(كارثة) ، الغزو الإسلامي، لبلدان (المشرق المسيحي) / توضيح

بقلم سليمان يوسف
الموضوع; (كارثة) ، الغزو الإسلامي، لبلدان (المشرق المسيحي) / توضيح
shuosin@gmail.com

01 / 02 / 2022
http://nala4u.com

(كارثة) ، الغزو الإسلامي، لبلدان (المشرق المسيحي): عام 633 م – 11هـ ، بدأ المسلمون العرب غزواتهم لنشر دينهم الجديد ( الإسلام). توجهوا الى ( بلاد الآشوريين – بين النهرين – بلاد سومر وبابل و نينوى و آشور وأكاد ). واصلوا غزواتهم الى سوريا التاريخية (موطن الآراميين)، ومن ثم الى مصر ووادي النيل(موطن الأقباط الفراعنة). نجحت جيوش المسلمين ، جلهم من العرب، بطرد المحتلين، الفرس والأوربيين، من البلدان التي غزوها، وفرضوا دينهم وسلطتهم على شعوبها. مع ضم بلدان ومناطق (المشرق المسيحي) الى “دولة الخلافة الاسلامية ” حلت الكارثة بمسيحيي المشرق وجلبت لهم الويلات والمآسي . كما هو معلوم ، الغالبية الساحقة من الشعوب المشرقية، التي وقعت تحت الاحتلال العربي الاسلامي ومن ثم تحت الاحتلال العثماني الاسلامي ، كانت (شعوب مسيحية)، مع أتباع ديانات أخرى( يهودية، ايزيدية ، مانوية ، وثنية ). صحيح ، حين غز العرب المسلمين بلدان ومناطق (المشرق المسيحي )، لم تكن هناك دول قائمة خاصة بشعوبها ( الآشوريون .. الآراميون.. الأقباط الفراعنة.. الأمازيغ. العبرانيون اليهود.) لكن الصحيح أيضاً ، مع تحول العرب المسلمين من مبشرين بـ” الاسلام” الى محتلين ومستعمرين وضم بلدان ومناطق المشرق المسيحي الى “دولة الخلافة الاسلامية” واعتبارها بلدان مفتوحة(محررة) هي من حق المسلمين، حرموا (شعوب المشرق المسيحي) من فرصة “الاستقلال السياسي” وإقامة كياناتها الخاصة في أوطانها ومناطقها التاريخية. كارثة (الاحتلال الاسلامي) لبلدان المشرق المسيحي مستمرة مع استمرار سياسية (الغازي المحتل)، التي تنتهجها (الحكومات الاسلامية) ، تجاه الشعوب المشرقية الأصيلة التي تستعمرها. (الغازي المحتل) ، يعمل بطرق وأشكال مختلفة ،على محو وطمس (ثقافة وتاريخ وحضارة) الشعوب الأصيلة (صاحبة الأرض)، ليظهر للعالم على أنه “صاحب الأرض” ولا من شعوب وأقوام أخرى سبقت وجوده في المناطق والبلدان التي احتلها . منهجية “الغازي المحتل” ،التي تنتهجها (الحكومات العربية والاسلامية) هي لم تحرم مسيحيي المشرق من فرصة حكم مناطقهم وتقرير مصيرهم فحسب، وإنما دفعت المسيحيين المشرقين الى ترك وهجرة مناطقهم التاريخية ، هذا يفسر خلو مناطق كثيرة في المشرق من أهلها المسيحيين، كانت يوماً مناطق مسيحية بامتياز، وانحسار الوجود المسيحي المشرقي عموماً، ودخوله دائرة الخطر الكياني والتلاشي من المنطقة التي ظهرت فيها المسيحية ومنها انتشرت الى بقية دول العالم … منهجية “الغازي المحتل”، كذلك حالت دوت تطور وتقدم ،( الدول العربية والاسلامية) التي أفرزتها (السياسيات والمصالح الدولية) بعد الحرب العالمية الأولى والثانية . منهجية ” الغازي المحتل” هي السبب الأساسي في فشل وتراجع (المشاريع الوطنية والديمقراطية)، التي طرحتها وعملت عليها قوى التغير الوطني الديمقراطي .

توضيح : نظراً للسجال الذي اثاره منشورنا السابق حول ” كارثة ،الغزو الإسلامي لبلدان المشرق المسيحي” وحرصاً على توضيح جوهر رسالتنا (الوطنية والانسانية) وللتأكيد على أن مشروعنا (مشروع وطن) ، وبأن خيارنا هو خيار العيش المشترك بين مختلف مكونات مجتمعاتنا المشرقية، ننشر اليوم التوضيح التالي: قطعاً ، ليس هدفنا من نشر (إضاءات تاريخية) حول ماضي وتاريخ شعوب وحضارات المشرق، هو “التباكي ” على الماضي والعودة اليه أو إثارة الفتن والنعرات الطائفية أو العرقية ، وإنما للتأكيد على أن منهجية “الغازي المحتل” ما زالت هي السائدة والمعمول بها في المجتمعات والدول العربية والاسلامية، ولهذا نقول ونؤكد على ” أن كارثة الغزو العربي الاسلامي للمشرق المسيحي مستمرة وستستمر مع استمرار منهجية الغازي المحتل في حكم وإدارة هذه البلدان ” . هذه العقلية أو المنهجية، بما تحمله من تراث متخلف وقيم ومفاهيم بالية تدميرية وظلامية ، تتنافى مع القيم والمفاهيم الوطنية والمدنية وتتعارض مع روح العصر ومتطلبات النهوض الوطني للدول والمجتمعات العربية والاسلامية. قلنا مراراً ونقولها اليوم لا تجاوز ولا خلاص لمسيحيي سوريا والمشرق وبقية المكونات والأقوام الغير الاسلامية في المنطقة ،إلا من خلال (نظام حكم وطني) يعمل لأجل الوصول الى (دولة مدنية ديمقراطية علمانية – دولة المواطنة الحقيقية ) لكل أبنائها ، وتبني (هوية وطنية) عابرة للهويات الدينة والعرقية والمذهبية وتسمو عليها، عابرة حتى للهوية العربية والاسلامية . في سوريا (الهوية السورية ) هي الهوية الوطنية الجامعة لكل الهويات والانتماءات الفرعية الأخرى… في مصر تبقى (الهوية المصرية) هي الهوية الوطنية الجامعة لكل المصريين بمختلف انتماءاتهم الدينية والعرقية والاثنية ، وهكذا في العراق و بقية دول المشرق .

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.