تعقيباً على مقالة “اخرجوا أيها المسيحيّون من أوطاننا “.. نعم، يا مسلمي سوريا والعراق ولبنان والأردن وفلسطين ومصر أخرجوا من أوطاننا.

بقلم سليمان يوسف
shuosin@gmail.com
تعقيباً على مقالة “اخرجوا أيها المسيحيّون من أوطاننا “
.. نعم، يا مسلمي سوريا والعراق ولبنان والأردن وفلسطين ومصر أخرجوا من أوطاننا.

16 / 11/ 2020
http://nala4u.com

alt
أحمد الصراف

كتب (أحمد الصراف) في صحيفة (القبس) الكويتية، مقالاً بعنوان “اخرجوا أيها المسيحيّون من أوطاننا “، احتج فيه بطريقة ساخرة على التعديات والمظالم الواقعة على مسيحيي المشرق، التي ينفذها إسلاميون متطرفون باسم الاسلام. يقول الصراف في مقاله ” اخرجوا جميعا فنحن نبغضكم، ولا نريدكم بيننا، اخرجوا فقد سئمنا التقدم والحضارة والانفتاح والتسامح والمحبة والإخاء والتعايش والعفو! اخرجوا لنتفرغ لقتل بعضنا بعضا، اخرجوا فأنتم لستم منا ولا نحن منكم، اخرجوا فقد سئمنا كونكم الأصل في مصر والعراق وسوريا وفلسطين، اخرجوا لكي لا نستحي منكم عندما تتلاقى اعيننا بأعينكم المتسائلة عما جرى…”.

تعقيباً على ما كتبه الصراف وفي ذات السياق أكتب هذا المقال ” أيها المسلمون أخرجوا من أوطاننا”. نعم، يا مسلمي سوريا والعراق ولبنان والأردن وفلسطين ومصر أخرجوا من أوطاننا. أخرجوا واتركوا هذه البلدان لأهلها وأصحابها المسيحيين وعودوا الي من حيث اتيتم. الي جزيرتكم حيث مقدساتكم الاسلامية. أخرجوا يامن ترفضون الانفتاح والتسامح والمحبة والإخاء والعيش مع الآخر. يا من تعشقون الموت وتمجدون الماضي وتحنون اليه، بينما نحن نعشق الحياة والحرية ونتطلع للمستقبل. اتركونا نبني مستقبلنا ونعيش حياتنا ونربي أجيالنا كما نريد ونشتهي و نمضي حياتنا بأمان، بدون خوف وقلق. كنا اغلبية السكان في مشرقنا. بعد غزواتكم وحروبكم الدينية، اصبحنا اقليات متناثرة مهددة بالتلاشي. أخرجوا من أوطاننا، لا مستقبل لنا معكم وبينكم. كفانا قتلاً وذبحاً وخطفاً وتهجيراً على الهوية. أنتم سبب فشل وإخفاق نهضة وتقدم دول المشرق. ارحلوا وخذوا معكم مناهجكم في التربية والتعليم والتدريس. أنها مناهج طائفية، تبث روح العنصرية والكراهية الدينية والحقد بين الشعوب والامم. خذوا معكم فكركم الظلامي وكل منتجاتكم وأدوات قتلكم وارهابكم وحقدكم (داعش والقاعدة والنصرة وملحقاتها وشقيقاتها). خذوا معكم، تسامحكم وكرمكم وشهامتكم. اتركوا لنا الخمر والمرح وسهر الليالي. اخرجوا، لأنكم لم تقبلوا بقاءنا ووجودنا بينكم، إلا “أهل الذمة”، ولن تقبلوا العيش مع الآخر إلا بشروطكم ووفق شريعتكم. لقد سئمنا العيش مع فتاوى القتل والذبح والتكفير ومع خطاب الكراهية والعنصرية لبعض مشايخكم وأئمة مساجدكم.

أيها المسلمون أخرجوا من أوطاننا، ارحلوا عن بلداننا. أما نحن( مسيحيو المشرق)، لن نغادر مشرقنا، مهد ديانتنا وموطن حضاراتنا. لن نترك مدن عريقة وكنوز تاريخية نفيسة، تحمل هويتنا وتسمياتنا (نينوى، أربيل،بابل، أور، صيدنايا، معلولا، أوغاريت، تدمر، قنشرين، الرها، نصيبين، ماردين، زحلة) وغيرها كُثر. لن نترك مقدساتنا و الهتنا القديمة. آلهة الحب والجمال والخصب والحياة والتسامح ( تموز،عشتار،مردوخ، آشور، فينوس، يسوع المسيح). لن نترك كنائسنا الشامخة وصلباننا المرفوعة وكتبنا المقدسة. سنبقى الى جانب كنيسة المهد والقيامة و دير مار كبريل و مزار مار مارون، وما مرقس ومار عوديشو وكنيسة أم الزنار ويوحنا الدمشقي وسمعان العمودي وحنانيا وقبر الشهيدة فبرونيا وكل شهداء الميلاد وشهداء القامشلي. سنبقى الى جانب الأهرامات الصامدة وأطلال بابل واور ونينوى وتدمر. سنبقى نعلم أجيالنا، وصايا المسيح وأشعار مار افرام السرياني ويعقوب النصيبيني ومؤلفات ابن العبري وملاحم الخلق و التكوين الأكادية البابلية الآشورية (اينوما ايليش – و كلكامش) وملحمة “قادش” الفرعونية. كيف لنا أن نرحل ونخرج من أوطاننا، ونحن أصل هذا المشرق، وأنتم غزاة دخلاء؟. كيف لنا البقاء بينكم، وربيعكم السياسي كان جحيماً علينا كمسيحيين؟. أي مصير ينتظرنا إذا ما حل شتائكم الديمقراطي؟. كيف لنا الاستمرار في العيش والبقاء معكم والكثير من مسلمي العراق وسوريا شارك عصابات تنظيم الدولة الاسلامية(داعش)، في غزوا القرى والبلدات المسيحية وفي نهب وحرق الكنائس وسبي النساء والفتيات المسيحيات والايزيديات؟. كيف لنا أن نثق بكم ونطمئن لمستقبلنا ولوجودنا معكم وبينكم، ومن حرق منزل المدرس الآشوري المسيحي (باسم حبيب) في بلدة (قرقوش) العراقية إبان غزوة داعش 2014 هم تلاميذه من المسلمين، من الذين درسهم وعلمهم لأكثر من 15 عام؟

يا مسلمي المشرق: كيف لنا من جديد أن نقاسمكم لقمة العيش ونشارككم السجود لإله واحد يجمعنا، وبعد مائة عام على الابادة المسيحية 1915،على أيدي مسلمي دولة الخلافة الاسلامية العثمانية، تتكرر “الابادة المسيحية” على ايدي مسلمي دولة الخلافة الاسلامية البغدادية 2014، في ظل صمتكم وسكوت مشايخكم وفقهاء وعلماء دينكم؟. لا ننفي وجود مسلمين طيبين حضاريين، يفكرون مثلنا، يشاركوننا تطلعاتنا وأحلامنا السياسية والوطنية والديمقراطية، لكن هؤلاء قلة قليلة جداً، محاصرون وسط غالبية اسلامية سلفية متشددة. نبيّكم، نبي الإسلام (محمد)، صلى الله عليه وسلم، أبقى على الوجود المسيحيّ في مهد الاسلام “مكّة”، واستمرت المسيحية فيها من بعده نحو قرن كامل من الزمن. أما أنتم فقد قضيتم على المسيحية ليس في مهد الاسلام فحسب، وإنما في مهد المسيحية أيضاً. وهي (المسيحية) كادت أن تتلاشى من كل المشرق، الذي فيه ظهرت ومنه انتشرت الى بقية العالم. كتابكم (القرآن الكريم) ذكر نبينا (عيسى بن مريم)أكثر ما ذكر نبيكم(محمد ). لكن كل هذا لم ولن يشفع لنبينا ولأتباعه ولم يجنبهم ارهابكم وبطشكم باسم الاسلام.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.