حتى لا ننسى : معركة سلامس وانقاذ الاف الاثوريين والارمن وعائلة مار شمعون / ج1

بقلم اللواء بولص يوسف مالك خوشابا
حتى لا ننسى : معركة سلامس وانقاذ الاف الاثوريين والارمن وعائلة مار شمعون / الجزء الاول

20 / 12 / 2012
http://nala4u.com

أنترانيك أوزانيان باشا

كان الامل الوحيد الذي كان الاثوريين يتوقعونه هي المساعدة التي يمكن ان يتلقوها من القوات الارمنية التي انسحبت بقيادة الجنرال انترانيك باشا من ارمينيا بعد غزوها من قبل القوات التركية او من الارمن الذين انسحبوا من ولاية (وان) في تركيا وسكنوا في سلامس واورميا مع الاثوريين والذين كان من المفروض عليهم ان يساهموا في السيطرة على شمال ايران ويصبحوا قوة ساندة للاثوريين ضد الهجمات التركية المتتالية . لذا اسرع الايرانيون الى قتل كافة الاثوريون والارمن الموجودين في مدينة خوي قبل ان تصل لنجدتهم القوات الارمنية الزاحفة بقيادة الجنرال انترانيك باشا . ومن المؤسف الاشارة ان الارمن الذين كانوا قد لجئوا الى سلامس من ولاية ( وان ) في تركيا بدلا من الصمود ليكونوا همزة وصل بين القوات الارمنية الزاحفة من الشمال تحت قيادة الجنرال انترانيك باشا والقوات الاثورية في الجنوب لمساعدتها على مقامة القوات التركية في سلامس قاموا بعمل مشين بهروبهم من سلامس دون قتال بعد ان قام عدد من ضباطهم بقتل الشخصين المرسلين من قبل انترانيك باشا لاخفاء رسالته التي كان فيها قد طلب من الارمن ان يقاتلوا ويصمدوا في سلامس لانه كان قادما لنجدتهم على راس جيش قوامه خمسة الاف مقاتل .
وعندما علم انترانيك باشا بترك الارمن لمدينة سلامس انسحب مع قواته نحوالحدود الروسية . ويقال بان ارمن ولاية وان وخاصة ضباطهم كانوا قد خالفوا اوامر انترانيك باشا بالدفاع عن مدينة (وان) في حينها مما ادى الى ابادة عدد كبير منهم على يد القوات التركية لذا تعمد هؤلاء الضباط افشال خطة انترانيك باشا خوفامن وصوله والانتقام منهم ومحاسبتهم ولكن بعملهم هذا سببوا كارثة للاثوريين والارمن معا . فلوكانت قوات انترانيك باشا قد وصلت الى سلامس كان بامكانها ضرب القوات التركية من الخلف واليسار بينما كانت القوات الاثورية تقابلها من الامام واليمين فكان بامكان الطرفين القضاء على القوات التركية المتواجدة في شمال ايران قضاء تاما .

الرفيقان التوأمان اغا بطرس ومالك خوشابا يتوسطهما اغا مرزا

وبعد ان اصبح موقف الاثوريين والارمن في ولاية سلامس حرجا جدا نتيجة لتقدم قوات تركية كبيرة نحوها طلبت القوات الاثورية الموجودة في مدينة سلامس تحت قيادة كل من العقيد الروسي ( خان ) وداود شقيق مار بولص النجدة من اغا بطرس ومالك خوشابا الموجودين في اورميا . لذا اسرعا بالتقدم لمواجهة القوات التركية الزاحفة من شمال غرب سلامس بقيادة احسان باشا وكذلك طلبا باخلاء سلامس من الاثوريين والارمن لوجود خطر اكبر وذلك بتقدم قوات تركية كبيرة نحو مدينة اورميا التي كانت بمثابة القاعدة الرئيسية للاثوريين . فكان من الصعب جدا ان لم يكن من المستحيل القتال والمجابهة مع قوات نظامية تركية كبيرة معززة بقوات ايرانية وعشائر كردية على جبهتين في اورميا وسلامس في ان واحد فبعد ان طهر الاثوريين جبهتهم في اورميا في معارك سابقة تقدمت قوة بقيادة مالك خوشابا الى ( خان تخت ) لاحتلال المواقع التي سبق ان احتلت من قبل القوات التركية لقطع الارتباط بين القوات الاثورية المتواجدة في اورميا وبين تلك الموجودة في سلامس وتمهيد طريق تقدم القوات الاثورية نحو سلامس . وعليه تقدمت القوات الاثورية باربعة ارتال رتلان منهم وضعا لمجابهة تقدم القوات التركية والرتلان الاخران خصص لاحتلال التلال المحيطة بها وضربها من اليمين . فقام رتل بقيادة اغا بطرس بحركة التفاف لضرب مؤخرة القوات التركية في الوقت الذي اجبر الرتل الايمن الذي كان بقيادة مالك خوشابا القوات التركية على الانسحاب بعد تكبيدها خسائر كبيرةمن القتلى والاسرى مع مدفع ميدان واحتل تل ماريوخنا وتمركز فيه منتظرا التطورات المحتملة . وفي هذه اللحظة الحاسمة من المعركة حينما كان تطويق القوات التركية قد اصبح قاب قوسين فوجيء الاثوريون بهروب الارمن من سلامس دون قتال ودون سابق انذار نحو الجنوب الى مدينة اورميا في الوقت الذي كان لبقائهم فيها قيمة عسكرية كبيرة لمساعدة القوات الاثورية في تلك اللحضة الحاسمة من تاريخ الامة الاثورية .

داود بيث مار شمعون

فنزل هذا الخبر على اغا بطرس الذي كان يطلب مزيدا من القوات لاكمال النصر على القوات التركية نزول الصاعقة لان هذا التصرف الغير مسؤول الذي قام به بعض الضباط من ارمن ولاية وان الساكنين في سلامس بدد امال قادة الاثوريين الذين كانوا مصممين على تدمير القوات التركية في لحضة وصول الجنرال انترانيك باشا ……..

تنويه (nala4u) ; لأهمية هذه الاحداث التاريخية..لذا أعيد نشرها مع التقدير.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.