بقلم نشوان جورج
Nashwan.george@yahoo.com
الكنيسة تتحدى الارهاب
24 / 07 / 2007
http://nala4u.com
في الاسابيع الماضية عصفت بالكنيسة موجةٌ قوية من الأعاصير التي كان اشدها استشهاد الاب رغيد ورفاقه، إضافة الى تردي وضع المسيحيين في منطقة الدورة جنوب بغداد وجبرهم على ترك منازلهم، وتهديد الكثير من المسيحيين في الكثير من المناطق لدفع الجزية او القتل او خطفهم وطلب مبالغ خيالية لإطلاق سراحهم والكثير الكثير من الاعمال الاخرى التي يقوم بها الارهابيين ضد المسيحيين ولا تحتاج ان نتحدث عنها لأنها غير مخفية عن الجميع.
وفي نفس الوقت قرأنا الكثير من المقالات على المواقع الألكترونية تدعوا الكنيسة للخروج من صمتها واطلاق صوتها وفعلاً كان نداء البطريرك دلي وما تلاهُ من ندآت لبطاركة آخرين ومسؤولين حكوميين صرخةً مدوية الى كل الذين يتسببون في هذه الاعمال الارهابية.
هناك من ينتقد الكنيسة لانها لا تتخذ قرارات جريئة ضد ما يحدث لمسيحيي العراق، إلا ان الكنيسة بصمتها فإنها تتحدى الإرهاب بكل جراءة فعندما نسمع اصوات النواقيس تنادي بالمؤمنين لحضور القداس فهذا يعتبر تحدٍّ وعندما تقوم الكنيسة برسامة كهنة في بغداد والموصل وقرقوش وغيره من المناطق فهذا تحدٍّ اكبر من سابقه، وعندما نرى اطفالنا يقتبلون لتناول القربان المقدس، ويشاركون في دورات التعليم المسيحي فهذا تحدٍّ آخر.
الكنيسة ليست حزباً، ولا تعمل عمل السياسيين كي تدافع عن نفسها، يكفيها ان تمارس طقوسها وتعمل على نشر كلمة الانجيل فذلك من اكبر التحديات التي تقوم به الكنيسة في ظل الضروف الراهنة.
في الكثير من الاحيان لا يعتبر مسايرة الامور ضعفاً بل حكمةً ولو عدنا الى تاريخ الكنيسة الشرقية اثناء الاضطهادات سوف نرى ان الكنيسة لا تتكلم كثيراً بل ما تفعله هو الصلاة لا غير وبالتأكيد الصلاة دون ايمان لا يجدي نفعاً والكنيسة بدون ايمان لا حول ولا قوة وبالايمان ستبقى السفينة صامدةً مهما كانت العواصف قاسية.
فلا داعي لانتقاد الكنيسة ومطالبتها بالمستحيل، يكفي بأنها تقوم بواجباتها رغم الضروف القاسية التي تمر بها ولنكن يداً بيد معها لانها نحن.