المؤسسات السياسية الآشـورية والركود الذي تعيشـه

بقلم غســان يونان
المؤسسات السياسية الآشـورية والركود الذي تعيشـه..

11 / 04 / 2011
http://nala4u.com

إن حالة الجمود التي تعيشها الساحة السياسية الآشورية (بأحزابها وتنظيماتها، ببرامجها ومؤتمراتها…) مقارنة بعشرات السنين الماضية، تدعو إلى الانكفاء أو العودة إلى الذات من خلال الواقع الجديد المتعايش وتحديداً بالاعتراف العقلاني والمنطقي لهذا الواقع المرفوض الذي تم فرضه على شعبنا وتحت وعود معسولة وذلك من قبل هذه التنظيمات وعلى مختلف أنواعها.

فالحالة هـذه، مرفوضة من قبل معظم التنظيمات والأحزاب التابعة لشعبنا وبمختلف توجهاتها وتطلعاتها الفكرية والعقائدية..! وهذا الاجماع “اللاإرادي” الرافض لأمر الواقع الذي يعيشه أبناء شـعبنا ـ ، يبدو أنه التقاء أو اتفاق ظاهري انطلاقاً من الغرائز أو الإدراك في الرؤى لدى البعض ـ (وهذا ما يشك به المرء، كون الوعي أو الإدراك لفظاعة الأمور، يستدعي البحث الجماعي لحلها وليس العكس!!)، يجب أن يتغذى بروح إعادة اللحمة بين أبناء الشعب الواحد وتخطي كل الحواجز الوهمية التي تم وضعها أمامنا.

فانطلاقاً من واقع شـعبنا الآشـوري المؤمن بقضيته ونضاله وعطاءاته اللامحدودة، تنجلي الأمور على حقيقتها يوماً بعد يوم. وأما مسؤولي تلك التنظيمات والأحزاب، نراهم يعيشون في كوكب آخر لا علاقة لهم إطلاقا بما نحن فيه اليوم من مآسي وويلات ونكبات جعلت من قضيتنا القومية المقدسة، مجرد شعارات يتغنى بها البعض وتحديداً كلما لاحت في الأفق بوادر تقارب أو اتخاذ قرارات مصيرية، لا تلبث هذه البوادر الخيّرة تبددها الغيوم الحالكة السواد المجاورة. 

كما وانطلاقا من هذه الحالة المرفوضة، يتطلب ويتوجب من كافة المعنيين بهذه المسألة وبنوع خاص أبناء شـعبنا الآشـوري بمختلف تلاوينه، أن يتصدى بكل قوة وعنفوان لهذه الشعارات الفضفاضة، التي لم يبق منها إلا “يافطات” ملونة غير مقروءة، أزال التاريخ عنها كل ما كانت تحتويه من تطاول ونفاق وتكاذب على القضية المقدسة التي يؤمن بها شـعبنا الأصيل.

فإنقاذاً لتلك الإرادة الحية، إرادة “حب البقاء” وإرادة “أخذ الحقوق” أسوة بباقي شعوب المنطقة، يتطلب منا جميعاً أن نحمل المعول بيدٍ قوية باسلة غير مترددة وقادرة في آنٍ معاً على هدم كل ما تسبب في زرع بذور التفرقة والانقسام والهزيمة لغايات لم تعد خافية على أحد، وأما باليد الأخر، فنعيد تعمير كل ما دكته ومزقته ضربات الزمان لنفتخر معاً بروابط الدم والتاريخ والجغرافيا واللغة…. ونعيد الأمور إلى نصابها الحقيقي وتحيا إرادة البقاء الحر إلى الأبد في ذات كل واحد منا.

إن الكل يعرف تماماً نتائج الحالة “المرفوضة” التي يعيشها شعبنا، سواء في أرض الوطن أم باقي المواطن. وما علينا جميعاً إلا تخطي كل الحواجز المصطنعة والالتقاء حول الأهداف المقدسة وفي مقدمتها تحقيق طموحات وتطلعات أبناء شعبنا في وطنه الأزلي، وأما ركائز أو مقومات هذه المطالب تبدأ بالذات، أي تحرير الذات وتصفية النوايا والانطلاق بعدها إلى البيت الكبير، من أجل إعادة ترميمه من الداخل والخارج حتى تأتي الإنطلاقة ثابتة وراسخة، وبقدر طموحات وتطلعات شعبنا.

إن الانتفاضة السلمية على الواقع المرير الذي يعيشه شعبنا، واجب حتمي على كل واحد منا، وغير ذلك نكون قد ساهمنا بطريقة أو أخرى على تثبيت هذا الواقع المرفوض من قبل جميعنا، وبالتالي نكون قد أعطينا الفرصة مجدداً للعابثين بقضايا الأمة وأبنائها.. وما أصعبها من ساعة قاسية.. {يكون قد فات الأوان وعلى القضية السلام}.

غســان يونان
03/10/2006

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.