بقلم نشوان جورج
Nashwan.george@yahoo.com
العلم العراقي.. والصمونة بـ (125) دينار
06 / 02 / 2008
http://nala4u.com
اخذت قضية العلم الجديد حيزاً كبيراً في جلسات ومناقشات القيادات السياسية والبرلمان العراقي، وهاهي اليوم والحمد لله تنتهي القضية ويتم رفع علم جديد لمدة عام في مؤسسات الدولة الرسمية، والله اعلم كم طول من القماش تم شراءه للعلم الجديد وكم من الملايين صرفت من اجله وكم منها سرقت الى ان اتى يوم رفع قطعة القماش هذه على مبنى مجلس الوزراء ببغداد؟!
لا نعلم لماذا لا يأخذ المواطن العراقي حيزاً في مناقشات القيادات العراقية مثلما اخذ موضوع العلم؟ لماذا الانسان العراقي لا يعامل بموجب شرعة حقوق الانسان؟ الكثير من الطاقات عملت والكثير من الاقلام كتبت وهناك من تساءل عن رد الاعتبارات للعلم العراقي وهناك من هدد وانذر ووو… من اجل العلم. لا اعلم هل قطعة القماش هذه سترد الاعتبار للانسان العراقي؟ لماذا لا تبذل مثل هذه الجهود من اجل الانسان العراقي؟ ألا يكفي قياداتنا الانشقاق والانقسام؟ ومتى ستتم المصالحة الوطنية ليرتاح الانسان العراقي من صراع القوى في بلده ويتنعم بأكل صمونة لذيذة وبسعر مناسب؟! الى متى سيعطي الشعب العراقي التضحيات دون مقابل؟ الم يحن الوقت لتشفق قياداتنا على المواطن البسيط وتنسى مصالحها وغاياتها الحزبية والعقائدية وغيرها من المصالح؟!
قامت الدنيا وقعدت لحصار غزة، وقامت الدنيا وقعدت لأنفجار في بيروت، لماذا لا تتعالى هذه الاصوات من اجل الانسان العراقي؟ لماذا هي خامدة ومختنقة عندما ترى الانسان العراقي يعيش حياته برهبة وقلق؟ لماذا لا تتعالى هذه الاصوات عندما تسفك كل يوم الدماء العراقية البريئة؟ لماذا لا تتعالى هذه الاصوات عندما يشرد الانسان العراقي من بيته وموطنه؟ هل اصبح الانسان العراقي رخيصاً الى هذه الدرجة؟ ما فائدتنا من العلم إن كان انساننا متألماً؟ كل ذلك تساؤلات تدور في ذهن المواطن العراقي البسيط.
وإن كنا نعتز بالعلم لماذا لا نرفع هذه الراية بيد واحدة من اجل عراق واحد؟ لماذا لا نجعل من العلم راية ترفرف فوق خيمتنا التي تجمعنا تحت ظلها ويكون اسمها العراق؟ فلنهتم بالانسان ولتتعالى اصواتنا من اجل الانسان العراقي الذي يستحق ان نخصص لها طاقاتنا، وعندما يكون الانسان من اولوياتنا حين ذاك سنتفق على رايتنا ونجعل منها شعاراً للمصالحة والتضامن بين جميع مكونات مجتمعنا العراقي واطيافه فنصرخ من اجل علم نرفعه بيد واحدة ونموت جميعا من اجله كي يحيا الوطن.