بمناسبة يوم الشهيد الآشوري..ماذا حدث تحت صخرة بهستون آب 1918 ؟؟؟

بقلم الدكتور ايوب بطرس
ayoubpetros@yahoo.com
بمناسبة يوم الشهيد الآشوري… ماذا حدث تحت صخرة بهستون آب 1918؟؟؟

08 / 08 / 2010
https://nala4u.com

( هذا جزء من تحقيق موسع عن مأساة صخرة بهستون.

6- وصخرة بهستون موقع جبلي داخل الأراضي الإيرانية بالقرب الحدود العراق الشرقية وعلى الطريق بين همدان – كرمنشاه تميز بصخوره الضخمة المتراكمة بشكل تعطي انحدارات حادة وميلان يزيد عن الزاوية القائمة وتثير الاستغراب لصمودها في ذلك الوضع بي ستون، دون مساند أو أعمدة.)
ان ما حدث تحت صخرة بهستون(في آب 1918كان كارثة حقيقية ومأساة إنسانية مروعة وجريمة جماعية كاملة الأركان ، فهناك قتل (أميت) دون إطلاق نار وبطريقة خسيسة، نخبة مختارة من (مئات) المقاتلين الآشوريين، نتحدث دائما عن الرجال الذين رفضوا التطوع في الليفي في همدان ، وفي بهستون هذه خسرت امتنا (اكبر عدد) من رجالها المقاتلين في موقعة واحدة خلال تأريخها المعاصر، انها الفاجعة التي فاقت ببشاعتها وحجمها المآسي والمذابح التي تعرض لها شعبنا فيما بعد !!. وقد بالغ الحليف!! في قسوته ووحشيته وأسلوبه اللا إنساني ذاك (حجزه عنوة رجالا منهوكي القوى رفضوا استغلالهم أكثر، فوضعهم في ظروف مناخية قاسية وفي بيئة تتفشى فيها الأمراض المعدية المميتة مع تقنين حاد للماء والطعام إلى حد الذي يبقيهم في حالة الجوع والعطش المستمرة ، مع التشديد في استنزاف قواهم البدنية باستمرار وإنهاكهم بواسطة الأشغال الشاقة التي لا تنتهي، وتعمده تعذيبهم نفسيا بحرمانهم من تفقد عوائلهم او تلقي أخبارها، فتسبب بموت المئات منهم) ما كانوا ليفقدوا حياتهم لولا تلك الظروف. والذي يلاحظ مما حدث تحت صخرة بهستون (8،1\93،3/112،4/90،6/113):

1- لقد استغل الحليف أمانة الآشوريين وثقتهم به وتمكن بخدعة وبأسلوب مضلل وتهديد من تجريد هؤلاء الرجال الشجعان من سلاحهم الخاص بحجة تبديل السلاح الروسي الذي لا ذخيرة له بالسلاح الانكليزي الجديد ومن رفض تسليمه اخذ منه بالقوة.

2- أثناء نقل الاشوريين من همدان الى بعقوبة ، أعّد كمينا على رأس جسر يعبرون منه، قيل ان يواسفة آشوريين ثلاثة من رجال الدين(يواسفة جمع يوسف على وزن يعاقبة جمع يعقوب) وقفوا مع الضباط الإنكليز على رأس الجسر ليشيروا على كل رجل آشوري لم يقبل الخدمة في الليفي ليلقى القبض عليه.

3- ومن ثم جرى فصلهم وعزلهم عن عوائلهم وأخذهم بالقوة ورغم إرادتهم الى معتقل بهستون! حيث تركوا هناك في العراء تحت حراسة مشددة!!.

4- وان آلآف الرجال الآشوريين قد احتجزوا عنوة وتحت تهديد السلاح في ذلك المكان وان الكثير من هؤلاء كانوا من الآشوريين الحكاريين الذين رفضوا التطوع في (الليفي) وأن اغلب هؤلاء الحكاريين كانوا من تياري الجنوبية ، كبرى العشائر الآشورية.

5- أما عن عدد المحتجزين الآشوريين تحت صخرة بهستون:
يقول مالك يوسف مالك خوشابا(1\94) “ان ألف وخمسمائة مقاتل آشوري من وادي ليزان وقرية آشيثا الذين رفضوا الخدمة في الليفي قد اعتقلوا ونقلوا للعمل بالسخرة تحت صخرة بهستون” ، ويؤكد الشيوخ المعاصرون للحدث ان الحكاريين الذين لم يقبلوا العمل في الليفي القي القبض عليهم وسيقوا بالقوة الى بهستون ويؤكدون على نفس العدد للمحتجزين الذي ذكره مالك يوسف، علما ان الأمر (الاحتجاز) لم يقتصر على الآشوريين الحكاريين بل شمل معظم الآشوريين الذين لم يدخلوا الليفي.
والبروفيسور برمتي يقول(6\113) ” ان كل الرجال الآشوريين الذين لم يقبلوا الخدمة في وحدات الليفي في همدان سيقوا الى فرق الأشغال لتمهيد طريق إستراتيجي في منطقة وعرة تحت صخرة بهستون”.
وكورش ياقو شليمون(4\112) من الآشوريين الاورميين يؤكد ان حشدا كبيرا من الآشوريين عامة قد احتجزوا في بهستون وكان ذووه من ضمنهم !!.
نينوس نيراري(3\93) يؤكد ما ذهب إليه برمتي من ان كل الآشوريين الذين رفضوا العمل في الليفي نقلوا للعمل في طريق إستراتيجي ومد سكة حديد في منطقة جبلية وعرة.
للعلم أيضا ان الرجال الذين رفضوا التطوع في الليفي اكثر من الذين قبلوا التطوع وان عدد المتطوعين ناهز الأربعة آلآف ، كما ان صعوبة توفير المأوى والتقنين الشديد للماء والطعام لهؤلاء المحتجزين في بهستون كان بسبب كثرة عددهم!! أي إن عددهم بلغ عدة الآلاف ! مقارنة بعدد المحتجزين (1500رجل) من وادي ليزان وقرية آشيثا فقط !!.

6- وانهم عزلوا تماما عن العالم وحرموا من زيارة وتفقد ذويهم وعوائلهم في تلك الأوقات العصيبة (انقطعت أخبارهم و صاروا في عداد المفقودين). هل هناك أصدقاء او حلفاء او أجراء يحرمون حتى من مجرد تلقي أخبار ذويهم ؟.

7- هناك اجبروا تحت التهديد بالقتل والضرب والتعذيب على القيام بأشغال شاقة مضنية لساعات النهار وأطراف الليل في تسوية الأرض وتمهيد الطريق وكسر وحمل الحجر في منطقة جبلية وعرة واستخدموا لنقل قضبان حديدية لسكة القطار(وهي أعمال تفرض عادة على المحكومين بالأشغال الشاقة المؤبدة) بقصد إجهادهم وإنهاكهم وإيقاع أقصى الأذى والضرر بهم للتخلص من اكبر عدد منهم.

8-وإنهم تركوا في العراء تحت صخرة بهستون ليل- نهار!! رغم الظروف المناخية القاسية (حرارة الصيف) التي لم يألفها هؤلاء الجبليون ، ورغم ما كان يلم بهم يوميا من التعب والإرهاق الشديدين فلم يكن هناك مكان يأوون إليه في فترة القيظ أو في الليل او مصدر ماء يطفئون ظمأهم منه سوى مياه السواقي الملوثة التي نشرت الأمراض المعدية الفتاكة بينهم ،أمراض كانت جديدة عليهم!.

9- والانكى ان الطعام والماء قد استخدما كوسيلة للضغط والعقاب والحرمان منهما، فضلا عن قلة الكمية ورداءة نوعية الطعام المقدم وشحه الماء او عدم صلاحيته للشرب!.

10-لم يكن هناك ادنى درجة من الاهتمام بالامور الوقائية والصحة العامة في المعتقل كتلك المعروفة عن الانكليز وكل شئ كان يتم في العراء من الأكل والنوم والشرب وقضاء الحاجات واهمل تماما معالجة المصابين بالامراض المعدية التي انتشرت بينهم.

11- إنما في المقابل اهتم حلفاءهم!! بجدّية بوضعهم تحت الحراسة المشددة والمراقبة المباشرة المستمرة أربعة وعشرين ساعة وأحاطوهم بالجنود المدججين بالسلاح الذين لا تفارق أصابعهم الزناد !.

12- ومن حاول منهم النجاة بحياته وجازف بمغادرة مكان عمله هذا سرا (او جرب حظه بالإفلات )، أطلقت عليه النار ودفن هناك دون علم أهله، أوالقيّ القبض عليه وأعيد الى مكانه بالقوة مع تشديد العقوبة و زيادة ساعاتها.

13- وان ما رواه الناجون عن نمط العلاقة وأسلوب المعاملة وظروف العمل داخل هذا المعتقل، مؤيدا لما ورد أعلاه ، يتطابق تماما مع الظروف والأساليب التي تسود معسكرات الاعتقال ومراكز تجميع الأسرى ويناقض بالمرة فكرة العمل بأجر! التي حاول البعض تسويقها !!.

14- وتأكد من شهادة الشهود ومن ذوي المعتقلين وما أفاد به الشيوخ المعاصرون للحدث ان الكثير من هؤلاء الرجال قد فقد حياته(استشهد) ودفن هناك ولم يعد إلى أهله أبدا، بسبب التعب والإرهاق في تلك الظروف القاسية والمعاملة البالغة السوء وبما أضافته إلى إجهادهم و جوعهم وعطشهم وبما وفرته الظروف تلك من بيئة مثالية لانتشار الأمراض المعدية (الكوليرا والتيفوئيد والزحار الأميبي والتيفوس) بينهم و التي لم يعمل أحد لمكافحتها و الحد من انتشارها ،” كل يوم كان يموت عددا منهم ” (6/113)(8).

15- أن الكثير من الناس الآن لم يسمعوا إن قريبا لهم قد مات في مخيم بعقوبة رغم انه كان يموت فيه ما معدله خمسون شخصا يوميا وهي حقيقة موثقة وقد دفن في هذا المخيم اكثر من (15) ألف آشوري في اقل من سنتين . وأن أغا بطرس قد أقام نصبا تذكاريا لهم في احتفال عام!!.
هل يكفي لأذكار حقيقة ما ، مجرد قولنا “أني شخصيا لم اسمع بها”7 كما يفعل البعض ؟!.الذي يقلد النعامة التي تضم رأسها فلا ترى الناس وتعتقد انهم غير موجودين!!.
للعلم بان مخيم بعقوبة اعّد ليكون مكان أمان ومحطة استراحة ومرحلة نقاهة للآشوريين، فقد أقيم على ضفة النهر وبين البساتين وروعيّ في تصميمه ليكون مدينة حديثة من الخيم الجديدة الممتازة ” المدينة البيضاء ” شقت فيه الطرق ووفرت فيه الإنارة والمياه الصالحة للشرب وطبق فيه نظام لتوزيع الطعام على قياس المواطن الإنكليزي وجهز بنظام الصرف الصحي وطبقت فيه معايير النظافة الأوربية وفتحت فيه المستشفيات والمراكز الصحية التي يديرها أطباء إنكليز وهنود أكفاء ، جهزت بالأدوية والأسرة مع إمكانية لعزل المصابين بالأمراض المعدية في محجر خاص ، وتمتع سكان المخيم بقسط طويل من الراحة والأمان ، مع ذلك مات فيه (15) ألف آشوري ، أي حوالي ثلث عدد ساكنيه !!.
فلماذا نستغرب ونستنكر وفاة (المئات) تحت صخرة بهستون وفي الظروف القاسية واللا إنسانية التي أشرنا إليها أعلاه !؟.
وهل يعقل ان هؤلاء الرجال الأحرار الذين شهد الجميع ببسالتهم وشجاعتهم والذين تنسموا الحرية في جبالهم، أيعقل انهم اختاروا بمحض إرادتهم و دون أي قسر أو تهديد ذلك النوع من العمل وارتضوا لانفسهم كل تلك الظروف المأساوية ووافقوا على ترك عوائلهم مقابل قران واحد في اليوم ؟؟ ..كما يدعي البعض!!.

(16)– عدد الضحايا(الشهداء)!
لكي نتمكن من تحديد عدد الرجال الذين فقدوا حياتهم(استشهدوا) تحت صخرة بهستون، ويكون بإمكاننا ان نعطي فكرة لما حصل ونرسم صورة تقريبية للموت الذي حدث تحت صخرة بهستون لا بد من نستعرض ما ورد في المصادر المدونة القليلة التي تطرقت للمأساة ونستعين بما ذكره الناجون والشيوخ المعاصرون ومن خلالها يمكن التوصل الى عدد الضحايا الأقرب الى الواقع.

فقد ذكر الباحث الأكاديمي الآشوري البروفيسور قسطنطين ماتييف برمتي ” ان كل من لم يقبل من المقاتلين الآشوريين التطوع في الليفي في همدان (ربما آلآف) اجبر على العمل في فرق الأشغال تحت صخرة بهستون وان الكثير منهم قد مات هناك، ويضيف بر متي كان يموت يوميا ستون رجلا منهم!، ” ولكنه لم يتطرق بالضبط الى اجمالي عدد المحتجزين ولا عدد المتوفين ولم يحدد مدة العمل ، نعتقد بان تمهيد طريق القطار في منطقة وعرة كمنطقة بهستون استغرق وقتا ليس بالقصير!.
أما مالك يوسف مالك خوشابا فقد ذكر ” انه القي القبض على ألف وخمسمائة من الحكاريين الذين رفضوا العمل في الليفي وعقابا لهم نقلوا عنوة في شهريّ آب وأيلول للعمل الإجباري (أعمال سخرة) في تمهيد الطريق تحت صخرة بهستون وانهم واحتجزوا هناك وان العمل استمر مدة غير محددة وقد مات نصف هؤلاء الرجال ” ودفنوا هناك ومالك يوسف نفسه كان معاصر للحدث،.
ويقول الشماس داود بيت بنيامين الاشوتي في مذكراته وهو معاصر أيضا بان الكثير من الآشوريين الحكاريين قد ماتوا تحت صخرة بهستون،. ويؤكد القس بنيامين صليو الاشوتي بان أربعين رجلا ومن قبيلة واحدة من عشيرة تياري الجنوبية قد ماتوا تحت صخرة بهستون.
أما الأقوال المتواترة والمنقولة عن الناجين من المعتقل وعن الشيوخ المعاصرين للحدث، فتذكر بانه كان هناك موت بالجملة واكثر مما يمكنهم إحصائه وان نصف الحكاريين المحتجزين تحت صخرة بهستون لم يعد الى أهله أبدا (أي نصف ألف والخمسمائة). وعليه يمكن مناقشة المعطيات التالية:

(1) ان المكانة الأكاديمية والدرجة العلمية والحصانة البحثية التي يتمتع بها البروفيسور قسطنطين بر متي تضفي رصانة ومصداقية على ما يورده ، لذا يجدر بنا أولا ان نشير الى المعلومات التي أدرجها البروفيسور بهذا الخصوص والتي استقاها من مصادر موثقة فهو يؤكد ” كان يموت يوميا ستون شخصا منهم ” (6/113، استنادا الى ا.ت ويلسن : ميسوبوتيميا 1917-1920، صراع الولاءات ، لندن 1931) فأن كان الأمر كذلك ولنفرض ان العمل استغرق أسابيع وليس اشهر كما هو في الحقيقة فيكون عدد الضحايا تحت صخرة بهستون من الآشوريين في مدة أربعة أسابيع فقط اكثر من ألف وخمسمائة رجل ونكرر اكثر من (1500) في أربعة أسابيع فقط وأكيد هي تقل بكثير عن المدة الحقيقية .

(2) أما مالك يوسف والمصادر الآشورية الاخرى التي تطرقت للموضوع وكذلك ما ورد في شهادات الناجين من المعتقل والشيوخ والكبار المعاصرين فتؤكد جميعها ان ” نصف الألف والخمسمائة من الآشوريين الحكاريين الذين احتجزوا هناك فقد ولم يعد الى أهله أبدا ” بمعنى ان حوالي(750) مقاتل فقد أثره ولم يرجع الى ذويه في مخيم بعقوبة أبدا، علما بان الاحتجاز في بهستون لم يقتصر على الآشوريين الحكاريين فقط.

(3) ومما يؤكد بشاعة ومأساوية الحالة تحت بهستون هو ما أثارته من قلق وارتباك الحليف وخشيته من افتضاح أمره واحتمال اتهامه بسوء معاملة الآشوريين “حليفه الصغير”، لأن حجم الموت هناك صار اكبر مما توقعه وخطط له وان معدل الوفيات تصاعد بسرعة اكبر مما يمكنه السيطرة عليه ومما لاحظه من تصاعد حالة التذمر والبلبلة والقلق بين سكان مخيم بعقوبة نتيجة لتسرب أخبار الفاجعة من معتقل بهستون لذا حاول تدارك الموقف بسرعة والتعتيم على ما حدث فعمد الى إطلاق سراح من تبقى من الرجال الهزيليّ البنية وأعادهم الى بعقوبة مع اهتمام ظاهري خاص بشأنهم.

(4) إذن الذي يمكن ان نستخلصه أخيرا وبلغة الأرقام مما ورد أعلاه هو ان اقل عدد للضحايا الآشوريين الذين فقدوا حياتهم نتيجة اعتقالهم وتجويعهم وإنهاكهم وإمراضهم تحت صخرة بهستون كان بين (1500- 750) رجل مقاتل، ولكي لا نلام او نتهم بالمغالاة فأننا نكتفي بالعدد الأصغر والأقل من التقديرات والذي أتفق عليه اكثر الناس قربا من الحدث وتأثرا به من الشهود والمعاصرين له من الآشوريين وهو (750) سبعمائة وخمسون من الرجال الشجعان!! (وهو في حديثنا يمثل الضحايا من وادي ليزان وقرية آشيثا فقط ناهيك عن الضحايا الكثيرين من الاشوريين عامة). مع ذلك فان قتل هؤلاء(750) آشوري بهذا الاسلوب الخسيس كان وصمة عار وإهانة تأريخية للقائمين بها ، لقد كان بإمكان هؤلاء الأبطال ال(750) وآخرين غيرهم كثيرين دفنوا تحت صخرة بهستون عمل الكثير لأمتهم في ساحات النضال كما سبق لهم ، وكانوا دائما موضع إعجاب وتقدير.
16- وللمقارنة فقط فانه وفي اعنف المعارك الآشورية المصيرية وفي أكثرها شراسة ودموية في الحرب العالمية الأولى وما سبقها وما تلاها ، لم يفقد الآشوريون قط اكثر من مائة مقاتل في المعركة الواحدة، والمقارنة هنا لتقدير حجم الخسارة التي أصابت الأمة نتيجة لهذه المأساة المدبرة والنيران الصديقة !! والصمت المطبق إزاءها .

أظن هكذا تكون الصورة عن الآشوريين الذين فقدوا حياتهم(استشهدوا) تحت صخرة بهستون قد بانت بعض ملامحها!!. وتكشفت حقائق جديدة ربما لم نسمع بها قبلا!! ونأمل ان نكون قد بدائنا الخطوة الأولى على الطريق التي تؤدي الى الكشف عن جريمة أخرى كبرى ارتكبت بحق أبناء شعبنا الأبرياء هناك !!.

قارن عزيزي القارئ ما فعله الانكليز بهؤلاء الرجال الآشوريين وقد أعادوا وكرروا هنا بالضبط ما فعله الأتراك مع المقاتلين الأرمن الشجعان أثناء نفس الحرب العالمية الأولى وكما يصفه د.وليم ويكرام نفسه في حليفنا الصغير((يتم تجريد المجندين للخدمة من السلاح وهم نخبة الشعب الأرمني وزهرته ونقلهم الى وحدات الشغل يرسلون الى تعبيد الطرق وما إليها من الأشغال الشاقة في مناطق بعيدة قليلة السكان ومعزولة فتذوي أجسامهم وتنحل من فرط الإجهاد والجوع والعري والتعرض لعوامل الطبيعة او ان يرديهم رصاص حراسهم صرعى)) (7/345).. 7عوديشو ملكو كيوركيس آشيثا، سفر آشيثا بغداد 2002

تنويه (nala4u) ; لأهمية هذه الاحداث التاريخية والوثائق..لذا أعيد نشرها مع التقدير.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف ابحاث ودراسات, الارشيف, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.