حتى لاننسى .. معركة قاسملو .. دمدمة

بقلم اللواء بولص يوسف مالك خوشابا
حتى لاننسى .. معركة قاسملو.. دمدمة

05 / 12 / 2012
http://nala4u.com

الرفيقان التوأمان اغا بطرس ومالك خوشابا يتوسطهما اغا مرزا

استقبلت الفوات الاثورية المنتصرة على قوات اسماعيل اغا الشيكاكي في معركة قلعة جارا استقبالا حماسيا رائعا في مدينة اورميا من قبل الاثوريين واخذ المستقبلون يهتفون بحياة تلك القوات وبحياة اغا بطرس ومالك خوشابا وان هذا الكلام مثبت في جريدة ( كخوا ) الصادرة آنذاك ( بعنوان مرحبا بابطال جارا اغا بطرس ومالك خوشابا ) .
وفي نيسان سنة 1918 بدأت الحملة التركية بالتقدم وبقسميها الاكبر شمال وشمال غربي مدينة اورميا حيث تقدمت بعض وحداتها المزودة ببطاريات المدفعية للتعرض على مدينة اورميا مباشرة من الجنوب والجنوب الغربي وكان واجب هذا الرتل القضاء على جميع نقاط مقاومة الاثوريين التي يصادفها اثناء تقدمه . وكان يرافق القوات التركية المذكورة مقاتلون من الايرانيين والاكراد من عشائر الشيخ عبد القادر الذي سبق وان هزمت عشائره على يد الاثوريين في حملاتهم السابقة على اكراد تركيا . كما وكان يرافقها مقاتلون من خيالة قرةداغ الايرانية . ولما كان لزاما على الاثوريين التخلص من ذلك الرتل باسرع وقت ممكن استعدادا لمقاتلة الرتل الاكبر من القوات التركية الزاحفة نحو اورميا تقدمت قوة اثورية بقيادة اغا بطرس ومالك خوشابا لمجابهة الرتل المذكور . توغلت مقدمة من القوات الاثورية داخل وادي قاسملو بقيادة البطل اوشعنا بيت سمانو الاشوتي من تياري السفلى الذي كان مالك خوشابا قد عينه قائدا لالف مقاتل نظرا لشجاعته وقدرته القيادية في المعارك . واصطدمت هذه المقدمة بكمين تركي كان منصوبا داخل ذلك الوادي وعلى اثر ذلك استشهد خوشابا اوشعنا وعدد من رجاله فانسحب الباقون واخبروا قوتهم الرئيسية التي كانت متحشدة في قرية بالفرب من مدخل الوادي استعدادا للقيام بالتعرض على الاتراك بعد تثبيت حماية تقدمها من خلال المقدمة التي سقطت في فخ الكمين التركي مما ادى الى انسحابها . فخيم على القوة الاثورية الرئيسية وقادتها جو من القلق الشديد من جراء ما اعتبر كارثة وارادت الانسحاب الفوري من تلك المنطقة . ويقول السيد ليرا ايشو من عشيرة جيلو والذي كان مع تلك القوة بانه بينما كانت القوة الاثورية تتهيأ للانسحاب شاهد مالك خوشابا يتقدم نحوها ومعه قوة من الخيالة ولما وصل القرية المذكورة ترجل من حصانه بعد ان علم بخطورة الوضع وصعد على سطح احد المنازل ثم صرخ بتلك القوات وقادتها قائلا;
( الى اين تريدون الانسحاب.. هل تودون التقهقر الى وسط عوائلكم ؟ الرجال لايسلمون بالهزيمة فلا خطوة الى الوراء فالنصر في ان نمضي الى الامام ) كما ويقول السيد لازار ابراهيم ( قائمقام متقاعد ) الذي كان من ضمن تلك القوة ايضا امر مالك خوشابا باحتلال اربعة اهداف مرتفعة ومشرفة على تلك المنطقة لغرض حماية تلك القوات من قبل رجاله الاشداء ممن يعتمد عليهم وبقيادة معاونيه المخلصين وبعد ان تم تنفيذ اوامره اجتمع قادة جميع الفصائل ووضعوا خطة للاحاطة بالقوات التركية من الجانبين ثم مهاجمتها ليلا . وعند حلول الظلام تقدمت قوة اثورية حتى وصلت الى نقطة وراء مؤخرة القوات التركية وعندئذ قامت القوات الاثورية الرئيسية بهجوم مباغت عليها مما اجبر الاتراك على التقهقر والهزيمة بعد ان قتل عدد كبير منهم ووقوع عدد اخر في الاسر وكميات من الذخيرة والاسلحة بايدي الاثوريين .وبعد هزيمة الاتراك تلك نقلت جثة خوشابا اوشعنا ورفاقه من ذلك الوادي حيث شوهد ان لحم وفخذ احد القتلى كان قد نزع منها وقيل في حينها ان الجنود الاتراك اكلوا لحم البشر من شدة جوعهم .
وبعد هذه المعركة عادت القوات الاثورية الى اورميا لتستعد لجولة اخرى في مقابلة القوات التركية . وكانت خسائر الاتراك المنضورة اربعين جنديا بين قتيل واسير اما خسائر الاثوريين فلم يخسروا سوى ستة شهداء في ذلك الوادي ……….

تنويه (nala4u) ; لأهمية هذه الاحداث التاريخية..لذا أعيد نشرها مع التقدير.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.