كتاب مفتوح إلى الأخ حبيب تومي

بقلم آشور بيث شليمون
كتاب مفتوح إلى الأخ حبيب تومي المحترم

11/ 07 / 2009
http://nala4u.com

تحية أخوية خالصة من الذي يراك أخا له مهما كانت العواصف والزوابع قوية فهي لا تثني من عزمه لإنشاد الحق وقيادة شعبنا من مختلف الطوائف في هذا البحر الصاخب إلى بر الأمان .

حقيقة آلمني جدا عند قراءة مقالك الأخير تحت عنوان ” لمصلحة من تمزقون الكنيسة الكلدانية وتدقون إسفين التفرقة بينها وبين شعبها ؟ ”

شخصيا ، أراك فردا مثقفا ولكن أستغرب جدا مع إحترامي الزائد لأن تتهم شعبنا بهكذا تهمة و في غير محلها الملائم في وقت لا نرى فيك إلا شخصا دؤوبا نشطا لإحياء ” الكلدانية ” على حساب شعبنا وفي عقر دارنا الآشوري في حين تحرم ذلك الحق لنا ولأولئك الميامين من الطائفة الكلدانية الذين يضعون آشور والآشورية فوق أي إعتبار . وكل ما يعمله هؤلاء ليس إلا لفتح عيون الضالين لحقائق يريد البعض ولغاية في نفس يعقوب طمسها عن أمتهم الآشورية الحقيقية ليس إلا !

عزيزي : ليس هناك من يمنعك أن تكون ما تريده أن تكون ، وكذلك لا أعتقد وفق معرفتي أي آشوري يفرض آشوريته على أحد لأنه بالأساس هدفنا ليس إرغام الآشورية على أحد رغما عن إرادته وحاشا أن نعمل ذلك لأن الآشورية الحقيقية هي ذلك الشعور القومي الذي ينبع من الصميم كوننا نملك تراثا آشوريا بكل معنى الكلمة ووجودنا البيولوجي والحسي في بلاد آشور الجغرافية أي شمال العراق / آشور الحقيقية وليس في مكان آخر .

لا أدري في مقالك هذا ما هو قصدك وغايتك ، هل أنت تدافع عن القومية – الكلدانية – التي اخترتها لنفسك وأنت في في ذلك تملك الحرية الكاملة وغير منقوصة أم أنك تدافع عن ” كنيستك ” الكاثوليكية ؟ وهنا عذرا إذ ليس هناك أولا كنيسة كلدانية بالمعنى الصحيح بل كنيسة كاثوليكية ( جامعة ) ورئيسها الشرعي بابا روما ؟ وكذلك ليكن واضحا معركتنا ليست دينية بل قومية حيث لا دخل للكنيسة في الشؤون القومية أو العكس حيث لا شأن القومية في الشؤون الدينية وهذا سار على الجميع سواسية ولا على منتحلي الكلدانية وحدهم .

وإعلم أن القوميين الآشوريين غالبا يدعون التمييز بين الشؤون القومية والأخرى الدينية أو المذهبية وهذه ظاهرة آشورية عامة وليست ضد الكنيسة الكاثوليكية على حده .

في مقالك تمتدح وتقول : ” الآباء والأساقفة الكلدان الذين درسوا في أعلى المدارس والمعاهد والجامعات ودرسوا اللغات والفلسفة … فهل بعد كل هذا تنصحون هذه الشريحة المثقفة بتذكيرها بواجبها اتجاه شعبها الخ ؟ “

إن الذي نعلمه وندركه ومتأكدون منه جدا في هذه الحالة ، بأن شعبنا بمختلف طوائفه و أطيافه تشاركنا بأنه ليس هناك من يريد فعل ذلك كون هذه النخبة المحترمة آلت على نفسها خدمة الكنيسة وليس الانخراط بأشياء دنوية وقومية حسب قول الرب يسوع المسيح ” ما لقيصر لقيصر وما لله لله ” ولا أعتقد أن هناك من يريد تعكير صفوها إطلاقا . أما إذا كانت هذه النخبة المثقفة تريد الاندساس – مع إحترامي الكبير لها – في الشؤون القومية ضاربة عرض الحائط المهمة الرئيسية التي إختاروها في البداية لأنفسهم فهذا شئ آخر وما عليها إلا أن تعلن ذلك للملأ علانية كما أقترح لك أن تترك هكذا مهمة لهم من الولوج وإتعاب نفسك الدفاع عنهم في وقت يستطيعون فعل ذلك بمهارة فائقة!

كما أضيف وأقول ، كان ينبغي على هذه النخبة أن تكون عاملا موحدا وليس الانخراط في شؤون دنوية التي ليست شؤونها في البداية مهما بلغت من ثقافة عالية كي تتعظ من الديانة المسيحية حسب ما جاء في العهد الجديد ومن الكتاب المقدس ، رسالة بولس الرسول الأولى إلى اهل كورونثوس ، الأصحاح الثالث عشر وهذا نصه :

” إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة فقد صرت نحاسا يطن أو صنجا يرن . وإن كانت لي نبوة وأعلم جميع الأسرار وكل علم وإن كان لي كل الإيمان حتى أنقل الجبال ولكن ليس لي محبة فلست شيئا ….. المحبة تتأنى وترفق . المحبة لا تحسد . المحبة لا تتفاخرولا تنتفخ … ” .

ثم يرجى أن يتسع صدركم بان أسأل مجرد سؤال بسيط جدا وهو هل واحدا منكم يستطيع أن يشرح لي ما هي إنجازات هذه النخبة المثقفة – من الآباء والأساقفة – إلى الآن في خدمة ثقافتنا ولغتنا ؟ بالتأكيد أقول نيابة عنهم – صفر – على الشمال ، حيث اللغة التي يتبارون بها في الكتابة هي لغة عربية إن لم تكن أجنبية والخدمة الكنسية في الغالب عربية حتى في البلدان الأجنبية ! أليس من الأفضل أن تكرس أوقاتها في احياء لغتنا وثقافتنا من الانخراط بشؤون ليس لهم لا ناقة ولا جمل ؟

سبق وأن قرأت مقالا لأحد هؤلاء الأساقفة النشيطين لاحياء الكلدانية في احدى المجلات على أساس أنها بلغة الأم ويا حسرتي لركاكتها بينما في اللغة العربية فهو في سباق ماراثون مع عميد اللغة العربية – طه حسين – وهناك شماس آخر كما يدعي هو أيضا تقدح منه شرارة الحقد والكراهية حيث يصب جام غضبه على آشور والآشورية ويدعم قوميته الكلدانية المنتحلة التي اكتشفها مؤخرا بعد سبات طويل حيث كتاباته قلما تظهر غير مشكلة ليبرهن على عبقريته و مقدرته باللغة العربية ومن المؤكد لا يفقه اللغة الكلدانية التي يفتخر بها وكما يقال ” وشر البلية ما يضحك ” أنه اختار أسماء أولاده أسماء عربية قديمة !

وأخيرا وليس آخرا لا أدري ما علاقة الأحداث المأساوية التي جرت على شعبنا الآشوري في عام 1933 بالموضوع وإذا كان غرضك اظهار تفاني أهل ألقوش ( القلعة الآشورية ) على بني جلدتهم فهذا معروف لنا جيدا وكل ما قام به الاخوة ليس إلا خدمة قومية ولم تكن دينية أو مذهبية كما البعض وهم قلة مع إحترامي تنظرون وتتعاملون معنا ، والذي يراجع كتابات رجال من هذه العقلية التي للأسف تتحلون بها لا تراهم إلا مهاجمين الشعب الآشوري على الدوام على تلك الأحداث وإلقاء اللوم وكأننا نحن قمنا
بتلك الجرائم في قتل الأطفال والنساء والشيوخ لا المجرم بكر صدقي .

والخلاصة المرء يحتار عندما يقرأ كتاباتم وشكاواكم ولا يستطيع الفرد أن يعرف غاياتكم ومآربكم ، أأنتم تدافعون عن الكنيسة الكاثوليكية أم تدافعون على القومية الكلدانية في وقت حتى ليس لهذه القومية وجود تاريخي اطلاقا ؟ وأكبر برهان على ذلك المرء لا يجد اليوم كتابا واحدا صادرا من احدى الجامعات عن الكلدانيين ما عدا ما تصدرونه أو ما تصدره الفاتيكان بهذا الخصوص وفي وقت لا تتضمن فيها أية مصداقية لما تدخلون بهم من تزوير وتشويه الى درجة أن أبناء كنيستكم جاؤوا بها مثلما أنا ذكرت في معظم كتاباتي لا على هذا الموقع الجليل ( نركال ) بل وعلى المواقع الآخرى .
وكي يكون لكم المصداقية لما تنشدون ، هناك أوليات يجب أن تقوموا بها وليست مجرد كلمات ترددونها وشعارات ترفعونها وهي الاتخاذ بالنصيحة التي أسداها لكم منذ مدة طويلة المغفور له رئيس أساقفة سعرد ( لكنيستكم ) المطران أدي شير وهي العودة باستخدام لغتنا في جميع محاداثاتكم ، كتاباتكم وطقوسكم كما كانت قبل انفصالكم من كنيسة الأم المشرقية القديمة . أما ضربكم للغتنا عرض الحائط وتعويضها باللغات الأجنبية فهذا دليل واضح على عدم المصداقية فيكم ، كما في الوقت نفسه لا ( بأحرف كبيرة جدا ) يؤهلكم في بحث هذه الآمور معنا اطلاقا مع احترامي الكبير نحن القوميين الآشوريين ومن أية كنيسة كنا – حيث الآشورية كقومية هي الوحيدة التي تجمع كل الطوائف والمذاهب معا !

آشور بيث شليمون

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.