وأمتدت يد الأثم مرةً أخرى

بقلم نشوان جورج
Nashwan.george@yahoo.com
وأمتدت يد الأثم مرةً أخرى

03 / 03 / 2008
http://nala4u.com

يبدو ان التطرف الديني الاسلامي السائد في بلدنا قد وصل الى اعلى مستوياته اليوم فالقتل والتهجير والتفجير والاختطاف الذي يتعرض له ابناء شعبنا يكشف مدى الحقد الدفين لدى هؤلاء الاشخاص الذين يعملون على تشويه الدين الاسلامي بأعمالهم رغم انهم يدعون ان دينهم يحثهم على هذه الاعمال ولكن يبدو انهم لا يعرفون ماهية دينهم فلا يوجد دين سماوي يقبل بالقتل وسفك دماء اخوانهم الذين عاشوا معهم جنباً الى جنب منذ آلالاف السنين وكانوا يجاورون بعضهم بعضاً، ويشاركونهم في الاعمال، ويتعاملون على أنهم ابناء “العراق” الوطن الواحد للجميع.
من المستحيل أن تؤثر الحركات الدينية المتطرفة على العلاقات المسيحية والاسلامية في عراقنا الحبيب، لأن التطرف آفة خطرة انتشرت في بلادنا بسبب انهيار مؤسسات الدولة القانونية، والجهل الثقافي والديني الذي انتشر نتيجة سيطرة بعض الجهلة على مراكز صنع القرار، كما ان التأويل الخاطيء للنصوص الكتابية، والتشدد في الخطاب الديني هما عنصران مهمان لزرع التطرف الديني الذي ساهم في تشويه صورة الآخر، وفرض قيم مناهضة للسلام بين الناس واعطى القوة لفرضية الغلبة للأكثرية وخضوع الأقلية لقيم وشروط الأكثرية.
إن مايحدث اليوم في عراقنا هو نتيجة صراعات دينية متطرفة تتخذ من الدين ستاراً لها لتصفية حسابات وتحقيق مكاسب ومصالح سياسية، ولا يمكن تجاوز هذا الصراع إلا من خلال الحوار، لأننا نعيش اليوم في عالم متنوع حضارياً وثقافياً ودينياً وعلينا جميعاً أن نقبل هذا التنوع ونحترمه وان نعمل للحفاظ عليه دون صراع أو تصادم.
وفي الختام نقول لهؤلاء المجرمين، ان الدين براء منكم، وإن كنتم تريدون ان تنهوا المسيحية في العراق فأنكم على العكس من ذلك تثبتون جذورها اكثر، وذلك بسبب جهلكم وقلة معرفتكم، انكم تزرعون بيدكم بذاراً من الدماء تترسخ بها المسيحية في هذا البلد الذي لطالما رويت ارضه بدماء شهداء المسيحية وها هي اليوم تسقى من جديد بدم شهدائها الجدد لتبقى المسيحية آلاف السنين الاخرى في ارض الرافدين مثلما كانت منذ الآلآف السنين.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.