مشاكسة بعنــوان (الايـــدز الســـياسي)

بقلم مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
مشـــاكســة / الايــــدز السياســــي

22 / 08 / 2020
http://nala4u.com

بعد ان فشلت كل الادوية والعلاجات والاساليب الطبية والوصفات الوطنية المختلفة في انقاذ مريض السرطان سئ الحظ ذاك الذي كان يئن تحت وطأة المرض الخبيث وتشظياته القذرة وامتداداته المؤلمة لانحاء من جسده ، تأمل خيرا بالجراح الامريكي المتمرس ذي السمعة العالمية في التعامل مع السرطانات المختلفة واجتثاثها باصابعه الخبيرة التي تعرف طريقها جيدا وبسرعة الى مختلف مواقع العقد السرطانية واجتثاثها بدقة ، وتأمل خيرا بعد ان انهكته تماما العلاجات الكيميائية والاشعاعية وحتى الشعبية منها، لذلك اسلم جسده ومصيره لاصابع ذلك الجراح الدولي الماهر الذي لم يكتف بجلب المعدات الاساسية الحديثة التي يحتاجها وحسب ، بل انه حرص ايضا على ان يصطحب معه قناني الدم من بلاده.

استسلم مريض السرطان سيئ الحظ لاصابع ومشرط ذلك الجراح الامريكي الحاذق الذي تمكن من ان ينهي عملية استئصال اورامه السرطانية الخبيثة التي انهكته خلال ساعات بنجاح وغادر الى اماكن

اخرى لاتمام برنامجه المكثف في اجراء العمليات المعقدة والصعبة في ستئصال الاورام السرطانية الخبيثة.

وعندما زار ذلك الجراح مريضه بعد ايام مهنئا اياه بنجاح عملية استئصال الورم السرطاني الكبير والخبيث من جسده، فاجأه المريض بقوله (وما الفائدة يادكتور ؟؟؟) تفاجأ الجراح برد مريضه ، وقبل ان يرد اكمل المريض حديثه قائلا (لقد استئصلت الورم السرطاني الخبيث من جسدي وانقذتني منه ، لكنك في الوقت نفسه اصبتني بالايدز جراء الدم الفاسد الذي جلبته معك ونقلته لي ).

قهقه الجراح (العبقري ) ضاحكا واجاب (المهم انني اكملت مهمتي بنجاح وانقذتك من السرطان) وغادر المكان مقهقها وكأنه لم يكن السبب في كارثة ذلك الانسان سيئ الحظ..

ما اشبه هذا بالاحداث المأسوية على ارض الواقع في وطننا المنكوب، فقد نجح الجراح السياسي الامريكي في استئصال سرطان الدكتاتورية من بلادنا لكنه في الوقت نفسه اصابنا بايدز الفساد الذي التهم الاخضر واليابس وثروات وحقوق الانسان ، وحول اغنى البلدان النفطية الى ساحة للفقر والفوضى الامنية والبطالة وغياب الخدمات الاساسية والصراعات السياسية والمغانم الشخصية .

ومن يدري ، ربما كان ذلك السرطان الدكتاتوري بنظر البعض ارحم واقل مآسي وكوارث من الايدز السياسي الذي يدفع بالبلاد الى الهاوية.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.