التحالف الغربي الإمبريالي الصهيوني و الإسلامي من أجل القضاء على مسيحيي المشرق

بقلم د.جميل حنا
التحالف الغربي الإمبريالي الصهيوني و الإسلامي من أجل القضاء على مسيحيي المشرق

20/ 11 / 2010
http://nala4u.com

الصراع بين الشرق والغرب جذوره عميقة في التاريخ , وهي تعود إلى حقبة ما بعد سقوط الإمبراطورية الآشورية البابلية 612- 539 قبل الميلاد, أي بعد سقوط نينوى وبابل.وهذا الصراع كان يهدف السيطرة على بلاد مابين النهرين وبلاد الشام.ومن أجل ذلك بدء أٌلإسكندر المقدوني على رأس جيشه الجرار يزحف من تخوم أوربا في عام 335 قبل الميلاد متجها نحو الشرق التي كانت محتلة من قبل الفرس. وأصطدم الجيشان في معارك ضارية وكان النصر لجيش ألإسكندر المقدوني على جيوش داريوس.وأصبحت تلك البلاد تحت السيطرة البيزنطية لقرون طويلة حتى مجيء الإحتلال الإسلامي في بداية القرن السابع الميلادي.
وفي االقرن الأول الميلادي عندما بدأت رسالة البشارة بالعهد الجديد أعتنق أبناء بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام من الآشوريين والآراميين الدين المسيحي, الذي تأملوا بواسطته الخلاص من الإحتلال وجمع شملهم مجددا تحت راية المسيحية وإعادة بناء الممالك الآرامية والإمبراطورية الآشورية مجددا.وبسبب إعتناقهم الدين المسيحي تعرضوا للإضطهاد والتعذيب وقتل منهم أعدادا هائلة على مدى أكثر من ثلاثة قرون من الزمن.ولغايةعام 313بعد الميلاد عندما أصدر الإمبراطور قسطنطين الأول مرسوم ميلانو الذي أعلن فيه إلغاء ملاحقة وإضطهاد المسيحيين و إعتناقه الدين المسيحي . وأصبحت الإمبراطورية تتبع الدين الجديد بعد صراع داخلي بين القوى التي كانت تريد الاستمرار في عبادة الأوثان وبين أتباع الدين الجديد وفي النهاية كان النصر للعقيدة المسيحية على الوثنية.
إلا أن تحول بيزنطة إلى المسيحية لم يجلب لأبناء الإمبراطورية الآشورية السلام المرجو وإعادة بناء سلطتهم السياسة ودولتهم القومية ولا حتى قيام الممالك الآرامية.حيث بدء صراع داخل الكنيسة المسيحية حول الطبيعة اللاهوتية للسيد المسيح متأثرة بتفسيرمختلف المدارس الفلسفية. وكان الجدل اللاهوتي حول الطبيعة الإلهية للسيد المسيح قائم على مرتكزات سياسية اهمها التوجه في أن تكون المسيحية في أيران ذات سمة مميزة عن المسيحية البيزنطية وقد صمد ت كذلك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية أمام عاصفة الاضطهاد البيزنطي. وفي القرن الخامس بدأت الأنقسامات الحادة في الكنيسة, وعلى هذا الأساس أنقسمة الأمة الآشورية بين الكنيسة السريانية الأرثوذكسية وكنيسة المشرق الآشورية.
وفي نهاية القرن الحادي عشر 1095بدات الحملات الصليبية الأولى على بيت المقدس وقد تعرض المسيحيون الشرقيون وأتباع المذهب الأرثوذكسي إلى إضطهاد شديد وتدمير للمتلكات والقتل على يد القوات الصليبية.وهذه الحملات ساهمت في إضعاف الطاقات البشرية والمادية للمسيحيين المشرقيين. وما زالت تلك الحملات الصليبية التي جلبت الكثير من الويلات عليهم قبل غيرهم ,تستخدم كذريعة من قبل الكثير من المسلمين لإرتكاب المجازر بحق المسيحيين في بلدان الشرق الأوسط.

وفي منتصف القرن السادس عشرنظرا للظروف والأوضاع المحيطة بالمسيحيين وتخلصا من الاضطهاد ات ونتيجة العمل التبشيري بينهم ألتجأ قسم من أبناء كنيسة المشرق الآشورية إلى الارساليات الكاثوليكية وإعتناق المذهب الكاثوليكي في عهد البابا يوليوس. وسمي هذا مار يوخنا سولاقا بطريركا عليهم وذلك في 20 شباط عام .1553وكانت هذه نقطة تحول خطير في حياة كنيسة المشرق الأشورية وزاد من إنقساماتها.أما دخول الكثلكة بين صفوف الكنيسة السريانية فقد تم في غضون القرن الثامن عشر على يد الأباء الدومنيكان الذين قدموا إلى بلاد مابين النهرين والتي كانت تعمل مسبقا في سوريا.
ولعبت الأرساليات التبشيرية دورها في عمليات الإبادة التي تعرضت له القبال الآشورية في تياري وحكاري على يد بدر خان 1843-1846

وأثناء الحرب العالمية الأولى 1914-1918تحالف الألمان مع العثمانيين(الخلافة الإسلامية) في عهد حكم حزب الاتحاد والترقي وقدموا لهم الدعم العسكري والمادي والسياسي وشجعوهم لإرتكاب مجازر إبادة عرقية جماعية ضد المسيحيين المشرقيين من الأرمن واليونان وكنائس الأمة الآشورية من السريان الأرثوذكس والكاثوليك والكلدان وكنيسة المشرق الآشورية.

بعد إنتهاء الحرب الكونية الأولى خرجت دول الحلفاء التي كانت تضم كل من بريطانيا وفرنسا في المقام الأول ومن ثم لاحقا أمريكا خرجت منتصرة من هذه الحرب. وفي مؤتمر فرساي المنعقد في ضواحي باريس عام 1919أقر بالحقوق القومية للشعب الآشوري في الحكم الذاتي حسب الوعود المعطاة من قبل بريطانيا. لأن هذا الشعب كان من المشاركين والمنتصرين مع الحالفاء في هذه الحرب.إلا أن بريطانيا تراجعت عن وعودها وتخلت عن الشعب الآشوري بعدما تحالفت مع تركيا ورضخت لمطالبها في مؤتمر لوزان1924,و فضلت علاقتها مع تركيا على حساب حقوق ودم مئات الألاف من الشهداء الذين سقطوا في هذه الحرب. ومسلسل الغدر والخيانة البريطانية لم يتوقف عند هذا الحد بل استمر لإرتكاب مجازر جديدة بحق هذا الشعب في عام 1933 في سيميل وتعاون الحكومة البريطانية مع حكومة االعراق لتنفيذ هذه المجزرة التي ذهب ضحيتها الألاف من المسيحيين, وهجرالألاف منهم.وما زال مسلسل التعاون والصمت والتغاضي قائما بين الدول الغربية والإحتلال الإمبريالي الأمريكي الصهيوني وبين حكام العراق المسلمين في عمليات الإبادة والتهجير التي يتعرض لها المسيحيين في العراق.ومن هذا السرد المختصر بشدة يتضح العداء الذي يكنه الغربيون للمسيحيين الشرقيين بغض النظر عن الإنتماء المذهبي لأبناء الكنائس الشرقية.

مذبحة كنيسة” سيدة النجاة “

المجزرة المأساوية الدامية التي حصلت في كنيسة سيدة النجاة في بغداد في31 من تشرين الأول, والهجمات التي نفذة بالقنابل المورتورز وصواريخ الهاون على بيوت المسيحيين, الذي ذهب ضحيتها العشرات من القتلى,كشف مجددا لنا في سلسلة من الإكتشافاة الفظيعة التي إرتكبت على مدى14قرنا. والمستوى الأخلاقي المنحط والتوجيه التربوي الديني والقومي الشوفيني المحرض والداعي إلى إرتكاب القتل والمذابح والجرائم المستمرة بحق الأبرياء والأطفال والنساء والرجال العزل ,ليس لأي سبب وأنما فقط لأنهم يدينون بدين أخر. لكي يحصلوا على الحوريات والغلمان ا لمخلد ين في الجنة حسب زعمهم وخرافاتهم الشيطانية وأن أساليب الغدر والخيانه التي يعملون بها فهي تأكد على أن مرتكبي هذه الجرائم هم جبناء وأفعالهم الإجرامية هي ما تثبت ذلك.

إن مجزرة كنيسة سيدة النجاة يستوجب الكثير من التفكير وإعادة النظر في أساليب وعمل المؤسسات الدينية والسياسية والثقافية للمسيحيين في بلدان الشرق الأوسط .وعلى وجه الخصوص في العراق بكافة طوائفهم المختلفة من السريان الكاثوليك والكلدان والسريان الأرثوذكس وكنيسة المشرق والبروتستانت وكذلك تقييم طريقة التفكير الذي أٍّتبع حتى الآن واستخلاص العبر المفيدة التي تحافظ على سلامتهم .

هذه المجزرة الرهيبة والمأساوية كشف مجددا مدى الضعف المخيف الذي يعاني منه الشعب المسيحي في العراق منذ سبعة أعوام من الاحتلال الأمريكي الصهيوني للعراق.وهذا العمل الوحشي الهمجي الذي نفذ في كنيسة سيدة النجاة في 31 تشرين الأول حرك الساحة المسيحية مشاعريا بدون أن يقوم بخطوات عملية مؤثرة تفرض ذاتها على الساحةالداخلية في العراق ولا في المنابر العالمية بأستثناء بعض الإدانات التقليدية المدانة للعمل الإرهابي وبعض المظاهرات في العديد من دول العالم للإدانة بهذا العمل الخسيس الجبان.والتي لا تحظى بأهتمام كبير بمستوى خطورة الوضع الذي يهدد الوجود المسيحي في بلدان الشرق الأوسط في دوائر القرار السياسي العالمي, ولا في وسائل الإعلام الغربي المؤثر.ولأسباب باتت معروفة لكل إنسان وهو الصمت أو التنديد الشكلي بما لايضرالمصالح الإقتصادية والسياسية والدبلوماسية لهذه الدول مع أنظمة الحكم في الدول الإسلامية وفي العراق.

ومهما أختلفت الأراء حول من يقف وراء هذه المجزرة المؤلمة, هل هي بدافع ديني أم سياسي أم ديني سياسي؟ وهل تقف وراءه قوى إرهابية إسلامية متطرفة وأجهزة أمن عراقية أو ميليشيات الرعب التي تملكها أحزاب السلطة الفعلية في العراق أو أو… لاتغير كثيرا في الجوهر والهدف من وراء إرتكاب هكذا مجزرة بحق مصلين أبرياء هو زرع الرعب وتهجير من تبقى منهم.هؤلاء المصلين كانوا يتعبدون لربهم لإنقاذ العراق والعالم من الحروب والأمراض والمجاعة والفقر. ويرجون ربهم أن يمنح السلام لكل البشر بدون تمييز بين دين وعرق وأن يزرع المحبة في القلوب ويبعد الإنسان عن إرتكاب الشرور .هذا ما كان هؤلاء المصلين يريدونه للعراق وللعالم ولكل إنسان, وبالمقابل ما هي رسالة هؤلاء المجرمين للعالم ولكل الناس,إرتكاب المزيد من الجرائم و قتل الأبرياء من الرضع والأطفال والنساء والرجال العزل.

إن العملية الإرهابية لم تكن عشوائية ومحض صدفة فهي تندرج في إطار مخطط سياسي ديني قومي شوفيني يستهدف القضاء على الكيان القومي الآشوري بكل مكوناته الكنسية من أبناءالكنيسة السريانية الكاثوليكية والكلدانية والسريانية الأرثوذكسية والمشرقية. وهذا مسلسل لم يتوقف منذ قرون بوتائر عنف متغير حسب مقتضيات المرحلة التي تمر بها أنظمة الحكم الإسلامي.تارة تشتد وتارة تخف ولكنها تسير في النسق المخطط له لتحقيق الهدف النهائي ألا وهو القضاء على الوجود المسيحي في منطقة الشرق الأوسط أو الأسلمة. وقد عانى المسيحيون من هذه الأعمال البربرية على مدى 14 قرنا. وقد أختبروا كل أنواع المجازر في ظل الأنظمة الإسلامية بدأ من ظهورو إنتشار الدعوة الإسلامية في الجزيرة العربية وأحتلالها بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام بقوة السيف وفي عهد الخلفاء الراشيدين والخلافة الأموية والعباسية والعثمانية وفي ظل الأنظمة الأسلامية حتى يومنا هذا. وأن كانت بعضهذه الأنظمة تحت مسميات سياسية تدعي العلمانية في منطقة الشرق الأوسط واقع الحال هو نفسه بالنسبة للمسيحيين. وهذه الأمور معروفة للقاصي والداني وليس فيها من جديد.إلا أن الشعب المسيحي في العراق وفي بلدان الشرق الأوسط عليهم أن يحسموا أمرهم فيما يريدون قوله وفيما يريدون لأنفسهم بدون خوف ولا مجاملات تفتقر إلى المصداقية. بل قول الحقيقة التي أختبروها على مدى عهود طويلة من الزمن, بأن الذي يقف وراء هذه العمليات الإرهابية هي التعاليم الدينية الشريرة التي هي ليست من عند الله .لأن الله الحقيقي لايدعوا إلى قتل النفس البريئة وغير البريئة , وكل إنسان يقدم الحساب يوم الدينونة أمام ربه على ما أرتكبه من أفعال صالحة أوطالحة. الله لم يضع شرائع القتل بل شرائع المحبة والسلام . الله لم يوكل أحدا ولا قتلة مجرمين لتنفيذ عمليات الإرهاب والقتل وتصفية الشعوب والأشخاص الذين لايسيرون خلف العقيدة التي تشرع القتل لأبناء الديانات الأخرى.

إن التطرف وإرتكاب المجازر ضد أتباع دين ما لا يأتي من لا شيء.وإنما المجرم يستمد أفكار الكراهية والحقد والغدروقتل الأخرين من التعاليم الدينية والتوجيه التربوي المدرسي العائلي السياسي الذي يتلقاه في مختلف المراحل العمرية .ومعظم الجرائم التي ترتكب لمجرد غاياة مادية إقتصادية لا ترتكب الجريمة على أساس ديني مذهبي, هذه الجرائم تنحصر في حالات فردية تدل على الوضع النفسي للقاتل وقد يكون المغدور به من أقرب المقربين أو له نفس الإنتماء الديني والعائلي والقومي.
ولوأفترضنا بأن هؤلاء المجرمون يرتكبوا أعمالهم الإرهابية ردا على الأنظمة العربية والأسلامية التي لا تحكم بالشريعة الإسلامية حسب قولهم أو بسبب الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وبسبب غزوا الأمريكان للعراق وأفغانستان حسنا أو بسبب الأوضاع الإقتصادية السائدة في بلدانهم والمظالم التي تلحق بهم . فإذا ما ذنب الطفل الرضيع أبن أربعة أشهر والطفل أبن ثلاثة سنوات والكاهن والمرأة الحامل والفتياة والنساء والشباب الأبرياء في كنيسة سيدة النجاة أو أي دور عبادة أخرى أو مدرسة,أو في سوق مكتظ بالناس الفقراء. ما دخل هؤلاء بنظام الحكم في السعودية والعراق وأفغانستان وباكستان ومصر وإيران وسورية وبنغلاديش والصومال واليمن و…وما دخل هؤلاء بالمحتل الأمريكي الذي أحتل العراق بمساعدة قادة المسلمين من الشيعة والسنة والكرد أنفسهم.وهذا المحتل الأمريكي الصهيوني لم يقدم أي دعم وسند وحماية للمسيحيين للحصول على حقوقهم التاريخية المشروعة في العراق بل يقدمها للحكام المسلمين. ما دخل هؤلاء بالمحتل الصهيوني الذي شرد المسيحيين من أرضهم المقدسة وقتل من قتل منهم أليس المسيحيين كانوا في طليعة المقاومين للعدو الصهيوني في إطار منظمة التحرير الفلسطينية( الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية) أليس أسلاف هؤلاء الصهيانة صلبوا السيد المسيح.
السؤال الذي يطرح نفسه, لماذا لا يحارب هؤلاء الإرهابيون الصادقين لدينهم أذا المحتل والسلطان الحاكم ظلما كما يدعون والسؤال الأخر الذي يطرح نفسه وهل سيكون حكم الإرهابيين أكثر عدلا وإنسانية للمسلمين أنفسهم ولغير المسلمين حسب الشريعة الإسلامية, كما حدث في عهد طالبان في أفغانستان قبل الغزو الأمريكي له.

وهنا سؤال أخر ألا يوجد عشرات الملايين المضطهدين من المسيحيين في كافة قارات العالم وخاصة في أسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية يعانون في بلدانهم من صعوية الأوضاع الأقتصادية والفقر والأمراض أو بسبب الإنتماء العرقي أو أراءئهم السياسية والتمييز الطبقي, هل قام أحد من هؤلاء الملايين بعملية إرهابية إنتحارية ضد الأبرياء وفجر نفسه في كنيسة أو مسجد أو حسينية أو مدرسة أو أي مكان مكتظ بالناس العاديين.فإذا هناك خلل خطير ليس فقط في هؤلاء الإنتحاريين وإنما في العقيدة التي توجه سلوكيتهم وتبرمج أفكارهم من أجل القيام بهكذا أعمال إجرامية.
وهذا لايعني أن كل من ينتمي إلى الدين الإسلامي فهو إرهابي الكثيرمن المسلمين في العالم مشاعرهم الإنسانية وتفكيرهم وسلوكيتهم وأفعالهم في الحياة اليومية أرقى وأسمى من التعاليم المحرضة على القتل, ونكح الأطفال الرضع, ورضاعة الكبير, وبول البعير, والغلمان والحوريات, والثعبان الأقرع الذي ينهش جسد المسلمين في القبور وما إلى أخره من خرافات التي هي ليست وحي من عند الله بل هلوسات شيطانية.
ونحن نؤكد بأننا شخصيا وكمسيحيين لا نضير أي كره للأخوة المسلمين بالرغم مما أصابنا من مجازر إبادة جماعية لم ينجى من كل عائلة شخص أو شخصان, والكثير من العائلات تم إبادتها عن بكرة أبيها والدليل على ذلك العلاقات العائلية القائمة بيننا وبين الكثير من عائلات المسلمين نشاركهم افراحهم وأحزانهم وكذلك يفعلون هم أيضا.ومن ناحية أخرى ينظر المسيحي إلى أخية المسلم كأخوة وشركاء في الوطن ولا ينظرون أليهم نظرة عدائية أو كره ونتعامل بكل صدق ومحبة وهذا ما يرغبه المسيحييون أن يعاملهم الجميع بالمثل, وليس قلة من المسلمين أبناء المجتمع .هذه حقائق عاشها أبائنا وأجدادنا ونعيشها اليوم في بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام المحتل من قبل الإستعمار العربي الإسلامي وفي كافة بلدان الشرق. وما نقوله هي حقائق حدثت وتحدث اليوم ولكل عائلة مسيحية قصة حقيقية حول مجازر الإبادة الجماعية التي أرتكبت خلال القرن العشرين فقط المذبحة الكبرى أثناء الحرب العالمية الأولى في الأمبراطورية العثمانية قتل على يد المسلمين ما يقارب ثلاثة ملايين مسيحي ومجزرة سيميل في عام 1933 وكذلك مجزرة صورايا 1969والمجازر الكثيرة الفردية والجماعية الأخرى التي تنفذ بحق المسيحيين مرورا بمجزرة كنيسة سيدة النجاة وما تبعها وقتل العشرات في التاسع والعاشر من شهر نوفمبر وما سبقها من مجازر منذ أحتلال العراق2003.

ولكن دراسة موضوعية من الناحية التاريخية والإجتماعية والنفسية والعادات والتقاليد في الجزيرة العربية لفترة ما قبل الإسلام وما بعده قد يعطي جواب واضح لمن تراوده الشكوك عن السبب الحقيقي لإرتكاب هذه المجازر بحق المسيحيين. ليسأل القاريء الكريم نفسه أين أتباع الدين المسيحي واليهودي من أبناء الجزيرة العربية؟ ما هي أسباب عدم وجود أثرلهم؟ هل هناك كنائس في السعودية؟ وهل يسمح ببناء الكنائس؟وهل هناك حرية إعتناق الأديان ليثبت صحة تسامح الدين الإسلامي؟ العالم بحاجة إلى أفعال عملية يراها في الواقع. وليس مجرد أيات منسوخة لا قيمة لها إلا لأستخدامها في اللغة الدبلوماسية وخداع الأخرين بها.ألا تستخدم العبارات الدينية الله وأكبر والجهاد في سبيل الله ووو… أثناء إرتكاب الجرائم وقتل الأبرياء من الناس أليس هذا دليل على أنه يفعل ذلك ليرضي ربه المزعوم ويطبق التعاليم الدينية التي أمن بها. وهل تجد في كل ديانات الكون من المسيحيية واليهودية والبوذية والهندوسية والزراداشتية و… يستعملون شعارات دينية عندما يرتكب شخص ما جريمة قتل ؟أليس هذا دليل أخر في قائمة الأدلة التي لاتنتهي على أن الدين الإسلامي هوالذي يحرض أتباعه على القتل. ولكن الشكرلله و لمنطق العقل السليم والقيم الإنسانية التي يملكها الكثير من المسلمين في الكون المتأثرين بقيم السلام والعيش المشترك وأحترام الرأي الأخر والجرءة التي يتحلون بها وقدرة على التحليل العلمي وثقافة عالية وكذلك الناس العاديين بغرائزهم الفطرية المدعون للعيش بسلام ووئام في بيئتهم وإلا لكان العالم يعيش حروب دامية وتخلف وفقر وأمراض ومجاعة أكثر مما يعيشه عالم اليوم وعلى نطاق أشمل في جميع الكون.

هذه حقائق عاشها أبائنا وأجدادنا ونعيشها اليوم في بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام المحتل من قبل الإستعمار العربي الإسلامي وفي كافة بلدان الشرق. وما نقوله هي حقائق حدثت وتحدث اليوم ولكل عائلة مسيحية قصة حقيقية حول مجازر الإبادة الجماعية التي أرتكبت خلال القرن العشرين فقط المذبحة الكبرى أثناء الحرب العالمية الأولى في الأمبراطورية العثمانية قتل على يد المسلمين ما يقارب ثلاثة ملايين مسيحي ومجزرة سيميل في عام 1933 وكذلك مجزرة صورايا 1969والمجازر الكثيرة الفردية والجماعية الخرى التي تنفذ بحق المسيحيين مرورا بمجزرة كنيسة سيدة النجاة وما تبعها وقتل العشرات في التاسع والعاشر من شهر نوفمبر وما سبقها من مجازر منذ أحتلال العراق2003.

وهناك سؤال هام يطرح نفسه لماذا لا يتجرىء المسيحي في بلدان الشرق الأوسط والدول الإسلامية قول الحقيقة والمعانات التي يعيشها.أليس وراء ذلك أسباب فظيعة ومأس كبيرة تجعله يتردد في نطق الحقيقة. أعتقادا أن السكوت قد يجنبه من القتل وأنهاء المظالم.دون أن يدري بأن السكوت شجع لإرتكاب المزيد من المجازر جلال قرون بدون أن يقوم بفعل يدرء عن نفسه المجازر.ماذا نفع السكوت وعدم المقاومة هل أوقف الجرائم بحق المسيحيين ومنح السلام والأمان هل أوقفت المظالم هل حصلوا على حقوقهم؟

السلطات العراقية

المجزرة الرهيبة في كنيسة سيدة النجاة كان فظيعا ومرعبا وأظهر مرة أخرى للعالم مدى خطورة الأفكار والعقائد التي تدفع بهؤلاء الوحوش المتعطشة لسفك دماء الأبرياءعلى الإنسانية جمعاء, وضرورة التصدي لها هي مهمة كل البشرية وكل إنسان شريف على وجه الأرض. لأن هذه الأعمال البربرية تنافي القيم الأخلاقية الإنسانية والسماوية وكل المواثيق والعهود الدولية التي وافق عليها المجتمع الدولي في إطار منظمة الأمم المتحدة وعليها حماية المبادىء الإنسانية التي وضعتها والألتزام بها وتنفيذها بدون معايير مزدوجة,لتشمل كل البشر على وجه الكرة الأرضية وبدن تمييز.

وفي هذا الصدد نقول إذا كان سلاطين العراق صادقين ولو مرة واحدة وجادين وليسوا وراء ما يحدث سيطرحون قضية المسيحيين أبناء العراق الأصيلين في مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية والدستورية و يؤكدون على حق الشعب الآشوري بتسمياتهم الكنسية المختلفة في منطقة آمنة في سهل نينوى وكافة مناطق تواجدهم في اقليم آشور ليعيشوا بأمان ضمن عراق موحد جغرافيا وأجتماعيا. أذا حل مشكلة المسيحيين يأتي بحلول جذرية أما منحهم الحكم الذاتي في أقليم آشور ضمن الأستحقاقات الدستورية كما يدعون ويطبقون ذلك في أرض الواقع. او أنه مجرد شعار يطرح وما قيمة ذلك للشعب المسيحي . وهو يؤكد على أنهم غير جادين وغير صادقين بما يقولونه في تصاريحهم عن حقوق المسيحيين والمساواة بين كافة الأديان والقوميات مكونات المجتمع العراقي.بل يؤكد للعالم أجمع وخاصة للمسيحيين بأن الذين يقفون وراء هذه المجازر ليسوا بعيدين عن بعض أطراف السلطات الحاكمة في العراق متواطئين مع قوى خارجية أقليمية ودولية.
وإما إتخاذ قرار سياسي على مستوى الرئاسات الثلاث والميليشياة والقضاء والأحزاب الإسلامية والقومية المتعصبة بترحيل المسيحيين قسرا من العراق كما حدث لليهود.والتخلي عن النفاق في التصاريح الصحفية وبيانات الأستنكار(يقتلون القتيل ويمشون في جنازته). وأحدى هذين الحلين هو الأفضل من أن يقتل المسيحيين على دفعات وتزداد عذاباتهم على يد الميليشيات والقوى المتطرفة في اعلى قمة السلطة في العراق وقوى الأمن والقوى الإرهابية.

وإلا سنبقى نصرخ مع الطفل آدم أبن ثلاث سنوت في كنيسة سيدة النجاة كافي…كافي …كافي…حتى أصبح شهيدا في بيت الله , سوف نصرخ في هذا العالم حتى يسمعنا أو نفعل شيء يجبر العالم على سماعنا. ونقول كافي أيها الجبناء الغدارون القتلة هذه ليست رجولة ولا أعمال بطولية أنه عمل خسيس وجبان لا يفعله إلا الجبناء والضعفاء المهوسين فكريا ودينيا وعديمي الأخلاق

ما العمل مسيحيا!
– .توحيد الخطاب السياسي للأحزاب الآشورية ووضع استراتيجية قومية شاملة تنطلق من المشروع القومي الذي وضعة قادة الأمة في الثلث الأول من القرن الماضي أمثال فريدون آتورايا, أغا بطرس,…(الأطلااع على كتاباتنا في الأعوام المنصرمة بهذا الصدد)
. توحيد كنائس الشرق والاتحاد في كنيسة الأم الكنيسة السريانية الأرثوذكسية الإنطاكية الكنيسة المارونيةوكنيسة السريان الأرثوذكس والسريان الكاثوليك والملكيين وكذلك توحيد كنيسة المشرق التي أنقسمت في القرن السادس عشر والأنقسامات التي حدثت نتيجة الارساليات التبشيرية في القرن التاسع عشر في حكاري وأورمية . والدخول في حوار جدي بعيدا عن الفاتيكان الذي لم يولي أي أهمية للمسيحيين في بلدان الشرق الأوسط , بل العكس عمل على تمزيق الأمة إلى مذاهب كنسية ضعيفة لا حول ولا قوة لها و إلغاء هويته القومية.
.تشكيل مجلس موحد يمثل هذه المؤسسات , وأمانة ناطقة بأسمه في المحافل الدولية.
.البحث في أمكانات تكوين قوة إقتصادية تدعم صمود وكفاح المسيحيين في البقاء على أرضهم التاريخية في بلاد ما بين النهرين.
.تشكيل لجان عمل في كافة الدول التي يتواجد فيها أبناء الشعب الآشوري بتسمياتهم المختلفة لخلق لوبي يؤيد الحقوق القومية والدينية للمسيحيين في بلدان الشرق الأوسط.
.إنشاء مؤسسة إعلامية موحدة تلتزم الثوابت القومية (تلفزيون , مواقع ألكترونية, ..).
.إنشاء معهد أبحاث يهتم بالشأن القومي والديني والتاريخي والثقافي والتراث الحضاري والسياسي والمجازر التي تعرض لها الشعب المسيحي في بلدان الشرق الأوسط.
أن ردة الفعل للمسيحيين في بلدان الشرق الأوسط يجب أن تكون بحجم المخاطر الجسيمة التي تستهدف إنهاء وجوده الديني والقومي بغض النظر عن قناعاته بخصوص التسمية القومية التي يؤمن بها والمجرمين القتلة لم يمييزوا في أي وقت مضى بين الكلداني والآشوري والسرياني والآرامي ولا بين الأرثوذكسي والكاثوليكي والملكي والموراني والبرتستانتي والمشرقي…
نحن جميعا مدعون إلى يقظة جدية وجديدة بعيدة عن كل التحزبات الطائفية والكنسية , لأن الكل مهدد بالفناء.
.الوحدة سلاحنا الوحيد من أجل البقاء,بدونه لا استمرارية لأحد من المسيحيين في بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام.
دماء الشهداء الذين سقطوا في كافة المجازر وأخرها شهداء كنيسة ” سيدة النجاة” أمانة في أعناق جميع المسيحيين المشرقيين. وستبقى أروحهم الطاهرة ودمائهم الزكية نور تضىء الطريق امام الإنسانية ولكنها تكشف عن العار والذل والصمت المخزي لدول الغرب تجاه المسيحيين المشرقيين.
ولنحافظ على كنيسة سيدة النجاة كما هي على حالها لتبقى وصمة عار عبر التاريخ على جبين من فكر و خطط ومول وساعد وتواطىءونفذ هذه المجزرة الفظيعة في بيت من بيوت الله المقدسة بحق الأبرياء.
من أجل أرواحكم أيها الشهداء نصلي , ولتكن دمائكم الزكية خاتمة لقوافل الشهداء من أجل عراق ديمقراطي علماني حر كل أبناءه متساون في الحقوق الدينية والقومية وفي السلطات التنفيذية والشريعية.
2010-11-20
المصادر:
1_ تاريخ كنيسة المشرق- ألبير أبونا
2 _ ثقافة السريان في العصور الوسطى- نينا بيغوليفسكايا -ترجمة خلف الجراد
3-الخيانة البريطانية للآشوريين- يوسف مالك –ترجمة أيليا يونان أيليا
4- الآشوريون بعدسقوط نينوى المجلد السادس- هرمز م.أبونا
-5-الهوية الآشورية والتسميات مقارنة بين الحقيقة والواقع-آشور كواركيس
http:ashoury.jeeran.com/archive/2009/5/876391.html

د. جميل حنا

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.