شذى توما مرقوس
دمعة في عذبِ الفُرات
28 / 07 / 2008
http://nala4u.com
إِذْ حان دوري
فصُوِرتُ روحاً
تطيرُ أمام وجه الله
تمَنّيتُ على الله أشياءً وأشياء
حاججته في نصيبي
وعلى ميراثي
فوهبني سلة
ودفعني عِبر الباب
ساقني …… حيثُ الحياة
سلتي معي
وكانت أصغرُ السِلال
***
أمنياتي في وجهِ الرَّبِّ كثيرة
وحظي ضئيلٌ …… ضئيل
طيرٌ على ساق شجرةٍ جرداء …… محنية
دمعة في عذبِ الفُراتِ ……. إِنّما مَنْسيّة
فــ :
سُبحان من قسم الحظوظ ……… فلا اعتِراض ولا ملامة
أعمى فأعشى ثُمّ ذو ………. بصرٍ فزرقاءُ اليمامة
***
تمَنّيتُ على اللهِ عشاً …… ولا أَدْفأ
فأعطاني إياك
” إِليكِ هذا ، فيهِ نهران ونخيل “
فصرت وطني
وما كان لي في ذلك اختيار
***
دافِئاً …… بهِ سُمّيتُ
على الكتفين صليباً
في جلجلةِ الحياة
***
في سلتي
وطن
وأهل
وأصدقاء
وأصحاب
و
.
.
.
علقم !!
***
في سلتي
وطنٌ ولا أعذب ….. شرابُ حَنْظَل
وأصدقاءٌ فوق حبلِ الأيام نُشِروا
وأهلٌ من مِسْكٍ وعَنْبر
أَدمى الشوكُ طيبتَهُم
وأصحابٌ نفضتهم شجرة خريفٍ غاضبة
لليلِ التلاشي والغياب
***
شُكراً لعطاياك
فهِبْني من لَدُنْكَ أغزر
إِننّي أطمع وأطمع
أطمعُ في وطنٍ لا يبكي
لا يخيب
أقوى
أشمل
وأقدر
أطمعُ في نفائِس
غير مُعفرة بعلقم !
دفعتني عِبر بابك
وطردتني عن بوابتك إِلى الحياة
” كوني قنوعة يافتاة ”
سلتي معي
وكانت أصغرُ السلال
***
سِلالٌ كثيرة
سِلالٌ …… سِلال
ومخلوقاتٌ بلا حصر
والرَّبُّ منشغلٌ بالتقسيمِ والتوزيع
سِلالٌ كثيرة
لي فيها سلة
أصغرُ السِلال
***
على قارعةِ الحياة جلستُ
أقلِبُ عطاياك
نِعمةً …… نِقمة
يا عطايا إِذْ رَتَوْتُها
خادعتني
لافْتِراقٍ وارتحال
سلتي مثقوبة
تتملَّصُ عنها الأماني بلا انقِطاع
لا شيء يتبقى فيها
لا شيء يتبقى منها
لا يعلقُ في نسيجها غير ريقِ المُرِّ
وتاريخاً ارْتَواه حَنظَل
***
سلة مثقوبة
تسربت عنها ذخائِري
حفنةً فحفنة
في قبضتي الريح
مِلْءُ كفِّي رياح
***
هل لي باستبدال وطني يا الله ؟
لم يفُت الأَوان !!!
فكّرتُ
أقفلتُ اليك راجعة
بوابةُ الرَّبِّ مُوصدة
مُنذ الأزل لم يكنْ من أَوان
على البوابة
لافتةً كبيرة
خطّت عليها أنامِلُ الله
” العطايا لا تُرْجَع ، كما لا تُستبدل يا مخلوقاتي الأعِزَّاء “
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( المُتعلِقات )
( 1 ) ــ عن البيتين الشعريين :
سُبحان من قسمّ الحظوظ ……… فلا اعتِراض ولا ملامة
أعمى فأعشى ثُمّ ذو ………. بصرٍ فزرقاءُ اليمامة
هُما
من قصيدة للشاعر الجزائري المقري ( هو أحمد بن محمد بن أحمد المقري القرشي
المُكنى بأبي العباس والمُلقب بشهاب الدين المولود في سنة 986 بمدينة
تلمسان وأصل اسرتهِ من قرية مقرة ) .
المعلُومة أعلاه عن الشاعر المقري أفادني بها الأخ الكاتب
والروائي جاسم الولائي ……… للكاتب الولائي عميق الشكر والأمتنان .
( 2 ) ــ رَتَوْتُ الشيء :
ضَمَمْتهُ ، شدَدْتهُ . وهنا في هذا النص بمعنى ضَمَمْتُ العطايا إلى نفسي
أو شدَدْتُها اليّ .
( 3 ) ــ الحَنْظَل : الشجر المُرّ .
(
4 ) ــ العَلْقَم : الحَنْظَل ، وكُلُّ شيءٍ مُرٍّ ، وأشدُّ الماءِ
مرارةً ، ويُقال لكل شيء فيهِ مرارة شديدة : كأنّهُ العَلْقَم .