بقلم شذى توما مرقوس
منقوووووول……..
05/ 01 / 2008
http://nala4u.com
…..
عِبر مواقع عديدة على الأنترنيت ــ وسابقاً على صفحات بعض الجرائد
والمجلات ـــ تطالعك مواضيع أو نصوص مختلفة { أشعار ، قصص، قصائد ، خواطر
، مقالات أدبية أوسياسية أو دينية وفي كل الشؤون الحياتية الأخرى ، دراسات
علمية …..الخ} وأسمحوا لي هنا بالحديث عن النصوص كمثال توازيهِ أمثلة
كثيرة في شتى المواضيع الأخرى …….هذهِ النصوص على
أختلافها تشترك في كونها نصوصاً منقولة مُجردّة
من
أسماء كُتّابها الأصليين والمصادر المنقولة عنها ….. وهكذا يجهلُ
القارئ أحياناًـــ وفي غياب أية أشارة الى كون النص منقولا ـــ أنّهُ يقرأ
نصاً منقولاً أو يتأرجح بين الشك واليقين في أحيانٍ أخرى …. وعندما يجهلُ
القارئ أنّهُ يقرأ نصاً منقولاً يكون ناقل النص في نظرهِ كاتبه دون
شك ….. ويزداد هذا الأنطباع تأكيداً عند متابعة ردود ناقل النص على
تعليقات القراء حيثُ يردّ على القراء وكأنّهُ كاتب النص فعلاً …….
وهذا أجحاف أكيد وكبير بحق كاتب النص ولا يجوز القبول بهِ أو السكوت عنهُ
أبداً …… البعض الأخر يكتفي بكتابة كلمة ــ منقول ــ في أشارة الى كون
النص منقول وهذا أهون من غياب التنويه عن ذلك……. ولكن
هل يكفي كتابة كلمة منقول ( التي تفنّن البعض في كتابتها بطرق مختلفة أحداها ــ منقوووووول ــ )
أشارةً
الى كون النص منقول مُجرداً من أسم كاتبه الحقيقي والمصدر الذي نُقِل عنه
……في كل الأحوال تشترط الأمانة التامة والشعور العالي بالمسؤولية على
ناقل النص ذكِر أسم كاتبهِ الحقيقي والمصدر المنقول عنه…… بغير ذلك
يتحول الأمر الى ما يشبه السرقة لنتاجات الأخرين …… . طريقة نقل
النصوص والمواضيع قد تبدو للكثيرين غير مهمة وثانوية …….. لكنّها في
حقيقة الأمر
غاية في الأهمية ويجب أن ينتبه اليها جميع الكتّاب حفاظاً
على نتاجاتهم من الضياع في زحمة الضوضاء الناتجة عن نقل النصوص دون
الألتزام بشروط النقل المطلوبة من أمانة ووعي ومسؤولية ……..أن الكثيرين
قد أساؤوا ( بغض النظر عن النوايا ) الى النصوص بنقلهم أياها مُجرّدة من
أسماء كتّابها الحقيقيين والمصادر المنقولة عنها وفي كُل مرة يُنقلُ فيها
النص أياً
كان يُمنحُ أسم ناقلهِ ….. فلو نُقِل عشر مرات لأصبح
لهذا النص عشرة كُتّاب{ وبين هذهِ الأسماء العشرة يغيبُ أسمٌ واحد هو أحقُ
الجميع بهذا النص الا وهو كاتبهُ الحقيقي} وأن حدث وأن أطلع القارئ على
النص المنقول في عشرة مواقع على الأنترنيت لأنتابتهُ الحيرة……. فمن هو
من بين هؤلاء العشرة كاتب النص الحقيقي ؟!…… وكثيراً ما تكون النتيجة
سلبية جداً على الكاتب لأنّ القارئ يفقدُ ثقتهُ فيما يُنشر وفي المواقع
التي يتصفحها على الأنترنيت وفي ناقلي النصوص وفي الكاتب الحقيقي نفسه
والذي لم يكنّ له أي ذنب فيما يجري ….. حتى ينتهي الأمر بالقارئ الى
فقدان الثقة التام وعدم تقبلّهِ حتى الحقيقة …… لاضرورة للأشارة الى
أهمية كسب ثقة القارئ فالجميع يعرف مدى أهمية وحساسية هذا الأمر لبناء
أعلام موثوق بهِ وحقيقي ……. في بعض الدول يُعتبر نقل النصوص بالطريقة
التي تحدثنا عنها سرقة لنتاجات الأخرين وثمرة أفكارهم وعقولهم ويُعاقب
عليها قانونياً مثالاً لذلك هو مجال الأبحاث العلمية …..
أن نقل النصوص بطريقة عشوائية غير مسؤولة تبقى أساءة الى
كُتّابها سواء كانت الاساءة مقصودة أو غير مقصودة لأنّها بالنتيجة سلب لحق
من حقوق الكاتب المشروعة في أنتساب نصهِ اليهِ …..وكم من النصوص هكذا
نُسبت الى غير كُتّابها أو بقي الجدل قائماً بين المهتمين على صحة أنتساب
النص الى هذا الكاتب أو ذاك ولم يُحسم ….. وقد لايُحسم أبداً …..
خاتمةً ….. أشيرُ الى
الكثيرين ممن أنتهجوا الأمانة التامة والشعور الذكي بالمسؤولية طريقاً لهم
في نقل النصوص( أوالمواضيع) فما أغفلوا أبداً ذكر أسم كاتب النص أو المصدر
المنقول عنهُ ….. هؤلاء هم محط تقدير الجميع وأحترامهم لأنّهم يساهمون
فعلاً في بناء تواصل حقيقي أمين ووطيد ووثيق بين القارئ والأعلام من جهة
وبين القراء أنفسهم من جهةٍ أُخرى ……
بقلم : شذى توما مرقوس
2007