بقلم آشور بيث شليمون
مار نرساي الملقب بقيثارة الروح، آشوري المولد والجنس
11/ 03 / 2011
http://nala4u.com
رأى مار نرساي/ ܢܪܣܝ ܡܠܦܢܐ ܪܒܐ النور في قرية عين دولبي/ ܥܝܢ ܕܘܠܒܐ- ادلب- الحالية والقريبة من مركز محافظة دهوك، في بداية القرن الخامس الميلادي وتوفي ما بين 502-507 ميلادية من أبوين آشوريين . (1 )
وإذ بلغ مرحلة الصبا أرسله ذووه الى مدرسة الرها – أورفا – الحالية في تركيا حيث كانت أرفع بيئة ثقافية في ذلك الزمان .
إن أديبنا الكبير، آشوري التسمية ( 2 )، آشوري الجنس وآشوري المولد ( في بلاد آشور ) ولا أدري كيف البعض يلصق الكلدانية به وهو من مواليد بلاد آشور في شمالي العراق اليوم.
وبعد أنتهاء دراسته في الرها ، تم تعينه معلما في نفس المدرسة حيث فام بواجبه خير قيام.
ولكن لسوء الأسف كانت في ذلك العهد كثيرا من المشاحنات والخلافات الدينيةالتي كانت في أوجها حيث كان لها أصداؤها في المدرسة نفسها مما أدى وقوف السلطة الرومانية الحاكمة ضد تحليلات نرساي وزملائه مما اضطرهم هو وزملاءه الى مغادرة الرها الى نصيبين حيث أسس فيها مدرسة جديدة التي تعد تاريخيا كاول نظام جامعي حيث تدرس فيها مواد علمية الى جانب اللاهوتية .
لقد قضى مار نرساي قرابة خمسين سنة في إدارة المدرسة .
والجدير بالذكر، أنه بعد الإحتلال العربي الإسلامي ( في بداية القرن السابع وما بعده ) لبلاد الرافدين في نهاية القرن العاشر أو على الأكثر في بداية القرن الحادي عشر لقد دخل سكان الجنوب الإسلام عن بكرة أبيهم وغدوا حتى عروبيي اللسان والعادات .
هذا لقد حاول المحتلون العرب نفس الشيء في بلاد آشور، ولكن ساعد شعبنا الآشوري نوعا ما للحفاظ على قوميته ودينه باتخاذ وصية السيد الرب التي تقول إذا حصل لكم أية مضايقة ما عليكم إلا اللجوء الى أماكن التي فيها اكثر اطمئنانا حتى يسستب الأمان والإستقرار ومن ثم العودة – هكذا استطاع شعبنا الآشوري – ما بين كل الشعوب في الهلال الخصيب الحفاظ على هويته ودينه ، بينما نرى الصورة مغايرة بالنسبة للشعوب الأخرى الكنعانية، الفينيقية ، الإبلية والأرامية أنهم انصهروا لغويا وثقافيا في المجتمع العربي ما عدا جيوب صغيرة جدا حول دمشق ( معلولا والقرى المجاورة ) التي استطاعت الحفاظ نوعا ما على لغتهم الآارامية ، ولكن الباقي أي شمال وغرب سوريا وجنوب العراق باتوا عربا ومسلمين عن بكرة أبيهم .
ومن ثم الكنيسة المشرقية / ܥܕܬܐ ܕܡܕܢܚܐ لم تعرف في ذلك العصر بالكلدانية إطلاقا ( 3 ) وإن التسمية الكلدانية التي تستخدم اليوم هي حديثة العهد جدا وهنا أستشهد بما قاله المطران لويس ساكو ما قاله بهذا الخصوص بالحرف الواحد:
” … التسميات التاريخية الموثقة هي: كنيسة المشرق عدتا دمدنخا – The Church of the East ” من دون اضافة الاشورية او الكلدانية.. لا نجد في القوانين والوثائق تسمية: كنيسة المشرق الاشورية أو كنيسة المشرق الكلدانية سميت ايضا بكنيسة فارس نسبة الى الامبراطورية الفارسية الساسانية ..”
.
ويذكران كل من باتريشيا كرون ومايكل كوك ( 4 ) في كتابهما HAGARISM , The Making of the Islamic World
أنه كان هناك نوعان بارزان من أشكال المسيحية في الكنيسة النسطورية، إحداها كنيسة بلاد آشور المحلية، كنيسة شوفينية وعلى الإصرار على الهوية الإقليمية ، والأخرى المتروبولوتية الفارسية والتي كان مركزها مدينة بابل.
والكاتبان يمضيان ويقولان كلا الكنيستين الآشورية والبابلية تختلفان عن الكنيسة المصرية لكونهما أكثر أرستقراطية ، الأولى غدت آشورية الهوية بينما الثانية سمحت بالقبول للقيم الفارسية الأرستقراطية .
تنويه: من المؤسف أن البعض يحاول كالعادة اعتبار ما نرساي كلدانيا، لذلك كتبت هذه المقالة مستشهدا حتى بكتاب وأساقفة من الطائفة الكلدانية لإزالة الشبهات .
…………………
المصادر:
( 1 ) هذه كانت مقدمة لمقال طويل للكاتب المعروف أبرم عما منصور والمنشور في مجلة ܩܠܐ ܣܘܪܝܝܐ / الصوت السرياني – العدد الخامس لسنة 1975
( 2 ) والجدير بالذكر أن اسم ( نارساي ) اسم آشوري صرف ظهر لأول مرة في رسالة الملك أبجار ܐܒܓܪ حيث يقول في مقدمة رسالته العبارات التالية: الى إبني نارساي ملك آثور في أيام المسيح
Moses of Chorone, Appendix to Syriac Documents , chapter XXXIII
( 3 ) يمكنك قراءة المقال للمطران لويس ساكو على الرابط ادناه :
http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Tarikh_Skafe/090704.htm
( 4 ) Patricia Crone & Michael Cook , HAGARISM, The Making if the Islamic World – Cambridge University Press 1977 pp 57-59
آشور بيث شليمون
تنويه; موقع http://nala4u.com يتبنى التسمية الاشورية.