هل تحركات القوات الكردية “رسالة” من اللاعبين الدوليين لنظام الأسد؟ …

بقلم سليمان يوسف
الموضوع; هل تحركات القوات الكردية “رسالة” من اللاعبين الدوليين لنظام الأسد؟ …

17 / 04 / 2022
nala4u.com
/ annasnews.

قال الكاتب السوري سليمان يوسف إنه تجول في مدينة القامشلي وشاهد على الانتشار العسكري للقوات الكردية، وفرضها حصاراً على المربع الأمني حيث تتواجد ما تبقى هناك لنظام بشار الأسد من دوائر رسمية خدمية وأجهزة أمنية قمعية.

وأضاف الكاتب ابن تلك المدينة الملاصقة للحدود التركية أنه لاحظ اختفاء وانسحاب حواجز النظام، فيما انتشار القوات الكردية (الأسايش) كان لافتاً ومثيراً وهي مدججة بأسلحة خفيفة ومتوسطة (دوشكات ومصفحات) في بعض الزوايا، في محيط وعلى مداخل المربع الأمني قطع الشوارع المؤدية إلى المربع الأمني بسواتر إسمنتية، كما لو أنها تستعد لمعركة وشيكة، والمنطقة (ضمن المربع الأمني) كانت خالية من السيارات والمشاة كما لو أن حظر تجوال تام فرض عليها مع انسحاب الحواجز التابعة للنظام إلى مقراتهم الأمنية والعسكرية.

وقال يوسف في تقريره لجريدة ” الناس نيوز ” الأسترالية إن حزب الاتحاد الديمقراطي يقول إن حصاره للمربع الأمني في القامشلي يأتي رداً على محاصرة قوات النظام لأحياء شيخ مقصود والأشرفية ذات الغالبة الكردية في مدينة حلب ( ثاني ابرز المدن السورية في كل شيء بعد العاصمة السياسية دمشق ) ، وحرمانها من الطحين والمحروقات.

وأوضح الكاتب المهتم بشؤون الأقليات العرقية أن استمرار الحصار على مخبز البعث الآلي الذي كان يديره النظام، وكان يزود قوات النظام وأجهزته الأمنية والمدنيين بمادة الخبز، المخبز ينتج يومياً بحدود 30 طن من مادة الخبز ، وهذا الفرن مر عليه أسبوع تام خارج عن الخدمة، الأمر الذي تسبب بأزمة خانقة على الخبز، لأن الفرن الآلي الثاني هو حكومي أيضاً لكن منذ سنوات سيطرت عليه وتديره (سلطة الأمر الواقع الكردية)، بينما هذا الفرن لوحده لا يغطي حاجة المدينة من مادة الخبز.

وقال المستجد الذي حصل يوم الأربعاء أن النظام سلم بعض الدوائر الحكومية داخل المربع الأمني للأسايش الكردية بطريقة سلسة ودون حرج، من هذه الدوائر دائرة الكهرباء والمالية، رغم وقوعها ضمن المربع الأمني .

ووفق موظفين في هذه الدوائر اتصلت بهم ” الناس نيوز ” قالوا: تم تسليم الدوائر بما فيها من أجهزة كمبيوتر والسجلات. لم نتأكد بعد من تسليم الدوائر الأخرى المحيطة بها، مثل المجمع التربوي ومكتب الحبوب ونقابة المعلمين والمصرف الزراعي واتحاد الفلاحين.

وجاء تسليم هذه الدوائر الحكومية بطريقة سلسة، بعد أسبوع من حصار القوات الكردية للمربع الأمني وإخراج الفرن الآلي عن الخدمة، صادماً لأهالي المدينة خاصة للموالين للنظام الذين راهنوا على عودة النظام لحكم المنطقة كما كان قبل 2011.

وبعد هذه التطورات المفاجئة معظم السكان باتوا على يقين تام بأن النظام يتجه وإن على مراحل إلى تسليم ما تبقى له من وجود في القامشلي والحسكة إلى القوات الكردية، وهذا التسليم يحصل ضمن تفاهمات بين الطريف برعاية الوصي الروسي.. كما هو مشاع .

ومن من غير المعروف حتى الآن فيما إذا كان سيتبع هذا التسليم تنازلات سياسية من قبل النظام الأسدي ، مثل الاعتراف بما تسمى بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والقبول بخصوصية قوات “قسد” في منطقة شرق الفرات.

ورغم التوتر الأمني وعمق الخلاف السياسي بين الطرفين (النظام والبيدا) يستبعد أن يتطور الخلاف إلى اشتباك مسلح، وحصول معارك بين الطرفين في القامشلي، لأن الطرفين غير مستعدين لمثل هذه المعارك، وهي ليست في صالحهما في هذه الظروف، ولا أعتقد يوجد قرار سياسي لدى الطرفين بتفجير معركة القامشلي حالياً، غالباً معركة القامشلي مؤجلة إلى حين الانسحاب الأمريكي من سوريا.

وتعتقد العديد من الاوساط السياسية والاجتماعي لأهالي المنطقة أن الروس سيضغطون على النظام لأجل تقديم مثل هذه التنازلات السياسية، لتحقيق التقارب المطلوب بين النظام وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي المهيمن على الإدارة الذاتية، بهدف قطع الطريق على الولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى وتعمل للتقارب والتحالف بين الإدارة الكردية وذراعها العسكري (قسد) من جهة أولى وفصائل المعارضة السورية في الشمال السوري والمقربة من تركيا من جهة ثانية.

فضلاً عن ذلك ، تريد اميركا ممارسة مزيد من الضغوط العسكرية والسياسية والاقتصادية على روسيا في سوريا بموازاة ضغوطها عليها في أوكرانيا من خلال العقوبات الاقتصادية، ومد أوكرانيا بالمال والسلاح لإرغام بوتين على الهزيمة، أو إغراقه في حرب استنزاف في المستنقع الأوكراني.

ويقول البعض إن بوتين يرغب في التخفيف من عبء الملف السوري عليه بعد تورطه في الحرب على أوكرانيا.

تنويه (nala4u); الموقع غير ملزم ما يسمى بالادارة الذاتية الكردية …

هذه المقالة كُتبت في التصنيف المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.