شرف الكلمة في بعض المواقع

بقلم مسعود هرمز النوفلي
شرف الكلمة في بعض المواقع

10 / 09 / 2010
http://nala4u.com

عندما نقرأ في بعض المواقع نلاحظ أمثلةً كثيرة من واقعنا المأساوي هذه الأيام ، أشخاصاً أقل من عدد الأصابع يكتبون ويُقرِّرون ويعطون الحلول على أهوائهم لأنهم يبحثون عما ينقُصهم ولا يَعلمون كيف يَصلون اليه .

شرف الكلمة هو الصدق ، ومهما كان الحوار والنقاش حاداً أو فاتراً أو جامداً فهناك قواعد وأصول تشترط على الكاتب في كل المواقع بأن يلتزم بها ويُراعى أصولها وعدا ذلك ستصبح الفوضى قائمة ويفقد كل موقع يسمح بالتجاوز على الآخرين مصداقيته أمام الكثيرين حيث هناك من لا يرغب في الكتابة أو النشر بين هؤلاء ومن هكذا نوعيات وعندها يُقرر ترك الموقع الى الذين يبحثون عما ينقُصَهُم .

الأنجيل المقدس يُعلمنا بأن الرب هو الكلمة وهكذا يجب ان يكون كل كاتبٍ الكلمة بعينها ، فعندما يخون الكلمة فأنه يُقدّم الأهانة الى نفسه أولاً قبل الآخر الذي قذفه بإهانة ، الرب طريقنا وحياتنا ونورنا فإذا لا نحترمه لا نحترم أنفسنا ، الكلمة هي الله وكما نقول في الصلاة ” الكلمة صارت (أو صار) جسداً وحلّت فينا ” ، أين هي حرية الرأي والرأي الآخر؟ هل هي مدفونة في القبور أم في العقول ؟ هناك مواقع لا تؤمن بالرأي الآخر بالرغم من أن واجهتها تحليل الأنجيل وأعطاء الدروس والذي يتصفّحها يشمئز من الكتابات المُهينة التي تجرح ابناء شعبنا الكلدان الآشوريين السريان لأنهم مُختلفين معهم في الأيديولوجية أو النظرة التحليلية وقراءة الواقع والتاريخ والأصول . أنه اليأس وخذلان النفس والكلمة لكل موقع يسمح للبعض ومن جانب واحد ولا يسمح للآخر حتى بيان وجهة نظره . لم يبقى عند البعض سوى أخذ الخناجر والسيوف والسكاكين لتشريح إخوتهم أو استعمال المقصلة التي قال عنها أحد الأخوة ألأعزاء ، انها مهزلة بعد أخرى ، لهم آذان ولا يسمعون ولهم عيون ولا يُشاهدون . لو نسأل أي واحدٍ من هؤلاء ونقول له هل أنت مع شرف الكلمة ؟ بالتأكيد سيأتي الجواب سريعاً ويقول نعم انا مع الشرف ، طيب يا أخي أنت قُلت كذا ونطقت بكذا وهو اللاشرف بعينه ِ ، فكيف تجمع الشرف واللاشرف بآنٍ واحد ؟ عندما نقول هناك جرائم مُخلّة بالشرف ، فهذا يجب أن نفهم منه بانه يشمل جميع انواع الجرائم التي لها المساس في الأيمان أو العرض أو الأرض أو المال أو الأخلاق أو غير ذلك ، عيلنا ان نعلم أن المساس بالكلمة واحتقارها هو أيضاً نوعاً آخر من جرائم الشرف وعلينا أن نكون حذرين في التعامل والكتابة وتسطير الكلمات وفحصها قبل النشر ، لا أنْ نتبجح ونفتخر بها من أجل تقديم أردأ انواع الأذيّة الى الآخرين والتي تنقلب بالتالي على كاتبها الساحر ، المثل يقول ” كُل إناء ينضح بما فيه ” لقد شبعنا من الكلمات التي يطلقها البعض والتي دخلت في قواميسهم من الأبواب الهابطة في الأدب والخلق واطلاق الكلمات التي يجب أن يضعها العلماء كملحقات للقواميس الموجودة حالياً لكي تصبح علامة بارزة للتاريخ أمام الأجيال اللاحقة ، أيِّ منطق يقبل بذلك أيها الأخوة في المواقع ؟

أحد الآباء الكهنة قال ذات يوم وهو يتصفح أحد هذه المواقع من الضروري جداً أن تكون في كلِّ موقع لجنة خاصة لأستلام المقالات ومن ثم قراءتها ونشر الصالح منها فقط ، لأن بعض المواقع مع شديد الأسف بدأت تخرج عن أهدافها الضرورية المطلوبة وبدأت تتجه نحو الخراب وليس الأصلاح والتوجيه ، حيث لا يجوز السكوت أبداً عن هؤلاء الذي يُرَوِّجون للبضائع الفاسدة والكلمة الناقصة . من الضروري جداً تشكيل لجان فحص وتدقيق كل مقالة تصدر في مواقعنا وهذا هو الرأي الصائب الآن .

وأخيراً فان الكلمة مسؤولية يطلقها الأنسان بشرف فإما تجعله نبياً أو غبياً وشرف الرجل هو كلمته لأن الله هو الكلمة وبالتالي فأن الرجل هو الكلمة أيضاً .

مسعود هرمز النوفلي
10/9/2010

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.