بقلم مسعود هرمز النوفلي
دروس من صلوات الشهداء في كنيستنا المشرقية (ج7)
18 / 12 / 2010
http://nala4u.com
في هذا الجزء سأتناول صلاة الشهداء التي يقوم المؤمنين بترتيلها يوم الجمعة عصراً فقط والأبيات التي ترجمتها وأتكلم عنها موجودة في كتاب قذام واثر المطبوع في بغداد سنة 1998 في الصفحات 369 و 370 و 371 .
1- الشهداء القديسين لابسين النور ، خرجوا الى أربع جهات العالم للكرازة (التبشير) بالثالوث المقدس الآب والأبن والروح القدس .
الدرس: لقد بشّر الشهداء بنور الأنجيل العالم أجمع ، وكانت كرازتهم بالخبر السار وهم يُعمّدون البشر بأسم الثالوث كشعلة لخلاص البشرية من الظلام السائد ، هكذا يُخبرنا المُرتّل بنشيده وكأن أجسام الشهداء القديسين أصبحت ضياءً للعالم ، كل مسيحي يجب أن يكون نوراً مثلهم من أجلِ تجسيد كلام الرب الذي قال أنتم نور العالم وأنتم ملح الأرض ، فهل نحن كذلك ؟ لقد نشر شهداء كنيستنا تعاليم الأنجيل الى كافة أنحاء الدنيا بالصدق والأخلاص والتواضع غير مُبالين للفكر القومي والمنصب وجمع المال واحتساب الراتب ، هل نقتدي بهم ؟
2- بالمزامير والألحان المُقدسة يُهلِّل الشهداء أمام الختن السماوي ويقولون قدوس قدوس قدوس يا مُعين (رحومْ أو مُناصر) المؤمنين .
الدرس: يُبارك المحتفلين بالعرس الختن بالهلاهل والزغاريد وهو يمشي معهم وتوضع له الهدايا والنقود ، واضع الترتيلة يقول لنا أن هؤلاء الشهداء كانوا يُباركون الختن وهُم يُزمّرون الألحان السماوية الشجية في حضرة الرب وكانت المزامير عندهم وسيلة للتمجيد والترنيم وأعتبروها من أجمل الهدايا وأغلاها ، وهُنا علينا ملاحظة الأختلاف بين الطريقتين السماوية والأرضية في التفكير والتكريم .
3- مثل الذهب والأحجار الكريمة ، عظام الشهداء موجودة في كنائس المسيح حيث تَعْطي كل أنواع العون الى الذي يطلُب مِنهُم .
الدرس: عظام الشهداء هي الخمر المقدس والخميرة والذخيرة والكنوز التي توضع في الكنائس ، يتبارك الناس بها ويعتبرها أغلى من كل أنواع الأحجار الكريمة والذهب الصافي . بقوتِّها تسعف وتُساعد من يطلب شفاعتها وكل مَنْ يطلب بالأيمان ينال مراده وخاصة وقت الضيق ، علينا أن نُقارن الطلب الصادق بأيمان والطلب باستخفاف وتكبر ومصلحة خاصة!! .
4- مثل الشمس التي تشرق على الأرض ، تشع أعمال القديسين في كنائس ابن الملك (المسيح) والذي يتعلم منها لا يصلهُ الظلام .
الدرس: كم هي رائعة الترتيلة في وصفها أعمال القديسين الشهداء ، تلك الأعمال التي تُعتبر مثل النور والحرارة التي نشعر بها عند بزوغ نور الشمس . ان الذي يعيش النور لا يرى الظلام ولا يُمكن أن يدرُكُه الخوف أو الخطر ، أما الذي يكره النور ولا يرغب أن يُسمّى مسيحياً فلهُ خيارهُ وبقناعته يصلهُ الظلام كما يقول المُرتّل .
5- في بيت حنانيا وفي أتون النار ، ثلاثة شُبان أطفأوا النار المُتّقدة ، صلواتهم تكون سوراً لنا أمام أعمال الشيطان .
الدرس: الرجل الشاهد حنانيا ، وفي بيته موضع النار المستعير جاهز للعقوبة وتنفيذها بوحشية فائقة بحق الأبرياء الشبان الثلاثة ، بالرغم من قوّة النار وشراسة الحكام الوثنيين فأن هؤلاء الأولاد أستطاعوا اطفاء تلك النار بايمانهم وصلاتهم الى الرب وخرجوا سالمين لكي يندهش كل مَنْ شاهدهُم ، انها الأعجوبة والمعجزة لبيان قوّة الأيمان الحقيقي ومقدرة الرب الحي والفرق بين النور والظلام وبين الخير والشر .
6- بقوتّك أيها المسيح لم يتردد الشاب قرياقوس عن قول الحق وهو يتعذّب بمرارة . بصلواته أحفظ شعبنا من الشيطان في جميع الأوقات .
الدرس: تعّذب الشهيد وأستُخدِمَت الوسائل القاسية لثنيهِ عن الأيمان وقول الصدق ولكن كان الشاب غيوراً بشدّة على مبادئه وقرر أن يموت شهيداً ولا يجحد عن الأيمان بربّهِ أبداً ، لقد كان يقول لهم انا المسيحي وربي وإلهي معي وبهِ انتصر ولا أخاف ، تكلل بالشهادة ونتمنى أن يطلب لشعبنا الحماية الإلهية وبشفاعته ينجو الجميع من كل الأشرار وفي كل الأوقات .
7- طوبى لروحِك أيها الشهيد كيوركيس لأنك عملت كما عمل الرب في هذه الأرض الباطلة (الزائلة) ، وقد أخذت مع القديسين أجرة عملك في الملكوت .
الدرس: قصّة الشهيد الحكيم معروفة وعجائبه وآياتهِ عظيمة ، طوبى الى تلك الروح التي التحقت مع الملائكة ، المُرتّل يقوم بتشبيه الشهيد واعماله الصالحة وتفانيه بعمل الرب له المجد مع الشعب وهو يُعلّم ويُعالج ويشفي المرضى ويقول لقد أخذت أجرتك من اعمالك مهما كانت عذاباتك . لنقتدي باعمال وسيرة الشهيد البطل وقصته .
8- السلام معكم أيها الشهداء القديسين ، السلام معكم لأنكم انتصرتم (ظفرتم) بالجهاد الروحي ، السلام معكم لأنكم أحببتم المسيح بقلبٍ صافٍ .
الدرس: من تاريخ المسيحيين الأوائل وقصصهم نقرأ بأن الرسول مار بطرس قد صُلِب وهو معكوس الرأس أي رأسه الى الأسفل ومار بولس قد قُطِعَ رأسه ومار مرقس تم تقطيعه الى أجزاء وهكذا استمر طريق الشهادة الى اليوم بطرق مختلفة من التعذيب والحرق والتشويه الجسدي ، كل هؤلاء الشهداء أنتصروا بقوّة الروح القدس ومن مَحبّتهم العميقة الصافية الى الرب الذي جاء من أجلهم . السلام معهم ونِعْمَ السلام النقي وبلا غش ورتوش ، ظفروا بالملكوت ووجدوا حياتهم الجديدة التي وعدهم الرب عندما قال ” من يخسر حياته من أجلي يجدها” ” متى 10 : 39 “.
9- ليحفظ صليبك يا رب الجماعة ، المؤمنين المباركين (المختارين) في الكنيسة المقدسة الجامعة ويكونوا لائقين لعمل إرادتك في الأرض كما في السماء .
الدرس: الملايين من البشر تم اضطهادهم وفقدوا صحتهم وحياتهم ولازال الطريق مستمر والقافلة تسير والعدد يكبر ، المؤمنين بعد التعميذ يصبحون في جسد الكنيسة مُختارين مُباركين باسم المسيح ، المُرتل يطلب من الرب أن يحفظ هذه الجماعة بقوّة الصليب ليكونوا صالحين ولائقين عندما يُمثّلون الذي يُؤمنون به على هذه الأرض الفانية وعند ذلك سيكونون بالحق جنوداً يُرتّلون للآب السماوي الى الأبد .
10- التعليم نورٌ للأنسان ، ويشهد داود بالأنبياء ومار بولس بالرسل ، تعالوا نفرح (نتعطّر) من مشربهِ (سقيهِ) ونمشي في طريق قوانينهِ .
الدرس: المؤمن بالمُخلّص عليه إتباع وصاياه وتعاليمه والعمل بها وهي التي تجعلنا أن نلتزم بكل التعاليم الأخرى ، فمثلاً مزامير داود وتعاليم بولس الرسول تُرشدنا وتعطينا القوّة والصمود والصبر على الأيمان والتحمل فعندها سنصبح أولاد النور ونورنا يشع الى العالم كما قال الرب ” انتم نور العالم ” ، ولهذا نرى مفهوم المُرتّل العميق واللاهوتي من أجل أن نشرب ونتغدى من تعاليم الرب ونمشي في الطريق الذي رَسَمهُ لنا .
مسعود هرمز النوفلي
18/12/2010