ستحاكمونهم أم ستطلقون سراحهم..!؟

بقلم د.ابراهيم افرام
ستحاكمونهم أم ستطلقون سراحهم …!؟

02 / 02 / 2011
http://nala4u.com

والذي يؤسف له أن يخلو التقرير الصادر مؤخراً عن منظمة هيومان ووتش رايت بخصوص انتهاكات حقوق الأنسان وبمناسبة أطلاقها التقرير العالمي لعام 2011 و القسم المتعلق  بسوريا من الأشارة للممارسات والأنتهاكات بحق الآشوريين لا من قريب ولا من بعيد ومثقفينا وحقوقينا مدعون اليوم لأخذ المبادرة لأحياء  أو تأسيس منظمة حقوقية  آشورية عالمية للوقوف وعن كثب على الأنتهاكات اليومية وفي العديد من الدول بحق شعبنا الآشوري الأصيل         

تتعرض العديد من الشعوب الأصيلة في دول العالم  لعمليات تصفية جسدية ونفسية بهدف  أقتلاعها من جذورها بالتلميح والوعيد ، بالضغط والتهديد ، بالقتل والتهجير لتكون المحصلة النهائية أبادنها ونحن في العقد الأول من الألفية الثالثة  وخصوصاً في الدول العربية كجنوب السودان ومصر والدول التي يتواجد فيها شعبنا الأشوري( بكل طوائفه) منها العراق، لبنان ، سوريا، تركيا، أيران … فشعبنا أصيل وبلا منازع  يعيش على أرضه  المقسمة وهو ملحها الذي  يحافظ عليها  من كل تفسخ ويفديها بدمه ويذود عن شرفها وقدسيتها وتاريخه يشهد له على ذلك ، وعن أصالة شعبنا  يذكر الأخ والزميل  الكاتب  والباحث العراقي الأستاذ سليم مطر فى كتابه القيم في
:  الصفحة 450 (ألذات الجريحة) ما يلي
 لقد كانت ((الجزيرة ـ شمال الرافدين  منذ القدم مقطونة بالقبائل السامية ومقراً للدولة الآشورية ، خلال القرون الأولى للاسلام ظلت هذه المنطقة بغالبية سريانية وعربية ، قبل أن تصبح بغالبية كردية في القرون المتآخرة… ويتابع فيقول:أن أقليم الجزيرة ويضم جميع شمال الرافدين من تكريت وسامراء جنوباً حتى حدود جبال أرمينيا  طوروس شمالاً ، يبدو أن تسمية الجزيرة هي تعريب لكلمة ما  بين النهرين)) لأنها محاطة بدجلة والفرات ، وكان يطلق عليه أحياناً (( أقليم أقورأوآتور )) وهو
. اللفظ العربي لــــ (( آشور )) حسب ياقوت الحموي

شهدت الأشهرالقليلة الماضية عمليات إبادة جسدية لأقباط مصر ومجازر متتابعة للأشوريين في العراق فيما يتعرض أبناء جلدتهم في سورية لأرهاب نفسي متواصل لتخويفه وتهجيره ، فمن المقرر أن يمثل في الأيام القادمة  وقد تطول لأشهر وأمام قاضي الفرد العسكري في مدينة بيث زالين ( القامشلي ) أو مدينة حلب ليس المهم … كل من الأبطال سمير اوبتر تشابا وزميله الشاب جورج بادل وبالتهمة:((القديمة الجديدة  والحاضرة في كل  مناسبة  “اثارة النعرات الطائفية في البلاد”))….!؟  وكان قد سبقهم ومنذ عدة أشهر كل من الأبطال كبرئيل عيسى اسكندر ونهير حنا و الذين تم أعتقالهم بعملية (( بطولية … لقوى الأمن  السياسي …!؟ )) وحكموا حينها . الأعتقالات المتكررة التي تطال الآشوريين السوريين الوطنيون بامتياز المخلصون للأرض والمحافظين على التراث والذين ليست لهم خلفيات سياسية أو ولاءات لغير وطنهم سورية ولترابها تارة في مدينة بين زالين (القامشلي ) وبتهمة رفع الراية الآشورية في حفل ثقافي لتراث أصيل يمتد بعمق لتاريخ سوريا وحضارتها لشعب أصيل ومن المفروض أن تكون مفخرة لكل سوري والتي وجدت أصلاً لترفف أسوةٍ بشقيقاتها قديمها وحديثها في مشارق الأرض  ومغاربها وتارة أخرى بحيازة رموز آشورية في مدينة الحسكة  وسورية مهد الحضارات….أليس كذلك يا سيدي القاضي …!؟

لهذه الحوادث ومثيلاتها  وفي هذه الظروف الحساسة التي تمر بالمنطقة أهمية مميزة ومنزلة خاصة يتابعها شعبنا  الآشوري بقلق وترقب في الوطن والمهجر فهي ليست الأولى من نوعها وقد لا تكون الأخيرة ، أما ما يعطيها الأهمية التوقيت الذي ستجرى فيه المحكمة (( عسكرية كانت  أم  مدنية في  حلب ، القامشلي أم في الحسكة … بوجود محامي دفاع أو من عدمه عن ((المتهمين بعرف السلطات والأجهزة الأمنية …)) ونوعية الحكم الذي سيصدر بحقهم أو البراءة… فمن وجهة نظري ليس  كل هذا هو المهم  وإنما الأهم هو :
وقعت هذه  الحوادث   في مدينة الحسكة و بيث زالين العريقة ( نصبين الجديدة) منارة العلم والحضارة في قلب أقليم آشور، الأرض التي تعاني اليوم من نزيف حاد من هجرة أبنائها  ترافقها  تغيرات ديموغرافية سربعة على الأرض لغير صالح شعبها الأصيل و كما حدث  ويحدث في شمال عراقنا الحبيب اليوم  وجنوب شرق تركيا فيما مضى وعلى مرمى من الحجر وفي ظل هكذا ممارسات يحق لنا أن نتسأل : كيف ستبدو الصورة حينها قي المنطقة  بعد عشرة سنوات ومن المسؤول …. !؟
المحاكمات السابقة والمحكمة  اللأحقة بحد ذاتها   ستكون محط فخر واعتزاز لكافة أبناء هذا الشعب في الوطن ودول الاغتراب ، أنها الأمة الآشورية المجيدة التي ستقدم للمحاكمة و بتهمة : متابعة العطاء  و الاستمرار في الحياة والعيش  ورفض كل أنواع  الخنوع والتبعية والانصهار في بوتقة الأكثرية ، و رغم كل ما سبق من  الأحكام والفرمانات التي  صدرت بحقها و بالإعدام وحنى الموت ومنذ أكثر من خمسة وعشرون قرناً من الزمان ، أصدرها و يصدرها وينفذها المستبدون والشوفينيون هم من يرهن أرض الأوطان ومستقبلها ومصير الإنسان فيها ، أنها سطوة الأنظمة الشمولية واللأديمقراطية في المنطقة  وقراراتهم القمعية ومنهجيتهم الفظة القائمة على حبل المشنقة والاحتكام لقرارات السوط في الاستدعاء لشبابنا  الآشوري في الجزيرة السورية للتحقيق معهم وسحب جوزات سفرهم ومنعهم من السفرلخارج القطر  والتسريح من العمل وقطع الأرزاق وتقديمهم للمحاكم بتهم يندى لها جبين الأنسانية  المتحضرة خجلاً و التهديد والوعيد ورفض الترخيص لكل مناسبة تعبر عن خصوصية شعبنا  الثقافية وأرثه الحضاري لا وبل منعها وأفشالها وبالمقابل  و مذكرين أبناء شعبنا  بالنعم والسعادة التي يتمتعون بها وكرمهم علينا وبلا حدود  في حرية إشتنشاق الهواء والتمتع بحرارة الشمس وكانها هبات منهم وليست من الخالق وضرورة تقديم الولاء والطاعة لعناصرهم الأمنية المختلفة  الخبيرة بالأبتزاز المادي والمعنوي منتظرين تقديم الطاعة و كيل المديح لعنصريتهم وشوفينيتهم وأيدولجيتهم وتسلطهم وألا…. فا لصاق التهم الجاهزة والكثيرة والتي لا تحصى والذي يؤسف له أن يخلو التقرير الصادر مؤخراً عن منظمة هيومان ووتش رايت بخصوص انتهاكات حقوق الأنسان وبمناسبة أطلاقها التقرير العالمي لعام 2011 و القسم المتعلق  بسوريا من الأشارة للممارسات والأنتهاكات بحق الآشوريين لا من قريب ولا من بعيد ومثقفينا وحقوقينا مدعون اليوم لأخذ المبادرة لأحياء  أو تأسيس منظمة حقوقية  آشورية عالمية للوقوف وعن كثب على الأنتهاكات اليومية وفي العديد من الدول بحق شعبنا الآشوري الأصيل  …. نعم أنه  سلوك الأحزاب الأستبدادية والشوفينية والأسلام السياسي من ( عروبية وكردويية وتركية وفارسية ) التي تقود منطق الدولة (والدويلات المصطنعة…)  وعبر اجهزتها الامنية القمعية المختلفة الأسماء لتقوم بمهمة واحدة وفي كل مكان وزمان والتي باتت شغلها الشاغل ألا وهي الأستهتار بالأعراض والنواميس والتشريعات الانسانية والاستخفاف بكل القيم الوطنية وحقوق المواطنينين  بحيث أصبحت مهمتها تقوض كل قضاء للأمن والاستقرار والعدالة الأجتماعية  والأيام تثبت وعلى أرض الواقع أن هذه الأنظمة  فقدت  مصداقيتها  السياسية  ليس فقط  أمام شعوبها وأنما وأمام  العالم المتمدن  فهي الفاشلة  في حماية وأحترام أبسط  أسس العدالة الاجتماعية
. والمواطنة والقيم الانسانية     
من يتحمل المسؤولية : أليست الأيدلوجية العروبية لحزب البعث الناكرة لـ «التعددية الثقافية » ليس للشعب السوري فقط  وأنما  لكل رعايا الدول العربية وأعتبارهم « وحدة ثقافية متجانسة »  من المحيط إلى الخليج والأحداث اليومية والتطورات المتلاحقة في المنطقة  تثبت عكس ذلك، أما الأجهزة الأمنية في محافظة الحسكة  والتي الغالبية الساحقة من قياداتها وعناصرها من خارج المحافظة والمتشبعة بالأيدولوجية العروبية الأجهزة المتعددة الغائبة الحاضرة بمناسبة وبدون مناسبة وبصدد
:  حالتنا هذه وما سبقها         
هل لكم أن توضحوا لنا ما مدى الخطر الذي يشكله الآشوريون المسالمون على السلم الأجتماعي النابذون ويشكل قاطع لكل أشكال العنف ولم يحتكموا له يوماً وأنتم على معرفة وقناعة تامة بذلك قبل غيركم،في الوقت الذي يتعرضون فيه  للأبادة في الجوار العراقي ، أم أن هناك مشاريع مبيتة لقوى خفية لا يروق لها الهدوء النسبي الذي ينعم به وطننا سوريا وهدفها لفت أنتباه القوى الأرهابية والظلامية للمناطق التي يتواجد فيها شعبنا  …!؟ أن  درجة الوعي عند المواطن السوري والتسامح الديني هما الركائز الأساسية للسلم الاجتماعي والهدوء النسبي الذي يخيم على  سماء سوريا  وذلك  يستدعي من القيادة السياسية  في دمشق التحرك بسرعة وذلك بوضع حد لأجهزتها الأمنية التي تختلق الذرائع والحجج هدفها التشويش بين فئات الشعب السوري، ننتظر أطلاق  سراح كافة المعتقليين الآشوريين  وصراح كاقة
. معتقلي الرأي الذين لا يحنكمون للعنف .

د.أبراهيم أفرام
02/02/2011

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.