عام مضى وعام يأتي واي تغيير حصل

بقلم جورجينا بهنام
عام مضى وعام يأتي واي تغيير حصل

13 / 03 / 2009
http://nala4u.com

في ايامنا هذه،اصبحت السنون تمر بسرعة البرق دون ان نشعر بها،لان الايام تمر علينا متشابهة واي فرق بين الامس واليوم،واي فرق سيطرأ على الغد ليجعله افضل من الحاضر؟
قبل عام من اليوم ،اقام الدنيا ولم يقعدها،حادث غادر طال رمزا من رموزالمسيحية في العراق،الا وهو استشهاد المثلث الرحمات (مار بولس فرج رحو)،واضطجت الدنيا لهذا الخبر،فعم الاستنكار ارجاء العالم،فهذا يشجب وذاك يستنكر وآخر يدين وما الى ذلك من مواقف معتادة في مثل هذه الحالات،وهذا امر طبيعي ان يستنكر العالم مثل هذه الجريمة التي طالت بريئا مسالما طالما دعا وفي اكثر من مناسبة للاخوّة والتسامح واعادة بناء العراق بايدي ابنائه من جميع الاطياف،لاسيما عظته الشهيرة التي كثيرا ما اعادتها القنوات الفضائية بعد استشهاده(نحن لانعادي احدا ، بل نسالم حتى من يعادينا).
ولكن السؤال الذي نريد ان نطرحه، ما الفرق الذي احدثه توجه اهتمام العالم لمشكلة ومعاناة المسيحيين في العراق بعد هذه الجريمة؟
وبعد ان ضُربَ الراعي،الم تتبدد الخراف؟ كم من مرة عانى المسيحيون من اعتداءات وتهجير وقتل وخطف؟
وخير مثال على ذلك ماحصل من تهجير جماعي للعوائل المسيحية اواخر العام الماضي وخروج مئات العوائل المسيحية من دورها في الموصل خوفا على حياتهم بعد مسلسل القتل المبرمج شبه اليومي لمواطنين مسيحيين في تلك الفترة.علاوة على تفجير البيوت ما الى ذلك من اعمال اصبحت معتادة لكثرة تكرارها، عاد البعض لمنازلهم بعد حين ولكن البعض الاخر لازال ينتظر تحسن الوضع.
الوضع الآن افضل، نعم الوضع الآن افضل منه ايام اغتيال (مار بولس فرج) ، وافضل منه عندما حصل التهجير،ولكن الوضع نسبي،لان الافضل من السيئ ليس بالضرورة حسنا، بل اقل سوءا فقط.
هل المسيحيون في الموصل او في العراق عامة باحسن حال الآن؟ الامن لم يستتب تماما لازال الوضع غير مستقر والناس خائفة على العموم،ولو تابعت الاخبار والمواقع الالكترونية لرصدت قلق المواطنين الموصليين عامة من الحال الذي ستؤول اليه المدينة بعد رحيل القوات الامريكية،والوضع لايخلو منذ الان من تفجيرات هنا وهناك،كان آخرها التفجير الذي حصل في قرة قوش (بغديدا) وهي من المناطق الآمنة التي يلجا اليها المسيحيون عندما تسوء الاوضاع!
كما وعثرت الشرطة في الامس القريب على جثة مقطوعة الراس في احد احياء الموصل.
لقد كان الوضع باحسن حال قبيل انتخابات مجالس المحافظات، بل كاد يجزم البعض بانه ممتاز، فما الذي حصل وكيف يتدهور بين ليلة وضحاها، نعم الحال احسن ولكن متى سيكون الاحسن؟
ثم لماذا لازالت الكنيسة في الموصل دون راع وهي تعيش هذه الظروف الصعبة لابل القاسية بعد ترملها برحيل راعيها الجليل،ها قد مضى عام ولم يتم اختيار البديل ، هل الامر بهذه الدرجة من الصعوبة؟ الرعية بحاجة الى راع اكثر من حاجتها لرفات راعيها الشهيد(رغم اهميتهما) وهنا نجدد الدعوة لاطلاق اسم الشهيد(مار بولس فرج رحو) على كنيسته التي يعرفها الموصليون بـ(بيعة قس فرج) اكثر من اسمها (كنيسة مار بولس).

جورجينا بهنام
12/03/2009

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.