سنرجع يوما الى حينا

بقلم جورجينا بهنام
سنرجع يوما الى حينا

08 /06 / 2009
http://nala4u.com

لماذا يحتاج الانسان ياترى الى وطن؟..وارض الله الواسعة امامه على مد النظر ويزيد،ولماذا يريد دائما ان يكون مواطنا(من الدرجة الاولىطبعا)،وليس مقيما،مغتربا،لاجئا،ولامهاجراواي مسمى آخر؟.
لان الوطن ليس قطعة من الارض لها اسم معين يحمله الانسان وينتسب اليه ليقول انا من الوطن الفلاني ويرفع راسه به ويفتخرفحسب،الوطن ليس حيث ولدت وتربيت وعشت طوال حياتك،لانك قد تولد في ارض غريبة وتتربى هناك وتعيش حياتك كلها لكنك تبقى غريبا،وربما حتى منبوذا،لانه ليس بوطنك.
الوطن بيت كبير يجمع العائلة الواحدة بكل افرادها مهما كثرت التفرعات وتشابكت العلاقات، الوطن ام حنون تضمك الى صدرها لترتاح بعيدا عن هموم الحياة مهما تعقدت ،تعود اليها بعد الاخفاقات والاحزان والانكسارات، لتجد الدفء والدعم والامان.والوطن اب عادل حازم،يعطي ابناءه النصح والارشاد،يقوم المعوج ويرشد الظال.
الوطن اكبر من ان نلخصه ببعض الكلمات،بيت واب وام…لابل اكثر من ذلك بكثير،ولان الانسان يحتاج ابا واما وبيتا،يحتاج بالتاكيد الى وطن.
الوطن حقوق وواجبات وعندما يغيب احدها يصبح معنى المواطنة منقوصا ولاريب،في الوطن لابد ان تجد اطيافا متعدة هي جزء لايتجزأ منه،لهم حقوق وبالتأكيد عليهم واجبات ويكفل الدستور حقوق الجميع دون استثناء ومنها حق التمثيل السياسي والبرلماني، فتضمنت القوانين موادا خاصة لحماية الحقوق ولتكون صوت من لاصوت له.
تعاني ماتعاني الاطياف(الاقليات) في العراق، (ودون تسمية فريق دون آخر) بلا استثناء من ويلات كثيرة بين تهديد وترهيب وتهميش اقصاء،مرورا بحوادث التصفيةالجماعية (كما حصل في التفجيرات التي طالت في وقت سابق الايزيدية والتي راح ضحيتها مئات قضوا في دقائق)، وصولا الى التهجير القسري ،الذي حدث في الماضي وتتكرر في الموصل بشكل صارخ العام الماضي، عندما حصل نزوح جماعي لمئات بل لالاف العوائل التي تنتمي الى احد اطياف شعب العراق،اعقبه استنكار يليه شجب تليهم الادانة، وهكذا الحال دائما مع كل جريمة تطال اي طيف من اطياف العراق .
ليس هذا موضوعنا. فالوطن هو موضوعنا وهدفنا،لانه محزن ومؤلم جدا ان ترى ابناء الوطن وهم يتراكضون ويتسابقون لمغادرته ساعين وراء الغربة بايديهم وارجلهم،فهل يعقل انهم يشتهون الغربة، وهل تصدق ان يترك الطفل بارادته صدر امه الحنون الدافئ،ويلتجي باحضان غريبة بلاستيكية باردة، بالتاكيد هنالك سبب وسبب قوي جدا يدفعهم للمخاطرة بحياتهم وحياة افراد اسرهم وباموالهم وبمستقبلهم كاملا من اجل مغادرة الوطن،فالامر عجيب ولابد له من سبب وعندما يعرف السبب يبطل العجب،وعندما تعالج الاسباب(وهي ليست بخافية على احد) بشكل واقعي وفعلي وجذري،سيعود الجميع الى وطنهم بملئ ارادتهم دون ان تكون هناك حاجة لدفعهم للعودة باية طريقة كانت،لا بل لاداعي لاكراههم على الرجوع،والسعي لطردهم من البلدان التي يقيمون فيها بصفة مؤقتة، لان حب الوطن اكبر من اي طموح ومكسب، وعذاب الغربة اكبر بكثير من مغريات الحياة العصرية في بلدان الاغتراب،وعندما يرى الانسان ان حقوقه مصانة في بلده وله كرامة المواطن فيه والتي تفوق كرامته كلاجئ في اي بلد اخر (اذ قد يتفاجأ المرء احيانا بقدر الاحترام الذي يلقاه اللاجئ مقارنة بوضعه السابق في بلده) سيعود بالتاكيد سيعود.

جورجينا بهنام
08/06/2009

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.