الجديد القديم لا يلتقيان في تراث أكيتو

بقلم مسعود هرمز النوفلي
الجديد القديم لا يلتقيان في تراث أكيتو

27 / 03 / 2010
http://nala4u.com

لقد استطاع الأنسان في القرنين الأخيرين من حياة البشرية عمل المُعجزات ، مثل اكتشاف الفضاء والأتصالات ومعرفة خفايا أعماق الأرض وأبعاد السماء عدا التقنيات الحربية وعلم الذرة والجينات التي لا توصف . بدأت الحياة الجديدة للأنسان بمُميزات تختلف كُلياً عن كل ماهو قديم أو عتيق ، وعند التفكير والتحليل نلاحظ إستحالة المُقارنة بين ما كان قبل ألف سنة مثلاً وبين الآن فكيف إذا أصبحت المقارنة بين سبعة آلاف سنة وبين ما نراه الآن ؟ لهذا علينا باعتقادي التفكير بما هو جديد لخدمة حياتنا ومستقبلنا ومستقبل أجيالنا اللاحقة لنصل الى كل ماهو جديد وأجدد من الذي نلمسهُ هذه الأيام .

سقتُ هذه المقدمة وأنا أرى إخوتي الأعزاء ينبشون بين طيات الماضي وفي أعماق التاريخ والأرض عن كل ماهو قديم ليجعلوه لنا اكتشافاً جديداً لدُرّة جديدة وكنزٍ ثمين لا يوصف وكأنه استكشافاً جديداً وبحثاً علمياً أصيلاً من البحوث العلمية النادرة كما اكتشف البعض الفضاء ناسين أن الجديد إذا وضعناه في صناديق من أغلفة قديمة سوف يُشَقِقها لأن أوعية الأغلفة القديمة لا تتحمل الجديدة حيث انها تتشقق وتتكسر سوية وينتهي القديم والجديد في آنٍ واحد وتذبل وتضمحل مثل أوراق الخريف المتساقطة التي تدوسها الأقدام . أما إذا وضعنا الجديد في صناديق وقوالب جديدة ومن أغلفة جديدة فاننا بذلك سنحافظ عليها ولا يُمكن أن تتشقق أبداً وستكون مسألة الحفاظ على الجديد في الشكل الجديد للوعاء الجديد طبيعية ومضمونة . من الجميل جدا أن نُحافظ على تاريخ اجدادنا ونتذكره كعلامة حيّة للأجيال اللاحقة ، وان نكتب بحروف كبيرة كيف كان ذالك الوقت وكيف كانت تعيش الأجيال القديمة وتحتفل وتتكاثر وتؤمن وتعبُد وتُغني وترقص ولكن ليس من الحكمة باعتقادي ان نقوم ونُقلّد ما كان يقومون بهِ من المراسيم والعادات لأن في كل زمان هناك مُعطيات تتبدل وتتغيير بحسب سِنّة وطبيعة الحياة المتطورة الغير جامدة. هل من الحكمة أن نذهب لنعيش في الأكواخ والخيم ؟ هل من المعقول أن نخزن الجبن في القارورة في الماء والملح ونضعها في السرداب ونأكل منها مع الدود الأبيض بعد أن ينخرها أم نضعها في المجمدة أو الثلاجة ؟ وهكذا بالنسبة الى اللحوم والملابس والكتابة بالقلم وليس بالريش ووو…. الكثير.

لقد تطورت حياة الأنسان من السكن في العراء و الخيام الى السكن في الأكواخ والبيوت والقصور ، واستخدم الأنسان عقله ليتمكن من التغلب على المشاكل الصحية والطبية لكي يُنقذ نفسه ويُطيل عمرهُ وهكذا استطاع أن يعتني بنوعية غذاءه ومأكله من الصيد والحراثة الى التربية وصناعة الغذاء والتبريد والتجميد للطعام لكي يقوم بخزنه والأستفادة منه وقت الضيق واستمرت الحياة في التطور في كل المجالات الأخرى في الصناعة والزراعة والمواصلات والأتصالات وحتى اللاهوت و و و … وبقيت المفاجأة الوحيدة هي أن يتطور فكر الأنسان ليستطيع معرفة عدد الآلهة وأجناسها عبر التاريخ !! وعادات كل إله في فترات التنصيب والجلوس ووضع التاج على الصنم !! ومن ثم العودة الى الحياة الشخصية لكل نوع من انواع الآلهة وعدد زوجات كل إله من اجل الوصول الى الذرية والنسل الخاص بكل إله!! لأن ذلك يدعونا للتعرف على سلوكياتهم وطريقة عيشهم ومأكولاتهم ومشروباتهم والملابس التي كانوا يرتدونها لكي نفتح معامل لصناعة المنسوجات التراثية والأواني الفخارية التي كانوا يخزنون بها النبيذ بدلاً من الأواني الحالية والثلاجات والمجمدات وهكذا أن نعود الى فترة التحنيط وابقاء الميت اربعين يوماً !! كُلّها أنواع من كنوز جديدة لم يتم اكتشافها لحد هذا اليوم !! ولو ارغب في الكتابة سيكون بوسعي ان ادرج آلاف الخفايا التراثية المخفية عند الكل والموجودة في بطون مكتبات ومتاحف لندن وباريس وبيروت !!

أخذتُ مثال الخمر الجديد الذي يضعه الأنسان في الجلد العتيق الذي لا يتحملهُ ويتلف الخمر والأوعية معاً ( أنجيل مرقس 2 : 22 ) . حياة المسيحيين أصبحت العوبة تتقاذفها الآراء في اكتشاف المعاني المُدبلجة للفكر القومي الشامل. البعض يقومون بتسلية انفسهم في امور اسطورية تبنتها الوثنية بالتوازي مع عبادة الأصنام والأوقات الخاصة في الجاهلية ، ملاحم الآلهة أصبحت للبعض نبراساً في قرن الأنترنيت والذرة ليعلنوا لن أكيتاً جديداً وكأنهم أكتشفوا جُرماً سماوياً فريداً وإلهاً عشتارياً بابلياً كان ضائعاً ليبزغ نوره للبشرية في كتابٍ مًقدسٍ جديدٍ ، فجأة تزلزلت الأرض ومعها الطبيعة الخلاقة لتُعلن لنا كلكامش القرن الذي كان مُختفياً وراء التلال والجبال غائصاً في الوديان والمستنقعات ، انها المحبة العارمة بالدفئ وراء الأساطير وأعياد الربيع وايام عيد الكذب . أنها ايام حساب عدد الآلهة القديمة وعاداتهم في الزواج والتناسل والخصوبة والذكورة وتقديم القرابين الممزوجة بالخمر .

يشبه مثالنا هذا لما يُخطط لنا البعض من الأخوة الأفاضل من احتفالات جديدة لوضعها في أوعية أكيتو القديمة والتي نخاف منها أن يصل المسيحي العراقي الى الحالة التي ينكر فيها القديم والجديد معاً نتيجة التناقض الكبير بين المفهومين وعندئذٍ نصل الى حالة اليأس وننسلخ عن كل تراثنا وكنائسنا وايماننا المسيحي المشرقي ونكفر بماضينا ونبقى نُغني بأكيتو بدلاً من رأس السنة الميلادية . من المحتمل أن تصل الدعوات في المستقبل عند البعض في نهاية المطاف الى الأنكار والقضاء على كل ماهو إرثاً مسيحياً موروثاً لنا حيث لا نستبعد أن يأتي أحداً ويقول لنا بأن إله بابل أصبح لنا الطريق والحق والحياة بدلاً من الهكُم يسوع والله يكون في عون المؤمنين.

السؤال لكم ايها الأخوة أليس من الواجب عليكُم أن ترسموا صورة إله أكيتو الذي أخترع لنا اول تاريخ للبشرية ليتبارك به الناس ويطلبون المغفرة منه بدلاً من رب العالمين !! انه ملك الملوك الشاهنشاه العظيم المُفدّى واضع ومخترع أكيتو!! ، كيف ننسى ذلك الملك المُبجّل المفتول العضلات مُخترع أكيتو ؟ أنه بالتأكيد أسمى وأفضل مما وضعه ورسمهُ وقرّرهُ .

كل أكيتو والجميع بخير وسلام آمين يا رب العالمين . وأخيراً نقول للأخوة اثبتوا لنا كيف سيتزاوج القديم والجديد في تراث اكيتو ؟ وهل يلتقيان معاً أم يتصارعان ؟ الله أعلم . لنطلب وندعو من الرب ان يكون اكيتو جامع شملنا ومنقذ خطواتنا وباني أمجاد وحدتنا وموحد اسمنا القومي والكنسي وشعار احزابنا!!! ولله في خلقه شجون وتعيشون وتسلمون .

مسعود هرمز النوفلي
27/3/2010

تنويه (nala4u) ; الموقع يتبنى التسمية الاشورية كقومية ولغة وتاريخ .

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات, ثقافة, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.