بقلم مسعود هرمز النوفلي
لنعمل ونتوب مثل آبائنا
12 / 02 / 2011
http://nala4u.com
هذه تضرعات خاصة ليوم ثلاثاء الباعوثا التي يقوم المؤمنون بترديدها وانشادها في كلِّ سنة عن التوبة والغفران منها
لك أيها الرب نعمل ، لأنك مُساعِدٌ للمؤمنين
حقيقتك نُبشِّر بها ، تلك الحقيقة التي وصلت الى العالم
إجْمَعْ أيها الطيّب رعيّتك ، لأنها تطلب منك المساعدة ( الحنان)
أعطِ لها وجهاً أبيض ، لكي تطلب منك الحنان
لا نستطيع أن نفتح أفواهنا ، لأن خطيئتنا قد ارتفعت كثيراً
لتكُنْ ألحان صلواتنا ، مفاتيح الى خَزنَتك المملوءة
أعطي لنا سبب الحياة ، لكي نقترب بهِا اليك
أيها الطيّب إقبَلْ توبتنا ، الآن وكما ترغب في القبول
الرب الذي يحب التائبين ، أفتح الباب لصلاتنا
رَحمَتكَ كبيرة ، وهي أكبر من خطيئتنا
نعمتك واسعة من العطف ِدائماً ، الى الخُطاة الذين يصرخون اليك
من طيبَتَكَ أيها الرحوم ، أسكب على بلدنا عَونَكَ
في النعمة بدأْتَ معنا ، إكْمِلْ معنا هديتك
في البداية كانت نعمتك ، وفيها يكون السلام والأمان
بدأتَ وأستمرْ معنا ، لكي نشكرك للأثنتين
في نينوى خَطَبَ يونان ، يهودي بين الوثنيين
دخَلَ الى المدينة الكبيرة ، ومن صوتِهِ الرهيب إرتجفت
سيطر الخوفَ عليها ، من هذا المُبشِّر العبراني
مثل البحر تحرّكت (هاجت) ، من يونان الذي صعد من الماء
حَدَثَ فيها الهيجان (الضجيج) ، مثل الأمواج في الماء
يونان أثار البحر وخَبَطه ، وخَبَطَ اليابسة أيضاً
إرتجفَ البحر لأنه انهزم ، وزُعَلَت (تألمت) اليابسة لخطابِهِ
هدأ البحر بالصلاة ، واليابسة في التوبة أيضاً
صَلّى في السمكة الكبيرة ، وفي النينويين في البلد الكبير
الصلاة أنقذت يونان ، والنينويين انقذتهم التوبة
إنهزم يونان من الله ، والنينويين من النقاوة(العفّة)
بُكاء الأطفال الصغار ، يُبْكي المدينة كُلّها
أصوات الصغار تتصاعد ، وهي تُمزِّق القلوب
الشيوخ على الرماد ركعوا وتدحرجوا ، والعجائز حائرات وترتعب
أصدقاء الشيخوخة وذوي الشعر الأبيض ، أصبحوا مجتمعين على الحزن المرير
الشباب عندما شاهدوا الشيوخ ، بدأوا يبكون أقوى وأشد
الشيوخ بكوا للشباب ، لأنهم يُساعدوهم في شيخوختهم
بدأ النياح لأنهم سيُدفنوهم ، الذين يُدفنون والذين يقومون في عملية الدّفن
شعر رؤوسهم كُلّهُ ، انتهى من النتف بالصلاة
قامت الأم في الوسط ، وحولها أولادها
تتنهد وتتضرع ، لكي تُنْجيهم من الموت
من صوت الصراخ يلتصق ، الطفل الصغير على صدر أمّه
وتحت أجنحة المُرضعة ، الطفل من الخوف يختبئ
كانوا يحسبون الأيام ، أشرقت وأظلمت ، الأيام التي قال عنها يونان
كلِّ واحد يحسب الأيام ، التي ذهبت والتي بقيت
عندما يغرب النهار ، ينوحون لأنه ذهب منهم وخسروه
وعندما يشرق النهار ، تخرج ارواحهم من الألم
الأولاد يسألون وهم يبكون ، ومن الدوع عيونهم مصبوغة
قولوا لنا يا آبائنا ، كم يوم بقي لنا
من الأيام التي قالها لنا ، ذلك المُبشر العبراني
وفي أية ساعة قال لنا ، سننزل الى القبور أحياء
وفي أي يوم يكون ذلك ، الذي تتهدم به وتُدمّر المدينة الجبارة
وفي أي يومٍ نهائي ، سنُضيع بعده
وفي أي وقت يكون ، عندما يضربنا الموت جميعاً
وفي أي يومٍ في العالم ، سينتشر خبر ضياعنا
الله رحومْ ، لا يسمح لما صنعه أن يزول
أراد أن يُخيفنا بذلك ، لأنه دعانا الى التوبة
يا أولادنا سوف لن يتم تدمير بلدنا ، ولا تنقلب مدينتنا
الموت قد توقف من عندنا ، والغضب قد ذهب مِنا
سيرتاح بلدنا الآن ، ومدينتنا أيضاً قد هدأت (فرِحَتْ)
وسوف يفرح الذي قام بتأديبنا ، لأنكم أصبحتم أولاداً خلوقين (مؤدبين)
أيها الخالق الذي خلقتنا من لا شئ ، لا تجعلنا أن نصبح لاشئ
وإذا كانت أخطائنا كثيرة ، فان نعمتك كبيرة وواسعة
نحن نتكل على حنانك ، ونتضرع اليك ونقول إرحمنا
إفتح الباب الى توبتنا ، التي تطلب نعمتك
لتتصالح محبتك معنا ، مثلما أنت ، هكذا تعمل
اعداد وترجمة
مسعود هرمز النوفلي
12/2/2011