الوحدة (السورية – المصرية / 1958) واضطهاد المسيحيين

بقلم سليمان يوسف
shuosin@gmail.com
الوحدة (السورية – المصرية /1958) واضطهاد المسيحيين

21 / 11/ 2020
http://nala4u.com

في عهد الوحدة، تسارعت وتيرة هجرة المسيحيين من سوريا، هرباً من مظالم وجور (الحكم الناصري) ، الذي ضيق على الحريات الدينية والاجتماعية للمسيحيين ومصادرة الحريات السياسية والفكرية لكل السوريين . طيلة سنوات الوحدة لم يُقلّد مسيحياً سوريا لمنصب وزير ولا لأي موقع (سياسي أو عسكري) رفيع . المسيحيون، بحكم نشاطهم الاقتصادي الحر، كانوا أكثر المتضررين من (قوانين التأميم) الجائرة التي اصدرتها حكومة (الجمهورية العربية المتحدة). التأميم طال المدارس المسيحية الخاصة . لهذا، سقوط الوحدة 1961 اثلج صدور المسيحيين السوريين . الانفصال بالنسبة للمسيحيين ولكثير من السوريين كان بمثابة (استقلال جديد) لسوريا. لكن، فرحة المسيحين لم تطول. فبعد أقل من عامين، حزب (البعث العربي الاشتراكي)، المقرب من (الحركة الناصرية) والمؤيد للوحدة، وصل الى السلطة في سوريا عبر انقلاب عسكري 1963. في عهد الوحدة المشؤومة ، أقدمت مخابرات (جمال عبد الناصر) على اغتيال ابرز مؤسسي الحزب الشيوعي السوري اللبناني، ( فرج الله الحلو 25 حزيران 1959، وأحرقت جثته بالأسيد، لإخفاء آثار الجريمة).. إثناء زيارة (جمال عبد الناصر) الى القامشلي السورية 1959، استقبلته الفرقة الموسيقية النحاسية (كشافة السريان)، نظر لهم عبد الناصر وهو مندهش من أدائهم وانضباطهم، قال: “من هم دوول” فقالوا له أنهم (كشافة السريان) . سأل جمال: إيه يعني سريان؟؟ قالوا له: ” يعني زي اقباط مصر المسيحين” هز جمال راسه، وقال ” دول مش كشاف. دول جيش منظم وبيقدروا يعملوا جيش ودولة ويشكلوا خطر على البلد . أنا مش عايز اسمع الاسم ده مرة تنية “. عندما زار المؤسسات والدوائر الحكومية في المدينة، سأل الموظفين عن أسمائهم فكان( كبرائيل ـ حنا ـ يعقوب ـ برصوم ـ جورج – كورية – هاكوب – خوشابا ، وغيرها من الاسماء السريانية الاشورية والارمنية) .. وقف جمال وقال لمرافقيه ” لا اريد ان يكون هؤلاء اكثر من 10% في مؤسسات ودوائر الدولة ” . على أثر (الكلام العنصري) لعبدالناصر، أغلقت جميع المدارس والنوادي السريانية في القامشلي والحسكة وبقية مدن وبلدات المحافظة، واستمر الخناق والحصار على الآشوريين(سرياناً كلداناً) و الأرمن في عهد (البعث العربي) الفاشي. هل من عنصرية وطائفية مقيتة أكثر من تلك التي مارسها رئيس الدولة( جمال عبد الناصر) بحق السريان الآشوريين والمسيحيين، سكان سوريا الأوائل ؟؟ . طبعاً، حال المسيحيين الأقباط المصريين لم يكن أفضل من حال المسيحيين السوريين في ظل حكم عبد الناصر. (مجلس قيادة الثورة) الذي تزعمه عبد الناصر وقاد الانقلاب على الملك فاروق 1952 لم يضم قبطياً مسيحياً واحداً ، وانخفضت نسبة تمثيل الأقباط المسيحيين في السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية من نحو 30% الى أقل من 3% . هذا هو (جمال عبد الناصر)، الذي هو بنظر الكثير من العرب زعيم قومي عربي تاريخي.. إذا كان رئيسهم بهذه الطائفية المقيتة فماذا ننتظر من شعب جاهل امي ؟؟ ملاحظة: شيوعيون سوريون ولبنانيون عاصروا المرحلة ، لا يبرؤون ، الكردي(خالد بكداش ) – الأمين العام للحزب الشيوعي- من التواطؤ مع المخابرات المصرية في تصفية رفيقه القيادي المسيحي ( فرج الله الحلو). ما يعزز هذه الشكوك مغادرة، بكداش وقياديين آخرين في الحزب، سوريا الى لبنان وترك (فرج الله الحلو) وحده في دمشق، حيث تم اعتقاله وتصفيته.

تنويه (nala4u) ; الموقع يتبنى التسمية الاشورية كقومية ,تاريخ ,لغة .

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.