بقلم شذى توما مرقوس
** هذا كثيرٌ…. حقاً **
02/ 01 / 2008
http://nala4u.com
بقلم : شذى توما مرقوس
السبت 13 ـــ 10 ـــ 2007
……
لايكفي أن تُوقِعَ الحياة الظُلم بأحدٍ ما حتى يتطوع البعض من الأخرين
لأيقاع ظُلمٍ أكبر بهِ……. هكذا هو حال اليتامى اللذين حكى عنهم الأخ
ـــ نبيل البصري ـــ في مقالتهِ المنشورة في موقع ــ النخلة والجيران ـــ
بعنوان ( ساعدوني كي نرفع كلمة ـــ لقيط ـــ من أبنائنا الأيتام ) وكذلك
الأخ ــ هيثم ملوكا ـــ في مقالتهِ المنشورة في موقع عنكاوا.كوم بعنوان (
واحسرتاه ياأيتام العراق أن تسموا باللقطاء ) …. هؤلاء الأيتام اللذين
ظلمتهم الحياة ففقدوا ذويهم لسببٍ أو لأخر ودون أن يكون لهم ذنبٌ في ذلك
لحقَ بهم ظلمٌ أخر ومن بلدهم بالذات هذا البلد الذي كما قال الأخ نبيل
البصري عنهُ في مقالهِ المشار اليهِ أعلاه ــــ هذا البلد الذي ظلم كل من
عاش على أرضهِ ـــ ونتساءل : أليس الأجدى بهذا الوطن حمايتهم وتعويضهم عما
نابهم من ظلم الحياة لهم ؟؟ …. أليست هذهِ هي أحدى الألتزامات الطبيعية
للوطن أتجاه أبنائهِ هؤلاء ؟؟ كم أودُّ أن أُذكر مقترح هذهِ التسمية ( لقيط
) لأطلاقها على هؤلاء الايتام المساكين والذي على ما يبدو أنّهُ أقترحها
بكل رحمة وأنسانية فائضة أننّا جميعاً قاطني الكرة الأرضية وبلا أستثناء
معرّضون ( في صِغرِنا ) بالقدر ذاتهِ للأبتلاء بهذهِ المصيبة ــ فقدان
الوالدين ــ وصاحب الأقتراح بتسمية هؤلاء الأيتام باللقطاء هو أيضاً أحد
قاطني هذا الكوكب وأن كان قد أفلت في صغرهِ من هذا القدر القاسي فابنائهُ
وأقربائهُ وكل من يهمونهُ ويمتّون اليهِ بصلة ـــ الأطفال منهم ــ معرّضون
للقدر ذاتهِ ولا فضل لأحد في حالهِ وهو يتمتع بوجود والديهِ ورعايتهم كما
لا ذنب لهؤلاء اليتامى تماماً في حرمانهم من آبائهم وآمهاتهم ….ألم
يتوارد الى ذهن صاحب هذا الأقتراح أن تسمية ــ لقيط ــ تهدُّ ولاتبني وكم
من الأثار السلبية تُخلفها في نفوس هؤلاء الأبرياء وأي أمالا تُرِكت لهؤلاء
في المستقبل والعيش الكريم وهم يحملون هذهِ التسمية القاسية ؟؟؟ آما آن
الآوان لأنتقاء تسمياتٍ أكثر أيجابية … تسمياتٍ تبني ولاتهدم … تُصلِح
ولا تنخُر ؟؟؟ …. اللغة العربية لغة الضاد ولغة الأشتقاقات لن تقف أبداً
عاجزة عن منح هؤلاء اليتامى الأبرياء أسماً مُشرفاً يفتخرون بهِ ويُشعِرهُم
أن وطنهم قد سخى لهم بما حرمتهم منهُ الحياة القاسية ـــ حماية الوالدين
ـــ لقد أعطى الأخ ملوكا بهذا الصدد حلاً ذكياً ومُميزاً ومُنصِفاً وغنياً
بالدلالات الأنسانية النبيلة العميقة حيثُ أقترح منح هؤلاء الأيتام لقب
العراقي كدلالة على أسم الأب …… وهل أحقُ من الوطن بأبوة أبنائهِ ؟؟…
من أحقُّ بالأبوة في بنيهِ غير الوطن ؟؟ … الوطن صاحِبُ الشأن الأول
والأخير في رفع الحيف والظلم عن أبنائهِ …. كُل الأوطان تحمي أبنائها
….. والعراق بنخيلهِ الشامخ دليلُ العزّة والكرامة لايجبُ أن يكون عاجزاً
عن حماية وصون كرامة وقيمة الأنسان العراقي وبالذات هذهِ الشريحة من
المجتمع ـــ الأطفال اليتامى ـــ
تسمية اليتيم بـ ــ اللقيط ــ أن هذا كثيرٌ حقاً وظلمٌ يُقّطِعُ القلب …….
اتساءلُ
أيضاً لماذا لاتُسّهل أجراءات تبني الأطفال للعوائل العراقية القاطنة خارج
العراق والراغبة في تبني طفل ما بعد أن حُرِموا نعمة الأنجاب …. كثير من
هذهِ العوائل ترغبُ في ذلك وتأمل كثيراً في ذلك …..
شُكراً للأخ نبيل البصري وللأخ هيثم ملوكا لبصمتهم النبيلة في أثارة هذا الموضوع الحيوي والمُؤثر والمهم جداً ………