سيرة النبي ارميا / الجزء الثاني

اعداد الشماس سمير كاكوز
سيرة النبي ارميا / الجزء الثاني

08 / 11/ 2020
http://nala4u.com

النبي أرميا بداً عمله النبوي في السنة الثالثة عشر من ملك يوشيا وبقي يقوم بهذا العمل إلى أن أخذت أورشليم في الشهر الخامس من السنة الحادية عشرة من ملك صدقيا ارميا بدأ خدمته أيام يوشيا وكان قصد الله أن يساعد يوشيا في إزالة العبادة الوثنية وكانت كلمة الرب إليه ولكن للأسف فهم استمروا في وثنيتهم ولذلك كانت نهايتهم الخراب ( كلمه الرب في أيام يوشيا بن آمون ملك يهوذا في السنة الثالثة عشرة من ملكه ثم كلمه الرب في أيام يوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا وبقي يكلمه إلى الشهر الخامس من السنة الحادية عشرة من ملك صدقيا بن يوشيا ملك يهوذا حين ذهب أهل أورشليم إلى السبي ) ارميا الفصل الاول بعد وفاة الملك سليمان انقسمت مملكة إسرائيل المتحدة إلى مملكتين متعاديتين مملكة الشمال ومملكة الجنوب وأُطلق على المملكة الشمالية إسرائيل والمملكة الجنوبية سميت يهوذا كان إرميا من عناثوث على بُعد أربعة أميال إلى الشمال من أورشليم في المملكة الجنوبية عاش وتنبأ في أيام حكم آخر خمسة ملوك ليهوذا وكان ذلك زمن فوضى سياسيًا وأدبيًا وروحيًا وحيث إن بابل ومصر وأشور كانت تتقاتل على سيادة العالم ومع أن إرميا تنبأ على مدى 40 عامًا فإنه لم يرَ مطلقًا شعبه يصغي لكلماته ويرجع عن خطاياه دامت خدمة النبي ارميا مدة الثماني عشرة سنة التي حكم فيها يوشيا والثلاثة شهور التي حكم فيها يواحاز والاحدى عشرة سنة والخمسة شهور التي حكم فيها صدقيا فجملة مدة خدمته كانت إحدى وأربعين سنة وكان رجال عناثوث مواطنوه في مقدمة من قاوموه وهددوه إن لم يمتنع عن الاستمرار في عمله النبوي ولكنه ثابر على القيام برسالته بالرغم من الاضطهاد إلا أنه شعر بقوة وطأة هذه المقاومة لعمل الله والتي شنها عليه مواطنوه لذا فقد صرخ إلى الرب لكي يُنزل بهم قضاءه ( أعلمني الرب فعلمت وأراني فرأيت أعمالهم كنت أنا كخروف وديع يساق إلى الذبح ولا علم لي أنهم كادوا لي مكيدة قالوا لنتلف الشجرة مع ثمرها لنقطعه من أرض الأحياء ولا يذكر اسمه من بعد فيا ربنا القدير الذي يحكم بالعدل ويفحص المشاعر والأفكار دعني أرى انتقامك منهم فإليك رفعت دعواي فقال الرب على رجال عناتوت الذين يطلبون حياتي ويقولون لا تتنبأ لئلا تموت بأيدينا أنا الرب القدير أعاقبهم فيموت الشبان منهم بالسيف وبنوهم وبناتهم بالجوع لأني يوم أعاقبهم سأجلب عليهم شرا ولا تبقى منهم بقية ) ارميا الفصل الحادي عشر هنا يتآمر أهلهُ كهنة عناثوث ضده ليقتلوه قائلين لنهلك الشجرة بثمرها هكذا قام الكهنة ورؤساءهم على المسيح وهم تصوروا أنهم بقتله سينتهون من نبوته فهم لا يحتملون إنذاراته ودعوته لهم بالتوبة لكن الله أبقاه وكشف لهُ مؤامرتهم كانت مفاجأة لإرميا أن شعب عناثوث موطنه الأصلي يتآمرون على حياته أرادوا أن يُخرسوا إرميا لعدة أسباب اقتصادياً إدانته لعبادة الأوثان ستضر بصنَّاع الأصنام ودينيًا لأن رسالة القضاء والغم جعلت الناس يشعرون بالكآبة والذنب وسياسيًا لأنه وبخ، علنًا سياستهم المملوءة بالرياء وشخصيًا لأن الناس كرهوه لأنه كشف لهم خطأهم كان أمام إرميا خياران إما أن يجري ويختبئ أو أن يدعو الله ودعا إرميا الله فاستجاب له ومثل إرميا نستطيع إما أن نجري ونختبئ عندما نواجه تهديدات بسبب أمانتنا لله أو أن ندعو الله طلبًا للعون والاختباء وأما دعوتنا لله فتجعله يقويها العداء الذي ظهرت بوادره في عناثوث فقد ذاع وانتشر بعد حين حتى أصبح عداءاً عاماً مما ألجأه إلى أن يصرخ أيضاً طالباً من الرب أن ينزل قضاءه بالمقاومين ولكنه بقي أميناً لمهمته بالرغم من كل مقاومة واضطهاد وفي السنة الرابعة من ملك يهوياقيم أملى أرميا نبواته التي نطق بها مدة العشرين سنة السابقة وكتبها باروخ الكاتب في درج وأخبر أرميا باروخ أن يأخذ السفر إلى بيت الرب وأن يقرأه على من يأتون من الشعب إلى الهيكل في يوم الصوم ووصل الدرج في النهاية إلى الملك الذي بعد أن استمع إلى بعض فقرات منه مزق الدرج قطعاً ورماه في النار حتى احترق كله وفي السنة الرابعة ليوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا كان هذا الكلام إلى إرميا النبي وقرأ في الكتاب كلام الرب في بيت من لدن الرب قائلا خذ لك سفرا وآكتب فيه كل الكلام الذي كلمتك به على إسرائيل وعلى يهوذا وعلى جميع الأمم من يوم كلمتك من أيام يوشيا إلى هذا اليوم لعل بيت يهوذا يسمعون بكل الشر الذي فكرت أن أصنعه بهم فيرجعوا كل واحد عن طريقه الشرير فأغفر إثمهم وخطيئتهم فدعا إرميا باروك بن نيريا فكتب باروك في سفر إرميا كل كلام الرب الذي كلمه به وأمر إرميا باروك قائلا هناك ما يمنعني لا أستطيع الذهاب إلى بيت الرب فآذهب أنت وآقرأ في السفر الذي كتبته عن فمي كلام الرب على مسامع الشعب في بيت الرب يوم الصوم وآقرأه أيضا على مسامع جميع بني يهوذا القادمين من مدنهم لعل تضرعهم يصل إلى أمام الرب ويرجعون كل واحد عن طريقه الشرير فإن غضب الرب وسخطه الذي تكلم به على هذا الشعب عظيم ففعل باروك بن نيريا بكل ما أمره به إرميا النبي وقرأ في الكتاب كلام الرب في بيت الرب وكان في السنة الخامسة ليوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا في الشهر التاسع قد نودي بصوم أمام الرب لكل شعب أورشليم وكل الشعب الآتي من مدن يهوذا إلى أورشليم فقرأ باروك في الكتاب كلام إرميا في بيت الرب في غرفة جمريا بن شافان الكاتب في الدار العلياة عند مدخل باب بيت الرب الجديد على مسامع كل الشعب فلما سمع ميخا بن جمريا بن شافان كل كلام الرب من الكتاب نزل إلى بيت الملك إلى غرفة الكاتب فإذا بالرؤساء كلهم جالسون هناك أليشاماع الكاتب ودلايا بن شمعيا وألناتان بن عكبور وجمريا بن شافان وصدقيا بن حننيا وسائر الرؤساء فأخبرهم ميخا بكل الكلام الذي سمعه عندما قرأ باروك في الكتاب على مسامع الشعب فأرسل جميع الرؤساء إلى باروك يهودي بن نتنيا بن شلميا بن كوشي قائلا خذ بيدك السفر الذي قرأت فيه على مسامع الشعب وتعال فأخذ باروك بن نيريا السفر بيده وذهب إليهم فقالوا له اجلس وآقرأ ذلك على مسامعنا فقرأ باروك على مسامعهم فلما سمعوا كل هذا الكلام نظر بعضهم إلى بعض مرتعشين وقالوا لباروك لنخبرن الملك بكل هذا الكلام وسألوا باروك قائلين أخبرنا كيف كتبت كل هذا الكلام عن فمه فقال لهم باروك كان يملي علي كل هذا الكلام عن لسانه وأنا أخطه في الكتاب بالحبر فقال الرؤساء لباروك إذهب وآختبئ أنت وإرميا ولا يعرف أحد أين أنتما وذهبوا إلى الملك إلى الدار بعد أن أودعوا السفر في غرفة أليشاماع الكاتب وقصوا كل الأمر على مسمعي الملك فأرسل الملك يهودي ليأخذ السفر فأخذه من غرفة أليشاماع الكاتب وقرأه يهودي على مسمعي الملك ومسامع جميع الرؤساء الواقفين لدى الملك وكان الملك جالسا في بيت مشتاه في الشهر التاسع والمنقل أمامه متقد فكلما كان يهودي يقرأ ثلاثة أعمدة أو أربعة كان الملك يقصها بسكين الكاتب ويلقيها في النار التي في المنقل، حتى فني كل السفر في النار التي في المنقل ولم يفزعوا ولم يمزقوا ثيابهم لا الملك ولا أحد من حاشيته الذين سمعوا كل هذا الكلام وكان ألناتان ودلايا وجمريا قد ألحوا على الملك بأن لا يحرق السفر فلم يسمع لهم ثم أمر الملك يرحمئيل آبن الملك وسرايا بن عزريئيل وشلميا بن عبدئيل أن يقبضوا على باروك الكاتب وإرصيا النبي فأخفاهما الرب أرميا الفصل السادس والثلاثون لكن الرب أرشد ارميا أن يكتب درجاً ثانياً كالدرج الأول وزيدت عليه إضافات أخرى وكانت كلمة الرب إلى إرميا بعد أن أحرق الملك السفر والكلام الذي كتبه باروك عن فم إرميا قائلا عد وخذ لك سفرا آخر وآكتب فيه كل الكلام الأول الذي كان في السفر الأول الذي أحرقه يوياقيم ملك يهوذا وتقول على يوياقيم ملك يهوذا هكذا قال الرب إنك قد أحرقت هذا السفر قائلا لماذا كتبت فيه وقلت ليأتين ملك بابل وليدمرن هذه الأرض ويخليها من الناس والبهائم فلذلك هكذا قال الرب على يوياقيم ملك يهوذا إنه لا يكون له من يجلس على عرش داود وتكون جثته مطروحة للحر في النهار والبرد في الليل وأعاقبه وأعاقب ذريته وعبيده على إثمهم وأجلب عليهم وعلى سكان أورشليم وعلى رجال يهوذا كل الشر الذي تكلمت به عليهم ولم يسمعوا فأخذ إرميا سفرا آخر وسلمه إلى باروك آبن نيريا الكاتب فكتب فيه عن لسان إرميا كل كلام الكتاب الذي أحرقه يوياقيم ملك يهوذا بالنار وزيد عليه أيضا كلام كثير مثله وقام واحد من أعدائه وهو الكاهن فشحور الناظر الأول للهيكل وضرب أرميا وجعله في المقطرة ولكنه أطلقه في اليوم التالي ( وسمع فشحور بن إمير الكاهن وهو رئيس القيمين على هيكل الرب أن إرميا يتنبأ بهذه الكلمات فضربه وحبس رجليه في القيود بباب بنيامين الأعلى عند بيت الرب وفي الغد أطلق فشحور إرميا من الخشبة فقال له إرميا ما دعا الرب اسمك فشحور بل الرعب من كل جهة ( وسمع فشحور بن إمير الكاهن وهو رئيس القيمين على هيكل الرب أن إرميا يتنبأ بهذه الكلمات فضربه وحبس رجليه في القيود بباب بنيامين الأعلى عند بيت الرب وفي الغد أطلق فشحور إرميا من الخشبة فقال له إرميا ما دعا الرب اسمك فشحور بل الرعب من كل جهة ) ارميا الفصل العشرون وقعت هذه الحادثة في أثناء حكم يهوياقيم ملك يهوذا تنبأ إرميا في وادي ابن هنوم مركز الوثنية في المدينة كما تنبأ في الهيكل الذي كان يجب أن يكون مركز العبادة الحقيقية كان كلا المكانين يجذبان الكثيرين من الناس فقد كان كلاهما مكانين للعبادة الزائفة كان فشحور هو المسؤول عن حفظ النظام في الهيكل كما كان كاهنًا وادَّعى بأنه نبي وبعد سماع كلمات إرميا جعله فشحور يُضرب ويوضع في المقطرة أي يُحبس عوضًا عن أن يصغي بقلبه لرسائل إرميا ويعمل بمقتضاها فالحق أحيانًا يلدغ ولعل فشحور ظن أنه قائد قوي بينما كان في الحقيقة جبانًا بعد العظة الواضحة التي ألقاها النبي بدأ إضطهاده بواسطة فشحور الكاهن كان المنتظر أن يحمى فشحور إرميا لأنه نبي وكاهن مثله لكنه ضربه كما ضُرِبه ووضعهُ في المقطرة وهي آلة تعذيب يوضع فيها السجين منحنيًا وتربط يديه ورجليه ورقبته فيتألم ألمًا مبرحًا كان هذا أمام الناس ليسخر منه المارة ويحتقروه لكن لم تتحقق أغراض فشحور فقد هاجمه النبي بشدة فكلمة الله لا تُقيد والله يصدر حكمه على هذا الكاهن الشرير فشحور كان لهُ مركزًا ساميًا في الهيكل به يستطيع أن يسجن إرميا بتهمة الإخلال بالأمن العام ومعنى اسم فشحور فرح لكن إرميا سماه مجور هذه معناها خوف من كل جانب فالله يُحوِّل أفراح الخطاة لمخاوف وسيمتلىء هو رُعبًا وحزنًا والله لم يقتله فورًا بل تركهُ يتألم مثل قايين.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, دين. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.