مبروك للشعب الأرمني: أما نحن!

بقلم سامي هاويل
الموضوع ;مبروك للشعب الأرمني: أما نحن!

01 / 11 / 2019
http://nala4u.com

مرة أخرى ولكن ليس كسابقاتها، أعلنت اقوى دول العالم أعترافها بمذابح الأرمن.

مبروك للشعب الأرمني لأنهم تمكنوا من تحقيق لحمتهم القومية.

مبروك للأرمن لأنهم لم يتركوا مجالاً لصراع طائفي يهدد قضيتهم.

مبروك للأرمن لأنهم لم يتركوا مجالاً لذليل بينهم يتاجر بقضيتهم.

مبروك للأرمن لأنهم رسموا خطوطهم الحمراء وألتزموا بها.

أما نحن!

فلازالت ارواح الأطفال المذبوحين تجول وتلعب في تلك الحقول والبساتين التي لم يشبعوا من اللهو فيها، وقهقهاتهم تملأ تلك السهول والوديان المهجورة ليعود إليهم صداها ويختفي بعد حين، ويحل الصمت الشديد ليخيفهم، فتقودهم الذاكرة الى تلك اللحظات المرعبة التي لم يكونوا قد فهموا بعد أنها كانت مراسيم قتل أمة بريئة لم تقترف ذنباً ألا ما قدمته للبشرية من علوم ومعرفة في معظم المجالات!!.

ولازالت أرواح البتولات باقية على الأرض تئن في طرقات الموت التي سُلِبت فيها عذريتهن بهمجية دواعش الأمس، فكبريائهن لم يسمح لهن الرحيل، فقد أعلنّ عصيانهن على إرادة السماء، ينتظرن بأمل من ينصفهن.

ولازال ذلك المقاتل الشجاع يقف بصمت وينظر بحسرة، وقد أغرقت الدموع عيناه، متيقناً بان لا البشر ولا الزمن ولا عدالة السماء قد أنصفوه.

ومازال ساستنا يتخبطون في فراغ دخلوه بمحض إرادتهم، تمخضوا فيه فولدوا مسخاً شديد البؤس والتشوه، وتركوه للمختصين والباحثين لتجميله في المستقبل.

ومازالوا يصرون على محو هويتنا الآشورية ببدعٍ لم يألفها تاريخ البشرية.

ومازالوا يراهنون على سذاجة الكثيرين من الآشوريين الطيبين لتمرير أجنداتهم ومشاريعهم الخاصة.

ومازالت جموع مناصريهم لا يعرفون الفرق بين (الألتزام والولاء).

ومازالت جموع الطائفيين يفتخرون قابعين في شرنقتهم الملونة، يحاولون ترقيعها وتحويرها ليخلقوا منها قضية شعب وأمة، فتبرر خنوعهم وإرادتهم المسلوبة.

ومازالت طوائفنا مشتتة، ورجالها يبرعون في خطابات الوحدة المزيفة.

ومازالوا يستمدون قوِّتهم ويغذونها من أشلاء أمة مزقتها صراعات أسلافهم.

ومازال جمع كبير من الشعب الآشوري بكل طوائفه يبحث عن الفردوس بين عبارات مواعض كاهن ينتعل الجهل ويمتهن الكذب والنفاق.

ومازال هذا الجمع يتلذذ بالعبودية التي يعتقد أنها أيمان!، ففاقد البصيرة لا يمكن أن يعرف طريق الأيمان، بل سيبقى هائما في بحر ظلمات الأنانية والحقد الذي يُقاد إليه، ليجد نفسه في خندقٍ بمواجهة أخيه في الخندق المقابل.

كم يشبه حاضرنا واقع العراق اليوم ولكن بدون أن يكون لنا جيل يقهر الموت وينتفض على الظلم والعبودية, فهل سنمتلك ذلك يوماً؟ ومتى سنتعظ؟

سامي هاويل – سدني
1-11-2019

تنويه (nala4u) ; لاهمية المادة..لذا اعيد نشرها مع التقدير.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.