كُلّ قَارِئٍ وقَارِئَةٍ قَدْ صَادَفَ بَعْضاً
مِنْها .
مِنْ هذهِ المَواقِف ، النَظْرَة ، الأَفْكار ،
الاعْتِقادات ، الرُؤَى الفَوْقِيَّة الاسْتِعْلائِية لِلإِنْسَانِ تُجاهَ
الحَيَوان بِشَكْلٍ خَاصٍّ وتُجاهَ الكَائِنات قَاطِبَةً تَتَدَاعَى قِيمَة
العَمَلِ البَيْطَرِيّ بِكُلِّ مَجالاتِهِ ، وتَتَهاوَى ، وتُعانِي
الإِهْمال ، والانْتِقاص مِن القِيمَةِ والأَهَمِيَّة ويُنالُ مِنْهُ ،
ومِن المُمْكِنِ اسْتِشْعارِ ذلك مِن التَندُّرِ والتَهَكُّمِ على عَمَلِ
الطَبِيبِ البَيْطَرِيّ والقِطاعِ بِشَكْلٍ عَامٍّ مِنْ قِبَلِ المُجْتَمعِ
، أَوْ حِيْنَ يُرِيدُ أَحَدَهم إِهانَةَ شَخْصٍ ما ، أَوْ التَندُّرِ
عَلَيْهِ ، أَوْ الانْتِقاصِ مِنْهُ فيَنْعَتهُ بِما طَابَ لَهُ مِنْ
أَسْماءِ الحَيَواناتِ البَرِيئَةِ مِن الوَعْي القَاصِرِ والمُتَخَلِّفِ
لِلإِنْسَانِ في حَقِّ الكَائِناتِ الأُخْرَى ، أَوْ يَصِيحُ مُتَندِّراً ،
ورُبَّما قَاصِداً بِأَنَّ هذا الشَخْص بِحَاجَةٍ إِلى طَبِيبٍ بَيْطَرِيّ
وهكذا تَنْوِيعات ….. …….إلخ .
هكذا جُمَل وكَلِمات ووَقائِع تَجْلِي لَنا
الصُورَة وكَيْفَ تَشَكَّلَتْ الخَلْفِيَّة الَّتِي اسْتَنَدَتْ عَلَيْها
الكَثِيرُ مِن المُجْتَمعاتِ والشُعُوبِ في مَدارِكِها في عَدَمِ تَقْييمِ
عَمَلِ الطَبِيبِ البَيْطَرِيّ بِقِيمَتِهِ الحَقِيقِيَّة الَّتِي
يَسْتَحِقُها فِعْلاً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مِهْنَةُ الطُبِّ البَيْطَرِيّ في مَسْعَاها وغَايَتِها
يَجِبُ أَنْ تَتَحَوَّلَ خَالِصَةً مِنْ مِهْنَةٍ غَايَتها الإِنْسَان
وإِرْضاءِ مُتَطلَّباتِهِ ومِزاجِهِ إِلى مِهْنَةٍ عَادِلَةٍ حَقَّة
غَايَتها الأُولَى الحَيَوان كَكَائِنٍ مُخْتَلِف لَهُ قِيمَتهُ
وتَقْدِيرهُ في الوُجُودِ ، وخِدْمَة هذا الوَعْي الجَدِيد بِما يُلائِمُ
بَيْنَ عَالَمِ الإِنْسَانِ وعَالَمِ الحَيَوانِ ويُوافِقُ بَيْنَهُما
بِاعْتِبارِهم شُركاء ورِفاق في الوُجُودِ على هذا الكَوْكَب ، ولِلعَمَلِ
على هذا المِحْوَرِ يَكُونُ الطَبِيبُ البَيْطَرِيّ مِن المَفاصِلِ
المُهِمَّةِ المُحَرِّكَةِ لِهذا الوَعْي الجَدِيد والدَافِعَة لَهُ ،
فالطَبِيبُ البَيْطَرِيّ يَبْنِي عَلاقَةَ ثِقَة ويُزِيدُها ثِقَلاً بَيْنَ
الإِنْسَانِ والحَيَوانِ ، فهو بِخَطْوَتِهِ نَحْوَ الحَيَوانِ لِلبَحْثِ
عَنهُ بِقَصْدِ حِمايَتِهِ أَوْ مُعَالَجَتِهِ …. إلخ ، إِنَّما يَفْتَحُ
أَبْواباً عَرِيضَة أَمامَ الإِنْسَان لِيَقْتَرِبَ أَكْثَر مِنْ هذا
العَالَمِ المُدْهِش : عَالَم الحَيَوانِ ، ويَبْنِي جُسُوراً لِلثِقَةِ
بَيْنَ الطَرَفَيْنِ .
إِنَّ الطَبِيبَ البَيْطَرِيّ
بِحُكْمِ طَبِيعَةِ عَمَلِهِ واسْتِعْدادِهِ الدَاخِليّ يَكُونُ في تَمَاسٍ
مَعَ الطَبِيعَةِ والحَيَوانِ ، هذا التَمَاس المُباشِر يَفْتَحُ رَوابِطَ
ثِقَةٍ ثَمِينَةٍ بَيْنَ الحَيَوانِ والإِنْسَانِ .
كما
إِنَّ الطَبِيبَ البَيْطَرِيّ يُؤَدِّي في عَمَلِهِ خِدْمَةً مُزْدَوجَة ،
فهو مِنْ خِلالِ عِنايَتِهِ بِالحَيَوانِ إِنَّما يُقَدِّمُ خَدماته
لِلإِنْسَانِ ويُوَفِّرُ لَهُ الطُمَأْنِينَة والرَاحَة والحِمايَة .
كُلُّ خِدْمَةٍ لِلحَيَوانِ إِنَّما هي
خِدْمَة مُؤَدَّاة لِلإِنْسَانِ ، والبِيئَةِ ، والطَبِيعَةِ ، والكَوْكَبِ
بِشَكْلٍ غَيْر مُباشِر .
دَوْر
الطَبِيبِ البَيْطَرِيِّ واضِحٌ وضَرُورِي في : مُكافَحَةِ الأَمْراضِ
الحَيَوانِيَّة الوَافِدَة ومَنْع دُخُولها لِلبِلادِ ، مُكافَحَة وحَسْر
الأَوْبِئَة والحَدّ مِنْ تَفشِيها بَيْنَ الحَيَوانات ، الأَمْن
الغِذائِيّ ، الصِّحَّة العَامَّة ، حِمايَة البِيئَة والحَيَاةِ
البَرِيَّة ، الحِفاظ على الثَرْوَة الحَيَوانِيَّة ………. إلخ .
في مِثْلِ هذا اليَوْم نَسْتَذْكِرُ ولانَنْسَى دَوْر الطَبِيبِ البَيْطَرِيّ ومَجْهوداتِهِ العِلْمِيَّة في السَعْي بِطُبِّ الحَيَوانِ والإِنْسَانِ مَعاً إِلى الأَمامِ وإِلى الجَدِيدِ والمُفِيدِ في عَالَمِ المَعْرِفَةِ الطُبِّيَّة والدَوائِيَّة وغَيْرَها مِنْ خِلالِ الأَبْحاثِ والدِراساتِ والاخْتِبَاراتِ والاكْتِشافاتِ العِلْمِيَّة ، والحَدِيثُ في هذا الشَأْنِ يَطُولُ ولايُمْكِنُ لِسُطُورِ هذهِ المَقالَةِ المَحْدُودَة أَنْ تَحْتَوِيهِ ….. إلخ .
عَمَلُ الطَبِيبِ البَيْطَرِيّ يَجِبُ
أَنْ يَكُونَ ذِراعاً فَاعِلاً في شَأْنِ حِمايَةِ حُقُوقِ الحَيَوانِ ،
ومِنْها إِيقاف الحَمْلات الإِجْرامِيَّة الَّتِي يَقْتَرِفُها البَشَر
بِحَقِّ الحَيَواناتِ وهي حَمْلات الإِبادَة والَّتِي تُسَمَّى تَحايُلاً
بِحَمْلاتِ المُكافَحَةِ ، كَحَمْلاتِ إِبادَةِ الكِلابِ مَثَلاً ، إِنَّما
هذهِ الحَمْلات في حَقِيقَتِها هي مَذابحٌ وإِبادَة لِصِنْفٍ أَوْ
طَائِفَةٍ .
حَذْف وإِلْغاء مَفْهُوم ” الرِّفْق بِالحَيَوانِ ” ،
والعَمَل على بِنَاءِ وَعْي ” احْتِرام الحَيَوان ” كَكائِنٍ مُخْتَلِفٍ
يُقاسِمُ البَشَر هذا الكَوْكَب .
إِنَّ الوَعْي الجَدِيد هذا سَيَعُودُ بِالنَفْعِ
الوَفِيرِ على عَالَمِ الإِنْسَانِ القَاصِر بِفِعْلِ انَانِيتِهِ
وتَكَبُّرِهِ وغُرورِهِ عَن رُؤْيَةٍ عَمِيقَةٍ وحَقِيقِيَّةٍ لِعَالَمِ
الحَيَوانِ المُدْهِشِ ، ويُحفِّزه لِلسَعْي الايجابِيّ بِشَكْلٍ مُغايرٍ
أَجْدَى وأَكْثَر تَواضُعاً ، ويَجْعَلُ العَالَمَ أَكْثَر تَجانُساً
ونُضُوجاً .
لأَنَّ مِهْنَةَ الطُبّ
البَيْطَرِيّ تُساوِي العَطَاءَ والمَحَبَّة نَجِدُ إِنَّ نِسْبَة
مُتزايدَة بِاسْتِمْرَارٍ مِن الأَطِبَّاءِ البَيْطَرِيين في مُخْتَلَفِ
شِعابِ الأَرْضِ قَدْ انْخَرَطُوا ــ وغَيْرَهُم في الطَرِيقِ لِلانْخِراطِ
ــ في نَشَاطاتِ جمْعِياتِ حِمايَةِ حُقُوقِ الحَيَوانِ ، وآخرُون
فَضَّلُوا أَوْ أَضافُوا إِلى هذا تَقْدِيمِ خَدَماتِهم الطُبِّيَّةِ
مَجَّاناً بِتَخْصِيصِ أَيَّامٍ مُعَيَّنَةٍ لِفَحْصِ الحَيَواناتِ
وتَقْدِيمِ الرِعايَةِ الطُبِّيَّةِ اللازِمةِ لَهُم مِمَّنْ يَتَواجدُون
في العَوائِلِ ذاتِ الدَخْلِ المَحْدُودِ ، أَوْ الفُقَرَاءِ ، أَوْ
المُهْمَّشِين ، أَوْ المُحْتاجِين ، أَوْ قَاطِني الشَوارِعِ والطُرُقاتِ
مِمَّنْ لايَمْتَلِكُونَ المَأْوَى ….. إلخ ، وهو نَشَاطٌ عَزِيزٌ ،
بَذِخ ، مُمْتَلِئ القِيمَةِ والنَفْعِ والفَائِدَةِ خِدْمَةٍ
لِلحَيَواناتِ أَوَّلاً ، وإِعانَةِ أَصْحابِها ثَانِياً ، ثُمَّ فَائِدَة
عَامَّة لِلمُجْتَمَعِ كَكُلٍّ بِحِمايَةِ وتَقْويَةِ ومُسانَدَةِ نِظامِهِ
الصِحِّيّ مِنْ خِلالِ تَأْمِينِ الرِعايَةِ الصِحِّيَّةِ لِحَيَواناتِ
هذهِ الشَرائِحِ مِن المُجْتَمعِ .
أَيْضاً يَحِقُّ لِلطَبِيبِ البَيْطَرِيِّ أَنْ يَحْظَى
بِالمَزِيدِ مِن الاحْتِرامِ لِحُقُوقِهِ وتَقْدِيرِ جُهُودِهِ الَّتِي
لاتُقَدَّر بِثَمَنٍ لأَنَّها عَالِيَة القِيمَة جِدَّاً في حَيَاةِ
الإِنْسَانِ والحَيَوانِ والطَبِيعَةِ ، هذا يَنْسَحِبُ على الأُجُورِ
الَّتِي يَتَقاضَاها والَّتِي يَجِبُ أَنْ تَكُونَ مُكافِئَةً لِلمَشاقِ
والمَخاطِرِ والصُعُوباتِ الَّتِي تَكْتَنِفُ مِهْنَةً كَهذهِ ، هذهِ
المِهْنَة الرَائِعَة اللائِقَة بِذَوِي القُلُوبِ الرَفِيعَة والعُقُول
النَاضِجَةِ بِحُبِّ الكَائِناتِ جَمِيعاً .
إِتاحَة
المَناخاتِ المُناسِبَة لِلعَمَلِ بِتَوْفِيرِ الأَدْوِيَةِ
والمُسْتَلْزماتِ الطُبِّيَّةِ والأَدواتِ لِتَطْوِيرِ الإِمْكانِياتِ
ومُرَافَقَةِ التَقَدُّمِ العِلْمِيِّ الحَدِيث في هذا المَيدانِ
والطُرُوحاتِ العِلْمِيَّة والإِمْكانِياتِ الجَدِيدَةِ في هذا المَجالِ .
بِنَاءُ المُسْتَوصَفات البَيْطَرِيَّةِ والمُخْتَبَراتِ
البَيْطَرِيَّةِ بِنَاءً لائِقاً في المَناطِقِ الَّتِي تَفْتَقِرُ
إِلَيْها لأَداءِ الخِدْمَةِ المَطْلُوبَةِ مِنْها .
تَوْفِيرُ
مُسْتَلْزماتِ الوِقايَةِ والفَحْصِ مِثْلَ المَلابِسِ الخَاصَّةِ ،
القُفَّازاتِ الصِحِّيَّةِ ، الأَحْذِيَة الواقِيَة …… إلخ .
هُناكَ نِقاطٌ أُخْرَى كَثِيرَة لاتَتَّسِعُ المَقالَةُ
لِلخَوْضِ فيها ولِلقَارِئاتِ والقُرَّاء فُسْحَةٌ كَبِيرَةٌ لِلإِفادَةِ
عَنها والنِقاشِ فيها …..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
”
مُنَظَّمَة كُردستان لِحِمايَةِ حُقُوقِ الحَيَوان ” في دهوك بَادِرة
مُضِيئَة يُرْجَى لَها أَنْ تَبْقَى مُشِعَّة لاتَنْطَفِىء كَحَالِ
الكَثِيرِ مِن المُبادَراتِ الَّتِي طَوَتْها ظُرُوف البَلَدِ وأَحْوالِهِ
ومَراحِلِهِ ، هي خَطْوَةٌ بَنَّاءَة مُبَشِّرَة بِتَنامِي الوَعْي
الصَحِيحِ الجَدِيدِ باحْتِرامِ الحَيَوانِ وحِمايَةِ حُقُوقِهِ ، وسَوْفَ
تُؤْسِّسُ لِعَلاقَةٍ صَحِيحَةٍ مُثْمِرَة مُفِيدَة نَظِيفَة مِنْ انانِيةِ
الإِنْسَانِ وتَكَبُّرِهِ لِخِدْمَةِ الكَوْكَبِ .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مُلاحَظَة
صَغِيرَة بَقِيَتْ عَالِقَة في قَلْبِي كَسُؤَالٍ : ماضَرَّ الاحْتِفال
لَوْ كَانَ التَأْرِيخ أَكْثَرُ تَحْدِيداً فيُسانِدُ عَالَم الأَرْقامِ
الطُبّ في احْتِفائِهِ بِالطَبِيبِ البَيْطَرِيِّ ويَكُون التَأْرِيخ
مَثَلاً يَوْم الأَوَّلِ مِنْ ابريل ، أَوْ الثَانِي ، أَوْ الثَالثِ ،
أَوْ الرَابعِ ، أَوْ …….. إلخ ، بَدَلاً مِنْ آخِرِ يَوْمِ سَبْتٍ
والَّذِي يَبْدُو كَغِيْرِ الوَاثِقِ مِنْ خَطَواتِهِ ، خَجُولاً ،
ضَعِيفَاً ، مُتذَبْذِباً ، لايَكادُ يَجِدُ لَهُ قَدَماً رَاسِخَةً
وثَابِتةً في عَالَمِ التَوارِيخِ الاحْتِفالِيَّة ، لامَكَانَ مُحَدَّد
لَهُ بَيْنَها ……….
رُبَّما كَانَ
هذا اليَوْم بِحَاجَةٍ إِلى تَحْدِيدٍ أَكْبَر ــ أَقْصُدُ رَقْمِيَّاً ــ
لِيُرسِّخ قِيمَتَهُ بَيْنَ التَوارِيخ الأُخْرَى لِلاحْتِفالاتِ ،
فيَبْدُو أَكْثَرَ ثِقَة في خَطَواتِهِ ، شُجَاعاً لايَخْجَلُ مِنْ
بَهائِهِ .
هي مُلاحَظَةٌ لَيْسَ إِلاَّ .
تَهْنِئَة
مُعَطَّرَة لِكُلِّ طَبِيبَةٍ بَيْطَرِيَّة ، لِكُلِّ طَبِيبٍ بَيْطَرِيّ ،
أَيْنَما كَانَ مِنْ بِقاعِ العَالَمِ ، ولِكُلِّ الَّذِين في بُلدَانِ
المَهْجَر ومِمَّنْ تَقَطَّعَتْ بِهم سُبل الاسْتِمرارِ في العَطاءِ لِهذهِ
المِهْنَة ، ولِمَنْ رَحَلُوا عَن زُملائِهم وزَمِيلاتِهم في المِهْنَةِ
الذِكْرَى والتَقْدِير .
لَكُم كُلّ المَحَبَّة عَزِيزاتي ، أَعِزائي مِن القَارِئاتِ والقُرَّاء .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لِمَنْ يَرْغَب في مُتابَعةٍ أَكْثَر اسْتِفاضَة العَوْدَة إِلى مَقالاتِي السَابِقَة : ــ
ــ الإِنْسَان في قمَّةِ الهَرَمِ .
ــ الأَرْضُ وما عَلَيْها .
ــ مُصارَعَة الثِيران .