بقلم شذى توما مرقوس
سمينٌ ومُقدّد
02/ 01 / 2008
http://nala4u.com
ما بكت عينٌ عليكَ يا وطني
ولا قالت بآهٍ عليكَ
الأصدقاءُ والأصحابُ….. والجيران
ولا تأوه حُزناً عليكَ أحسنهم ـ ولو كذِباً ــ
بوآ حسرتاه
لا الشرقُ…. لا الغربُ…. ولا كُل الأرض
جادت مآقيهم بدمعة
لا الغُرباءُ… لا الجيرانُ …. لا الأصحاب
كُلّهُم ساعة الحقِ بُخلاء
أكلوا رُطبكَ حتى تقيؤوا تُخمةً
وشربوا نفطكَ حتى الثمالةِ خمرةً
ورقصوا فوقَ الآمِكَ ….. نشوةً
ما همّهم أن تقطعت أوصالكَ…. ؟؟
ما همّهم
وأنتَ خروفَ عشائِهِم….. سمينٌ و مُقدّد
وفيرُ اللحمِ
غنيُّ العظمِ
كثيرُ الليّة
سالَ لُعابَهُم عليك
عاثوا في خريطتك وعبثوا
شبعاً ضحِكوا
وفي كُلِ الدولَ شتاتاً
أبناءك لاجئين فَـرَّقوا
يا وطني
لا نقُصت حُزناً عليكَ
في كثّاتِ شواربهم …. شعرة
ولا نقُصَ من قاماتِهِم
شِبراً عليكَ حسرة.
قطّعوا أوصالكَ نهشاً
شرقاً …. وغرباً
شمالاً …. وجَنُوباً.
لا شهقَ أحدهُم
ولا طرُفت عينٌ لهول ما يجري خجلى.
ملؤوا من حقولِك جُعَبَهُم …. جوزاً ولوزاً
ومن تُرابك ذهباً وماساً وفضة
بكيتَ لأجلهم كثيراً
لم يُبكيكِ فيهم أحد….!!!
يا وطني
ما لطّموا مع بنيكَ آلماً عليكَ
بلْ فوقَ جِراحِكَ دبكوا…. وزادوها ملحا
وعلى نغماتِ أنينكَ
رقصوا وهزّوا ….. وأهتزوا طربا
وحيدٌ أنتَ في مصابِكَ
وحيدٌ أنتَ في حزنك
وحيدٌ أنتَ في الألم
لا عينٌ بكت عليكَ وطني
غير بنيك…. ما بكاكَ أحد
ولا العالمُ حُزناً عليكَ رقد
فيا فجيعتنا في غدٍ لستَ فيهِ
ويا رُعبنا من الموتِ مُبعدين عنكَ
لاجئين …. مُشتتين ….وحيدين
بلا وطن ٍ ….. ذليلين
ما لنّا في غيرِك عزاءً
غيرنا … ما لك
ولا لنا في أرض ٍ أُخرى سماءً
لملمنا من الشتاتِ
كما الدجاجة تحت جناحيك ..
إجمعنا
غطاؤك وثيرٌ……. لنّا كُلنّا
يا خير غطاء…. دثّرنا
تشربنّا وأياكَ الدرسَ كفايةً وطني
فألتحفناكَ…… دثّرنا