دور العائلة المار شمعونية في محاولات اغتيال مناوئيها

بقلم اللواء بولص يوسف مالك خوشابا
دور العائلة المار شمعونية في محاولات اغتيال مناوئيها

23 / 09 / 2013
http://nala4u.com

نمرود بيث مار شمعون

ايها القراء الاعزاء ;
لو استثنينا جريمة القتل التي ارتكبت في القوش بحق البطريرك من قبل عمه بسبب الصراع على الكرسي البطريركي وكذلك جريمة ابادة عائلة نمرود من قبل ابناء عمومتهم في قوجانس علينا التوقف قليلا في جريمة اغتيال الشهيد مار بنيامين ومن كان وراءها ؟

الشهيد البطريرك مار بنيامين شمعون

فلقد كتب بعض المدافعين عن سرمة خانم قبل مدة بانه بعد الاستيلاء على قلعة سمكو وجدوا فيها رسالة موجهة من الانكليز الى سمكو يطلبون فيها منه ان يغتال قداسة البطريرك الشهيد مار بنيامين وكما يقول المثل (من فمك ادينك).
فهل من المنطقي والمعقول ان هذه الرسالة المزعومة لم تصل الى ايادي سرمة خانم خاصة بعد ان اصبحت هي المسؤولة عن ادارة الامور بعد مقتل شقيقها مار بنيامين ؟
وماذا كانت اجرائاتها بخصوص هذا الموضوع الخطير؟

سرمة خانم بيث مار شمعون

كل الادلة اثبتت انها اخذت عائلتها وعائلة مالك اسماعيل والمقربين اليها والقوة التي بامرة العائلة والتي كان من المفروض ان تكون القوة الاحتياطية لتعزيز جبهة الدفاع عن اورميا واتجهت صوب همدان في نفس الليلة التي ترك فيها اغا بطرس اورميا متوجها نحو ساين قلعة لتلتقي باصدقائها الانكليز في همدان وتبدأ معهم لعب دور جديد خال من ضغوطات قداسة البطريرك الشهيد مار بنيامين والتي كانت تصب افكاره في خدمة الامة وليس في خدمة الانكليز ومن تتبعنا للاحداث نجد ان هذه العلاقة القوية التي لم تصيبها اي شائبة خلال حياتها والى يوم وفاتها رحمها الله …
لست انا الذي كتب عن الرسالة الانكليزية ولكنني كتبت استنادا على مصادري بانهم وجدوا في القلعة رسالة موجهة من قبل الايرانيين الى سمكو لاغتيال قداسة البطريرك وليس الانكليز ولكن بعض الاخوة في محاولاتهم التبريرية بابعاد التبعية للانكليز اوقعوا نفسهم في فخ اكبر

الرفيقان التوأمان اغا بطرس ايليا ومالك خوشابا مالك يوسف يتوسطهما اغا مرزا ايليا وخلفهم مجموعة من الضباط والجنود الروس.

محاولات الاغتيال في العراق :
1) لم تكن سبب وفات اغا مرزا شقيق اغا بطرس وفاة طبيعية حيث ان حرصه على مجابهة اعدائه بروحية المقاتل القائد كان يتوقع اغتياله من قبل عملاء الانكليز وبدفع منهم في اي لحضة ولهذا السبب كان اثناء عودته من تلكيف ليلا بالسيارة قد حمل مسدسه بيده واضعا اصبعه على الزناد لمواجهة اي موقف طاريء مما ادى الى انطلاق اطلاقة من مسدسه على فخذه نتيجة ارتطام السيارة باحدى الحفر الكبيرة في الطريق الذي نتج عنه نزيف شديد تسبب في وفاته …
منع اغا بطرس من حضور مراسيم دفنه في الموصل فقام مالك خوشابا ومالك خمو البازي وبقية الرؤساء بهذا الواجب لهذا القائد الذي قضى حياته في ساحات المعارك دفاعا عن امته ……
2) محاولة اغتيال ملك خوشابا الاولى سنة 1920 :
هذه رسالة الاسقف ماريوآلاها ادرج ترجمتها نصا (سبق ان نشرت نص الرسالة الاصلية مكتوبة بخط يد نيافته من شيكاغو)
شيكاغو الينويس 19 تشرين الثاني

سيادة ملك خوشابا المحترم
اقدم اشواقي واحتراماتي . وبعد التحية ارجو من الله ان تكونوا وعائلتكم الكريمة بصحة جيدة ..
منذ مدة لم استلم منكم رسالة ولكني اعلم بان سيادتكم مشغول جدا بقضايا الملة .
صديقي العزيز الله يبارك اعمالكم المجيدة لامتكم . حقيقة ان خدمات عائلتكم الجليلة منذ القدم للامة الآثورية لا يمكن ان ينساها اي فرد من هذه الامة . ولكن ماذا اقول لسيدي المارشمعون والمارشمعونيين الذين لا يحترمون انفسهم ولا ألآخرين وانهم بهذه الطريقة لا يمكنهم ان يحافظوا لا على انفسهم ولا على غيرهم. ومع ذلك فلا تعتقد ايها العزيز بانهم قادرون على اذلالك واذلالي او اذلال الغير بل انهم يذلون انفسهم ويصبحون مسخرة امام الطائفة والعالم .
نحن متالمون جدا لما صدر منهم من اعمال عدوانية ضدكم وفي كل قضية الا ان الله لا يترك الحق ويتمسك بالباطل ابدا . لقد وضعنا انفسنا في فوهة المدافع من اجلهم الا انهم مع ذلك تعمى عيونهم عندما يرون تقديم اقل تقدير او احترام من الملة لنا دون ان يفكروا بان التقدير والاحترام لا يقدم الا لمن يستحقه .
فانتم سيروا للامام على بركة الله ونحن صامدون معكم حتى الموت وسوف لا نترككم حتى المعول والمجرف (القبر)… فلتعمل سرمة خاتون ما تشاء دون تقصير اذ اننا واعون ولسنا من الاموات . وفي الحقيقة كنا نحب عائلة المارشمعون الا انهم لا يرغبون بذلك . فليفعلوا ما يشاءون وليبقوا رؤساء ما استطاعوا الى ذلك سبيلا .
ان اهالي ماربيشوا قد كتبوا ضدكم وضد اغا بطرس كثيرا وقد جاء لطرفكم شاب اسمه منصور من هنا لاغتيالكم واغتيال اغا بطرس فعليكم تدبر امره .
ان هذه الاعمال التخريبية كلها صادرة من الماريوسف خنانيشو الذي يمثل دور المعارض ضدكم وضد اغا بطرس هناك .
عزيزي ارجو ان تكتبوا بعض الرسائل الى الملة الآثورية الموجودة هنا لانها باجمعها تؤيدكم وتؤيد اغا بطرس ما عدا اهل مار بيشو الذين هم وحدهم يقفون ضدكم الا اننا سنكسر رقبتهم هنا بعد برهة باذن الله وانتم بدوركم هناك . تحياتي لاغا بطرس …. خادمكم المخلص يوآلاها …..

مثلث الرحمة مارايشاي شمعون

مؤامرة اغتيال مالك خوشابا الثانية :
مما يجدر ذكره بعد انقلاب مايس 1941 وعودة الانكليز للقبض بيد من حديد على مقاليد الامور في العراق وفرض سيطرتهم التامة على شؤونه الداخلية والخارجية .
قاموا برد اعتبار لاصدقائهم والمرتبطين بهم من العرب والاكراد وألآثوريين واعادوا تعيين هؤلاء في المراكزوالمناصب الحساسة في الدولة مثل وزارة الداخلية وفي ادارات الالوية خاصة الشمالية منها لتنفيذ سياسة تستهدف ضرب العناصر الوطنية وتفتيت الجبهة الداخلية وبث الفرقة فيها . اما بخصوص اصدقائهم الاثوريين فقد قاموا بنقل مار يوسف خنانيشو بطائرة عسكرية خاصة الى (قبرص) للاجتماع بابن اخته مارشمعون وسرمة خاتون واعادته . بعدها بدا مار يوسف بنشاطا ملحوظا في التحرك بعد سبات منذ 1933 مستخدما سيارات الانكليز العسكرية وحمايتهم من الحبانية التي اتخذها مقرا شتويا له متنقلا بين الوية الموصل وكركوك واربيل ثم يصعد صيفا الى مصيف سر عمادية حيث يعسكر الليفي .
وتم تعيين اقاربه في وظائف خاصة في السفارة البريطانية وقنصلياتها . اما الخطوة الثانية فهي دعوة مالك ياقو مالك اسماعيل للعودة من سوريا والتطوع ثانية في قوة الليفي الموضوعة في خدمة الانكليز .
والخطوة الثالثة كانت اتفاق الزعامة الدينية الاثورية في الحبانية مع قيادة وضباط الليفي على اعداد محاولة لاغتيال مالك خوشابا وتصفية رفاقه فرسموا الخطة وامروا بجمع الاموال من اتباعهم في الحبانية من منتسبي الليفي واختاروا الزمرة المنفذة بزعامة (اسطيفانوس شمعون) الملقب بجورج ابو ماركريت من عشيرة جيلو الصغرى الذي تظاهر بقبول المهمة ووعد بتنفيذها ..

نياحة المطران ماريوسف خنانيشو وشقيقه شليمون (الاول من اليمين) مع مجموعة من الضباط الانكليز في قرية (ديانا) سنة 1943


وفي دار مار زيا سركيس في بغداد حيث صادف وجود مالك خوشابا الذي جاء من الموصل للعلاج توافد جمع كبير من المواطنين الاثوريين على مقر الاسقف لتهنئته بمناسبة عيد الفصح وقف جورج في المجلس امام الحاضرين وطلب الاذن بالكلام وقال;
(اعترف امام الله وامام نيافة الاسقف وامام مالك خوشابا وامامكم بانني مكلف من قبل الزعامة الاثورية في الحبانية باغتيال مالك خوشابا مقابل مبلغ كبير من المال ) ثم كشف عن تفاصيل الخطة الموضوعة لذلك واردف قائلا;
(ولكنني بعد الامعان والتفكير في الامر تساءلت مع نفسي لماذا اقترف مثل هذا العمل وكيف لي ان اقتل انسانا بارا وصالحا لم نرى منه الا العمل المخلص والخدمة الصادقة لكل الاثوريين ونواياه الطيبة اتجاهنا جميعا ؟
ثم كيف لي ان فعلت ذلك التخلص من غضب التياريين وانتقامهم ) يقينا ان دماء غزيرة كانت ستراق وان فتنة اثورية ضارية كانت ستنشب يستحيل التكهن بمداها لو قدر للامر ان يقع ؟
ولكن رد ملك خوشابا لم يكن انفعالبا فلم يقم بشكوى قانونية ضدهم في المحاكم ولو ان اركان الدعوى القضائية متوفرة ولكنه حاول بهدوء وتعقل متميز اعطاء درس لا ينسى للمسيئين اصحاب النوايا الخبيثة .

نياحة الاسقف مار زيا سركيس

فكتب لتلك الزمرة المتآمرة رسالة مطولة ذكرهم فيها بكل اعمالهم المخزية التي سببت المآسي والكوارث للاثوريين المساكين والتي يستحقون عليها القتل والموت مرات عديدة لا ان يقتل من كان سببا في خلاص هذه الامة والمحافظة على ما تبقى منها …
وسالهم هل حقا تجرؤون على قتلي الان وعهدي بكم انكم جبناء رعاديد في ساحات الوغى تفزعون من النظر في وجهي وتخافون المرور من على جثتي فمن اين يا ترى حصلتم على هذه الشجاعة ألآن ؟؟؟

مالك لوكوشليمون بداوي التخومي

محاولات الاغتيال في سوريا :
من كتاب ( النضال الاشوري من اجل البقاء ) تاليف مالك لوكوشليمون بداوي التخومي …
بعد ان استقر الاثوريين الذين هاجروا الى سوريا في منطقة الخابور وجدوا ان الوعود التي كانوا قد سمعوها من العائلة المار شمعونية التي صورت لهم هذه المنطقة كجنة عدن بدت كجحيم قياسا الى المناطق والقرى الجميلة التي كانوا يسكنونها في العراق والموارد التي كانت تردهم من اعمالهم الزراعية وتربية الحيوانات تكفيهم للعيش بكرامة حالهم حال سكنة المنطقة من العرب والاكراد لا بل كانوا افضل حالا منهم ومن ناحية التسليح ايضا كانوا يشكلون ثقلا دفاعيا لا باس به بحيث انه في الفترة من 1920 الى 1933 لم تجرا اي من العشائر الكردية او العربية التحرش بهم ولهذه الاسباب مجتمعة حاول البعض منهم العودة الى قراهم في العراق, اما الذين لم يتمكنوا من ذلك فاصبحت اعينهم معلقة الى عصبة الامم التي ربما تجد لهم دولة اخرى تقبلهم ليكونوا في حال افضل وبرز في هذه الفترة اي منذ 1934 خمسة اشخاص ينشطون في هذا الاتجاه وهم ;
(مالك لوكو شليمون التخومي : مالك دانيال مالك اسماعيل : ليون دنخا الشمعوني : مقصود نيخو : رئيس شليمون زومايا ) ,وكان نشاطهم هذا مدعوما في البداية من قبل قداسة البطريرك مار ايشاي شمعون من قبرص الا ان قداسته عاد بعد عدة سنوات ليغير رايه ويضع العراقيل امام اي توجه للهجرة من الخابور بعد ان لمس بوجود فائدة مادية كبيرة له في بقائهم وماساتهم (هذا ما سنراه في الرسالتين اللتين ارسلهما قداسته الى اهالي خابور والتي سانشرهما في الاجزاء المقبلة ) .

مالك دانيال مالك اسماعيل

تهديد مالك لوكو شليمون التخومي بالاغتيال من قبل مجهولين :
في هذا الجو المشحون تلقيت رسالة التهديد بالاغتيال وقد ترجمتها حرفيا مع اخطائها الاملائية والنحوية …..
(مضمون الرسالة ) الى لوكو شليمون بداوي التخومي :
قبل اتخاذ اي اجراء.. نرغب في تبليغك وعليك الاذعان والا فان حياتك ستكون في خطر .
نحن كاتبوا هذا الانذار مجموعة من الشباب الاشوري (الاناني) الذين لا يهتمون لحياتهم . نحن الكتاب وبعد دراسة نشاطاتك لمدة طويلة قد توصلنا الى كونك اول من اثار المشاكل بين الاشوريين وسيتم اعتبارك المسؤل الاكبر عما سيحدث في المستقبل . وعليك تنفيذ الاوامر المحددة التالية :
1) انت لست مالك (رئيس) تخوما كما تطلق على نفسك حاليا . الرئيس المناسب يجب ان يكون لديه شهادة بذلك موقعة ومختومة من قبل البطريرك مار ايشاي شمعون .
2)عليك مستقبلا طاعة كل الاوامر الصادرة من البطريرك مارايشاي شمعون وان تكون مخلصا لاتباعه .
3)عليك حالا ايقاف جميع نشاطاتك ضد قائدك المعترف به بين جميع الامم والشعب الاشوري .
4)عليك حالا انهاء كل علاقاتك مع يوسف مالك لكونه خائنا لشعبنا (ويقصد هنا بيوسف مالك التلكيفي الكاتب المشهور وسكرتير مار ايشاي شمعون سابقا ) .
5) اذا تجاهلت كل ما ذكر آنفا فان حياتك ستنتهي في القريب العاجل لاننا لا نريد ان يكون هناك بطرس وخوشابا آخر .
(مرسلة من الجمعية السرية)…..

هذا بالطبع لم يكن التهديد بالاغتيال الاول ولا ان المؤلف وحده قد تعرض لذلك فالناس في مواقع القيادة الذين اتخذوا قرارات تؤثر على حياة وحسن حال الاخرين عليهم توقع بعض ردود الفعل من الناس المتاثرين من ذلك ولكنهم حين يلجؤن الى الاغتيال فذلك مؤشر على الشخصية المنحطة والافلاس الاخلاقي … ولقد تعرض آخرون بالاغتيال في العراق سابقا امثال اغا بطرس وملك خوشابا ……

محاولة الاغتيال الثانية :
(يومو قاسم) شخص مصاب بجنون الاضطهاد تم استخدامه كقاتل لتصفية المناوئين :
ان يومو قاسم المذكور آنفا كان يعاني من مشكلة عقلية (جنون الاضطهاد) منذ طفولته وكان يمتلك مسدسا فقام النقيب الفرنسي (فيليود ) المسؤول العام عن المخيمات الاشورية في خابور بابعاد المسدس عن متناول يده كاجراء احترازي وسلمه الى (رومي) زوجة شليمون شقيق مالك دانيال ومالك ياقو اولاد مالك اسماعيل لكي لا يتمكن من استخدامه في اوهامه المجنونة .
وعندما عادت (رومي) من قبرص بعد زيارتها لشقيقتها سرمة خانم وابن شقيقها مارايشاي شمعون اعادت المسدس الى يومو وتبين انها قد زودته بالتعليمات لما يجب ان يفعل به ..
الخطر الكامن في وضع سلاح في يد شخص مضطرب عقليا شيء واضح تماما .. والاسوا من ذلك ان الامر لا يتطلب عبقرية في اقناع هكذا شخص للقيام بعمل يفكر بها الاشخاص الاسوياء اكثر من مرة قبل الاقدام عليها او يرفضونها مباشرة .
اما السيد ليون دنخا الشمعوني كان يعيش لوحده ومن اجل تمضية الوقت تعود على اصطحاب يومو والذهاب في زيارات اجتماعية للجيران وبعدها كانا يعودان الى دار ليون في منتصف الليل تقريبا لشرب الشاي معا ليعود يومو بعد ذلك الى داره ….
في يوم من ايام 1937 رافق ليون يومو كما هومعتاد وذهبا لزيارة الجيران ثم عادا الى بيت ليون في الساعة 30 : 11 ليلا وبينما كان ليون متقدما عن يومو وهو مطأطأ الرأس ليتمكن من الدخول من الباب الرئيسي الصغير اطلق يومو النار على ليون من الخلف فجأة وبشكل غير متوقع واخطأ باصابة قلبه بسنتمتر واحد طبقا لتقرير دكتور (فريشو) الطبيب الذي عالجه في بيروت . ثم هرب يومو من مسرح الجريمة مباشرة بعد ارتكاب جريمته وحاول دون جدوى مغادرة سوريا الى العراق … وبالنسبة الى ليون فقد تم تبليغ النقيب (فيليود) من قبل سكان القرى المحليين فذهب مباشرة لرؤية ليون وحين ادرك خطورة حالته وان حياته معلقة بخيط رفيع طلب النقيب (فيليود) طائرة بشكل عاجل مرسلة من حلب لنقله الى مستشفى في بيروت من اجل علاجه واجريت له عملية جراحية وتم انقاذ حياته …. وكان ليون يتكلم الفرنسية وقد عمل مترجما لدى النقيب (فيليود) … وفي نفس ليلة الحادث ذهب النقيب فيليود من تل تمر الى الحسكة وابلغ عنها السلطات في المحافظة . وطلب اخطار كل البلدات في الجزيرة ليبذلوا الجهد في عدم السماح ليومو للهروب من سوريا … شوهد يومو بالقرب من احدى القرى في المنطقة وتمت مطاردته وطلب منه التوقف لكنه شرع باطلاق النارعلى ملاحقيه فحدث تبادل لاطلاق النار اصيب يومو فيها في فخذه بعد ان استنفذ اطلاقاته فلم يستطيع الهروب بفخذ مكسورة وتم القاء القبض عليه وتسليمه للسلطات الحكومية … وعندما اخذت افادته عن طريق ترجمة الدكتور يادكار افاد يومو (انه تم تلقينه من قبل رومي قائلة له :
هناك خمسة اشخاص يعارضون مارشمعون ويجب القضاء عليهم وهؤلاء الاشخاص هم;
(مالك لوكو ومالك دانيال وليون دنخا الشمعوني ومقصود نيخو ورئيس شليمون زومايا ) وثبت انه كان ليومو شركاء في هذا العمل وقد جاء احدهم واعترف وطلب المغفرة من ضحيته المحددة والذي كان (مالك دانيال ابن مالك اسماعيل شقشق زوج رومي) والذي كان من المفترض اغتياله في تلك الليلة . ولا نريد هنا ذكر اسم القاتل ولا السبب الذي من اجله اراد قتل مالك دانيال الا ان اسمه ليس سرا على ابناء تياري في تل تمر .. الله هو القاضي وسيجازي كل واحد حسب اعماله ونواياه وقد اعترف القاتل بانه قد وضع مالك دانيال مرتين في مرمى سلاحه ولكنه اصيب بالرعب قبل الضغط على الزناد واضاف بانه شعر وكان صوت ما قد اخبره بعدم فعل ذلك …..انتهى الاقتباس …..

يوسف مالك التلكيفي

ايها القراء الاعزاء هنا لنا وقفة اخرى :
من خلال قراءة هذه الاحداث الماساوية نجد ان عمة البطريرك رومي شقيقة سرمة خانم ومن العائلة الدينية المقدسة والتي من المفروض ان تكون ابعد الناس عن التورط في امور التآمر على القتل تتآمر على قتل شقيق زوجها واربعة آخرين والسبب الوحيد كان لان هؤلاء الخمسة ارادوا ان يجدوا مخرجا آخر لاهلهم في خابور وهذا المخرج كان سيسبب خسارة مادية لهذه العائلة التي كانت تستغل ماساتهم في جني الاموال من اميركا (485 الف دولار ) استلمها قداسته ولم يسلم لاهل خابور منها سوى 1500 دولار اي ان حصة كل فرد لم تتجاوز (20 بنس ) ….
هذا ما ورد في كتيب يوسف مالك التلكيفي السكرتير السابق لقداسة البطريرك واسم الكتيب (الله والحق) صادر في ايار 1948 الحسكة / سوريا ….
وتمر السنين حتى عام 1975 حيث يعود المشهد الماساوي للظهور في هذه العائلة من جديد فيقوم ابن مالك ياقو شقيق زوج رومي بعملية اغتيال قداسة البطريرك مار ايشاي شمعون ابن شقيق رومي …..
وهكذا كانت بداية ظهور هذه العائلة بمأسات القوش وانتهت بمأسات كاليفورنيا مرورا بمآسي قوجانس واورميا وكمسيحيين نقول رحمة الله على كل من قتل وكل ومن توفاه الله . ان كلمة القداسة لها معناه الروحي الخاص بها والذي لاجله تم تقديس تلك الشخصية ومن الصفات التي تتوفر في القديسين هي المنجزات الانسانية المتميزة والتضحية بالنفس من اجل المعتقد الروحاني والنسك والابتعاد عن الامور التي تدعو الى سفك الدماء والصدق مع الجميع حتى مع الاعداء والتعفف عن جمع الاموال وعدم الاستيلاء على اموال الآخرين (فكيف اذا كانت هذه الاموال هي اموال الفقراء واليتامى والارامل ) ؟
هذا الامر يسري على كل شعوب العالم باستثناء شعبنا الذي انفرد البعض منه الى تقديس من هو ابعد ما يكون عن القداسة ……
فهل الذي يتسبب في مقتل ألآلاف من ابناء شعبه من اجل حصوله على مركز دنيوي يعتبر قديسا ؟
وهل الذي يتآمر لاغتيال المناوئين له حتى من اقربائه لا لشيء سوى لانهم حاولوا ان يجدوا مأوى افضل لهم من سوريا مما يؤدي الى غلق مصدر رزق هذا القديس لانه عن طريق بقائهم في حالة الفقر والعوز يستطيع استجداء مئات ألآلاف من دولارات المحسنين في اميركا؟
فهل يعتبر قديسا ؟
وهل الذي يتبوأ اكبر مركز ديني يمنعه من الزواج والانجاب يخرق قانون الكنيسة الذي من المفروض عليه حماية هذا القانون فيقوم بالزواج والانجاب واصدار اوامره لكافة المطارنة والاساقفة للاقتداء به يعتبر قديسا ؟
اسئلة مطلوب الاجابة عليها ….

تنويه (nala4u); لأهمية هذه الاحداث التاريخية والوثائق..لذا أعيد نشرها مع التقدير.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.