دروس من صلوات الشهداء في كنيستنا المشرقية (ج4)

بقلم مسعود هرمز النوفلي
دروس من صلوات الشهداء في كنيستنا المشرقية (ج4)

15 / 09 / 2010
http://nala4u.com

في هذا الجزء سأتناول صلاة الشهداء التي يقوم المؤمنين بترتيلها يوم االثلاثاء عصراً فقط والأبيات التي أتكلم عنها موجودة في كتاب قذام واثر المطبوع في بغداد سنة 1998 في الصفحات 356 و 357 و 358 .

1- الشهداء القديسين الذين قُتلوا بسبب حُبِّهم للمسيح ، الرجاء منكم طلب الرحمة من الله .

الدرس: الشفاعة والطلب من الشهداء والقديسين تقُرّها الكنيسة ، يترجى الكاتب من هؤلاء الذين أستشهدوا بسبب مَحبتهم للمسيح وايمانهم به لكي يطلبوا بدلاً عنا وبواسطتهم ننال كل الرحمة والشفقة والعون من خالق الكون . الشهداء أصبحوا واسِطتنا الى الملكوت ولقاء وجه الرب ولكن بشرط أن تكون محبتنا للمسيح صادقة .

2- بصلواتكم أيها الطوباويون يملأ البلد الذي أنتم فيه السلام والهدوء والأتحاد (الوحدة) وان يحفظه من كل المشاكل .

الدرس: هناك طوباويون كثيرون في كلِّ بلد وصلواتهم متوازية مع صلوات الشهداء في كلِّ بُقعة إرتوت بدمائهم ، انهم يملأون أرض البلد الذي يحضنهم كل السلام والسكينة والهدوء ، لو طلبنا شفاعتهم ننال الوحدة والخلاص من كلِّ مشكلة وأذيةٍ خفيةٍ وظاهرة ، فهل نقبل الشفاعة لننال النعمة أم لا ؟

3- كان الشهداء يأتون مجموعة بعد مجموعة لكي يقتلوهم وهم يطلبون العون من الرب في الزمن الصعب .

الدرس: نتصور ونتخيّل مجموعات شُهداء سميل وصوريا الشهيدة ، عندما كانوا يركضون ويدخلون البستان مجموعةٍ وراء أخرى ، كان الموت والأنتقام بأنتظارهم في الساحة وهم يصرخون ويطلبون عون الرب في ذلك الوقت الصعب والتعيس ، الشهداء أستسلموا لأرادة القدر وكل ما عملوه هو طلب النجدة من خالقهم وهُمْ بين الحياة والموت!! هل لنا الشعور ذاته لأقتحام الموت من أجل المبادئ ؟ الجواب لكم .

4- في الأعالي في السماء حفَظَ الشهداء التسبيح الذي تكلّلوا بهِ في الدينونة ، في ذلك المكان المُقدّس المملوء بركات والخالي من الخوف الذي يُهدّد حياتهم .

الدرس: أكاليل الشهادة أرتفعت مع الأرواح وقت انفصال الروح عن الجسد ، يتخيل الكاتب بأن الأكاليل حجَزَتْ لها مكاناً مُقدساً ، هذا المكان الذي هو مملوء من كل البركات السماوية الإلهية والذي أصبحوا فيه بدونَ خوفٍ ولا ارهاب ولا بطشٍ على حياتهم . نتمنى للجميع أن يجتهدوا ما في وسعهم لنيل الخلاص وحجز المكان الذي ليس له نهاية في الحياة الأبدية .

5- إفتحوا أيُّها الطوباويون خزائنكم وأعطوا منها للمساكين الذين يطلبون بصلواتكم لتحفظهم من الشيطان.

الدرس: خزائن القديسين لا يُمكن عدّها وإحصائها وهي مملوءة دُرَرْ روحانية ، يطلب المُرتّل مساعدة المساكين الذين يطلبون منهم في الصلاة روحياً ومعنوياً في فتح تلك الخزائن المملوءة عوناً وسنداً وقوةً ضد الشرير والمُجرّب . الترتيلة تدعونا نحن ايضا الى الطلب من القديسين بدون مَلل أو كلل لكي تُساعدنا جواهر خزائنهم في التغلب على الشياطين وكل من هو غير نظيف القلب وكل من يتحدث بأفكار شيطانية . الدرس مهم لنا لنُفكّر بهِ .

6- طوبى لكم أيها الشهداء أصدقاء الختن السماوي فقد دعيتم (تكرّمْتُم) للملكوت والحياة السعيدة الأبدية.

الدرس: كيف لا يكون الشهيد صديق الختن الإلهي المالك في السماء ؟ ان الرب يدعونا الى ألتكريم والجلوس في حضرة الملكوت للحصول على الحياة الأبدية السعيدة والمفرحة ، طوبى لكل انسان يرى وجه الرب في الآخرة ليصبح واحداً من الخالدين معه. كُلّنا مدعويين للحياة التي التي لا تزول ولا تُفنى .

7- وَضَعَ رَبْ التسبيح أكليل الوقار والأحترام للقديس الشهيد هرمز الذي تحمّل وصبر من أجل الحقيقة .

الدرس: يستحق القديس أكليل ونوط التقدير والأستحقاق العالي وكل التسبيح بسبب دفاعه عن الحقيقة وتحملّهِ وصبرهِ وتألمّهِ في ابراز واظهار العدل الذي هو أساس كل عملٍ ناجح من أجل العدالة والحق . لقد نال الشهيد فعلاً أعلى وأغلى الأكاليل وهو رمز لنا .

8- لتحْمينا تلك القوة التي نزلت الى الشهيد مار كيوركيس وتكون لنا سنداً من قوّة الشيطان وأعوانه .

الدرس: واضع الترتيلة يترجى من الرب أن تكون القوة والشجاعة التي أعطاها الروح القدس الى يد الشهيد حاميةً لنا وعوناً وقوّة لحياتنا وأعمالنا وأن تصبح كالدرع الحصين والواقي الذي يُنقذنا ويُخلّصنا من الشر وأعوانه الى الأبد . هل نطلب من الرب أن يُساعدنا في التحمُّل أم نتكّل على ذراعنا وقوتنا فقط ؟ سؤال جدير بالتأمل.

9- أعطنا يا رب الحياة بدون خطايا والمحبة والسلام والأتحاد وكل ما نحتاجه مثل ما ترغب ألوهِيتك .

الدرس: الحياة النظيفة يجب أن تكون بدون خطايا وقدر الأمكان بدون أخطاء ، إذا ساعدنا الرب كي لا نُخطئ فسنكون قدوةً في عيش المحبة مع الآخرين ويكون السلام والوحدة والشراكة مع البعض مثل رعية الرب الإله في الصفاء والنقاء ، علينا الطلب والتضرع لنيل كل النعم لتحقيق السلام والوحدة والتآخي مع الجميع . هل نُؤكد على عوائلنا بالسلوك النظيف ؟

10- إزرع يا رب فينا حُب الصلاة ، وأقبل طلباتنا (تضرعاتنا) وإعطنا الصحة والقوة لتكون حمايةً للجسد والروح .

الدرس: هناك حُب المال وحُب السلطة وحُب الجنس وو…وهناك الحُب الروحي الذي يترجى فيه الكاتب أن يزرعه في قلب الأنسان ووجدانه ، هذا الحُب عندما يكون للصلاه نستطيع فيه التغلب على كل ماهو ضد إرادة الرب لكي ننال مآربنا ولا نهاب حتى من الموت ، حُب الصلاة يعطينا القوّة للطلب والحماية من أجل روحاً وجسداً نظيفاً .

وأخيراً هناك ذكر لشُهداء الرب في سفر رؤيا القديس يوحنا اللاهوتي 17 بالقول: 5 “وَعَلَى جَبينها اسْمٌ يَرمُز الى بَابِلُ الْعَظِيمَةُ ، أُمُّ الزَّوَانِي وَدَنَسِ الأَرْضِ.
6 وَرَأَيْتُ الْمَرْأَةَ سَكْرَى مِنْ دَمِ الْقِدِّيسِينَ وَمِنْ دَمِ شُهَدَاءِ يَسُوعَ. فلَمَّا رَأَيْتُهَا تَعَجُّبتُ كثيراً ، فقال لي الملاك: لماذا تعجّبت؟ سأكشف لك سر المرأةِ والوحش الذي يحملها “.

مسعود هرمز النوفلي
15/9/2010

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, دين. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.